افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 9 نوفمبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 09 25|08:15AM :نشر بتاريخ
النهار :
يزداد الواقع اللبناني غموضاً مشوباً بقلق تصاعدي حيال التهديدات الإسرائيلية بضربة واسعة في لبنان اذ يخشى أن تدور الجهود والمواقف المتصلة بالسعي إلى تجنب الضربة التي تزداد مؤشراتها في حلقة مقفلة نظراً إلى عدم بلورة موقف أميركي ضاغط يتبنى الاستعدادات المتكررة للرئيس اللبناني جوزف عون للتفاوض فيما تنذر التطورات الميدانية بتصعيد متدرج. وبدا من التطورات التي تعاقبت في الأيام الأخيرة ان المفاعيل الشديدة السلبية التي اثارها الكتاب المفتوح الذي وجهه "حزب الله" إلى الرؤساء الثلاثة لم تقف عند الحدود السياسية الداخلية بل تمددت أولا ميدانياً بحيث تلقفت إسرائيل هذا التصرف المستقوي للحزب على الدولة اللبنانية بتصعيد لافت وفوري في غاراتها واغتيالاتها لأعضاء وكوادر في حزب الله، كما ان الانعكاسات تمددت إلى الجهود الديبلوماسية المبذولة للوقوف إلى جانب لبنان وتجنيبه تجرع كأس حرب جديدة.
في هذا السياق تواصل القاهرة مساعيها بين بيروت وتل ابيب، لمنع التصعيد، والتي كانت بدأت مع زيارة قام بها مدير المخابرات العامة المصرية حسن رشاد الى لبنان في الايام الماضية. وتحدثت معلومات عن لقاء جرى بين مدير المخابرات العامة المصرية ومسؤولين فرنسيين في الأيام الأخيرة خصص للبحث في الملف اللبناني. وفي سياق متصل، أفادت المعلومات إنه من المتوقع أن يوضح حزب الله موقفه للجانب المصري، بعد انزعاج القاهرة من البيان الأخير الذي أصدره الحزب، والموجه للرؤساء الثلاثة في لبنان.
وأمس أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالاً هاتفياً برئيس مجلس الوزراء نواف سلام، تناول تطورات الأوضاع في جنوب لبنان والجهود الجارية لخفض التصعيد وتحقيق التهدئة، بحسب ما أفادت الخارجية المصرية في بيان. وأكد الوزير عبد العاطي خلال الاتصال الرفض الكامل للمساس بسيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه، مشدداً على أهمية خفض التوتر وتغليب مسار التهدئة بما يحافظ على أمن واستقرار لبنان والمنطقة. وجدد الوزير عبد العاطي التأكيد على موقف مصر الثابت والراسخ في دعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية واستقلال قراره، وبسط سيطرة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، فضلاً عن دعم مؤسساتها الوطنية لتمكينها من الاضطلاع الكامل بمسؤولياتها في الحفاظ على استقرار البلاد وصون أمنها، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الراهنة بما يصون مصالح الشعب اللبناني الشقيق.
في التحركات الديبلوماسية الخارجية المواكبة للتطورات اللبنانية، يغادر رئيس الجمهورية العماد جوزف عون صباح غد الاثنين بيروت متوجهاً إلى صوفيا في زيارة رسمية تلبية لدعوة من الرئيس البلغاري رومن راديف، وذلك قبيل احتفال البلدين العام المقبل بالذكرى الستين لاقامة العلاقات الديبلوماسية الثنائية.
في غضون ذلك، بقي بيان الحزب يتفاعل في الداخل. وحمل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل بشدة على حزب الله، مشيراً إلى أن الحزب "يدمّر جهود رئيس الجمهورية جوزف عون" ويُسهل الاعتداءات الإسرائيلية، في الوقت الذي يتمسك فيه بسلاحه بدلاً من دعم موقف الرئيس عون في التفاوض لحماية لبنان وسيادته ، واعتبر ان حزب الله، من خلال تمسكه بسلاحه، يعرقل أي فرصة للتفاوض الجاد مع إسرائيل، وهو ما يُصعّب الوصول إلى تسوية سياسية قادرة على إنهاء الحرب في الجنوب بشكل نهائي. وأكد الجميّل أنه مع أي شكل من أشكال التفاوض مع إسرائيل، سواء كان ذلك مباشراً أو غير مباشر، بما في ذلك التفاوض السياسي، المدني أو العسكري، إذا كان ذلك سيؤدي إلى حماية لبنان وأمنه. كما أشار إلى ضرورة مشاركة رئيس الجمهورية في هذه العملية إذا اقتضت الحاجة، منوهاً إلى أن الهدف الأسمى هو إنهاء الحرب في الجنوب بشكل نهائي.
وفي ما يتعلق بقانون الحكومة، أكد الجميّل على ضرورة أن يُدرج رئيس المجلس النيابي نبيه بري مشروع قانون الحكومة على جدول أعمال البرلمان، مشددًا على أن الموضوع عاجل وملح. ورفض الجميّل فكرة أن يقرر رئيس المجلس نتيجة النقاش نيابة عن الجميع، مؤكدًا أن الديمقراطية هي التي يجب أن تحسم النقاشات.
كما ان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لفت إلى أن "هذا الأسبوع شهد رسالةً وجّهها "حزب الله" إلى "الرؤساء الثلاثة"، آسفاً لبقاء هذا المصطلح، مضيفا "قالوا يا عنتر مين عنترك؟ ردّ: عنترت وما حدا ردّني"، لعلّ اليوم هناك من يَردّه". وتحدث عن ثلاث ملاحظات على الرسالة، متوجها لـ "حزب الله": "الملاحظة الأولى: لا يمكنك أن تقول "أريد أن أعتمد خيار المقاومة أو لا أعتمد هذا الخيار". هذا ليس من شأنك. أنت تعيش في دولةٍ لها رئيسُ جمهوريّة انتخبه نحو مئة نائب قبل قرابة عشرة أشهر ولها حكومةٌ نالت الثقة مرّتَين من المجلس النيابي، ولها مجلسٌ نيابيّ انتخبته أنت كما انتخبه اللبنانيّون جميعًا. أي إن لدينا دولةً مكتملة الأوصاف. لا يمكنك أن تقول "أنا أريد أن أتمسّك بخيار المقاومة". لا يمكنك أن تتمسّك بشيء، وإلّا فـ"البلد فارط". إمّا هناك دولة وإمّا لا دولة. إذا كان هناك دولة فهي التي تتّخذ هذه القرارات، وكانت قد أتخذت قرارًا بجمع السلاح داخلها، وبحصر قرار السلم والحرب فيها". والملاحظة الثانية: تقول إنّك "تقيّدتَ تقيّدًا تامًّا باتّفاق وقف إطلاق النار" المُبرَم منذ نحو سنة. وهذا خطأٌ صريح. فمقتضى ذلك الاتّفاق أن تَحُلّ تنظيماتَك العسكريّة والأمنيّة وأن تُسلَّم السلاح إلى الدولة. ماذا أنجزتَ من ذلك؟ الملاحظة الثالثة: تزعم أنّنا، تحت ضغوطٍ أميركيّة وإسرائيليّة، نطالب بحلّ "المقاومة". وهذا غير صحيح. نحن، قبل الأميركيّين والعرب والغرب والإسرائيليّين، نريد دولةً فعليّة. ولا تكون الدولة دولةً فعليّة إلّا بجمع السلاح في كنفها وحصرِ قرار السلم والحرب فيها".
في المقابل مضى حزب الله في المكابرة فأعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين "أننا لا نحتاج اليوم إلى إذن أو إجازة من أحد لندافع عن أرضنا وكرامتنا ووطننا، ولذلك نحتفظ بحقنا في المقاومة، خاصة وأن العدو يصعّد في عدوانه ويسعى لتحقيق ما عجز عنه خلال الحرب في الميدان، وهو متفلّت من أية ضوابط وقيود".
ميدانياً استهدفت امس مسيرة اسرائيلية سيارة في برعشيت في قضاء بنت جبيل مما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة أربعة بجروح . واستهدفت غارة قبل الظهر سيارة في راشيا الوادي تسببت بسقوط قتيلين هما شقيقان من بلدة شبعا قال الجيش الاسرائيلي انهما عنصران في حزب الله. و نفذت مسيرة إسرائيلية أيضا غارة جوية بصاروخين موجهين مستهدفة سيارة قرب مستشفى صلاح غندور في مدينة بنت جبيل ما ادى الى إصابة سبعة مواطنين بجروح وفق وزارة لوزارة الصحة.
الديار :
وسط غليان إقليمي، وتوتر متزايد على الحدود الجنوبية وصولا الى البقاع، يدخل لبنان مرحلة جديدة من الضبابية السياسية والأمنية، بعدما تزامنت رسائل الإنذار الإسرائيلية، مع تصاعد السجال الداخلي حول خيار المفاوضات مع «تل أبيب». ففيما ينتظر لبنان «جوابا إسرائيليا «تنقله واشنطن، حول إمكان فتح قناة تفاوضية لتجنب الحرب، تتكثف في «إسرائيل» التسريبات عن نية تنفيذ عملية عسكرية محدودة أو شاملة، تبقي لبنان على فوهة اشتباك.
في المقابل، تبذل واشنطن جهودا لفرملة الاندفاعة العسكرية الإسرائيلية، مفضلة مسار الضغوط السياسية والاقتصادية والديبلوماسية لتحقيق أهدافها، رغم تمسك لبنان بصيغة «الميكانيزم» كإطار تفاوضي غير مباشر، مقابل «رغبة إسرائيلية» واضحة بمفاوضات ثلاثية مباشرة تجمعها بلبنان والولايات المتحدة، بعيداً عن رعاية الأمم المتحدة أو فرنسا او أي جهة اخرى، على وقع ترنح المبادرات بما فيها المصرية، التي يبدو انها قاب قوسين او ادنى من الاصطدام بجدار التحفظات الصلب.
ورغم التباين في التكتيك بين واشنطن و<تل ابيب»، فإن الهدف واحد: إعادة رسم التوازنات اللبنانية الداخلية، وتوجيه البلاد نحو مرحلة قد تفضي إلى اتفاق أمني أو سياسي مع «إسرائيل». فالمعركة الحقيقية لا تدور فقط على الحدود، بل على هوية لبنان المقبلة، وشكل نظامه السياسي بعد أي تسوية محتملة.
حذر مصري
في ظل هذه الاجواء غير المطمئنة، تواصل القاهرة حشد الدعم لـ<مبادرتها»، لضبط الإيقاع بين بيروت و»تل أبيب»، التي دخلت مرحلة الاختبار الجدي، وسط سباق بين الديبلوماسية والنار، مع تسلم القاهرة الرد اللبناني الرسمي على المبادرة التي تقودها، بحسب أوساط ديبلوماسية متابعة، والتي اكدت ان موقف بيروت لم يخرج كثيرا عن جوهر موقف حزب الله، كما ورد في رسالته إلى الرؤساء الثلاثة، أي رفض المفاوضات المباشرة والتمسك بإطار التفاوض المعتمد سابقاً، والذي ترى فيه القاهرة انعكاساً للانقسام اللبناني، بين من يعتبر التفاوض خطوة ضرورية لحماية لبنان من حرب مدمرة، ومن يرى فيها «فخا إسرائيليا» يراد منه انتزاع تنازلات سياسية ، تمهّد لتطبيع تدريجي.
لكن اللافت، وفق الأوساط نفسها، هو حالة «الانزعاج الصامت» التي تسود الدوائر المصرية، نتيجة ما تصفه بـ»الجمود الخطير» في الموقف الإسرائيلي، وإصرار «تل أبيب» على فرض شكل المفاوضات وأهدافها مسبقاً، مستندة إلى دعم أميركي واضح لفكرة المفاوضات المباشرة، وهو ما يضع القاهرة في موقع دقيق بين محاولتها الحفاظ على توازن علاقتها مع واشنطن من جهة، وحساسيتها التاريخية تجاه استقرار لبنان من جهة أخرى.
في هذا السياق، تبدو مهمة القاهرة شبه مستحيلة: إقناع «إسرائيل» بالتراجع عن شرطها للحوار المباشر، وإقناع بيروت بأن أي انفتاح سياسي لا يعني بالضرورة خضوعاً. فبين تصلب المواقف وتشابك الحسابات الإقليمية، يبقى السؤال الأبرز: هل تنجح مصر في كبح الانفجار اللبناني – «الإسرائيلي»؟ أم أن الامور تتجه إلى اختبار جديد تتراجع فيه الديبلوماسية أمام منطق القوة؟
الموقف الاميركي
ومع «التخبط» المصري، تكشفت ملامح الموقف الأميركي الحقيقي، الذي يبدو أكثر براغماتية مما هو معلن. فوفق الاوساط الديبلوماسية ، تربط الإدارة الأميركية أي جهد لفرملة التصعيد الإسرائيلي بخطوات لبنانية ملموسة على الأرض، في مقدمتها تنفيذ قرار الدولة بحصر السلاح، وفتح قنوات تفاوض مباشرة مع «تل أبيب» «تحت عباءة واشنطن حصرا»، وهو ما وصل إلى عدد من المسؤولين اللبنانيين خلال الأيام الأخيرة، والذين وضعوا امام معادلة واضحة: «على بيروت أن تبدأ بالمسار الداخلي لضبط السلاح خارج الشرعية، مقابل أن تستخدم واشنطن نفوذها للضغط على «إسرائيل» لوقف اعتداءاتها ولضبط النفس ميدانيا»، وهي معادلة تعكس رغبة أميركية في تحويل الضغط العسكري الإسرائيلي، إلى أداة سياسية تسرع في إعادة هيكلة ميزان القوى الداخلي في لبنان، بما يخدم مشروع «تسوية أمنية شاملة» في المنطقة انجزت خرائطها.
أما على صعيد مبادرة رئيس الجمهورية حول فتح باب التفاوض المباشر مع «إسرائيل»، فقد كشفت الاوساط نفسها أن المعنيين بها غير متحمسين لها حتى اللحظة، وخصوصا واشنطن، التي تعتبر أن أي تفاوض يجب أن يكون ثمرة «تفاهم داخلي لبناني مسبق»، يحدد موقع الجيش ودور حزب الله في معادلة الردع، فالإدارة الأميركية لا تريد الدخول في مفاوضات، وسط انقسام لبناني حاد قد يفشل أي مسار ديبلوماسي محتمل.
عليه، تختم المصادر ان واشنطن تفضل «فرض التغيير من داخل لبنان، لا من بوابة الحرب»، لكنها في الوقت نفسه « لا تمانع استمرار الضغط الإسرائيلي»، ما دام يسهم في دفع بيروت نحو «قرارات صعبة»، تعتبرها ضرورية لقيام دولة «موحدة السلاح والقرار». من هنا يمكن القول إن الموقف الأميركي اليوم ليس حياديا ولا تصعيديا بالكامل، بل هو مزيج من العصا والجزرة: «تفاوضوا أولا... نحميكم لاحقا».
عقوبات جديدة؟
وفي وقت تتكثف فيه المؤشرات على تشدد أميركي متصاعد حيال الساحة اللبنانية، كشفت المعلومات من العاصمة واشنطن أن وزارتي الخزانة والعدل الأميركيتين، أنجزتا مراجعة نحو 25 ملفا يخص شخصيات لبنانية من قطاعات مختلفة، تمهيدا لإصدار دفعات جديدة من العقوبات خلال الأسابيع المقبلة، في إطار ما تصفه مصادر ديبلوماسية بـ»الموجة الأشد منذ عام 2020».
الملفات وفق المعطيات، تطال مستوردين وموزعين للنفط، وأصحاب شركات مولدات كهربائية، ومدراء فروع في مصارف معروفة، في خطوة تحمل رسائل سياسية واقتصادية واضحة. فواشنطن، التي كانت حتى الأمس القريب تحصر العقوبات بالسياسيين أو المقربين من حزب الله، توسع اليوم دائرة الاستهداف، لتشمل شبكات مالية واقتصادية، تعتبرها واجهات أو قنوات تمويل غير مباشرة، ما يشير إلى تطويرها لمرحلة «الضغط السياسي»، إلى مرحلة تفكيك البنية المالية التي تراها جزءا من منظومة النفوذ داخل لبنان.
تحرك سيأتي بعيد عودة وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، من جولة تقييم شملت دول المنطقة، قادته إلى بيروت بهدف «معاينة الواقع على الأرض»، وقياس مدى التزام السلطات اللبنانية بالقيود المصرفية ومكافحة تبييض الأموال، حيث سيلتقي رئيس الجمهورية اليوم، ناقلا رسالة واضحة و<قاسية».
وتؤكد المعلومات أن هذه العقوبات لن تكون رمزية، بل تسعى واشنطن من خلالها إلى رسم خطوط حمراء جديدة في التعامل المالي داخل لبنان، في ظل ما تعتبره «تراخيا رسميا» في ضبط حركة الأموال والتحويلات، حيث تبدو الإدارة الأميركية عازمة على استخدام سلاح العقوبات كأداة ضغط مركّبة: اقتصادية «لحلفاء» حزب الله، وسياسية إلى الطبقة الحاكمة، بأن أي تسوية مقبلة لن تمر من دون إعادة هيكلة النفوذ المالي في البلاد.
«القناة 12 الإسرائيلية»
وكانت «القناة 12 الإسرائيلية»، اكدت نقلا عن مصادر عسكرية إن «إسرائيل» تضع خيارين أمام لبنان: إما التوصل إلى اتفاق تحت المظلة الأميركية، أو العودة إلى القتال. وفي مواجهة التصعيد المحتمل، تشير تقديرات «إسرائيلية» إلى أن حزب الله سيحاول الرد عبر مهاجمة المواقع الخمسة التي تسيطر عليها «إسرائيل» داخل الأراضي اللبنانية، ثم إطلاق النار على «إسرائيل».
ويصف تقرير صادر عن مدير الأبحاث في مركز «ألما» لدراسة التحديات الأمنية في شمال «إسرائيل» تال باري، مساعي حزب الله لإعادة بناء هيكله العسكري، عبر «إنتاج وإصلاح الأسلحة، وتجنيد وتدريب مقاتلين جدد، وتحديث الخطط العملياتية، وترميم البنى التحتية». ووفقاً للتقرير، يجمع حزب الله بين «الإنتاج الضخم للأسلحة البسيطة مثل الصواريخ قصيرة المدى والأسلحة الخفيفة، وإنتاج الأسلحة الدقيقة والمتطورة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للدبابات والوسائل الإلكترونية المتقدمة».
ويظهر التقرير أيضا أن الحزب «يركز جهود إعادة الإعمار على المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني، التي أصبحت مركز الثقل الجديد له، حيث تتركز مواقع التخزين وأنظمة إطلاق النار والبنى التحتية الدفاعية».
واقع قرأت فيه مصادر ديبلوماسية، بان «اسرائيل» لا ترى في المرحلة الراهنة ظرفاً مناسباً للتفاوض، بل تعتبر أن لبنان في موقع ضعف، ما يجعله وفق القراءة الإسرائيلية غير مؤهل للجلوس على طاولة المفاوضات كطرفٍ نِدّيّ، مضيفة أن مقاربة «تل ابيب» تميل نحو استدراج لبنان تدريجياً إلى قبول الشروط الإسرائيلية، تحت ضغط الوقائع الميدانية والأزمة الداخلية، لا إلى منحه شرعية التفاوض من موقع الندية والسيادة.
مناورة الجيش
وفي توقيت بالغ الحساسية، اختارت قيادة الجيش اللبناني أن ترفع منسوب الجهوزية الميدانية ،عبر تحضيرها لمناورة بالذخيرة الحية في رأس الناقورة، تتخللها رمايات مدفعية باتجاه البحر، في خطوة حملت أبعادا ميدانية ورسائل سياسية متعددة الاتجاهات، تتجاوز الطابع العسكري البحت.
فالمناورة، وفق مصادر مطلعة، تأتي في إطار إعادة تثبيت معادلة الردع الدفاعي، وإظهار الجهوزية الكاملة للمؤسسة العسكرية، في مواجهة أي خرق أو توغل بري «إسرائيلي»، خصوصا بعد تصاعد التهديدات الميدانية جنوباً، ومحاولات جيش العدو الإسرائيلي اختبار الخطوط الحمراء على الحدود، تحديدا بعد اوامر بعبدا لليرزة بالتصدي.
غير ان «الحدث» اكتسب رمزية مضاعفة، بسبب الاختيار المدروس لمنطقة رأس الناقورة تحديداً كحقل للمناورة، وهي النقطة التي تعقد فيها اجتماعات لجنة «الميكانيزم»، في رسالة مفادها أن الجيش اللبناني حاضر على الأرض، حيث تتقاطع المفاوضات بالنيران، وأنه لا يقبل بأن تبقى الحدود الجنوبية ساحة ضغط بلا ردّ، خصوصا انه خلال الانذارات الاخيرة رفض اخلاء ثكنة الشهيد «محمد فرحات»، ما اجبر «اسرائيل» على تجميد غاراتها.
أما في المضمون السياسي، تشير المصادر الى ان التوقيت يأتي كرد على ما يعتبره لبنان “تعنتا إسرائيليا» ورفضا للتفاوض الجدي، وهو عبّر عنه رئيس الجمهورية بوضوح حين قال: «إسرائيل ترفض التفاوض وتصر على التصعيد... الرسالة وصلت»، وبهذا المعنى فان المناورة تحمل توقيع الدولة اللبنانية بكامل مؤسساتها، وتؤكد أن الجيش ليس مجرد مراقب للأحداث، بل لاعب أساسي في تثبيت معادلة الردع.
حصيلة الشهر
يشار الى ان التقرير الذي عرضه العماد رودولف هيكل امام الحكومة، كشف عن تنفيذ الجيش نحو 6000 مهمة ميدانية خلال الأشهر الماضية، عاكسا اتساع نطاق عمل الجيش في منطقة جنوب الليطاني تحديدا، في مواجهة تهديدات متشابكة، مقفلا 25 نفقاً ومنشأة تحت الارض، إضافة إلى مصادرة أكثر من 8000 صاروخ وقذيفة مدفعية وتفكيك 53 منصة إطلاق، ما يؤشر إلى حجم المخاطر التي تتعامل معها المؤسسة العسكرية على مدار الساعة.
لكن ما بين السطور، وفقا للمصادر، تكمن الرسالة الأعمق: الجيش اللبناني، برغم ضغوط التمويل وتراجع الدعم، لا يزال يمسك بخيوط «اللعبة» وايقاعها، محاولا حماية الحدود والداخل في آن واحد، رغم تواضع الامكانات، فالأرقام التي عرضها هيكل ليست مجرد إنجازات ميدانية، بل رد غير مباشر على التشكيك بدور الجيش، أو محاولات تهميشه في النقاشات الأخيرة حول «حصر السلاح»، ما يؤكد أن المؤسسة العسكرية حاضرة وجاهزة، وأنها تمارس واجبها بواقعية ومسؤولية، في انتظار أن يواكبها القرار السياسي بما يتناسب مع حجم التحديات، «فالدولة ليست غائبة، والمؤسسة العسكرية لا تزال في موقع المبادرة».
السلاح الفلسطيني
وليس بعيدا، وبعد «الارباك» الذي خلفته الحوادث الامنية المتلاحقة في مخيم شاتيلا، والمبررات الرسمية للتريث الذي لجأت اليه الدولة، أفادت مصادر فلسطينية مطلعة أن الفصائل التي شاركت ميدانيا في معركة «إسناد غزة» عقب عملية «طوفان الأقصى»، والتي تعاونت بشكل وثيق مع حزب الله على الجبهة الجنوبية، أعادت الأسلحة التي كانت بحوزتها إلى الحزب ،عقب اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و»إسرائيل» في 28 تشرين الثاني 2024، في خطوة حملت أبعاداً ميدانية وسياسية عميقة.
زيارة الى بلغاريا
على صعيد آخر، يغادر غدا رئيس الجمهورية الى بلغاريا في زيارة رسمية، تلبية لدعوة من الرئيس البلغاري رومن راديف، عشية احتفال البلدين العام المقبل بالذكرى الستين لاقامة العلاقات الديبلوماسية الثنائية، حيث من المتوقع ان يشمل جدول اعماله ملف التحقيقات في انفجار مرفا بيروت، لجهة طلب لبنان العالق فيما خص تسليم بيروت مالك السفينة «روسوس» الموقوف في صوفيا، والذي لم يبت طلب استرداده حتى الساعة، رغم مرور الفترة القانونية، على ما تشير مصادر لجنة اهالي الضحايا.
علما ان قصر العدل شهد جلسة استجواب للمحقق العدلي طارق البيطار، فيما خص الدعاوى المرفوعة ضده وطلبات الاسترداد من عدد من المدعى عليهم، في تهم اغتصاب السلطة، على ان يصدر القرار بشانها نهاية الشهر الحالي وفقا للتقديرات.
اطلالة لسلام
على صعيد آخر، وفي لحظة سياسية مشحونة بالتوتر والترقب، يطل رئيس الحكومة نواف سلام في مقابلة تلفزيونية مساء اليوم، بعد «الاستعراضات الشعبية والطلابية» التي شهدتها السراي لايام، وصفتها اوساط متابعة بأنها «ستحمل مواقف نارية»، نظراً لحساسية الملفات التي سيتناولها، وفي مقدمها «الرد الرسمي» المفصل على رسالة حزب الله الموجهة إلى الرؤساء الثلاثة، والتي أحدثت دوياً سياسياً داخل أروقة الحكم وخارجها.
وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن الحوار لن يقتصر على الرد المباشر على الحزب، بل سيتضمن موقفا شاملا من مجمل التطورات الأمنية والسياسية، مع حرص سلام على التأكيد أن الدولة وحدها تملك قرار الحرب والسلم، في إشارة واضحة إلى رفض أي مقاربة تتجاوز المؤسسات الدستورية، مجددا تمسكه بضرورة تعزيز سلطة الدولة وبسطها على كامل الأراضي اللبنانية، مع تأكيده أن الجيش هو الجهة الوحيدة المخوّلة حماية الحدود والرد على أي عدوان.
مصادر قريبة من السراي الحكومي كشفت أن سلام سيحدد رؤيته لمسار المرحلة المقبلة، خصوصا بعد تزايد الحديث عن وساطات خارجية وضغوط أميركية وفرنسية، لتحديد موقف لبناني موحد من مسار المفاوضات غير المباشرة مع «إسرائيل»، كما سيحمل الخطاب بحسب المصادر «نبرة تحذيرية» من الانزلاق إلى مواجهة ميدانية لا يريدها لبنان، مع تذكير المجتمع الدولي بأن أي تصعيد إسرائيلي، سيقابل برد منسق بين الجيش والدولة. وتختم المصادر القريبة من السراي بان الاطلالة ستعيد تثبيت موقع رئاسة الحكومة كلاعب سياسي فاعل، لا مجرد متلق للقرارات، معيدا التوازن إلى المشهد الداخلي
الأنباء الإلكترونية :
تهيمن الأجواء الضبابية على المشهد الداخلي، حيث يقف لبنان اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا الدخول في مسارٍ تفاوضي، أو العودة إلى دوّامة الحرب الواسعة.
وفي ظلّ المؤشرات الإيجابية لناحية التمسّك بضرورة التفاوض غير المباشر مع العدو، وهو ما أكّده رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في تصريحاته الأخيرة، فإنّ إسرائيل تستثني نفسها من أيّ التزامٍ أخلاقي أو قانوني بموجب الاتفاقات الدولية، بل تنوي رفع وتيرة الاستهدافات في المرحلة المقبلة، مستندةً إلى موقفٍ أميركي داعم.
هذا الموقف سيحضر اليوم في مباحثات رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع وفد وزارة الخزانة الأميركية برئاسة جون هيرلي، الذي استبق زيارته إلى بيروت بالقول: "لا ازدهار ولا أمن في لبنان إلّا بنزع سلاح حزب الله وقطع التمويل الإيراني عنه."
سوريا أمام مرحلة مفصلية
توازياً، تبرز مشهدية جديدة على الساحة الدولية، إذ تخطو سوريا غداً الاثنين خطوةً حاسمة في مسار إعادة تموضعها، بعد رفع العقوبات رسمياً عن الرئيس السوري أحمد الشرع ونزع صفة الإرهاب عنه، وذلك في إطار الزيارة التاريخية المرتقبة إلى البيت الأبيض.
وقبيل الاجتماع المرتقب بين الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره الأميركي دونالد ترامب، الذي من المنتظر أن تعلن خلاله دمشق انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، أطلقت وزارة الداخلية السورية بالتعاون مع الاستخبارات السورية حملة واسعة ضدّ قادة وخلايا التنظيم في البلاد.
وقالت الوزارة في تصريحات خاصة لـ"الأنباء الإلكترونية" إنّ الحملة مستمرة لأيام عدّة، متوقعةً ازدياد نشاط خلايا التنظيم النائمة عشيّة انضمام دمشق إلى التحالف، مشيرةً إلى أنّ تفاصيل العملية الأمنية ستُنشر بعد انتهائها.
زيارة مرتقبة لمجرم حرب
وفي سياق آخر، تتداول معلومات حول تحضيراتٍ جارية لزيارة وفدٍ يمثّل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير إلى بيروت الأسبوع المقبل، من دون أن تُعرف بعد طبيعة الزيارة أو تشكيلة الوفد، مع ترجيحاتٍ بأن يضمّ فريق الخبراء المكلّف من بلير في ملف غزة.
وقد علّقت مصادر في الحزب التقدمي الاشتراكي على هذه المعلومات، محذّرةً عبر "الأنباء الإلكترونية" من مغبّة تنظيم أيّ استقبالٍ رسمي، لما يحمله بلير من "وسمة عار" باعتباره "مجرم حرب مسؤولاً عن مقتل ما لا يقلّ عن مليون عراقي".
برّي: لا تطبيع
وفي الوقت الذي نفّذت فيه المسيّرات الإسرائيلية يوم أمس (السبت) سلسلة استهدافاتٍ من الجنوب إلى البقاع الغربي، طالت عناصر في سرايا المقاومة، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي أنّ "من يطلب التطبيع عليه أن يعرف أنّه غير ممكن."
مصر على خطّ التهدئة
بالتوازي، تواصل مصر مساعيها الدبلوماسية لخفض التصعيد بين لبنان وإسرائيل، بالتنسيق مع فرنسا، وذلك بهدف تجنيب لبنان حرباً جديدة.
وشكّلت التطورات الميدانية محور الاتصال الهاتفي الذي جرى بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ورئيس الحكومة نواف سلام، حيث جرى التشديد على ضرورة تغليب مسار التهدئة بما يحفظ أمن لبنان واستقراره، مع التأكيد على ثبات الموقف المصري الرافض للمساس بسيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه.
وعلمت "الأنباء الإلكترونية" أنّ المبادرة المصرية لا تحظى بأيّ تأييدٍ علني أو ضمني من إسرائيل، ما يجعل حظوظ نجاحها ضئيلة، في ظلّ غطرسة إسرائيل وممارساتها المتكرّرة التي تؤكد أنّها لا تؤمن بالسلام مع أحد، ولا تريده أساساً.
"التقدّمي" يجدد موقفه
وفي السياق، أكدت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي أنّ المفاوضات يجب أن تُجرى بين الطرفين تحت سقف اتفاق الهدنة، مشدّدةً على أنّ إسرائيل لا تلتزم بأيّ اتفاقيات أو معاهدات دولية.
وأشارت المصادر إلى أنّ إسرائيل لم تكتفِ بحربها المدمّرة على لبنان، بل واصلت خروقاتها العلنية لاتفاق وقف الأعمال العدائية منذ 27 تشرين الثاني الماضي.
الأيام المقبلة حاسمة
بدورها، لفتت مصادر دبلوماسية عبر "الأنباء الإلكترونية" إلى أنّ الأيام المقبلة ستكون حاسمة في بلورة المشهد الداخلي، على وقع الجدل الذي أثاره كتاب حزب الله الأخير، والذي رسم معالم المرحلة المقبلة، مؤكداً رفضه لأيّ تنازلٍ تحت الضغط الإسرائيلي، وهو ما قد يدفع بإسرائيل إلى تكثيف هجماتها وتوسيع رقعة الاستهدافات.
الشرق الأوسط :
تتصاعد الضربات الإسرائيلية داخل القرى والبلدات الجنوبية بوتيرة غير مسبوقة، لترسم مجدداً ملامح الحرب على الأرض. فبعدما كانت الغارات تتركّز في المساحات المفتوحة، انتقلت إلى عمق المناطق السكنية، لتعيد إلى الواجهة مشاهد الإنذارات المسبقة والنزوح الجماعي، كما حدث الخميس مع نزوح آلاف الجنوبيين إثر طلبات الإخلاء وما تبعها من غارات طالت أحياء مأهولة، بحيث لم تعد السيارات ولا الأحياء السكنية بمنأى عن الاستهداف.
وبينما ساد الهدوء الحذر الجمعة في الجنوب بعد يوم تصعيدي غير مسبوق، عادت الاستهدافات السبت؛ إذ سُجّل سقوط قتيلين ظهراً إثر استهداف سيارة في راشيا الوادي، وهما شقيقان من بلدة شبعا، كما أصيب سبعة أشخاص باستهداف سيارة بصاروخين موجهين قرب «مستشفى صلاح غندور» في مدينة بنت جبيل، وتلا ذلك غارة ثالثة استهدفت سيارة في بلدة برعشيت في منطقة النبطية.
وتأتي هذه الأحداث امتداداً لمسار تصاعدي في نمط الاستهداف الإسرائيلي، الذي شهد خلال الأشهر الأخيرة انتقال العمليات إلى داخل المناطق المأهولة، من حي البياض في النبطية إلى زبدين ومفرق الشرقية - الدوير، وصولاً إلى مجزرة بنت جبيل أواخر سبتمبر (أيلول) 2025 التي أودت بحياة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال.
تغيّر في قواعد الاشتباك
كانت إسرائيل، وفق ممارسات سابقة، تفضّل ضرب الأهداف العسكرية حين تكون منفصلة عن النسيج المدني لتقليل الخسائر الجانبية. اليوم تبدو القاعدة في طور الانهيار؛ باستهداف سيارات داخل الأحياء، وتفجير منازل في الفجر، وضرب تجمعات مدنية. هذا الانتقال لا يحمل أبعاداً تكتيكية فقط، بل يعكس خياراً استراتيجياً يرتبط بمحاولات تل أبيب رفع تكلفة الاحتضان الشعبي لـ«حزب الله»، وخلخلة التماسك الاجتماعي في مناطق التماس.
أهداف التصعيد
في السياق، رأى العميد المتقاعد سعيد قزح في تصريحٍ لـ«الشرق الأوسط»، أنّ إسرائيل لم تغيّر استراتيجيتها إطلاقاً، مشيراً إلى أنّ هدفها الثابت يبقى «إخضاع (حزب الله) ومحور الممانعة لإرادتها، من إيران إلى العراق واليمن وفلسطين وصولاً إلى لبنان». ولفت إلى أنّ إسرائيل «تسعى قبل كل شيء إلى تأمين أمن مستوطني شمال إسرائيل»، موضحاً أنّها تعتمد في تحقيق ذلك على تكتيك الاستهداف المركّز لما تعتبره أهدافاً عسكرية من مقاتلين ووسائل قتالية ومخازن أسلحة وذخائر، «حتى لو كان ذلك في مناطق مأهولة، وبغضّ النظر عن وجود مدنيين أو سقوط ضحايا تعتبرهم أضراراً جانبية». وأشار إلى أنّ «هذا السلوك ليس جديداً، وقد رأيناه بوضوح في غزة، حيث لم تولِ إسرائيل أي اعتبار فعلي لأرواح المدنيين».
وأكد قزح أنّ إسرائيل تعمل على تكثيف ضرباتها في المرحلة الحالية والمتوقعة خلال الشهرين المقبلين، متوقعاً «زيادة الاغتيالات والاستهدافات لعناصر ومراكز تابعة لـ(حزب الله) حتى ضمن تجمعات مدنية»، وذلك في إطار ما وصفه بـ«مقاربة مزدوجة تقوم على الضغط العسكري والحرب النفسية»، معتبراً أنّ الهدف هو «إضعاف البيئة الحاضنة للحزب ودفع جزءٍ من جمهوره إلى التساؤل عن جدوى الاستمرار في هذا المسار، خصوصاً مع تكرار الأضرار البشرية والمادية وغياب ردٍّ مباشر من الحزب يغيّر المعادلة».
وأضاف أنّ إسرائيل «لا تكترث لمسألة الضحايا المدنيين، ولا أحد يحاسبها على ذلك»، لافتاً إلى أنّها «ستستمر في استهداف ما تعتبره أهدافاً عسكرية في أي منطقة من لبنان، سواء في الجنوب أو الشمال أو البقاع أو الجبل أو كسروان»، ما دام «حزب الله» لم يعلن التزاماً واضحاً بـ«حصرية السلاح بيد الدولة، ولم ينخرط كلياً في مشروع الدولة، ولم يلتزم بتنفيذ قرار الحكومة الصادر في الخامس من أغسطس (آب) الماضي».
واعتبر أنّ «إسرائيل توظّف الضغط العسكري والنفسي معاً، وتستخدم كل الوسائل المتاحة لفرض معادلتها، على قاعدة أنّ وقف هذا المسار يتطلّب التزاماً لبنانياً واضحاً بحصرية السلاح، وتنفيذ القرارات المتّخذة على مستوى الدولة».
خطاب إسرائيلي تصعيدي وتحذيرات استخباراتية
يترافق هذا المسار الميداني مع خطابٍ متشدد في إسرائيل؛ إذ تحدثت وسائل إعلام عبرية عن قلق متزايد من تعاظم قدرات «حزب الله» في شمال لبنان، وأشارت إلى أن «امتناع الجيش الإسرائيلي حتى الآن عن ضرب بيروت (قد لا يدوم) إذا استمرت عمليات التعزيز». ونقلت صحيفة «هآرتس» عن تقارير استخباراتية تحذيراتٍ مفادها أن «الحزب يعمل على استعادة قدراته، وأن هذا قد يدفع الجيش الإسرائيلي إلى توسيع أنشطته لمنع مخاطر مستقبلية». كما ذكرت تقارير أن «تقديرات غربية ترصد استعادة جزئية لشبكات الإمداد لدى الحزب عبر سوريا والعراق، في حين يواجه الجيش اللبناني تحديات بمنعه من إعادة تأهيل بنيته القتالية».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا