نداء الوطن: الخروج عن الإجماع الوطني

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Aug 08 25|08:20AM :نشر بتاريخ

كما كان رئيس الحكومة نواف سلام رأس حربة "الجدول الزمني" في جلسة مجلس الوزراء الثلثاء الفائت، برز في جلسة أمس الدور الحازم لرئيس الجمهورية جوزاف عون، حيث تناغم قطبا السلطة التنفيذية في إدارة أحد أدق الاستحقاقات الوطنية وهو نزع سلاح "حزب الله". وبدت السلطة موحدة في رؤيتها إلى المستقبل، في سابقة قلما عرفها لبنان عند المفترقات التاريخية الكبرى.

منذ بداية الجلسة أدار عون الدفة بحزم وبكل مسؤولية وطنية آخذًا بالاعتبار هواجس المتوجسين، بحيث لا يتخذ النقاش طابع الحدة أو التحدي. وهكذا انتهت الجلسة بتصفيق كل الوزراء الحاضرين، بعدما قال عون ما معناه "اليوم كنتم على مستوى عالٍ في مقاربة قرارات أساسية، لذا لا أستطيع إلا تهنئتكم على هذا الإنجاز". فعلا التصفيق.

ومن وقائع جلسة إقرار "الأهداف الـ 11" لمذكرة الموفد الأميركي توم برّاك بعد التعديلات التي قام بها الجانب اللبناني، أن وزراء "الثنائي الشيعي" بدوا مربكين بين المشاركة بالنقاش وقراءة التعليمات عبر "الواتساب".

ومن المداولات التي حصلت أنه قيل للوزراء الحاضرين بعد قراءة "الأهداف" في المذكرة "أنتم تقولون إنكم تقنيون وهذا يعني أن "حزب الله" و"حركة أمل" اطّلعا على الورقة وناقشاها وأشبعاها درسًا وبالتالي المطلوب موقف ولا معنى للتأجيل". وطرح وزراء مقاربة فحواها: أن المرحلة الأولى من الورقة التي تمتد على 15 يومًا تتضمن التزام مجلس الوزراء بأهداف هذه المذكرة، وورد مباشرة تحت هذا التفصيل وقف العمليات العسكرية البرية والجوية والبحرية الإسرائيلية، وبالتالي الذريعة هنا ساقطة لأنكم كمن يرفض هذا شرط وقف اعتداءات إسرائيل".

أما وزير التنمية الإدارية فادي مكي ورغم تصريحه الصادق بعدم قدرته على حمل "العبء"، كان أولى به أن يكون على مستوى المسؤولية التاريخية، وبدا موقفه "رجل بالبور ورجل بالفلاحة" محاولة، وقد لا تكون ناجحة، لتجنب انعكاسات سلبية على وضعه ووضع عائلته في الولايات المتحدة.

القرار الحكومي "ميثاقي"

وفي هذا السياق، أشارت مصادر لـ "نداء الوطن" إلى أن حجم اعتراض "الثنائي" سيبقى محصورًا ضمن الخطاب السياسي فقط وأطر المؤسسات، وأبلغ من يعنيهم الأمر ببقاء نوابه ووزرائه في مجلس النواب والحكومة وعدم استعماله الشارع كأداة تفجيرية أو لخلق صدام داخلي.

وشددت المصادر على أن عون وسلام، لم يوفرا سبيلًا ليقفا على خاطر "الحزب"، لكن عندما وصلت الأمور إلى لحظة الحسم، تصرفا من منطلق ما تفرضه المصلحة الوطنية. وختمت المصادر بالتأكيد أن القرار الحكومي ميثاقي مئة في المئة ولا أحد سيدخل في هذه الجدلية.

وبعد الجلسة التاريخية، أعلن وزير الإعلام بول مرقص موافقة المجلس على الأهداف الواردة في مقدمة الورقة الأميركية بشأن تثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية وذلك في ضوء التعديلات التي كان قد أدخلها المسؤولون اللبنانيون، وأكد أن المجلس سيتخذ القرارت المناسبة في ضوء الخطة التنفيذية التي ستعود إليها قيادة الجيش نهاية الشهر.

أضاف مرقص، حاولنا ثني الوزراء الشيعة عن الخروج من الجلسة عبر صيغ متعددة تقدم بها رئيس الحكومة وعدد من الوزراء وكان هناك حرص من قبل رئيس الجمهورية على استمرار مشاركتهم في الجلسة، لكنهم ارتأوا الخروج من الجلسة كي لا يتخذ القرار بحضورهم ليس إلا، وتابع "وزراء حزب الله وأمل انسحبوا من الجلسة فقط لا الحكومة". وعن ميثاقية قرار الحكومة أجاب مرقص: "الوزراء الشيعة شاركوا في الجلسة ولم يطرحوا مسألة الميثاقية".

أميركا ترحّب بالقرار التاريخي

الموافقة على أهداف الورقة الأميركية داخل المجلس، لاقت ترحيب وزارة الخارجية الأميركية وترجمه المبعوث توم براك بتبريكات لرئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، ومجلس الوزراء على اتخاذ القرار التاريخي والجريء والصحيح هذا الأسبوع، ببدء التنفيذ الكامل لاتفاق وقف الأعمال العدائية، والقرار 1701، و"اتفاق الطائف". وأضاف عبر حسابه على "إكس"، إن قرارات مجلس الوزراء هذا الأسبوع أطلقت أخيرًا حل "أمة واحدة، جيش واحد" للبنان، ونحن نقف إلى جانب الشعب اللبناني".

إذًا لا عودة عن قرار حصرية السلاح، وتوصيف الإعلام الممانع و"حزب الله" ما حصل داخل مجلس الوزراء بمثابة انقلاب على خطاب القسم والبيان الوزاري، إنما يندرج ضمن إطار الإفلاس السياسي، الذي يترجمه "الحزب" بتحريك الشارع، من خلال مسيرات وتجمعات في الضاحية الجنوبية لمناصريه و"حركة أمل". كما أُفيد عن انتشار للجيش اللبناني على مداخل الضاحية الجنوبية لمنع خروج المسيرات من المنطقة.

وتسأل المصادر، إلى ماذا أفضت المفاوضات التي أجراها رئيس الجمهورية جوزاف عون مع "الحزب" طيلة 7 أشهر سوى المماطلة وهدر الوقت؟ إن ادعاء "الحزب" بأن المقاومة جزء من دستور الطائف ولا يمكن لأمر دستوري أن يناقش بالتصويت، لا يعكس حقيقة اتفاق الطائف والدستور. فاتفاق الطائف دخل الدستور ولم يتطرق إلى هذه المسائل، فقد شدد بالتوازي على تطبيق القرار 425 وتطبيق اتفاقية الهدنة في العام 1949 وبسط سلطة الدولة على كل أراضيها وصولًا إلى الحدود المعترف بها دوليًا درءًا للاحتلال. أما الثابت والذي دخل الدستور فهو التركيز على مسلمات الدولة القادرة والقوية التي شدد عليها "اتفاق الطائف" والتي ترتكز على احكتار سلطة الإكراه على أراضيها.

"الوفاء للمقاومة" وسياسة التخوين

في موازاة جلسة مجلس الوزراء، واصل "حزب الله" من خلال كتلته النيابية "الوفاء للمقاومة" هجومه على الحكومة ورئيسها متهمًا إياه بالترع المريب وغير المنطقي بتبنّي المطالب الأميركيّة، معتبرًا أنها مخالفةٌ ميثاقيّة واضحة تضرب أُسس "اتفاق الطائف" الذي يحفظ حقَّ لبنان في الدفاع عن نفسه. ودعت الكتلة الحكومة إلى تصحيح ما أوقعت نفسها ولبنان فيه من الانزلاق إلى تلبية الطلبات الأميركيّة والعودة إلى إعلاء أولويّة المصلحة الوطنيّة. ورأت الكتلة أنَّ من أولويات الحكم والحكومة المبادرة إلى إنجاز وضع استراتيجيّة أمن وطني تضمن للبنان إمكانيّة الدفاع عن أرضه وشعبه.

ما فات بيان الكتلة، أن "الحزب" وبحسب مصادر سياسية، أخَّر انطلاق قطار الدولة طيلة 35 عامًا بسبب مشاريع الممانعة والتواطؤ الأسدي الخامنئي على لبنان.

وأضافت المصادر، "الحزب كان ضد "اتفاق الطائف" وانقلب عليه ويستحضره عن سابق تصور وتصميم لأنه يريد أن يحوّل أزمة السلاح إلى أزمة نظام. في كل الأحوال إن خرج من الحكومة أو بقي فيها، فإن قطار الدولة انطلق ولا عودة إلى الوراء ولا يمكن لـ "الحزب" أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء.

إيران تواصل التطاول على السيادة

ودخلت إيران على خط الدعم لذراعها اللبناني أول من أمس من خلال موقف لوزير الخارجية عباس عراقجي وأمس على لسان مساعد قائد فيلق القدس الإيراني لشؤون التنسيق، العميد إيرج مسجدي، الذي اعتبر مشروع نزع سلاح "حزب الله" في لبنان، مخطط فاشل من قبل أميركا والنظام الصهيوني"، لافتًا إلى أنّ هذا الحلم سيُدفن معهم.

التطاول الإيراني على السيادة اللبنانية وتناول عراقجي مسائل لبنانية داخلية، رفضته وأدانته وزارة الخارجية والمغتربين التي اعتبرت في بيان أنه يشكل مساسًا بسيادة لبنان ووحدته واستقراره، ويعدّ تدخلاً في شؤونه الداخلية وقراراته السيادية. ولفت البيان إلى أن العلاقات بين الدول لا تُبنى إلا على أساس الاحترام المتبادل والندّية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والالتزام الكامل بقرارات المؤسسات الدستورية الشرعية.

وفي موازاة الشروع ببسط سلطة الدولة، وفيما تواصل الشرعية الممثلة بالجيش اللبناني وتنفيذًا لما ورد في ورقة براك، القضاء على أوكار تجار المخدرات وخصوصًا في الشراونة - بعلبك التي ظلت محمية طيلة سنوات من جهات حزبية بقوة السلاح المتفلت وغير الشرعي، لفت أمس، اكتشاف "اليونيفيل" وتحديدًا الكتيبة الفرنسية وبالتنسيق الوثيق مع الجيش اللبناني شبكة واسعة من الأنفاق المحصّنة في محيط بلدات طير حرفا، زبقين، والناقورة. هذه الأنشطة التي تنفذها "اليونيفيل" بموجب القرار 1701 تضم بحسب الناطق الرسمي باسم قوات "اليونيفيل"، أندريا تيننتي، عددًا من المخابئ، وقطع مدفعية، وراجمات صواريخ متعددة، إلى جانب مئات القذائف والصواريخ، وألغام مضادة للدبابات، وعبوات ناسفة أخرى".

أمنيًا، واصلت إسرائيل غاراتها، مستهدفة أمس سيارة على طريق المصنع أدت في حصيلة أولية إلى سقوط 6 قتلى وإصابة عشرة أشخاص بجروح. كما أدت الغارة على بلدة كفردان - قضاء بعلبك، إلى سقوط قتيل.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : نداء الوطن