فضل الله: لتحمّل المسؤولية في حمل أمانة العمر

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Dec 28 25|11:55AM :نشر بتاريخ

عقد العلّامة السيّد علي فضل الله لقاءً حواريًّا في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك، بعنوان «العمر ومسؤوليّة الإنسان»، أجاب خلاله عن عددٍ من الأسئلة والاستفسارات المتعلّقة بآخر المستجدّات في لبنان والمنطقة.

استهلّ اللقاء بالتأكيد أنّ الله أودع الإنسان الزمن ليكون رأسمالًا له، داعيًا إلى عدم إضاعته، بل المبادرة إلى التزوّد من معينه وملئه بكلّ ما فيه الخير للإنسان في دنياه وآخرته، مشيرًا إلى أنّ الإنسان قادر على أن يصنع الكثير لنفسه وللحياة من حوله عندما يُحسن الاستفادة من هذه النعمة الكبرى، نعمة العمر موضحا أنّ الدقيقة الواحدة يمكن أن تكون بابًا للخير؛ بصلة رحم عبر الهاتف، أو بكلمة طيّبة تفتح قلوب الآخرين على الإيمان، أو بنصيحة صادقة، أو بإدخال السرور إلى قلوب من حولنا ببسمة أو تعبيرٍ نابع من القلب، أو بالاستماع إلى شكوى تُنفّس همًّا أو غمًّا.

وشدّد على ضرورة تحمّل المسؤوليّة في حمل أمانة العمر بكلّ تفاصيله؛ بدقائقه وساعاته، وأيّامه ولياليه، بماضيه وحاضره ومستقبله، وبمراحله المختلفة من الفتوّة والشباب إلى الكهولة والشيخوخة.

ولفت إلى أنّ تعبير «قتل الوقت» أصبح جزءًا من قاموسنا اليومي، حيث بات الكثيرون يقطعون الوقت كيفما كان، بملئه لغوًا ولهوًا وعبثًا، وفضولًا في الكلام، وصولًا إلى القيل والقال في الجلسات والسهرات أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو بالانغماس الطويل أمام الشاشات والفضائيّات، التي تتفنّن في الاستحواذ على أوقاتنا وسلب اهتمامنا، في حين يمكن أن نملأ أوقاتنا بما يغنينا فكرًا وأدبًا وعلمًا نافعًا، وبما يؤدّي إلى رضا الله وبلوغ جنّته.

وأكد الحاجة إلى متابعةٍ دائمة ودقيقة لحركة العمر، وعدم الغفلة عن كيفيّة صرفه والاستفادة منه تحت أيّ ذريعة، داعيًا إلى عدم السماح للآخرين بأن يفرضوا علينا كيفيّة ملء أوقاتنا أو يوجّهونا إلى ما لا فائدة فيه، بل أن نكون نحن من يحدّد كيف نصرف وقتنا، وألّا نصرفه إلّا بما فيه الخير لدنيانا، وما يعيننا على موقفنا بين يدي الله تعالى.

وتابع: "بهذه الروح، روح المسؤوليّة تجاه العمر والزمن، دعا إلى استقبال السنة الجديدة على قاعدة أن تكون أفضل من سابقتها، من خلال التوبة إلى الله من التقصير والذنوب، والاستعداد للمستقبل بالتخطيط وحسن إدارة الوقت، لتحقيق الهدف الأسمى من العمر، وهو رضا الله تعالى، وبلوغ طاعته، والعتق من النار، والفوز بالجنّة معتبرا أنّ هذه المناسبة يجب أن تكون محطة مراجعة حقيقيّة، لأنّ الإنسان من دون مراجعة يفقد البوصلة التي تهديه إلى الطريق الصحيح وتجنّبه الانزلاق في مهاوي الانحراف مشيرا إلى أنّ الفرح ببداية السنة حقّ مشروع، لكنّه لا يكون صادقًا إلّا إذا طُويت صفحة الماضي على خير، وكان المستقبل أكثر التزامًا بالمسؤوليّة".

وفي الشأن السياسي، أبدى خشيته ممّا يُرسم للمنطقة، محذّرًا من الأطماع الكثيرة للعدوّ الصهيوني في هذا الوطن، وإمكانيّة لجوئه إلى تصعيد اعتداءاته، ما يستدعي من الجميع أعلى درجات الحذر والحكمة والوعي لمواجهة هذه المشاريع من خلال تعميق الوحدة الداخلية لان هذا العدو لا يفرق بين طائفة وأخرى وبين ومذهب واخر بل يسعى للهيمنة والسيطرة على الوطن بأسره...

وتمنّى أن "تكون الأعياد عنوانًا للمحبّة، وجسرًا للوحدة في مواجهة الخطاب المتوتّر الذي يبحث عن الفواصل والاختلافات، ويسعى إلى الإثارة بدل الدعوة إلى تضميد الجراح، والعمل على حوارٍ منفتح بين اللبنانيين، إذ لا يمكن من دون هذا الحوار الوصول إلى الأهداف التي تحقق قيامة الوطن ونهوضه".

كما استغرب إقرار الحكومة لقانون الفجوة الماليّة، رغم الاعتراضات الواسعة عليه، مشيرًا إلى أنّ الآمال كانت معقودة على قانون أكثر إنصافًا وعدالة، يحاسب من هرّبوا أموالهم إلى الخارج، ومن عبثوا بمقدّرات البلد، والفاسدين.

وفي سياقٍ متصل، استنكر فضل الله الاعتداء الآثم على المصلّين في مسجد الإمام علي، في مدينة حمص، معتبرًا  أنّ "هذا العمل الإجرامي البعيد عن كل معاني الدين والإنسانية يهدف إلى إثارة الفتنة بين السنّة والشيعة ونشر الفوضى في سوريا، ولا يخدم إلّا الكيان الصهيوني وأعداء الأمّة داعيا إلى وحدة الصف والوقوف في وجه كل من يريد ان ينشر هذه الفتنة بين مكونات هذه الأمة".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan