سفير بلجيكا في جولة جنوبية: لبنان قادر على النهوض رغم الصعاب

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي

Nov 07 25|13:04PM :نشر بتاريخ

ايكووطن-الجنوب-ادوار العشي

رأى السفير البلجيكي في لبنان آرنو باولز، خلال جولة جنوبية في الخيام والعرقوب، أنّ "وجود مراكز تعمل من أجل الإنسان وكرامته، وفرق مؤمنة وملتزمة بهذا الشكل، يبعث الأمل بأن لبنان، سيبقى قادراً على النهوض، مهما اشتدت الصعاب". فيما أكد رئيس مؤسسة "عامل" الدولية، التي تعمل من خلال 40 مركزاً و24 عيادة نقالة في مختلف المناطق اللبنانية بقيادة 2300 متفرغ ومتطوع، أن "لبنان لا يحتاج إلى الشفقة، بل إلى العدالة، وإلى موقفٍ واضح من الأسرة الدولية، بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة، التي تجرّ المنطقة كلها نحو مزيدٍ من الخراب، في انتهاكٍ صارخ، للقوانين والإتفاقيات الدولية، وتهديدٍ لسلام  المنطقة وأمنها".

جال السفير البلجيكي  يرافقه القائم بالأعمال في لبنان وسوريا بيار لويس، ووفد من السفارة، في المنطقة الحدودية، وزار مركزي مؤسسة "عامل" الدولية في الخيام وكفرحمام في العرقوب، وكان في استقباله الدكتور مهنا، وعضو الهيئة الإدارية والتنفيذية الدكتورة زينة مهنا، وأعضاء من الفريقين الإداري والميداني للمؤسسة، بحضور رئيس المجلس البلدي في الخيام المهندس عباس السيد علي، رئيس إتحاد بلديات الحاصباني لبيب الحمرا، رئيس إتحاد بلديات العرقوب الدكتور قاسم القادري، رئيس بلدية كفرحمام الدكتور معضاد رحال، نائب رئيس بلدية كفرشوبا جهاد دياب، رؤساء بلديات المنطقة، والدكتور زياد ضاهر رئيس جمعية "تمدن". 

إستُهلّت الجولة من مركز الخيام الصحي الإجتماعي التنموي، الذي عاد إلى الحياة بعد أن كان قد تهدّم بشكل شبه كامل خلال الحرب الأخيرة، في مشهدٍ يجسّد إرادة الحياة والإصرار على ثقافة الصمود. 

وأوضح الدكتور مهنا، أن "هذا المركز شكّل منذ تأسيسه، خط صمودٍ إنساني أول في وجه الدمار، واليوم يعود لينهض من تحت الركام، بجهود أبناء المنطقة وفريق عامل  والبلدية وشركائها، وفي مقدمهم مملكة بلجيكا".

السفير باولز، ذُهل لدى معاينته الخراب والدمار، الذي أصاب المركز بطبقاته الثلاث في الحرب الأخيرة، واطلع من فريق المركز، على أوضاع الأهالي والعائلات التي عادت تدريجياً إلى الخيام، وعن حاجاتهم المتزايدة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، مشيداً بتنوع البرامج التي تنفذها "عامل"، وقربها من الناس. واعتبر أن هذا النموذج من العمل "يعكس فعلاً معنى التضامن الإنساني الحقيقي".

إلى كفرحمام في العرقوب
بعد ذلك، إنتقل الوفد إلى مركز العرقوب الصحي الإجتماعي لموسسة "عامل"، الذي تضرر بدوره ثلاث مرات جراء الحرب، لكن بفضل إصرار المجتمع المحلي، وروح العمل الجماعي، أعيد تأهيله ليستعيد دوره في مساندة مئات العائلات من مختلف القرى. 
واطّلع السفير باولز، من رئيسة المركز فاديا ناصر، على البرامج التي ينفذها في مجالات الرعاية الصحية الأولية، والدعم النفسي والإجتماعي، وتمكين المرأة، والتوعية المجتمعية، مبدياً إعجابه بالخدمات الطبية والإستشفائية التي يقدمها المركز للمرضى. وأثنى على دور "عامل" في خدمة الإنسانية، مؤكداً أن "العمل في هذه المناطق المتأثرة بالنزاعات، هو شهادة حية على قدرة الناس على تحويل الألم إلى طاقة حياة، وهو ما تجسده مؤسسة عامل، من خلال التزامها اليومي بالإنسان".

من جهته، أكد الدكتور مهنا أن جهود "عامل" في المناطق الحدودية والمحرومة، لا سيّما تلك التي تتعرض للحروب والإعتداءات، تحمل رمزية كبيرة في الدفاع عن الحياة، مقابل منطق الإحتلال وانتهاك الكرامة الإنسانية، مشيراً إلى أن "عامل، لا تقدم برامج فقط، بل تبني ثقافة حياة، ثقافة تحرر إنساني، تؤمن بأن كرامة الإنسان هي فعل مقاومة، وأن التنمية، هي الطريق القويم نحو بناء الإنسان الحر، وتحقيق الإستقرار في المجتمعات".
ونوّه بالعلاقة التاريخية التي تجمع مؤسسة "عامل" الدولية وبلجيكا، الممتدة عبر سنوات من الشراكة في عدد من المراكز والمشاريع، قائلاً: "ما يجمعنا هو الإيمان، بأن الكرامة الإنسانية لا تُجزّأ، وأن الدفاع عنها مسؤولية جماعية، في وجه الحروب والتمييز وازدواجية المعايير".

وفي ختام الجولة، دعا الدكتور مهنا المجتمع الدولي إلى مساندة الدولة اللبنانية، في استعادة سيادتها وإعادة إعمار ما دمرته الحروب المتكررة، مؤكداً أن "لبنان لا يحتاج إلى الشفقة، بل إلى العدالة، وإلى موقف واضح من الأسرة الدولية، بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة، التي تجرّ المنطقة كلها نحو مزيد من الخراب، في انتهاكٍ صارخ للقوانين والإتفاقيات الدولية، وتهديد لسلام المنطقة وأمنها".

أضاف: "عامل، التي تعمل اليوم من خلال أكثر من 40 مركزاً، و24 عيادة نقالة في مختلف المناطق اللبنانية، بقيادة 2300 متفرغ ومتطوع، تواصل أداء رسالتها انطلاقاً من فلسفتها التي تضع الإنسان أولاً، وتعتبر الحرية والعدالة الإجتماعية أساساً لكل نهضة".

وعبّر السفير البلجيكي عن تقديره العميق لجهود مؤسسة "عامل"، قائلاً: "نرى في هذه المراكز، نموذجاً للإنسانية في زمن الأزمات؛ إن وجود فرق مؤمنة وملتزمة بهذا الشكل، يبعث الأمل بأن لبنان، سيبقى قادراً على النهوض مهما اشتدت الصعاب. نحن في بلجيكا، نفتخر بهذه الشراكة، وسنواصل دعمنا لكل من يعمل من أجل الإنسان وكرامته".