قمة لبنانية - بلغارية.. عون: التفاوض السبيل الوحيد لتحقيقِ مصلحةِ لبنان العليا

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Nov 10 25|19:08PM :نشر بتاريخ

اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على ضرورة "ان يرفع لبنان وبلغاريا التبادل التجاري بينهما وينشط منتدى رجالِ الأعمال اللبنانيين والبلغاريين". ونوه بالاتفاق على دعمِ الجيشِ اللبناني وبأهميةِ التعاونِ القضائي والجنائي الثنائي خصوصاً في ملفِ انفجارِ مرفأ بيروت "الذي نعتبرُه قضيةً وطنية، ولا تراجعَ عن تصميمِنا على كشفِ ملابساتِها وجلاءِ حقيقتها".

اما الرئيس البلغاري رومن راديف، فاكد على "جهوزية واستعداد بلاده للمساهمة في تعزيز الشراكة مع لبنان وضمان الامن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط"، مؤكدا ان "بامكان بلغاريا ان تلعب دورا مهما في إعادة اعمار لبنان والمساهمة في الزراعة والتعليم العالي والثقافة والاستثمارات والتجارة".

وأشار الى "التوافق على أهمية التعاون في المجالين العسكري والأمني الثنائي"، مؤكدا  "دعم جهود لبنان من اجل إقامة السلام والامن والاستقرار في الشرق الأوسط".

مواقف الرئيسين عون وراديف جاءت خلال مؤتمر صحافي مشترك عُقد بعد محادثات ثنائية استمرت ساعة وربع الساعة، و أخرى موسعة تناولت سبل  تعزيز العلاقات بين البلدين حضرها عن الجانب اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي،  سفيرة لبنان في بلغاريا السفيرة رحاب أبو زين، المستشار الشخصي لرئيس الجمهورية العميد المتقاعد اندريه رحال، والمستشار السياسي جان عزيز، والمستشار ورئيس مكتب الدراسات العميد الركن الطيار زياد هيكل، ومدير الاعلام  رفيق شلالا.

 اما عن الجانب البلغاري فشارك في المحادثات:  السفير لدى لبنان ياسين توموف، والامين العام لوزارة الخارجية روسي ايفانوف ومدير الرئاسة غالب دونيف وامين عام الدفاع ديمتري سترونافوف، المستشار العسكري الاميرال ميتكو بيتيف، ومدير الاعلام كيريل اتاناسوف ومدير الشؤون القانونية بلامين اوزونوف.

المحادثات

في مستهل المحادثات الموسعة رحب الرئيس البلغاري بنظيره اللبناني، في زيارته الى بلغاريا التي تتم، كما قال، "في مرحلة في غاية التعقيد للبنان والمنطقة ، لكنها مناسبة للتأكيد على ان بلغاريا كانت دائماً وستبقى، داعمة لجهود لبنان من اجل استعادة استقراره وأمنه وسلامه، كما تدعم السبل الآيلة الى استقرار منطقة الشرق الأوسط".
وقال: "لقد مضت على علاقاتنا الثنائية ستون عاماً، وهي تزداد تطوراً يوماً بعد يوم، وسنبحث اليوم في تطويرها في مختلف المجالات: الاقتصادية والتربوية والثقافية، وعلينا ان نمنح الفرص الواسعة لمواطني بلدينا لمزيد من اللقاءات التي تهدف الى تعزيز التعاون. وهذا الامر سيزداد وثوقاً بعد افتتاح خط جوي مباشر بين بلغاريا ولبنان. نرحب بكم السيد الرئيس مجدداً، ونقدر جهودكم في اعادة لبنان الى الخارطة الدولية وتطويره في مختلف المجالات، والعمل على اعادة الاستقرار اليه، وستجدون بلغاريا الى جانبكم دائماً للمساعدة. "

ورد الرئيس عون شاكراً نظيره البلغاري على استقباله والوفد اللبناني، وقال: "ثمة قواسم مشتركة بين لبنان وبلغاريا، وعلينا البحث في المزيد من التعاون لا سيما على الصعد السياحية والثقافية والتربوية، وحتى الدعم العسكري، ونسعى الى ان تكون علاقتنا متينة من اجل مصلحة بلدينا وشعبينا الصديقين. ولا بد لي من ان اشكر لكم استقبالكم لأبناء الجالية اللبنانية في بلدكم وتقديم كل الدعم لهم، كما يسعدنا ان نستقبل في لبنان ايضاً ابناء من الجالية البلغارية."

 بعد ذلك تطرق البحث الى سبل تطوير العلاقات وتفعيلها في عدة مجالات، لا سيما مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والنقل البحري. وأوضح الرئيس البلغاري ان "لدى بلاده القدرة على المساعدة في مجالات التعليم الجامعي، كما في المجال الاكاديمي العسكري، والاستفادة من في مجال الصناعة العسكرية، لا سيما وان بلغاريا تتمتع بخبرة في انتاج الأسلحة، وهي تعمل حالياً على تطوير "المسيّرات" والمعدات الالكترونية والأجهزة لحماية الشخصيات".

ولفت الى "اهمية تطوير التعاون في المجال التجاري، نظرا لدور لبنان في منطقة الشرق الاوسط وحضوره على الساحة الدولية". واقترح الرئيس البلغاري تشكيل لجان مشتركة بين البلدين لدرس المواضيع المشار اليها، وقال:"يمكنكم ان تتأكدوا من ان بلادنا سوف تدعم الحوار اللبناني-الأوروبي، لاسيما وان لبنان شريك استراتيجي للاتحاد الاوروبي وللتنمية في منطقة الشرق الاوسط."

من جهته، شدد الرئيس عون على الرغبة في التعاون من خلال اعادة النظر في الاتفاقيات بين البلدين والبالغ عددها خمساً وعشرين اتفاقية، ومعرفة سبل تطويرها وجعلها اكثر ملاءمة للتطورات الراهنة. وأيّد الرئيس البلغاري في قوله ان "لبنان شريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي، واهمية دوره في الشرق الأوسط، كما ان موقعه يجعله نقطة وصل بين الشرق الاوسط وبلغاريا".

ثم تحدث عن ضرورة تشكيل وفود مشتركة بين البلدين لمتابعة المواضيع ذات الاهتمام المشترك والتي تم البحث فيها والاتفاق عليها خلال الخلوة الثنائية وخلال المحادثات الموسعة. وقال :" إن الظروف الآن افضل بكثير لتعزيز التعاون في مختلف المجالات خصوصاً في اعادة فتح الخط الجوي بين لبنان وبلغاريا."

وقال الرئيس عون :" نتمنى ان نرى قريباً الطيران البلغاري في مطار رفيق الحريري الدولي، في رحلات مباشرة".

ونوّه الرئيس البلغاري بدور الجالية اللبنانية في بلغاريا، معتبراً انها تلعب دوراً اساسياً في الاقتصاد البلغاري ولها حضور في مجالات مختلفة لاسيما السياحية والتجارية، مقترحاً اقامة معارض تجارية بين البلدين من تنظيم غرف التجارة بين لبنان وبلغاريا.

ثم تطرق البحث الى الوضع في المنطقة وضرورة تعزيز الاستقرار في لبنان ووقف الاعتداءات الاسرائيلية عليه، ولفت الرئيس عون الى عمل القوات الدولية في مجال مراقبة الشاطئ اللبناني، مركزاً على ضرورة تفعيل التعاون البحري بين البلدين، ولا سيما مع الكلية الحربية في بلغاريا التي من الممكن ان تساعد في تدريب ضباط لبنانيين.

وتم الاتفاق في هذا السياق على ان يتم التواصل بين مسؤولين في وزارة الدفاع في البلدين من اجل هذه الغاية.

 مؤتمر صحافي مشترك

وبعد المحادثات الموسعة، عقد الرئيسان اللبناني والبلغاري مؤتمرا صحافيا استهله الرئيس  البلغاري بالكلمة الاتية: "اشكر الرئيس عون الذي لبى دعوتي وكان زار بلغاريا في العام 2019. ان هذه الدعوة  هي للتعبير عن  امنياتنا بمواصلة تعزيز علاقاتنا وتنشيط وتعميق الحوار في سياق احتفالنا بالذكرى الستين لاقامة العلاقات الديبلوماسية بين بلدينا. ان شراكتنا براغماتية وتعاوننا في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك، وهذا التعاون قائم بين الجانبين. اننا نقدر تقديرا عاليا انكم لبيتم دعوتي وأجبتم عليها في مرحلة فائقة التعقيد في دولتكم ومنطقتكم. ان التصعيد غير المسبوق في منطقة الشرق الأوسط والعمليات التي بدأت في هيكلة الامن الإقليمي جعلت لبنان يواجه مسألة الحفاظ على الاستقرار ".

أضاف :"ان محادثاتنا مع فخامة الرئيس عون  تؤكد جهوزيتنا واستعدادنا لنساهم في تعزيز شراكتنا وضمان الامن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المهمة لكل العالم. وأود ان اهنئ نظيري الرئيس جوزاف عون على جهوده وجهود الحكومة اللبنانية لإعادة لبنان الى طريق الاستقرار، لان هذا ما يهم بلدنا والاتحاد الاووروبي. وبالاشارة الى ذلك، فبإمكان بلغاريا ان تلعب دورا مهما في إعادة اعمار لبنان، ونحن نبدي استعدادنا للتعاون وهذا ما ذكرناه في لقائنا. فنحن سنساهم في الزراعة والتعليم العالي والثقافة والاستثمارات والتجارة، ونشارك فخامة الرئيس عون بان لدينا إمكانات كاملة لرفع مستوى التعاون في ما يخص التعليم والتكنولوجيات العليا".

وتابع :"ورغم ان التبادل التجاري متواضع حاليا، فان الاتجاهات والمعدلات  تشير الى انه يمكننا ان نحقق زيادة في هذا التبادل.  واشارك نظيري في انه علينا ان نحدث الاطار القانوني الذي يربط بين بلدينا. كما ويجب على حكومتينا إقامة لجنة مشتركة للتعاون في التكنولوجيات وذلك من اجل وضع إطار للتواصل على المستوى الحكومي، وكذلك بين رجال الاعمال في البلدين.

كما اجمعنا على أهمية التعاون في المجال العسكري والأمني في الجوانب الطبية والعسكرية. وعلينا ان نحقق ما يخدم مصلحة الشعبين. لذلك نأمل بأن يتم إعادة فتح وتشغيل الخط المباشر بين بيروت وصوفيا. وأود ان اركز على انه في أسوأ لحظات الحرب الاهلية في لبنان، فان شركة الطيران البلغارية لم توقف رحلاتها بل استمرت في تبادل الرحلات. وكذلك لم تغلق السفارة البلغارية أبوابها في تلك الأوقات خلافا لبعض السفارات التي  أغلقت أبوابها. لقد ناقشنا عددا من المسائل التي تخص منطقة الشرق الأوسط، وعبرت مجددا عن دعمي لجهود لبنان التي يبذلها من اجل إقامة السلام والامن والاستقرار، وكذلك ندعم الحوار بين الاتحاد الأوروبي ولبنان" .

وأكد ان "بلغاريا ستساهم وستدعم أيضا  بكل ما في وسعها مبادرة المجلس لانضمام لبنان الى المحادثات. وأود ان اشكر فخامة العماد عون على تلبية الدعوة، وعلى المحادثات التي تبادلناها وتميزت بالود، وانا اؤمن باننا سنستمر في خدمة مصالح شعبينا."

كلمة الرئيس عون

ثم رد الرئيس عون بالكلمة الاتية:

"السيد رومن راديف، رئيس جمهورية بلغاريا الصديقة،

أن نأتيَ إلى صوفيا الجميلة، ليس مجردَ انتقالٍ في الجغرافيان بل هو أيضاً زيارةٌ للتاريخ، نُعيدُ خلالَها اكتشافَ ماضينا، لنؤسسَ عليه مستقبلاً أكثرَ ازدهاراً، يليقُ ببلدينا وشعبينا.

هكذا نتذكرُ اليومَ أنّ لبنان وبلغاريا مرتبطان بعلاقاتٍ دبلوماسية منذ نحو 60 عاماً.

فيما أولُ اتفاقٍ للتعاونِ التجاري بين بلدينا، كان قبلَ ذلك بعشرِ سنوات. وفيه ملاحقُ مذهلة، عن مئاتِ المواد التي قررنا تبادلَها، قبل سبعين عاماً.

وأولُ اتفاقٍ سياحي بيننا كان قبلَ نحو 55 عاماً .

ومنذ تلك الأيام كان لعلاقاتِ بيروتَ وصوفيا عنوانان ثابتان: الصداقة والتعاون.

مئاتُ اللبنانيين تعلّموا هنا. وبعضُهم صار من أبناءِ وطنِكم.

وكم نفرحُ ونفتخر، حين نعرفُ ونكتشفُ أنّ أكثرَ من متحدّرٍ لبناني، ارتدى ألوانَ بلغاريا الوطنية، في منتخباتها لكرة القدم، وفي رفع الأثقال. ورفعوا علمَكم الكريم، مُزيّناً بميداليات الفوز.

فضلاً عن آخرين برزوا في الفن وقطاعات الاقتصاد البلغاري كافة.

لهم مني اليوم، أعمقَ التقدير، على إعطائهم أجملَ صورةٍ عن حقيقةِ لبنان، وعلى ردِّهم جميلَ بلغاريا وفضلَها عليهم .

على هذا الماضي الجميل، أتوجهُ بالشكرِ إلى جمهوريةِ بلغاريا وشعبِها الصديق فرداً فرداً.

وعلى هذا الاستقبال، وعلى ما سيأتي من مستقبلٍ نريدُه أجمل، أشكرُ الأخَ الرئيس راديف، وعبرَه كلَ مسؤولٍ بلغاري.

بلغةِ الأرقام، تعرفون حضرة السيدُ الرئيس، أنّ ذروةَ تبادلِنا التجاري كانت سنة 2018، وبلغت يومَها نحو 175 مليون يورو.

هذا كان قبلَ سبعِ سنوات. وهذا ما علينا أن نرفعَ التحدي معاً، في العودة إليه وزيادتِه وتخطّيه.

هناك منتدى لرجالِ الأعمال اللبنانيين والبلغاريين، انطلقَ أيضاً قبل سبعة أعوام. من الضروري تنشيطُه وتشجيعُ آخرين أيضاً على مشاريعَ مشتركة في شتى المجالات.

ثقافياً لا يمكنني إلا أن أقدرَ اللفتات البلغارية المعبّرة في هذا القطاع الإنساني المميز. من مشروعِ ترميمِ الأيقوناتِ المقدسة، إلى دعمِ متحف جبران خليل جبران. وطبعاً مع استمرارِ التقدير للتبادل الطلابي المستمر في التعليم الجامعي منذ عقودٍ بعيدة.

يبقى أننا قررنا اليومَ معاً أن نُراكمَ فوق ذلك كله. فعرضنا الآلياتِ التنفيذية لفتحِ خطٍ للطيرانِ المباشر بين بيروتَ وصوفيا. وزيادةِ الصادراتِ الزراعية خصوصاً، والتبادلِ التجاري الثنائي عموماً. فضلاً عن التعاونِ الممكن في قطاعِ الطاقة.

كما أنوّه جداً، باتفاقِنا على دعمِ الجيشِ اللبناني وتقديمِ كلِ ما يمكن، لمساعدتِه على تأديةِ واجبِه الوطني في هذه المرحلة خصوصاً. ولبلغاريا إمكاناتٌ معروفة في التصنيعِ العسكري المختلف، وفي إعدادِ الأطباء العسكريين. نأمل الاستفادة من خبراتِها.

أقولُ إنّ مهمةَ جيشِنا مصيرية في هذه الظروف، لأنّ عليه وحدَه، وأكررُ، وحدَه، من دون شريكٍ له، لا من خارجِ الدولة ولا من خارج لبنان، أن يبسطَ سلطةَ دولتِنا على كامل أراضيها وحدودِها،  وأن يفرضَ سيادتَها الكاملة، بحيث تتوقفُ الاعتداءاتُ الاسرائيلية على أرضِنا، وتنسحبُ اسرائيلُ من النقاط التي تحتلُها داخلَ لبنان. وهذا ما يجبُ أن يترافقَ مع مسارٍ تفاوضي، نعتبرُه السبيلَ الوحيدَ لتحقيقِ أهدافِنا الوطنية ومصلحةِ لبنانَ العليا.

تماماً كما سبقَ للبنانَ أن أقدمَ وفاوضَ أكثرَ من عشرِ مرات، وبإجماعِ قواه السياسية الحالية كافة بلا استثناء. كان آخرَها بين العامين 2020 و2022، لإنجازِ الترسيمِ البحري بين لبنانَ وإسرائيل، وفي تشرين الثاني الماضي بالذات، من أجل وقف الاعتداءات وحصرِ كلِ السلاح بيدِ الدولة اللبنانية.

كما عرضنا اليوم معاً الأوضاعَ في منطقتنا، لا سيما بعد اتفاقِ غزة، الذي نؤيدُه ونشدُّ على أيدي رُعاتِه، وندعوهم أولاً  لمتابعةِ تنفيذِه كاملاً، ثم لتوسيعِ مروحتِه لتشملَ الأزماتِ الأخرى العالقة، بحيث تتوَّجُ هذه المساعي سلاماً شاملاً في منطقتنا. وفق قراراتِ الشرعية الدولية، ومبدأِ حلِ الدولتين، وحقِهما في الوجودِ والحدودِ والأمنِ والأمان.

وقد وجّهنا وزيري خارجية لبنانَ وبلغاريا، لإعدادِ مذكرةِ تفاهمٍ بين بلدينا، تُجسّدُ عمقَ علاقاتِنا الثنائية، وتُطابقُ رؤانا للقضايا المشتركة.

وأخيراً كانت لنا فرصة اليوم حضرةَ السيد الرئيس، للتأكيد على أهميةِ التعاونِ القضائي والجنائي بين بلدينا. خصوصاً في ملفِ انفجارِ مرفأ بيروت، الذي نعتبرُه قضيةً وطنية، لا تراجعَ عن تصميمِنا على كشفِ ملابساتِها وجلاءِ حقيقتها. وفي هذا المجال، إذ نحرصُ على أن تأخذَ العدالة الوطنية والدولية مجراها وفقَ الأصول المرعية، لا يمكنني إلا أن أقدرَ عالياً، التعاونَ الإيجابي الذي أظهرته السلطاتُ البلغارية المختصة في هذا المجال.

ختاماً، إذ أجددُ شكري لكم حضرةَ السيد الرئيس الصديق، ولكلِ معاونيكم وشعبِكم، أتذكرُ معكم قولاً مأثوراً لأحدِ أُدباءِ بلغاريا ومناضليها، ليوبين كْرافيلوف، إذ يقول: "إنَّ أُخوّةَ الشعوب تعني موتَ الطغاة".

إنه سببٌ آخر لنشربَ معاً نخبَ صداقتِنا وأُخوّتِنا. عاشت بلغاريا. عاش لبنان".

مأدبة غداء

بعد ذلك غادر الرئيسان اللبناني والبلغاري والوفدان المشاركان في المحادثات سيراً من المقر الرئاسي الى مقر النادي العسكري، حيث اقام الرئيس البلغاري مأدبة غداء على شرف ضيفه اللبناني.

في بداية المأدبة عزف النشيدان اللبناني والبلغاري، وتخللها شرب نخبي الرئيسين عون وراديف.

واستهل الرئيس البلغاري المأدبة، بالترحيب بالرئيس عون وبشكره لتلبيته الدعوة، وقال:" إن هذه الزيارة اعطتنا فرصة لمناقشة المواضيع المشتركة بين البلدين، والتعاون في المجال الاقتصادي سيكون له اهميته خصوصاً مع وجود نقاط مشتركة في هذا المجال. وإننا نتفق على ضرورة النضال معا من اجل مكافحة الجريمة والارهاب وانتهاكات القرارات الدولية وهي امور لا يمكن القبول بها، وسوف نعمل على تعبيد طريق علاقتنا نحو النجاح وتطويرها، لاننا اقوياء بثوابتنا وتاريخنا وحقوقنا. بلغاريا دولة حضارية لها حضورها في العالم ، كذلك لبنان له دوره التاريخي، وإني اتطلع ان ازور بلدكم الجميل تلبية للدعوة التي وجهتموها اليّ لتعزيز اواصر الصداقة بين البلدين. وأنا على ثقة ان التواصل بين شعبينا سيعزز التعاون في مختلف الميادين، واتمنى للبنان الاستقرار والتطور.

ورد ّالرئيس عون مجدداً شكر ه للرئيس البلغاري على توجيه الدعوة اليه، وقال ان المحادثات التي اتم اجراؤها اليوم ستؤسس لمرحلة جديدة واساسية من التعاون.

الوصول إلى بلغاريا

وكان الرئيس عون وصل والوفد المرافق الى مطار صوفيا الدولي حيث كان في استقباله في المطار امين عام وزارة الخارجية البلغارية، ومدير المراسم في رئاسة الجمهورية البلغارية السيد ميركو ايفانوف والسفيرة أبو زين. وبعدما عرض الرئيس عون ثلة من الحرس البلغاري انتقل الى قاعة الشرف حيث استراح قليلا، وانتقل موكبه بعد ذلك الى ساحة الكسندر نيفسكي حيث كان في انتظاره الرئيس البلغاري وكبار المسؤولين.

ورافق الرئيس البلغاري الرئيس اللبناني الى امام الحرس، حيث عزفت الموسيقى النشيدين اللبناني والبلغاري، بعدها عرض الرئيسان حرس الشرف وحيا الرئيس عون الجنود قائلا: "تحية أيها العسكر". وبعد انتهاء عرض حرس الشرف، صافح الرئيس عون كبار مستقبليه فيما صافح الرئيس البلغاري أعضاء الوفد اللبناني الرسمي المرافق.  وصعد بعدها الرئيسان الى المنصة الرسمية ومر امامهما حرس الشرف.

على الأثر وضع  الرئيس عون إكليلا من الزهر على نصب الشهداء ووقف دقيقة  صمت، فيما عزفت الموسيقى لحن الشهداء. ومن ساحة القديس الكسندر نيفسكي انتقل الرئيس عون والوفد المرافق الى القصر الرئاسي البلغاري حيث عقدت خلوة ثنائية استمرت ساعة وربع الساعة تلتها محادثات موسعة.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan