البناء: واشنطن: فشل التسوية لإقرار قوانين تنهي الإغلاق الحكومي والمفاوضات مستمرة

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 10 25|09:29AM :نشر بتاريخ

رغم محاولات الإنكار التي تحاول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إظهارها عبر مواصلة الرئيس ترامب لاهتمامه بالملفات الدولية والسياسات الخارجية وتكرار الحديث عن إنجازاته بإيقاف الحروب، يبدو البيت الأبيض بنظر المتابعين في وسائل الإعلام الكبرى منهكاً تحت وطأة الضربات المتلاحقة داخلياً، خصوصاً اتجاهات الناخبين كما أظهرتها الانتخابات البلدية التي قالت إن الحزب الديمقراطي لم يتحول إلى جثة هامدة كما توقع الجمهوريون بعد تجربة الرئيس السابق جو بايدن التي نجح ترامب بالسخرية منها وإقناع الجمهور بأنها تسبّبت بجلب الكوارث، حتى جاءت الانتخابات البلدية وقالت إن الحزب الديمقراطي جدّد نخبه وأقصى القيادات المترهلة من الواجهة الانتخابية بالاحتكام الى صناديق الاقتراع الداخلية التي حملت مرشحين من أمثال زهران ممداني الفائز مؤخراً بمنصب عمدة نيويورك، والذي قضّ فوزه مضاجع الجمهوريين. وجاء الاغلاق الحكومي الناتج عن تعثر إقرار الموازنة ليمنح الديمقراطيين فرص الربح بالنقاط على الجمهوريين والرئيس ترامب لأن حديث ترامب عن تحميل الدميقراطيين مسؤولية الإغلاق وما ينجم عنه لا يلقى قبولاً شعبياً، حيث الجهة المسؤولة عن الحكم هي المسؤولة عن إيجاد الحلول ومهمة المعارضة في أي نظام ديمقراطي هي التسبب بإفشال الجهة الحاكمة وليس تسهيل مهمتها في الحكم، والفشل في التوصل إلى تسوية كان أمس سبباً في مواصلة الإغلاق الذي صار سبباً لكوارث يصعب تحمل تصاعدها وتفاقمها، سواء في المطارات أو توزيع الغذاء أو دفع الرواتب، وفشل أمس كما تقول المصادر المتابعة بالتوصل إلى تسوية حول إصدار قوانين تحدّ من الإغلاق لم يوقف التفاوض ومحاولات صناعة سويات تنهي الإغلاق.
في واشنطن تتجه الأنظار نحو ما سينجم عن لقاء الرئيس ترامب برئيس سورية المؤقت أحمد الشرع، حيث تأتي الزيارة لتعويض الفشل في عقد لقاء يجمع ترامب والشرع خلال مشاركة الشرع في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أكثر من شهر، وبعدما بدا أن توقيع اتفاق سوري إسرائيلي برعاية أميركية قد تعذّر خلال وجود الشرع وبنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال في أميركا خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، لا يبدو في الأفق هذه المرة أن أمر التوقيع وارد في ظل غياب نتنياهو وأي مسؤول إسرائيلي عن واشنطن، بل يستبعد الإعلان عن تحقيق تقدّم في هذا المسار، في ظل تصعيد تركي إسرائيلي حول سورية وغزة، وسعي الرئيس ترامب لتخفيض التصعيد التركي الإسرائيلي باستبدال مشروع الاتفاق السوري الإسرائيلي الذي يلبي مصالح «إسرائيل» على حساب سورية ويوجه ضربة للنفوذ التركي في سورية، ويجري الحديث عن استبدال الاتفاق بالإعلان عن انضمام النظام السوري الجديد الذي ولد في حاضنة أميركية تتعزز باستمرار، إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي تقوده أميركا.
في لبنان، مع تواصل الاعتداءات الإسرائيلية، وتزايد الضغوط لجذب لبنان إلى التفاوض المباشر مع كيان الاحتلال، فرض كلام قائد الجيش العماد رودولف هيكل مناخاً جديداً على النقاش الداخلي، مع دعوته الحكومة إلى تعليق عمليات حصر السلاح جنوب الليطاني التي ينفذها الجيش إلى حين توقف الاعتداءات الإسرائيلية، وجاء كلام رئيس الجمهورية العماد جوزف عون يقدّم دعماً معنوياً لكلام قائد الجيش بكلامه عن التفاوض كخيار للدولة اللبنانية يصطدم بإصرار «إسرائيل» على مواصلة الاعتداءات، التي لا يمكن أن تجري المفاوضات في ظلها.
بالتوازي تحوّل إقرار الحكومة مشروع قانون لتعديل قانون الانتخابات النيابية، إلى مدخل لأزمة سياسية ونيابية، حيث قال النائب علي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، إننا نتعاطى بأعلى درجات المسؤولية ونثق بخيارات شعبنا وأبناء هذه الأرض، ولكن الواجب يتطلب منا أن نخوض المعركة السياسية وسنخوضها، ولن نقبل بأن يُفرض علينا قرار أو خيار يتجاوز دورنا أو موقعنا أو الحق الذي يجب أن يحفظ لنا خلال خوض الانتخابات النيابية على مستوى الداخل أو الخارج، ونقول إن المعركة طويلة وشعبنا فيه عزيمة وإيمان وإخلاص ومكتوب عليه أن يسجل انتصاراً تلو الانتصار»، وتعتقد مصادر متابعة للملف أن الحكومة كانت تعلم موقف رئيس المجلس النيابي من خلال المفاوضات التي سبقت إقرار المشروع ما يطرح علامات استفهام حول وجود قرار ضمني بالتمديد للمجلس النيابي لدى قوى الأغلبية الحكوميّة يمكن لطلب تعديل طريقة انتخاب المغتربين أن تفتح الباب إليه.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء