افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 16 25|09:18AM :نشر بتاريخ
النهار:
لا يقف الأمر على الاستحقاقات الديبلوماسية والسياسية بل ان ثمة حدثا اقتصاديا سيجذب الاهتمامات أيضا في الأسبوع الطالع وهو انعقاد مؤتمر الاستثمار في بيروت يوم الثلثاء المقبل بمشاركة سعودية.
يحمل الأسبوع الطالع مؤشرات وتطورات بارزة ان لجهة تبين الوجهة التي سيسلكها مأزق تعديل قانون الانتخابات وحسم إشكالية تصويت المغتربين التي باتت تشكل اللغم الجاهز للانفجار باستحقاق الانتخابات النيابية كلا ، وان لجهة بلورة المقاربة الأميركية للملف اللبناني بعدما تبدل القائم على متابعة هذا الملف بوصول السفير الأميركي الجديد اللبناني الأصل ميشال عيسى ايذانًا لتسلمه مهماته غدا الاثنين . كما ان التحركات الديبلوماسية ستتخذ زخما إضافيا مع توقع وصول الموفد السعودي محمد بن فرحان إلى بيروت في الساعات المقبلة .
ولكن ذلك لم يحجب الأنظار عن التطورات الميدانية المقلقة في الجنوب التي ترجمت بطلب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون من وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي تكليف بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة، رفع شكوى عاجلة إلى مجلس الامن الدولي ضد اسرائيل لاقدامها على بناء جدار إسمنتي على الحدود اللبنانية الجنوبية يتخطى الخط الأزرق الذي تم رسمه بعد الانسحاب الإسرائيلي في العام ٢٠٠٠.
وطلب الرئيس عون إرفاق الشكوى بالتقارير التي صدرت عن الامم المتحدة التي تدحض النفي الإسرائيلي لبناء الجدار، وتؤكد أن الجدار الخرساني الذي اقامه الجيش الاسرائيلي أدى إلى منع السكان الجنوبيين من الوصول إلى مساحة تفوق 4 آلاف متر مربع من الأراضي اللبنانية.
واشارت رئاسة الجمهورية، إلى أن التقارير الدولية تؤكد التقارير أن قوة "اليونيفيل" أبلغت إسرائيل بوجوب ازالة الجدار لاسيما، وان استمرار وجود اسرائيل في الأراضي اللبنانية وأعمال البناء التي تجريها هناك يشكلان انتهاكاً لقرار مجلس الامن الرقم 1701 ولسيادة لبنان وسلامة أراضيه.
ولا يقف الأمر على الاستحقاقات الديبلوماسية والسياسية بل ان ثمة حدثا اقتصاديا سيجذب الاهتمامات أيضا في الأسبوع الطالع وهو انعقاد مؤتمر الاستثمار في بيروت يوم الثلثاء المقبل بمشاركة سعودية لقيت ترحيبا لبنانيا واسعا عقب إعلان المملكة العربية السعودية نيتها لتسهيل معوقات الصادرات اللبنانية إلى المملكة الذي رأى فيه معظم المعنيين رسالة أولية إيجابية من السعودية للمضي في دفع لبنان نحو انجاز الإصلاحات وتحقيق خطة حصر السلاح في يد الدولة .
وعشية انعقاد مؤتمر -Beirut One" الثقة المستعادة"، الهادف الى إعادة تحفيز الاستثمار في الاقتصاد اللبناني، رأى وزير الإقتصاد والتجارة عامر البساط ان المؤتمر دلالة على نوع من النجاح، موضحاً ان التواجد في المؤتمر صحي جدًا وهناك مبادرة من السعوديين للتواجد فيه وهذه بداية طريق وأمر إيجابي جدًا". وقال : "الطريقة التي نفكر فيها من خلال المؤتمر هي كسر الجمود والإنقطاع وإعادة ربط لبنان إقتصاديًا بمحيطه العربي ومغتربيه وأشقائنا العرب ونريد خلق سردية جديدة عن هذا البلد".واضاف: "هناك تحوّلات وتغييرات وضبط للمرافىء وهذه الأمور ترسل اشارات ان الطريق الصحيح بدأ".
وتتزامن الاستعدادات للمؤتمر مع إجراءات مالية جديدة شرع فيها مصرف لبنان لتشديد الرقابة على التحويلات المالية خارج المصارف . وفي هذا الصدد تحدثت معلومات عن ان "حزب الله" تبلّغ من المعنيين عن إجراءات مالية جديدة للبنان ومن ضمنها "القرض الحسن". وقالت إن "المعاملات المصرفية وآلات سحب الأموال التابعة للقرض الحسن ستتوقف في لبنان". وأشارت إلى أن "عمل القرض الحسن كجمعية في لبنان سيقتصر على إيداع الذهب والحصول على أموال مقابلها فقط".وأكدت أن "الإجراءات اللبنانية الجديدة ستمنع التبادلات المالية بين المودعين والقرض الحسن التابع لحزب الله".
اما في المشهد السياسي الداخلي فان مصير الانتخابات النيابية كلا بدا على المحك وسط المعطيات السلبية التي تحكم موضوع انتخاب المغتربين وفوات مهلة بت مشروع قانون الحكومة الخاص بإتاحة المجال امام الانتخاب الاغترابي لجميع النواب باعتبار ان مهلة تسجيل المنتشرين تنتهي الخميس المقبل وسط اقبال ضعيف جداً.
ولم يحمل حديث رئيس مجلس النواب نبيه بري امس امام مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزف قصيفي ما ينبئ باي إيجابيات او وضوح في هذا الملف . اذ ان بري الذي جزم "ان الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها ولا تأجيل او تمديد" انبرى لانتقاد الحكومة وقال : "حذرت من رمي كرة النار إلى المجلس النيابي. لا أدري لماذا ألفًت الحكومة لجنتين ولم تلتزم بأي قرار صادر عنهما ، ورمت هذه الكرة الى المجلس النيابي وحتى الآن لم استلم أي شيء من الحكومة ، والبعض مستعجل عن غير حق ويريد مني أن أحل الأزمة المتصلة بقانون الانتخابات وأنا لم استلم المشروع بعد". وأشار إلى "أن البعض ومنذ أكثر من 12 سنة يعمل تحريضاً في الولايات المتحدة الأميركية لفرض عقوبات ضدي، ماشي الحال "واشار الى "ان لا مبرر على الإطلاق ألا يكون موقف اللبنانيين موحداً حول ما قامت وتقوم به إسرائيل وما تضمره للبنان واللبنانيين".وقال: "أعطوني وحدةً، عندها لا خوف على لبنان مهما كانت التحديات من أي جهة أتت".وحول الانفتاح السعودي والعربي تجاه لبنان قال بري: "لبنان هو بلد كل العرب ويدنا دائما كانت ولا تزال ممدودة لكل الأشقاء العرب وعلاقتي مع المملكة العربية السعودية لم تنقطع في يوم من الأيام". وأكد "أن لا خوف من فتنة داخلية على الإطلاق". وحول ما يقال عن قيام حزب الله بإعادة بناء نفسه وترتيب أوضاعه أجاب بري : "من الطبيعي جداً لأي حزب أو تنظيم أو مكون سياسي أن يعيد بناء نفسه وترتيب أوضاعه الداخلية والتنظيمية بين فترة وأخرى، ومع كل تحدٍ فمن حق حزب الله أن يقوم بذلك خاصة بعد العدوان الإسرائيلي أما المزاعم عن تهريب السلاح من البحر أو البر أو الجو هي مزاعم كاذبة ولا صحة لها. ووصف الأزمة الراهنة التي يمر بها لبنان بأنها "الأخطر التي يواجهها شخصيا وكذلك هي الأخطر في تاريخ لبنان". قائلا: "لا خلاص ولا مناص امامنا إلا الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة".
وليس بعيدا من موقف بري كتب الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، عبر حسابه على "أكس": "الوفود السيادية التي تزور واشنطن مهمتها التشكيك والتحريض متجاهلين العدوان اليومي. فهل طالبوا بزيادة معاشات الجيش والأمن الداخلي مع تحديث آلياته؟ وهل يدركون أهمية تسوية المحكومين الإسلاميين السوريين الذين ترفض السلطة تسليمهم؟ وماذا عن وضع السجون المكتظة وحالات المرض والانتحار؟".
وفي التحركات السياسية الأخرى تابع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل جولاته على المناطق وحط امس في البقاع الشمالي فزار بعلبك ودورس وشليفا ومما قال في كلمات القاها : اذا بقي التيار مقفلاً على نفسه ينتهي واذا انفتح ولو خسر بعض الناس يغتني بمن هم في الخارج ويغتنون فيه، وهذا أيضاً ينطبق على جوهر قضية التيار ولبنان الذي لا نقبل بتقسيمه، فمن يستغني عنكم هنا ليكتفي بجبل لبنان يكون لا يفهم ما هو لبنان. وتابع: "لا نأتي الى هنا لنزايد على المقاومة ونتنكر لشهدائها بل لنقول اننا نريد الدولة ولبنان الذي هو ملجأنا، يجب ان نعرف ان سوريا تغيرت وفيها نظام جديد، والبقاع ليس فقط ليدافع عن نفسه بل عن لبنان فعندما يسقط البقاع يسقط كل لبنان، ويجب أن نبقى بكرامتنا وبمحبتنا للآخر ولو اختلفنا معه.وختم باسيل بالقول: نقرأ الواقع ونتعايش معه ولكن لا نقوم بأخطاء مصيرية تقضي على وجودنا وعلى ١٠٤٥٢ كلم ولهذا البقاع يعنينا بكامله.
الديار:
مرة جديدة تقف بيروت في قلب عاصفة متشابكة الخيوط: تهديدات عسكرية «إسرائيلية» متصاعدة، مطالب مالية واقتصادية أميركية ضاغطة، ومبادرات سياسية مصرية وفرنسية تتقدم خطوة وتتراجع خطوتين، وكأن لبنان تحول إلى طاولة اختبار لإرادات إقليمية ودولية، تبحث عن تسوية لم تولد بعد، تختلط قبلها لغة الديبلوماسية بنبرة الإنذار، معيدة رسم خطوط الاشتباك والتهدئة.
فـ «إسرائيل» التي تواصل قرع طبول الحرب على الحدود الجنوبية، تصعد خطابها العسكري في محاولة واضحة لفرض وقائع ميدانية جديدة، املا في انتزاع تنازلات سياسية تحت ضغط الخوف، في وقت يواجه فيه لبنان، دولة ومؤسسات، معادلة شديدة الخطورة: كيف يمنع الانزلاق إلى مواجهة شاملة لا طاقة له عليها، دون أن يقدم هدايا سياسية على طبق من الاضطرار؟ وكيف يوازن بين ضرورات الردع وضرورات البقاء؟
تزامنا، تمضي واشنطن في شد الخناق المالي والاقتصادي، عبر ضغوط مباشرة على القطاع المصرفي وعلى حركة التحويلات والتمويل، في إطار ما تصفه المصادر الأميركية بـ<إعادة تنظيم البيئة المالية اللبنانية»، في لحظة حرجة يلمس اللبنانيون تأثيرها يومياً، من سعر الصرف إلى القطاع المصرفي، ومن «استنزاف» الاحتياطي إلى تفاقم الانكماش.
وسط هذا المشهد المتوتر، تتحرك القاهرة وباريس كل وفق مقاربتها. فالمبادرة المصرية تعود إلى الواجهة كمسار قابل للحياة، مستندة إلى شبكة اتصالات واسعة مع الأطراف اللبنانية والإسرائيلية على حد سواء، فيما تواصل باريس جهدها الديبلوماسي، رغم تراجع زخم مبادرتها الأصلية، ورغم ان كلا الطرفين يدركان أن أي مسار سياسي لن ينجح ما لم تجمد اللعبة العسكرية أولا، وما لم تفتح واشنطن نافذة تتيح تعاملا اكثر تساهلا ثانيا.
هكذا يدخل لبنان عنق الزجاجة، معلقا على حبال ثلاثة مسارات: تهديد عسكري، حصار اقتصادي، ومبادرات سياسية تفتش عن فسحة أمل في جدار مسدود. وبين هذا كله، يقبع اللبنانيون في انتظار القرار الكبير: هل تكتب المنطقة فصلا جديدا من الاشتباك؟ أم تذهب إلى تسوية تعيد ترتيب الأدوار قبل الانفجار؟
عين التينة
في هذا السياق المحموم والبالغ الحساسية والدقة، اطل رئيس مجلس النواب نبيه بري بموقف سياسي، حاول من خلاله رسم حدود الاشتباك، وتحديد اتجاه الرياح، في مرحلة تتقاطع فيها الضغوط الداخلية والخارجية، حيث المشهد المحلي يغلي، واضعا نفسه في قلب النقاش، ليس بوصفه طرفاً سياسيا تقليديا، بل كمرجعية يعتبر أن استهدافها بات جزءا من محاولة إعادة تشكيل المشهد الداخلي.
فكلامه امام مجلس نقابة المحررين، وفقا للمتابعين، لم يأت في إطار رد عابر، بحسب مصادر متابعة ، بل شكل محطة مفصلية تضيء على التوازنات التي يحاول البعض تعديلها، وعلى أدوار يريد البعض الآخر تحجيمها، مقدما قراءته لتقاطع الضغوط: محاولات التشكيك في دوره، دفع المجلس إلى زوايا ضيقة في ملف الانتخابات، تصعيد عسكري بلا غطاء وطني، ومناخ دولي يزداد صرامة، معتمدا نبرة تجمع بين التحدي والاحتواء، رافضا الانجرار إلى السجالات، متمسكا بالدستور والمؤسسات، رافعا شعار الوحدة الداخلية كشرط بقاء، لا كترف سياسي.
وختمت المصادر بان كلام عين التينة يؤشر إلى مرحلة مقبلة، ستتحدد ملامحها وفق قدرة القوى على التفاهم أو على الاشتباك، وفي كلتا الحالتين، يبدو «الاستاذ» عازما على تثبيت معادلة مفادها ، أنه لا يمكن تجاوز موقعه ولا تجاهل تحذيراته في أي مسار يرتبط بمستقبل البلاد، محاولا ضبط إيقاع الساحة اللبنانية وسط الضوضاء الهائلة، حيث «لا مخرج من الأزمة إلا بالوحدة».
تصعيد جعجع
وفي الداخل ايضا، برز أخيرا تصعيد رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع كعامل إضافي في إشعال حرارة المواقف السياسية، حيث تقول اوساط سياسية، ان جعجع الذي يقرأ التطورات بوصفها مرحلة إعادة رسم توازنات داخلية وإقليمية، رفع منسوب خطابه إلى حد غير مسبوق، محملا «الدولة» كما «الحزب» مسؤوليات تتجاوز الميدان، إلى طبيعة الخيارات الاستراتيجية للبلاد، مستندا إلى شعور متزايد لدى معراب بأن لبنان يتجه نحو لحظة مفصلية، تشبه في رأيها، «الامتحان الأكبر للدولة والسيادة»، ما يفرض على جعجع التحول إلى مواجهة مفتوحة، مع ما يعتبره «الخيارات التي تجر لبنان إلى عزلة عربية ودولية»، بوصفه «بي وأم» التسوية الرئاسية، وسبق له ان حذر منذ اشهر من مهلة السماح التي تنتهي نهاية السنة».
هذا الاندفاع التصعيدي، وفقا للاوساط، يضع الساحة المسيحية أيضا على خط التوتر، ويعيد تشكيل خريطة التموضع داخل المعارضة، حيث يتلاقى خطاب «القوات» مع قوى تعتبر أن البلاد أمام «مسار انحداري يجب قطعه فورا»، تحديدا عشية هجوم رئيس الجمهورية على زوار واشنطن من «السياديين»، الذي لاقاه فيه رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جبلاط، ما جعل من كلام جعجع جزءا من مشهد سياسي يغلي على أكثر من جبهة، مضيفا طبقة جديدة من التوتر، إلى لوحة لبنانية متخمة أصلا بالتعقيدات.
الانفتاح السعودي
وفيما يترقّب لبنان بقلق وتركيز بالغين الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي إلى واشنطن، باعتبارها محطة مفصلية قد تعيد خلط الأوراق الإقليمية ، وتترك آثاراً مباشرة على الساحة اللبنانية، استمرت الاتصالات على اكثر من صعيد داخلي وخارجي، للوقوف على خلفيات مستجدات الموقف السعودي الذي استجد خلال الساعات الماضية، وموجة «التهليل» الذي رافقته.
مصادر ديبلوماسية عربية وصفت مقاربة الرياض، بالتحول العملي الناتج من اداء الأجهزة اللبنانية في ملف مكافحة المخدرات وعمليات التهريب نحو الخليج، بما فيها تفكيك شبكات مرتبطة بتهريب الكبتاغون، في اطار تفعيل التنسيق الأمني مع الرياض، ما أعاد وضع لبنان على خريطة الثقة الجزئية بعد سنوات من الفتور، متوقفة عند نقطتين اساسييتين: أولاً الرغبة في اختبار مدى التزام السلطة اللبنانية بتثبيت خطوات جدية على الأرض، وثانيا الاستعداد المشروط لإعادة فتح قنوات التواصل الاقتصادي، ولو ضمن حدود حذرة، والأهم أن المملكة تظهر استعدادا للتجاوب حين تبدي بيروت جدية في الملفات التي تؤثر مباشرا في أمن الخليج.
لكن الإيجابية السعودية، رغم أهميتها، تشير المصادر لا تعني عودة كاملة إلى ما قبل الأزمة، فالرياض تنتظر مسارا مستداما، لا خطوة ظرفية، مراقبة في الوقت نفسه الوضع السياسي والأمني، خصوصاً في ضوء التوتر الحدودي والضغوط الأميركية، كاشفة في هذا الاطار ان الخطوات السعودية التي يحكى عنها، ايا كان حجمها وحدودها، لن تبصر النور قبل زيارة ولي العهد الى واشنطن، وبيانه الموقف الاميركي الجدي من بيروت.
فرنسا
وقت ضائع ملأته زيارة مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا آن كلير لوجاندر، التي تحدثت بالعربية مع من زارت، حيث تشير المعلومات الى ان زيارتها، ركزت على مؤتمر دعم الجيش العالق عند تحفظ واشنطن، والذي سيسعى قائد الجيش العماد رودولف هيكل الى «كسره» خلال زيارته المرتقبة الى واشنطن.
اما في ما خص «إعادة الاعمار» فكانت لوجاندر جازمة بان وقتها وظروفها لم تحن بعد، مبدية اهتماما استثنائيا في ما خص مسار العلاقات اللبنانية ـ السورية، ونسبة تطورها والمدى الذي ستصل إليه، مشددة على أن العلاقة الفرنسية - اللبنانية متينة ومستمرة، والدعم الفرنسي مستمر بكل النواحي.
اليونيفيل
ووسط حرب البيانات بين «اليونيفيل» و «اسرائيل»، حول بناء جدار اسمنتي مقابل مارون الراس امتدادا الى سهل يارون مرورا بعيترون، وموقع الحدب وراء الخط الازرق، في محاولة لاعادة احياء مشروع قديم باشرت « تل ابيب» تنفيذه قبل اكثر من عشر سنوات، عبر بناء جدار اسمنتي يصل ارتفاعه في بعض النقاط الى 18 مترا، بهدف فصل المستوطنات عن البلدات اللبنانية القريبة من الحدود من رمايات القنص والصواريخ المضادة للدروع، بدأت قوات الطوارئ الدولية قبل ايام بتنفيذ خطة انتشار معتمدة سلسلة من التدابير، عبر تسيير دوريات على طول الخط الأزرق، إضافة إلى وضع نقاط مراقبة ليلية غير ثابتة بتوقيت غير معلن ومتبدل، بهدف استكمال عمليات المراقبة وتوثيق الخروق، تزامنا مع اعادة تثبيت نقاط اعتلام الخط الازرق التي تضررت او دمرت خلال الحرب الاخيرة.
اللائحة الرمادية
وفي تطور اقتصادي سلبي، يتوقع ان تجتمع مجموعة العمل المالي الدولية خلال الشهر الحالي، لبحث الواقع المالي اللبناني، وتصنيف لبنان الذي كانت أدرجته في العام الماضي على اللائحة الرمادية، بعد مراجعتها لمطالعة الدولة اللبنانية حول الاجراءات التي اتخذتها لتلافي أي تدبير سلبي.
البنك الدولي
تزامنا، وبعيد عودة وفد البنك الدولي من رحلته الاستكشافية اللبنانية، اكدت المعلومات ان إدارة «البنك» مستاءة الى حد كبير من مجريات الأمور في لبنان وتطورها، في ظل التجاذبات السياسية، مشيرة إلى أن قرارا اتخذ بالتريث في استكمال العمل على المشاريع المرتبطة بلبنان، في انتظار معالجة «تخبط السلطة» وسوء إدارتها للملفات.
بيروت 1
خطوات دولية، تأتي في لحظة يبحث فيها لبنان عن كيفية انجاح «مؤتمر بيروت 1»، بعد الدلالات الايجابية التي تبلغها المنظمون عن مشاركة سعودية، ولو رمزية، تكسر جدار القطيعة الاقتصادية الطويلة بين الرياض وبيروت، في محاولة لإعادة إدراج لبنان على الخريطة، رغم ان النجاح الحقيقي يبقى في مدى قدرة السلطة على تحويل الكلام إلى أفعال، والإشارات إلى مسار ثابت، والعلاقات العربية إلى مشروع إنقاذي حقيقي لا موسمي.
الأنباء الإلكترونية:
أكثر ما يحتاج إليه لبنان اليوم للخروج من أزمته هو التفافٌ سياسي وشعبي حول الجيش اللبناني والموقف الرسمي لرئاسة الجمهورية. فلا التشكيك بعمل الجيش وعمله المتواصل على خط حصر السلاح في يده يفيد، ولا التشويش على الموقف الرسمي أو التحريض عليه في عواصم القرار يُنقذ لبنان.
جنبلاط ينتقد "الوفود السيادية" إلى واشنطن
من هذا المنطلق، علّق الرئيس وليد جنبلاط على زيارات الوفود "السيادية" إلى الولايات المتحدة الأميركية، قائلاً:
"الوفود السيادية التي تزور واشنطن مهمّتها التشكيك والتحريض، متجاهلين العدوان اليومي."
وتوقف جنبلاط عند الملفات الداخلية الحساسة، ليقول للوفود المحرّضة أن ثمة ملفات مهمة تستطيع طرحها في الخارج بدلاً من التحريض، موجّهًا إلى الوفود نفسها مجموعة أسئلة قال إنها تحتاج إلى أجوبة عاجلة:
"هل طالبوا بزيادة معاشات الجيش والأمن الداخلي وتحديث آلياته؟ وهل يدركون أهمية تسوية أوضاع المحكومين الإسلاميين السوريين الذين ترفض السلطة تسليمهم؟ وماذا عن أوضاع السجون المكتظة وحالات المرض والانتحار؟"
برّي: لا خلاص إلا بالوحدة
وفي السياق، جدّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي تأكيده أن الانتخابات ستجري في موعدها المحدد من دون تأجيل أو تمديد، واصفًا الأزمة الراهنة بأنها "الأخطر التي يواجهها شخصياً، والأخطر في تاريخ لبنان"، مشددًا على أن "لا خلاص إلا بالوحدة، ثم الوحدة، ثم الوحدة".
تحريض خارجي... وتصحيح للمسار
هذه المواقف تتقاطع مع تصريحات رئيس الجمهورية الأخيرة حول "بخّ السم" عليه في واشنطن، حيث اعتبر أنّ بعض اللبنانيين يذهبون إلى الخارج لتشويه الصورة بدلاً من نقل الحقيقة.
وتشير معلومات "الأنباء الإلكترونية" إلى وجود رسالة تحريض ضد الرئيس برّي قدّمت إلى أعضاء في الكونغرس الأميركي فتبنّوها، إضافة إلى تحريض مستمر من أوساط لبنانية وأخرى صهيونية ضد الرئيس عون. وقد دفع ذلك بالرئيسين إلى تصويب المسار وتثبيت الموقف الداعي إلى الوحدة الوطنية بعيدًا عن الأحقاد والمناكفات السياسية، في ظلّ المرحلة الحرجة التي يمرّ بها البلد.
وترى المصادر أن هذا التحريض يأتي في سياق استهداف صيغة التفاوض التي قدّمه الرئيس عون ، بهدف عرقلة أي مسار يؤدّي إلى التهدئة، خصوصاً في ظل الخشية من ارتفاع وتيرة العدوان في الأيام المقبلة.
السعودية في لبنان
بالتوازي، يصل الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت، بعدما أثنت الرياض على لسان مسؤول لديها بعمل الدولة اللبنانية في مكافحة تهريب المخدرات إلى أراضيها.
وتؤكّد معلومات "الأنباء الإلكترونية" أنّ وفداً سعودياً اقتصاديًا سيشارك في مؤتمر "بيروت 1 – الثقة المستعادة" الذي يطلقه وزير الاقتصاد عامر البساط. وتعتبر المصادر، المشاركة السعودية خطوة إيجابية، إذ من المتوقع أن تعلن السعودية فيها عن إجراءات تُصحّح العلاقات الاقتصادية الثنائية، خصوصاً بعد توقف التبادل التجاري بين البلدين منذ العام 2021، إذ من المتوقع أن يُرفع الحظر عن مرور البضائع والمنتجات اللبنانية عبر الأراضي السعودية.
وترى المصادر أن للزيارة أيضًا أبعادًا سياسية تتجاوز الملف الاقتصادي، في ظلّ تزامنها مع وجود وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في واشنطن، وتشير إلى أن العمل جارٍ كذلك على تبسيط إجراءات منح التأشيرات إلى المملكة.
الشرق الأوسط:
متغير جديد تشهده المشاورات في مجلس الأمن، بشأن نشر «قوة استقرار في قطاع غزة»، تضمن تأييداً عربياً - إسلامياً لمشروع قرار أميركي، غداة طرح موسكو مشروعاً مماثلاً، وسط مخاوف من انهيار تلك الخطوة بـ«فيتو» من موسكو أو بكين.
ذلك التأييد الذي تلاه محادثات مصرية مع فلسطين وباكستان والولايات المتحدة بشأن مشروع القرار المنتظر أن يصوت عليه، الاثنين، يعتقد خبراء في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه سيبقى عالقاً بين انفراجة محتملة جراء التوافق العربي الإسلامي مع طرح واشنطن واحتمال استقطاب تأييد من روسيا، وانهيار محتمل بسبب رفض موسكو أي نفوذ لواشنطن ورغبة منها في استخدم الورقة كمساومة مستقبلية في ملف الأزمة الروسية - الأوكرانية.
وتشمل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتي لم تبدأ بعد، إنشاء قوة أمنية دولية في غزة، ونزع سلاح «حماس»، وانسحاباً إضافياً للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وتسمية إدارة للقطاع.
وقال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن «المجموعة العربية - الإسلامية مالت لدعم مشروع القرار الأميركي باعتبار واشنطن القادرة على تنفيذ قرارها على الأرض والضغط على إسرائيل لتنفيذه»، مرجحاً أن «هناك رغبة أميركية متمسكة بالدفع بقوات على الأرض قريباً حتى لو دفعت بقوات متعددة الجنسيات حال استخدمت موسكو الفيتو».
وبحث وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في اتصالات هاتفية، السبت، مشروع القرار بشأن «قوة استقرار غزة»، مع نظيره الباكستاني، إسحاق دار، ونائب الرئيس الفلسطيني، حسين الشيخ، وفق بيانين لـ«الخارجية المصرية».
وأعربت الولايات المتحدة، والسعودية، وقطر، ومصر، والإمارات، وإندونيسيا، وباكستان، والأردن، وتركيا في بيان مشترك، الجمعة، عن «دعمها المشترك» لمشروع القرار الأميركي الذي يعطي تفويضاً لتشكيل قوة استقرار دولية، من بين أمور أخرى، مبدية أملها في اعتماده «سريعاً».
هذا الحراك يأتي قبل تصويت مجلس الأمن الدولي، الاثنين، على مشروع القرار الذي طرح لمناقشات قبل نحو أسبوع، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية، الجمعة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
ويُخول القرار الدول الأعضاء، بحسب المصدر ذاته، تشكيل «قوة استقرار دولية مؤقتة» تعمل مع إسرائيل، ومصر، والشرطة الفلسطينية المُدربة حديثاً للمساعدة في تأمين المناطق الحدودية، ونزع السلاح من قطاع غزة، وعلى عكس المسودات السابقة، يُشير هذا القرار إلى إمكان قيام دولة فلسطينية مستقبلية.
ويشير رئيس «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، وزير الخارجية الأسبق، السفير محمد العرابي، إلى أن «مشروع القرار يواجه صعوبات، وأتمنى ألا يكرس في تقسيم القطاع»، لافتاً إلى أن المشروع الأميركي عقب تعديلات عليه تضمنت المضي في مسار سياسي لقيام الدولة الفلسطينية شجع الدول العربية على التوافق حوله.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن موقف المجموعة العربية - الإسلامية الداعم لمشروع القرار الأميركي رغم وجود مشروع روسي ينبئ عن احتمال حدوث تفاهمات وتعديلات كان من بينها الإشارة لمحادثات مستقبلية بشأن الدولة الفلسطينية، معتبراً هذه الخطوة تحمل انفراجة حذرة، خاصة أن الفيتو الروسي لا يزال محتملاً بالمواجهة.
ويتحدى هذا المشروع الأميركي، آخر روسياً منافساً وزع، الخميس، على أعضاء مجلس الأمن، لا ينص على إنشاء مجلس سلام، أو الانتشار الفوري لقوة دولية في غزة، وفقاً للنص الذي اطلعت عليه «وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة. ورحب المشروع الروسي «بالمبادرة التي أدت إلى وقف إطلاق النار».
ويدعو مشروع القرار الروسي الأمين العام للأمم المتحدة إلى «تحديد خيارات لتنفيذ بنود» خطة السلام، وتقديم تقرير على الفور يتناول أيضاً إمكانات نشر قوة استقرار دولية في غزة.
وكتب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، في صحيفة «واشنطن بوست» أن «أي رفض لدعم هذا القرار هو تصويت لاستمرار حكم (حماس)، أو للعودة إلى الحرب مع إسرائيل، ما يحكم على المنطقة وشعبها البقاء في نزاع دائم». وأضاف: «أي انحراف عن هذا المسار، سواء كان من جانب أولئك الذين يرغبون في ممارسة ألعاب سياسية، أو إعادة إحياء الماضي، سيأتي بتكلفة بشرية حقيقية».
وقد لا تأتي العراقيل من «فيتو» روسي فحسب، فوفقاً لما أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الجمعة، فإن أبرز البنود التي تثير مخاوف إسرائيل في المسودة الجديدة تتمحور حول تضمين تمهيد لمسار يقود إلى «تقرير المصير الفلسطيني»، والدور الموسع للأمم المتحدة في الإشراف على توزيع المساعدات، وتوسيع صلاحيات «هيئة الحكم الانتقالية» المزمع تشكيلها لإدارة القطاع.
ويحتاج القرار في مجلس الأمن إلى 9 أصوات مؤيدة على الأقل، وعدم استخدام روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا حقّ النقض (الفيتو) ليتسنى اعتماده.
ويرى العرابي أن المشروع الروسي الأكثر ملائمة للتطلعات الفلسطينية لكنه في النهاية لا يستطيع فرض شيء على إسرائيل في التنفيذ، متوقعاً أنه رغم الرغبة في صدور تفويض أممي قد تستخدم روسيا الفيتو، وتمتنع الصين عن التصويت في إطار المناكفات الدولية مع واشنطن، وأن تتجه أميركا لنشر قوات متعددة الجنسيات، وهذا يتماشى مع رغبة إسرائيل التي لا تقبل بتنفيذ قرارات أممية.
ويتوقع الرقب أنه حال أصرت موسكو على الفيتو لمنع أي نفوذ أميركي بالمنطقة أو استخدام المشروع كورقة مساومة مستقبلية في أزمة أوكرانيا، وواشنطن، ستذهب فوراً لإنشاء قوات متعددة الجنسيات دون شرعية من مجلس الأمن.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا