قاسم في "يوم الشهيد": التهويل ‏والضغط لن يغيرا موقفنا‎ ولن نتخلى عن سلاح العزيمة والقوة

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Nov 12 25|00:30AM :نشر بتاريخ

أكد الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم "أننا أمام ‏خطر وجودي حقيقي، ولذلك من حقنا أن نفعل كل ‏شيء في مواجهة هذا الخطر الوجودي‎"، مشدداً على أن "التهويل ‏والضغط لن يغيّر موقفنا‎.‎‏ سندافع عن أرضنا وأهلنا وكرامتنا ‏وعزتنا‎.‎ لن نستسلم، ولن نترك مستقبل أجيالنا للمستكبرين والمجرمين والعابثين والعملاء‎.‎‏ لن نتخلّى عن سلاحنا ‏الذي يعطينا هذه ‏العزيمة وهذه القوة، ويمكننا من الدفاع‎".

 

وقال قاسم خلال احتفال "يوم الشهيد" الذي أقامه الحزب في مجمع سيد الشهداء: "نحيي يوم شهيد حزب الله، هذا اليوم العظيم الذي افتتحه فاتح العمليات الاستشهادية الشهيد أحمد قصير. في ‏هذا اليوم يكون ‏الاحتفال عاما في لبنان، وقد اخترنا أن يكون الاجتماع للناس في أحد عشر موقعا في ‏مختلف المناطق اللبنانية: في مجمع سيد ‏الشهداء الضاحية الجنوبية، في حسينية السيدة خولة في ‏بعلبك، في مجمع سيد الشهداء عليه السلام في الهرمل، في ‏مجمع المحقق الكركي بلدة الكرك، في مجمع ‏الإمام علي عليه السلام المعيصرة كسروان، في مرقد السيد الهاشمي في دير ‏قانون النهر، في مجمع ‏شهداء حاريص، في مجمع الشهيد القائد محمد بجيجي مشغرة، في النادي الحسيني مدينة النبطية، في ‏مجمع ‏الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف الغازية، وفي النادي الحسيني لبلدة كفرمان".

 

أضاف: "هذا الاجتماع الكبير مع كل الذين يحضرون من خلال الشاشة هو من أجل إحياء ذكرى يوم الشهيد، وفي ‏الواقع، هذه ليست ‏ذكرى، هذه حياة، الشهداء أحياء عند ربهم يُرزقون، بل أحياء، ولكن لا تشعرون، هذا ‏هو الشهيد، وهؤلاء هم الشهداء‎. أروع ما يمكن أن نفتتح به هذا اليوم العظيم هو ما قاله سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، قائد هذه ‏المسيرة وملهمها ‏ومربي أجيالها، قال: عندما نستشهد ننتصر.‎ إذن، نحن لسنا أمام أناس تركونا وذهبوا، نحن أمام مجاهدين قاموا بما عليهم واستمروا، استمرارهم ‏بنهجهم، استمرارهم ‏بدمائهم، استمرارهم بما تركوه في حياتنا من أجل أن نبقى أعِزة، ومن أجل أن نحمل ‏الراية خفّاقة عالية، لا يقبل الشهيد ‏مسار الذل، ولا يقبل الشهيد مسار الحياة الذليلة، ولا يقبل الشهيد إلا أن ‏يكون حيا عزيزا كريما مستقلا محررا، يواجه ‏الأعداء بكل عنفوان وبكل إيمان".

 

وتابع قاسم: "لماذا اخترنا هذا اليوم؟ يوم استشهاد الشهيد أحمد قصير في 11.11.1982. مر 43 عاما حتى الآن. ‏اخترنا هذا اليوم لأن ‏نموذج شهادة أحمد قصير رضوان الله تعالى عليه، نموذج مميز، وهو في الواقع ‏رمز لكل هؤلاء الذين استشهدوا، ‏ولكل هؤلاء الذين يسيرون على درب الشهادة‎. الشهيد أحمد قصير كان عمره 19 سنة، أخذ القرار واتصل بالإخوة، وكان بإشراف الحاج عماد مغنية ‏رضوان الله تعالى ‏عليه والحاج أبو الفضل رضوان الله تعالى عليه مع آخرين هيأوا له السيارة. ‏ذهب بسيارة مفخخة إلى مقر الحاكم ‏العسكري الإسرائيلي المؤلف من ثماني طبقات، من أجل أن يفجر ‏نفسه تعبيرا عن رفض الاحتلال وطرد الاحتلال وإيذاء ‏الاحتلال، كي يخرج من أرضنا وكي نعيش ‏بكرامتنا على هذه الأرض".

 

وأشار الى أن "الشهيد أحمد قصير فدى بنفسه بجسده، لكن روحه بقيت، لأن التعاليم التي أراد أن يرسّخها في الأمة ‏ترسّخت، وأصبحت ‏مسارا طبيعيا. الشهيد أحمد قصير علّمنا بدمائه، ربانا بعطاءاته، رسم لنا الطريق التي ‏توصل إلى الله تعالى، وإلى الحياة ‏العزيزة، وإلى التحرير والكرامة على أرضنا، ولنأخذ مكانتنا‎.‎ هذا الشهيد ذهب بسيارته، استطاع الشهيد أحمد قصير أن يوقِع خسائر فادحة في الطبقات الثمانية التي ‏انهارت على الأرض، ‏وقُتل وجرح من في داخلها: 76 قتيلا، 118 جريحا. هذه الثمرة المباشرة، لكن ‏الثمرة غير المباشرة هي أنه هزّ معنويات ‏الكيان الإسرائيلي، وفتح الطريق أمام انسحاب إسرائيل من ‏لبنان، وخروج هذا العدو ذليلا مهانا، يحمل الخيبة من وجوده ‏على أرضنا المقدسة‎".

 

وأوضح "أننا عندما نحيي ذكرى هذا الشهيد، نحيي ذكرى كل شهداء حزب الله، لأننا خصصنا هذا اليوم ليكون ‏احتفالا بالجميع. كلهم ‏على هذا الدرب، كلهم استشهاديون، سواء ذهبوا بسيارات مفخخة أو كانوا في مواقع ‏أمامية، أو قُتلوا أثناء تنقلهم، أو قُتلوا ‏في أي مكان من الأمكنة التي فيها مواجهة مع العدو الإسرائيلي‎.‎ قال تعالى‎: ‏﴿وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ﴾‏ وقال أيضًا‎:‎‏ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾‏. هذه الطريق هي طريق رسمها الشهيد الشيخ راغب حرب رضوان الله تعالى عليه والسيد عباس ‏الموسوي رضوان الله تعالى عليه وسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى ‏عليه والسيد الهاشمي ‏رضوان الله تعالى عليه والحاج عماد مغنية رضوان الله تعالى ‏عليه، وكل الشهداء الأبرار الذين قدّموا في هذه ‏المسيرة، وأعطوا لهذه المسيرة".

 

وأكد قاسم أن "يوم الشهيد هو يوم العائلات التي حضنت الشهيد، يوم الشهيد هو يوم كل من قُتل أو مات في سبيل الله ‏تعالى على هذا الدرب ‏وعلى هذا الخط، من المنتسبين أو المحبين أو الموالين أو المتعاطفين أو المدنيين ‏الذين يحيطون بهذه المسيرة ويدعمونها ‏ويؤيدونها، هؤلاء جميعًا هم في الموقع العظيم‎"، قائلاً: "نحن اليوم أمام شهيد استُشهد بعده أربعة آخرون من إخوته: استُشهد أحمد وموسى وربيع ومحمد، يعني ‏الحاج ماجد وحسن ‏الحاج أبو زينب، المجموع خمسة، أولهم أحمد وآخرهم الشهيد ماجد. هؤلاء جميعا ‏قُتلوا في سبيل الله تعالى، تعبيرا عن ‏المسيرة‎.‎‏ هذه العائلة، عائلة الشهيد أحمد، هي نموذج من عائلاتنا، ‏هي نموذج من مجتمعنا، هي نموذج من العطاءات على ‏درب الشهادة‎. لعل البعض يقول: إنكم تهتمون كثيرا بالشهادة والشهيد، وتدعون إلى الشهادة‎.‎ يا أخي، الشهادة حياة، أما الموت فهو بيد الله تعالى، لا أحد يظن أنه عندما يذهب الشاب إلى المعركة أو ‏عندما يقف مقاتلا ‏مجاهدا إنما يقرّب الموت، أبدا، فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة، ولا يستقدمون. ‏الموت لا يقترب بالجهاد، ولا يبتعد ‏بالجهاد، ولا يقترب بالتخاذل، ولا يبتعد بالتخاذل، الموت من عند الله ‏تعالى، له وقته، ولكن السؤال: كيف تذهب إلى ربك وإلى ‏أجلك؟ هل تذهب وأنت مرفوع الرأس في فترة ‏الحياة المخصصة من الله تعالى لك أيها الإنسان، أم لا؟ إذا كنت كذلك، وذهبت وأنت مرفوع الرأس، يعني أنك مستعد للاستشهاد، استعدادك هو خيار حياة. ‏استعدادك هو مقاومة ‏للكفر والانحراف والاحتلال والعدوان. استشهادك إنما يأتي كنتيجة طبيعية لحصول ‏الأجل. لكن المهم هو الطريق: كيف ‏وصلت إلى الله تعالى؟".

 

وأردف: "عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أشرف الموت قتل الشهادة‎. هؤلاء طووا الدروب كلها، ليستقروا في قلوبنا، وفي حياتنا، وفي مستقبلنا‎. إمامنا علي عليه سلام الله تعالى قال: حملوا بصائرهم على أسيافهم، ودانوا لربهم بأمر واعظهم‎. إمامنا الخميني قدس الله روحه الشريفة يقول عن كربلاء: "هو يوم انتصار الدم على السيف، هو ‏يوم انتصار الدم على ‏السيف‎". حتى الشهيد أحمد قصير، هو ذهب مملوءا بالفكر والإيمان والروح. نُقل عنه أنه قال: من قال إننا لا ‏نستطيع؟ بل بالتوكل ‏قادرون، سأريكم ما أنا فاعل بهم. نعم يا أحمد، رأينا ما فعلت بهم، ورأينا إخوانك على دربك‎.‎ رحم الله الشهيد أحمد، وكل الشهداء الأبرار، وكل الذين ماتوا على هذا الخط وعملوا من أجل رفع راية ‏المقاومة والتحرير ‏والجهاد والعزة والكرامة. إلى أرواحهم جميعا نهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة، مع ‏الصلاة على محمد وآل محمد‎".

 

وقال الأمين العام لـ"حزب الله": "سأتحدث عن عدة نقاط منسجمة مع المناسبة‎.  أولاً: ما هو واقعنا الذي نعيشه اليوم؟ يجب أن نعود إلى سنة 1982 لنفهم الواقع الذي نعيشه، في سنة 1982 دخلت إسرائيل إلى لبنان من أجل ‏أن تصل إلى ‏الأولي، أي على مشارف صيدا، لتمنع سقوط صواريخ الكاتيوشا على شمال فلسطين ‏المحتلة، ولكنها أكملت، فحاصرت ‏بيروت، ثم أكملت فأخرجت منظمة التحرير الفلسطينية والفلسطينيين ‏من لبنان، ثم أكملت، فكانت مجازر صبرا وشاتيلا بيد ‏عملائها اللبنانيين في الداخل وبإشراف شارون. ثم ‏أكملت فاستمرت محتلة، ولم تخرج، وتبين أن الهدف ليس منع إطلاق ‏الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه ‏شمال فلسطين، إنما الهدف هو الاحتلال والاستقرار في لبنان، وإنشاء المستوطنات في ‏جنوب لبنان. هذا ‏هو الذي ظهر‎.‎‏ وإلا، ما معنى أن تبقى إسرائيل من سنة 1982 إلى سنة 2000 محتلّة؟ وما معنى أنه ‏‏عندما احتلت سنة 1978 -أي قبل أربع سنوات من الاجتياح- أقامت "دولة لبنان الحر" من خلال ‏الرائد المقبور سعد ‏حداد؟".

 

أضاف: "في شهر نيسان 1979 -أي بعد سنة من الاجتياح الأول- عملت "دولة لبنان الحر"، وجدوا أن تسمية ‏‏دولة لبنان ‏الحر فيها شيء من الانقسام، وهذا غير سليم، فغيّروا التسمية، وسمّوها جيش لبنان الحر، ‏وبعد سنة تقريبا، ثم في ‏سنة 1984 سمّوها جيش لبنان الجنوبي‎. لماذا وضعوا اسم لبنان دائما؟ حتى يوهموا بأن المسألة مسألة داخلية، مسألة لبنانية، هناك جزء من ‏اللبنانيين يريدون ‏قطعة من الأرض هناك، لكن الإشراف إسرائيلي، والدعم إسرائيلي، والتمويل إسرائيلي، ‏والأوامر إسرائيلية. الاحتلال ما زال ‏قائما على أرض لبنان، يرعى هذه القطعة بشكل خاص، ويحتل كل ‏هذه المنطقة إلى حدود بيروت‎.‎ خرجت إسرائيل سنة 1985 -أي بعد ثلاث سنوات من 1982- بفعل ضربات المقاومة، واستقرّت ‏في الشريط الحدودي ‏الذي تبلغ مساحته تقريبا ألف كيلومتر مربع، واستمرّت لفترة من الزمن إلى أن ‏خرجت صاغرة في سنة 2000 بضربات ‏المقاومة‎.‎ فتح الطريق: أحمد تصير، وأمثال أحمد تصير. الاستشهاديون هم الذين عملوا من أجل إخراجهم‎".

 

‎وتابع: "قالوا لنا كثيرا: العين لا تقاوم المخرز ليثبطوا العزائم‎.‎‏ قلنا لهم: ولكن إسرائيل محتلّة‎.‎ قالوا: دعوها تحتل، لكن لا نستطيع أن نواجه إسرائيل، هي قوية، هي مدعومة من العالم، هي مدعومة من ‏أمريكا، لكن ‏المقاومين المجاهدين أبَوا إلا أن يواجهوا تحت أصعب الظروف وأعقدها، وقدموا التضحيات ‏والجهاد والعطاءات".

 

وشدد قاسم على أن "حزب الله قام على فكرة الجهاد، وقام على فكرة المعنويات والكرامة وتحرير الأرض وعزة لبنان ودعم ‏فلسطين، هذه كلها ‏عناوين مشرقة عظيمة‎.‎‏ لكن كان دائمًا مثبّطو العزائم يقولون لنا: لكن لا تستطيعون، ‏ليس لديكم قدرة. حسنا، تبيّن أن ‏هؤلاء الضعفاء في إمكاناتهم، الذين يملكون القدرات المحدودة، لكنهم ‏يملكون قوة لا يملكها هؤلاء المنحرفون، الطغاة، ‏المجرمون، المعتدون‎. ما هي القوة التي يملكها هؤلاء المجاهدون؟ قوة الإيمان والإرادة، هذه هي القوة الأساسية، هذه هي التي تصنع من القنبلة قنابل، ومن البندقية قدرة ‏قوية، ومن الرشاش ‏تأثيرا غير عادي، ومن صرخة الله أكبر الزلزلة التي تحصل عند الإسرائيليين، ‏فينهارون أمام هذه المواجهة‎. هذه هي القوة الحقيقية التي استطاعت أن تخرج إسرائيل سنة 2000، أي بعد 18 سنة من الاجتياح ‏‏1982، أو 22 سنة من ‏الاجتياح الذي قبله 1978‏‎.‎‏ لم تخرج إسرائيل لا بالمفاوضات ولا بالسياسة، ‏وحاولت أن تفرض مفاوضات واتفاقات مثل اتفاق ‏‏17 أيار لمصلحتها، لكن لم تتمكن‎.‎‏ فما كانت النتيجة؟ ‏خرجت إسرائيل من دون قيد أو شرط‎".

 

وذكر بـ" أننا من سنة 2000 إلى سنة 2023، في حالة ردع لإسرائيل، الردع قائم بسبب وجود المقاومة، بسبب ‏وجود الإرادة، ‏بسبب التلاحم بين المقاومة والجيش والشعب بمنظومة قوية في عملية المواجهة‎. ‏42‏‎ ‎سنة -من سنة 1982 إلى سنة 2024- يعني عند بداية معركة أولي البأس، مُنعت إسرائيل من ‏مشروعها التوسعي، ‏يعني لم تستطع أن تتوسع، ولم تستطع أن تحافظ على ما احتلته سابقا، خرجت من ‏أرضنا ذليلة‎.‎ ‏42‏‎ ‎سنة جاءت معركة أولي البأس، معركة أولي البأس كانت فيها تضحيات كبيرة جدا، قدمنا سيد شهداء ‏الأمة السيد حسن رضوان الله تعالى عليه والسيد الهاشمي رضوان الله تعالى عليه، وخيرة ‏القادة الشهداء، وخيرة المجاهدين، ‏وخيرة الناس من أهلنا المدنيين من الرجال والنساء والأطفال، ومع ذلك، ‏لم تتمكن إسرائيل من أن تحقق أهدافها‎".

 

ولفت الى أن "هذه المعركة، معركة أولي البأس وقفت حاجزا أمام الاجتياح الإسرائيلي الذي توقف عند حدود معينة في ‏جنوب لبنان، ولم ‏يستطع أن يتقدّم. الشباب الأسطوري في قتاله أوقف 75 ألف جندي وضابط إسرائيلي ‏على المشارف، في القرى الأمامية، لم ‏يتقدموا إلا أمتارا قليلة، مئات الأمتار، لكن لم يستطيعوا‎. هذا كله بفضل توفيق الله تعالى، ومقاومة هؤلاء المجاهدين الاستشهاديين الذين لا يخافون إلا الله، والذين ‏باعوا جماجمهم لله ‏تعالى‎.‎ ثم حصل الاتفاق في 27 /11/ 2024، الاتفاق هو وقف إطلاق النار، والاتفاق فيه انسحاب إسرائيل من ‏جنوب نهر الليطاني، ‏وفيه انتشار للجيش اللبناني في جنوب نهر الليطاني، وعدم وجود أي مظاهر مسلحة ‏لغير الجيش اللبناني المسؤول عن الأمن ‏في تلك المنطقة‎.‎‏ هذا الاتفاق يتحدث عن هذه النتيجة: انسحاب ‏إسرائيل من جنوب لبنان، جنوب نهر الليطاني، وانتشار ‏الجيش اللبناني".

 

وأكد أنه "بالنسبة إلينا كحزب الله، الاتفاق فيه ثمن مقبول لدى المقاومة، لأن الثمن هو انتشار الجيش اللبناني الذين ‏هم أهلنا، بالنسبة ‏إلينا الذين سيتواجدون بدل المقاومة على أرض الجنوب، الجيش اللبناني، لسنا خاسرين، ‏نحن نتمنى أن يكون الجيش اللبناني ‏مستمرا في وجوده على الأرض، ويقاتل العدو الإسرائيلي إذا تقدّم، ‏ويقاتل العدو الإسرائيلي عندما يعتدي، ويخرج ‏الإسرائيلي غصبا عنه من أرضنا، ويدافع عن وطنه‎.‎ الذي يقول انه بالاتفاق ما أنتم لم تعودوا موجودين مسلحين في جنوب نهر الليطاني، صحيح، لكن ‏الموجودون هم ‏أولادنا: الجيش اللبناني، هؤلاء أبناء وطننا، وبالتالي نحن رابحون بوجود الجيش اللبناني. ‏رابحون بهذا الاتفاق، لأن الدولة ‏أعلنت استعدادها أنها ستتحمل مسؤوليتها، بعد أن تحملتها المقاومة 42 ‏سنة‎".

 

وتابع: "‏42‏‎ ‎سنة المقاومة تنوب عن الدولة، عن الحكومة، عن الجيش، عن كل المواطنين اللبنانيين في أي مكان ‏كانوا في لبنان، ‏يعني الذي كانت تعمله المقاومة هو تضحية كبيرة جدا جدا نيابة عنها وعن الآخرين "وما ‏عم نربّح جميلة"، بل نعتبر أننا ‏استطعنا والحمد لله، الله أعاننا، فنحن تصدّينا، ونتمنى دائما أن أي ‏أحد يقدر أن يدافع عن هذا البلد أن يكون في المواقع ‏الأمامية، ويدنا بيده، وأن يدافع، ونحن معه ونؤيده ‏وندعمه‎.‎ بالمقابل، إسرائيل خسرت بهذا الاتفاق، لأنها خرجت، ويجب أن تخرج بحسب الاتفاق من دون أن تحصل ‏على مكاسب ‏عدوانها، وهذا أمر واضح: أن عليها أن تنسحب، والانسحاب هو ربح مقبول بالنسبة إلينا‎".

 

وسأل: "لماذا لم تطبّق إسرائيل ما عليها؟ أو بالأحرى: لماذا لم ‏تطبق أمريكا ما عليها ‏باليد الإسرائيلية؟ السبب واضح، بل الأسباب واضحة‎:‎

أولاً: لأن لبنان يستعيد سيادته وحريته وكرامته إذا خرجت إسرائيل‎.‎

ثانياً: لأنه مرّت سنة، وكل هذه الاعتداءات والخروق التي تمارسها إسرائيل لم تتمكن من خلالها أن تجرّ ‏المقاومة أو لبنان ‏إلى تبادل يؤدي إلى إعطاء ذريعة لإسرائيل بأنه لم ينفذ  الاتفاق، وبالتالي، كل أمن ‏المستوطنات كان موجودا بشكل عادي ‏وطبيعي، ولا تستطيع إسرائيل أن تدّعي بأن أمنها معرض للخطر‎.‎

ثالثاً: لأنها تريد أن تتدخل في مستقبل لبنان. ما تفعله إسرائيل وأمريكا اليوم ليس أنهم يحرصون على أمن ‏إسرائيل أو تطبيق ‏الاتفاق، هم بالحقيقة يتدخلون في مستقبل لبنان: كيف سيكون جيشه؟ كيف سيكون ‏اقتصاده؟ كيف ستكون سياسته؟ وكيف ‏سيكون موقعه؟".

 

وأكد الشيخ قاسم أن "أمريكا باليد الإسرائيلية تريد أن تنهي قدرة لبنان المقاوم، وأن تسلح الجيش بمقدار قدرته على ‏مواجهة حزب الله، أي: ‏ممنوع أن يكون الجيش قادرا على إسقاط طائرة واحدة، وممنوع أن يكون قادرا ‏على إطلاق صاروخ واحد باتجاه العدو ‏الإسرائيلي‎.‎ يعني يريدون إعدام قدرة لبنان، وكشفه أمام العدو الإسرائيلي، وهذا هو الذي يكون عقبة أمام أن لا ‏تقدم إسرائيل على ‏الانسحاب، وأن لا تقوم بواجبها هي وأمريكا بحسب الاتفاق".

 

 وقال: "هنا أريد أن أسأل: لماذا يفعلون هكذا؟ يضغطون لأنهم يعتبرون أن الاتفاق يعطي لبنان مكاسب، وأن ‏إسرائيل إذا خرجت من ‏لبنان بهذا الاتفاق يبقى لبنان يملك أوراق قوة ليدافع عن نفسه وعن كرامته‎. من هنا هم يضغطون على الحكومة لتقدّم تنازلات من دون بَدَل، ومن دون ضمانة، وعن طريق الفتنة، مع ‏إعطاء حرية كاملة ‏لإسرائيل أن تبقى محتلّة وتعتدي متى تشاء، وهي حقيقة الآن: إسرائيل محتلة لكل ‏لبنان بطيرانها وعدوانها، وبإدارة ‏أمريكية‎. هذه هي الصورة. إسرائيل لا تريد أن تخرج، لأنها تريد أن تتحكّم بلبنان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ‏وماليا وجغرافيا، وتريد ‏أن يكون لبنان حديقة خلفية لتوسيع المستوطنات، كجزء من إسرائيل الكبرى‎".

 

وأعرب عن أسفه لأن "حكومتنا اللبنانية لم تجد من البيان الوزاري إلا حصرية السلاح، وتدعي أنها إنما تقوم بحصرية ‏السلاح من أجل ‏أن تنزع الذرائع من العدو الإسرائيلي‎. ان نزع السلاح لم يعد ذريعة فقد قدموا لنا ذريعة جديدة: حزب الله يستعيد قدرته، يتسلّح ‏من جديد، لا ‏يسمحون باستعادة القدرة. حسنا، لا، هناك شيء آخر؟ حزب الله يتموّل، حزب الله يحصل ‏على المال، والمال يعطيه قوة. ‏يعني ساعة ذريعة نزع السلاح، وساعة ذريعة استعادة القدرة، وساعة ‏ذريعة وجود التمويل، ثم يقولون: الذريعة ‏الحقيقية هي أصل وجود هذا الكيان، وهذا المجتمع، ‏وهذه البيئة، وهؤلاء الأطفال الذين سيصبحون كبارا في المستقبل، ‎لأن ‏إشكالهم على أصل الوجود، وليس ‏إشكالهم على هذه الذرائع المختلفة، هذه لن تنتهي كذرائع"‎.

 

وسأل: "عادة عندما الانسان يحاجج، يحاجج بدليل واقعي، أيهما أقوى دليلا ليكون معه حق؟ ‏حجة إسرائيل ‏بالأمن المستقبلي، وهي الآن حققت أمنها وتعتدي، وواضح أن القدرات الموجودة عندها ‏تحفظها لفترات طويلة من الزمن، ‏في مقابل لبنان وكل المنطقة، أم العدوان الإجرامي اليومي الذي يحصل ‏على لبنان، ويرتقي شهداء، ويكون هناك تدمير ‏وأعمال مباشرة؟ كم مدنيا قُتل؟ كيف تحصل هذه الأعمال ‏الشنيعة اليوم؟ اليوم عندنا الإسرائيلي يقتل المدنيين بشكل متنقّل، ‏وفي بيوتهم، يدمّر البيوت، يجرف ‏الأراضي، يمنع العودة، يعدم الحياة في منطقة الشريط على المحاذاة مع فلسطين المحتلة‎".

 

وأشار الى أنه "بحسب وزارة الصحة، صار هناك 303 شهداء منذ الاتفاق حتى الآن -أي حوالي سنة- و917 جريحا ‏من المدنيين ‏والأطفال والرجال والنساء والمقاومين‎. حسنا، ماذا يسمون هذا؟ إذا كان المتحدث باسم اليونيفيل داني جيري يقول: هناك 7000 خرق جوي ‏إسرائيلي حتى الآن، ‏و2400 نشاط شمال الخط الأزرق منذ وقف إطلاق النار، ولم ترصد الأمم المتحدة ‏أي نشاط لحزب الله في منطقة عمليات ‏الأمم المتحدة، ماذا يريدون أكثر من هذا؟ سنة بكاملها: خروق إسرائيل بالآلاف، اعتداءات إسرائيل بالمئات، الشهداء بالمئات، جرحى بالمئات‎.‎‏ ‏ومع ذلك، يخرج أحد ‏ويقول: والله المشكلة موجودة لدينا في لبنان، لا، المشكلة موجودة في إسرائيل".

 

وأضاف: "سأنتقل إلى النقطة الثالثة‎: أنا لن أناقش في هذا اللقاء خدّام إسرائيل، لأن هؤلاء لو تضيء لهم العشرة لن يروا، البصيرة معدومة، لن ‏أناقش خدّام ‏إسرائيل: من هم خدّام إسرائيل؟ حتى لا نكون نظلم أحدا. هم الذين لا يدافعون عن مواطني ‏بلدهم، ولا يستنكرون عدوانية ‏إسرائيل، ويشاركون في الضغط لتحقيق المطالب الأمريكية الإسرائيلية‎.‎‏ ‏حتى لا تقولوا غدا اتهم هذه الجماعة أو تلك ‏الجماعة، لا، الذين يملكون هذه الصفات الحمد لله ربما كل اللبنانيين لا تكون لديهم هذه الصفات، دعونا نرى التطبيق ‏العملي، فليطبق كل واحد بنفسه. نحن نتوجه بكلامنا إلى أصحاب الضمائر الحية، أصحاب الحس الوطني، الذين نأمل أن يوقظ إذا غفل ‏لسبب أو لآخر".

 

وتابع: "نطرح سؤالا: لماذا لا تضع الحكومة اللبنانية خطة استعادة السيادة الوطنية من ضمن جدول أعمالها، وتضع ‏جدولا زمنيا، ‏وتطلب كل شهر من الجيش اللبناني والأجهزة المعنية أن يقدموا تقريرا: أين أصبحنا في ‏استعادة السيادة الوطنية؟، ‏وأيضا أن يضعوا برنامجا بعدم تطبيق الإملاءات الأمريكية وعدم الانبطاح ‏أمامها؟ أمريكا مشروعها مشروع احتلال وتوسع وعدوان، أمريكا تستخدم إسرائيل أداة، يعني عندما ‏نقول العدوان ‏الإسرائيلي، هو بالحقيقة العدوان الأمريكي الإسرائيلي‎".عندما نقول أمريكا تأتي وتطلب ‏من لبنان بعض المطالب هي ‏بالحقيقة تحاول إرغامه وتستخدم الضغط الإسرائيلي من أجل أن تحقق ‏أهدافها. عندما يتحدث الأمريكان عن التجفيف المالي، ‏ما علاقتهم بالوضع الاجتماعي والقرض الحسن، ‏وكل هذه الخدمات التي تُقدم للناس، "بعد بدهم" يتدخلوا بشؤوننا الداخلية".

 

ورأى أن "على الحكومة أن تتصرف على أساس حماية المواطنين، وحماية المنظومة الاجتماعية، ومسؤوليتها عن ‏الإعمار والبناء ‏وإعطاء الحقوق‎.‎‏ ليس دور الحكومة اللبنانية أن تستمع إلى الإملاءات الأمريكية وتبدأ ‏بتنفيذها. إذا أردنا أن نُظهر أن هذه الحكومة نجحت أم لا، يجب أن يعطونا تقريرا: ماذا فعلوا بالسيادة و‏بإعادة الإعمار، لا ‏أن يذهبوا ويتلهون بأمور لا يستطيعون أن يُحققوا نتيجة فيها".

 

 واعتبر أن "الأميركي واضح، براك صرّح بشكل صريح جدا أنه يريد تسليح الجيش اللبناني ليقاتل ‏شعبه المقاوم، ‏يقولونها على رأس السطح؟ كيف تقبلون؟ أنتم يجب ألا تقبلوا‎. يريدون الإشراف على إعدام القوة العسكرية والقدرة العسكرية في كل لبنان، لتبقى إسرائيل بلا رادع‎".

 

وواصل قاسم قائلاً: "أنتقل إلى النقطة الرابعة‎: موقف حزب الله سأقوله بخمس نقاط‎:‎

أولاً: الاتفاق المعقود في 27-11-2024 هو حصريا لجنوب نهر الليطاني، وعلى إسرائيل الانسحاب، ‏وإيقاف العدوان، ‏وإطلاق سراح الأسرى، ولا توجد مشكلة على أمن المستوطنات، والدولة اللبنانية هي ‏التي تتحمل مسؤولية من خلال ‏حكومتها وأجهزتها أن تنفّذ إخراج إسرائيل بكل الوسائل المشروعة ‏والمتاحة، ويجب أن يفكّروا بإبداع لتطبيق هذا الاتفاق ‏من الجهة الأخرى، لأن لبنان نفّذه مع مقاومته ‏وشعبه‎.‎

ثانياً: الجنوب مسؤولية الدولة، مسؤولية الحكومة والشعب والمقاومة، ولن يستقر لبنان مع استمرار عدوان ‏إسرائيل ‏وضغط أمريكا، وإذا كان الجنوب نازفًا، فالنزف سيطال كل لبنان بسبب أمريكا وإسرائيل‎. لا يتصرفن أحد على أن لا علاقة له، هذا الجنوب، لا، لنا علاقة بكل لبنان‏‎.‎

ثالثاً: لا استبدال للاتفاق، ولا تبرئة ذمة للعدو الإسرائيلي باتفاق آخر، إذ عندما نذهب إلى اتفاق آخر فمعنى ذلك أن كل ‏شيء انتهى وعفونا عنه، وكل الاعتداءات التي ارتكبوها مشي حالها، وعندها ‏سيذهبون إلى شروط جديدة وترتيبات ‏جديدة. لا، يجب تنفيذ الاتفاق، وهذا أساس، بعد تنفيذ الاتفاق، كل ‏السبل مفتوحة لناقش داخلي بين اللبنانيين بإيجابية وتعاون ‏على قاعدة قوة لبنان واستقلاله وسيادته، لا ‏علاقة لأحد بما يتفق عليه اللبنانيون، لا أحد يدخل بيننا. نحن نرتب أمورنا ونتفق ‏على كل شيء‎.‎

رابعاً: استمرار العدوان على هذه الشاكلة بالقتل والتدمير لا يمكن أن يستمر، ولكل شيء حد، أنا لن أتكلم ‏أكثر من هذا. وعلى المعنيين الانتباه لأمور لا يمكن أن تُتحمَّل أن تستمر بهذه الطريقة‏‎.‎

خامساً: نحن شعب حيّ، أصابتنا الحرب إصابات بالغة، ولكننا أحياء وشجعان ومقاومون‎".

 

وأضاف: "يوم الشهيد هكذا يقول، تحية إلى العائلات المجاهدة الطيبة الطاهرة، إلى الرجال والنساء والأطفال، إلى ‏الجرحى والأسرى، ‏إلى كل الذين أحاطوا بالمجاهدين والاستشهاديين، إلى كل الذين رفعوا هذه الراية ‏عاليا، إلى كل الذين كانوا صوتا صادحا ‏مؤثرا تحت لواء سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله ‏رضوان الله تعالى عليه‎. هذا المجتمع المقاوم هو مجتمع يحمي الدولة من الضغوطات الخارجية، ويقوي موقعها وموقفها‎،‎‏ استفيدوا ‏من هذا المجتمع. ‏مجتمع المقاومة يسد المنافذ الأمنية والسياسية والاقتصادية -فضلا عن العسكرية- ‏في وجه إسرائيل‎، ‎استفيدوا من هذا ‏المجتمع".

 

وقال: "هنا لدي سؤال‎:‎‏ هل التشييع المليوني للسيّدين الشهيدين تهمة؟ هذه حقيقتنا. نحن في بلدنا وأرضنا، وهؤلاء ناسنا الذين عبروا عن هذا التشييع وهذا الالتزام‎. هل 75 ألف كشفي في المدينة الرياضية يجتمعون في الاجتماع الكشفي الكبير تهمة؟ هؤلاء أولادنا، جيل المستقبل في بلدنا وأرضنا، يرفعون راية الأخلاق والإخلاص والجهاد والحق ‏والمستقبل والسلام والأمن،‎‏ ‏هذه ليست تهمة‎. سؤال: هل وحدة حزب الله وحركة أمل تهمة؟ هذه اللحمة الشعبية هي دعامة بناء بلدنا وأرضنا، لبنان. يجب على ‏الناس ان تفكر كيف تتحد، لا ان تستنكر الاتحاد الموجود‎".

 

وتابع: "يقولون لنا: لا تقولوا تعافينا.‎ بعض المقالات وبعض الأشخاص نصحوا: ما تقولوا تعافينا، لأنه إذا قلتم ‏تعافينا، ‏الإسرائيلي سيأخذها حجة‎.‎‏ هو لا يبحث عن حجة، هو عنده كل الحجج. أصل وجودنا هو حجة ‏بالنسبة له‎. نحن نتعافى بحضورنا الطبيعي في بلدنا‎.‎‏ مجتمعنا مجتمع حي، قوي، ‏آمن بالمقاومة، آمن ‏بالتحرير‎. ‎هذه قوة الحقيقة‎.‎‏ دائما نحن نقول: قوتنا بالإيمان والإرادة، ليست القصة قصة ‏الإمكانات، لكن هذه حجة. هم ‏يريدون: حياتنا ألا تكون موجودة؟ ويريدون إبادتنا؟ هكذا ننظر: نحن أمام ‏خطر وجودي حقيقي، ولذلك من حقنا أن نفعل كل ‏شيء في مواجهة هذا الخطر الوجودي‎".

 

وشدد قاسم على أن "قوة مقاومتنا بإرادتنا وإيماننا، دماء شهدائنا زادتنا قوة وعزة‎.‎‏ تضحيات أهلنا أنارت طريق ‏عزتنا‎.‎‏ التهويل ‏والضغط لن يغيّر موقفنا‎.‎‏ سندافع عن أرضنا وأهلنا وكرامتنا ‏وعزتنا‎.‎ لن نستسلم،.‎‏ لن نترك مستقبل أجيالنا للمستكبرين والمجرمين والعابثين والعملاء‎.‎‏ لن نتخلّى عن سلاحنا ‏الذي يعطينا هذه ‏العزيمة وهذه القوة، ويمكننا من الدفاع‎.‎ ألا وإن الدعي يا ابن الدعي قد ركز بين أثنين: بين السَلَة والذِلّة‎.‎ وهيهات من الذلّة‎".

 

واعتبر أن "على أمريكا وإسرائيل أن تيأسا‎.‎‏ نحن أبناء الحسين، نحن الممهّدون للمهدي عجّل الله تعالى فرجه ‏الشريف‎، نحن أهل ‏الملاحم في الدفاع، نحن أهل الأرض الصامدون، نحن بعنا جماجمنا لله تعالى، فلن ‏تتحكم بنا الشياطين‎.‎ إما أن نعيش أعِزّة، وإما أن نموت أعِزّة‎.‎ فالموت في حياتكم مقهورين، والحياة في موتكم قاهرين، كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام‎.‎ نحن المعتدى علينا، وسندافع‎. ‎أي ثمن هو أقل من ثمن الاستسلام، ويفتح أفق الانتصار، ونحن واثقون أننا ‏منصورون ومن ‏الآخر تقولون: وقعت فينا خسائر كبيرة‎"، صحيح، إسرائيل متغولة، صحيح، أمريكا ‏متجبرة طاغية، صحيح، لكن ‏الصحيح أيضا أننا لن نركع، وسنبقى واقفين‎.‎‏ جرّبتمونا في السابق، وفي ‏معركة أولي البأس، إذا أردتم التجربة، سنكون لها‎.‎‏ ‏لكننا لن ننسحب من الميدان، وسندافع بكل ما أوتينا من ‏قوة‎. وهيهات منا الذلة‎".

 

وقال: "هناك ثلاث قواعد أتمنى أن يحفظها الأعداء قبل الأصدقاء‎: ‎نحن مطمئنون لثلاث قواعد تظلّلنا في هذه ‏المرحلة‎:‎

أولاً: هذه المقاومة وشعبها لا يُهزمون‎.‎

ثانياً: منصورون بإحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة‎.‎

ثالثاً: هذا زمن الصمود وصناعة المستقبل‎.‎

نحن نمشي على هذه القواعد الثلاث في يوم الشهيد، يوم العظمة والعطاء‎".

 

‎وحيّا "فلسطين وغزة والضفة والقدس‎.، والجهاد العظيم الذي أعطاه الشعب الفلسطيني ‏والمقاومة الفلسطينية، ‏والتضحيّات العظيمة التي قدّمت من أجل التحرير‎.‎‏ هؤلاء الأبطال الذين عرّفوا ‏العالم معنى أن يقفوا من أجل حقهم لمدة ‏سنتين، وكل الإجرام العالمي ضدهم، ولم يمكنوا إسرائيل من ‏تحقيق أهدافها‎. نحن نؤيدكم وندعمكم، وستبقى البُوصلة فلسطين‎".

 

ووجه "تحية إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي دعمتنا وتدعمنا‎.‎‏ تحية إلى الإمام القائد الخامنئي حفظه ‏الله، هذا الولي المحب ‏العاشق للمجاهدين، المحب للكرامة الإنسانية، المدافع عن حق المظلومين وعن ‏فلسطين‎.‎هذا الدعم الذي قدّمته إيران هو ‏عظيم جدا‎. وتحية هنا إلى الشهيد قاسم سليماني رحمة الله عليه وقدس الله روحه الشريفة، قائد المحور المقاوم ‏الذي أعطى كل ‏شيء‎".

 

كم توجه بـ "تحية إلى اليمن العزيز: ما هذه الجماهير المليونية؟ ما هذه العطاءات التي لا تتوقف؟ ما هذه القيادة ‏والشعب وأنصار الله وكل ‏هؤلاء الذين يقدمون ويُضحّون؟ العسكر، الأمن، القوات المختلفة، كلهم على ‏قلب رجل واحد. أنتم إن شاء الله طلائع ‏التحرير‎. تحية إلى العراق الأبي بمرجعيته وشعبه وحشده وحكومته وكل المعنيين وعشائره، لأنه بالحقيقة أحسسنا ‏أنهم دائما إلى ‏جانبنا، وإن شاء الله نستمر معا".

 

وختم: "أيها الشهيد، أنت نبراس حياتنا، وسنستمر على هذه الطريق‎.‎‏ نحن استشهاديون بالمنهج والعطاء والاتجاه ‏والنتيجة ‏‎‎عندما ‏نستشهد ننتصر‎".

 

 

 

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan