الديار: ترامب يفرض «تهدئة مؤقتة» وصيغة مصرية قبل نهاية الشهر

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 06 25|09:25AM :نشر بتاريخ

 في وقتٍ يبادر فيه لبنان إلى إطلاق مشاريعٍ حيوية وإعادة ترميم مؤسسات الدولة، كان آخرها إعلان الرئيس جوزاف عون عن خطة تأهيل مطار القليعات – مطار رينيه معوض فضلا عن التقارير التي تشير إلى أنّ عام 2026 قد يحمل انفراجًا اقتصاديًا وماليًا للبنان، وأن البلاد ستبدأ بالتقاط أنفاسها بعد سنوات من ازمة غير مسبوقة، يبقى العدو الإسرائيلي عاملَ التهديد الدائم الذي يضع لبنان أمام معادلة دقيقة بين مسار النهوض الداخلي ومخاطر التصعيد الخارجي التي قد تعرقل مساعي التعافي وتعيد المنطقة إلى أجواء المواجهة والعنف.

ذلك ان التوتر يزداد على الحدود الجنوبية وطبول الحرب تقرع من قبل «اسرائيل» حيث يعتبر البعض انها مسألة وقت لا اكثر، رغم ان حزب الله انسحب من جنوب الليطاني وطبق القرار 1701 والتزم باتفاق وقف الاعمال العدائية، ولكن «اسرائيل» تريد ارساء معادلة «العدوان باق والتهدئة وفقا لشروطها».

واذا كان اتجاه القصر الجمهوري نحو مفاوضات غير مباشرة مع العدو الاسرائيلي، فان الديبلوماسية المصرية تعتبر أن لا موجب للتمسك بهذا الشرط، وهي تعطي المثال على ذلك ما يجري بين حركة حماس و «اسرائيل»، اذ إن الامور تعالج بما يشبه التنسيق المباشر بين الجانبين، في حين لاحظت جهة سياسية لبنانية كيف ان حزب الله خاض حرب الاسناد من اجل غزة، وان هناك اسرى منه وقعوا في ايدي العدو، دون ان تأتي حركة حماس على ذكرهم في المفاوضات الخاصة بالمقايضات بين الاسرى الفلسطينيين والرهائن الاسرائيليين.

اما عن كلام رئيس الجمهورية جوزاف عون وما يمكن استخلاصه، فهو انه يبذل اقصى جهوده لمنع عودة المواجهة المفتوحة تحديدا في ضوء التصعيد الدراماتيكي للتهديدات الاسرائيلية وفي الوقت ذاته، يحاول قدر المستطاع الحفاظ على الاستقرار الداخلي اللبناني.

وفي هذا الاطار، يبرز موقف الدولة التفاوضي باستيعاب مختلف التوجهات الداخلية، بحيث يمكن التأكيد أن لا صفقة تُعقد على حساب “حزب الله” أو على حساب موازين القوى الداخلية. والحال ان تصريحات بعض مسؤولي الحزب تظهر ثقةً واضحة بالرئيس عون، سواء لجهة إدارته للملف التفاوضي أو في التصدي لأي خرق إسرائيلي محتمل للسيادة اللبنانية، الامر الذي قد يؤدي الى ضبط الايقاع ومنع تفجر الوضع الميداني.

ترامب «يمون» على نتنياهو بإرجاء قرار التصعيد ضد لبنان

وذكرت مصادر ديبلوماسية رفيعة، حصول تدخل شخصي من الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ارجأ رئيس الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتنياهو قراره بتصعيد العمليات العسكرية ضد لبنان بوتيرة اشد قد تكون بتوسيع دائرة القصف ليشمل اهدافًا «سياسية وعسكرية حساسة» تخص الدولة اللبنانية الى نهاية الشهر الحالي. وعلم ان ترامب تدخّل في الساعات الأخيرة لفرملة قرار التصعيد العسكري ضد لبنان، في محاولة لاحتواء الموقف ومنع تفجّر مواجهة شاملة في المنطقة.

ويأتي هذا التطوّر في سياق اتصالات مكثّفة أميركية–إسرائيلية تزامنت مع تحرّكات ديبلوماسية أوروبية تهدف إلى تثبيت نوعٍ من «التهدئة المؤقتة» ريثما تتضح مسارات المفاوضات الإقليمية.

هل ستلغى زيارة البابا للبنان لأسباب امنية؟

توازيا، سيحل البابا لاوون الرابع عشر ضيفا على لبنان في مطلع الشهر المقبل اي كانون الاول، فهل هذا يعني ان الحبر الاعظم سيضطر ولاسباب امنية إلى الغاء زيارته الى لبنان؟ توازيا، تشير مصادر متابعة للديار الى ان تأجيل او الغاء زيارة البابا امر مستبعد كليا.

معلومات القاهرة

وتفيد معلومات موثوق بها من القاهرة للديار بأن الديبلوماسية المصرية تنشط على عدة جبهات، من باريس الى واشنطن، ومن طهران الى «تل ابيب»، اضافة الى المملكة العربية السعودية، من اجل بلورة صيغة للمسار التفاوضي قبل نهاية هذا الشهر، تحول دون انفجار الوضع العسكري مجددا، ودون ان يكون ممكنا التأكد مما تشيع مصادر مقربة من ايران، ان اي حرب ضد لبنان اذا ما اندلعت، فانها لن تبقى محصورة كما في الحرب السابقة.

سباق مع الوقت

ومن القاهرة ايضا، ان الديبلوماسية المصرية في سباق مع الوقت وبالتعاون مع الديبلوماسية الفرنسية تمكنت من اقناع الادارة الاميركية بتأجيل القرار «الاسرائيلي» الهادف الى التصعيد العسكري، الى ان تنتهي الاتصالات، بخاصة في ظل معلومات تشير الى ان قيادة حزب الله اكدت تفويض رئيس المجلس النيابي نبيه بري باجراء ما يلزم بالنيابة عنها، ومع التشديد على ان الحزب لا يريد تعريض البلاد لاي مخاطر، ولكن على الاقل يكون هناك الحد الادنى من الضمانات بأن يتوقف «جنون نتنياهو» عند مسألة ال 1701. والحال ان قرار قيادة حزب الله اتى بعد كلام براك الذي دعا فيه الرئيس اللبناني جوزاف عون الى التواصل مع رئيس الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتنياهو، علما ان لبنان في حالة حرب وعداء مع الكيان العبري.

ودعوة براك توضح بما لا يقبل الشك أن الاسرائيليين يسعون لارغام لبنان على توقيع معاهدة سلام شاملة. وفي اطار هذه المعاهدة، تتم عملية ترسيم الحدود اضافة الى مسائل اخرى عالقة بين لبنان و «اسرائيل»، منها البحث في المنطقة العازلة التي قد تكون مؤقتة، ومع اعتبار ان «اسرائيل» تعتبر مهمة لجنة الرقابة على وقف اطلاق النار تنحصر في مسائل محددة دون ان تشكل المدخل حتى لعقد اتفاق امني.

مصدر خليجي: التطبيع الان يصب في خانة التهويل

وفي نطاق متصل، رأى مصدر خليجي ان كل الكلام اليوم على التطبيع يصب في خانة التهويل.

وعلى هذا الاساس، ستنطلق مفاوضات تدريجية عبر البدء بمفاوضات غير مباشرة بين لبنان والعدو عبر وسطاء، ومن ثم تنتقل الى مباشرة عبر عسكريين، وقد تصل الى مفاوضات مباشرة بين الجانبين. ذلك ان «اسرائيل» فشلت في توقيع معاهدة سلام في عهد رئيس الجمهورية السابق امين الجميل حيث انهارت المفاوضات في اقل من اسبوع، وبالتالي تدرك «تل ابيب» جيدا ان التطبيع يأتي دائما بعد المفاوضات في حال كتب لها النجاح.

وانطلاقا من هذه الاجواء الذي اشار اليها المصدر الخليجي للديار، فقد استبعد ايضا حصول حرب واسعة على غرار حرب 2024 لان الوضع الامني الحالي مناسب للعدو الاسرائيلي ولاميركا وللدولة اللبنانية. ذلك ان «اسرائيل» مرتاحة في خوض حربها «بالنظارات»، اي بالمسيرات التابعة لها، مستهدفة عناصر من حزب الله ومدمرة منشآت للحزب تدعي انها مخازن للسلاح، وفقا للدولة العبرية. والمؤسف والمحزن ان «اسرائيل» احكمت سيطرتها شبه الكاملة على شمال الليطاني حيث باتت قرى في الجنوب اللبناني مهجورة وغير مسكونة من اللبنانيين. ولذلك التصعيد الاسرائيلي سيكون بوتيرة اعلى، ولكن لن تصل الى المواجهة المفتوحة، وفقا للمصدر الخليجي.

تباين حول توقيت المفاوضات غير المباشرة مع العدو

وحول اجراء مفاوضات غير مباشرة مع «تل ابيب»، برز تباين لبناني داخلي حول اهمية توقيت انطلاق هذه المفاوضات. بيد ان هناك رأيا يدعو الى البدء بالمفاوضات غير المباشرة مع «تل ابيب»، في حين هناك رأي اخر يدعو الى انتظار الانتخابات النيابية التي من المحتمل ان تحمل تغييرا في التمثيل النيابي، ومن بعدها ينطلق لبنان بالمفاوضات.

اسكات الجبهة الشمالية عبر «استيعاب» الوضعين اللبناني والسوري

وفي المعلومات الديبلوماسية ان «تل ابيب» تريد اسكات الجبهة الشمالية بالكامل من خلال استيعاب الوضعين اللبناني والسوري، في ضوء معلومات تشير الى ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يدفع نظيره السوري احمد الشرع الى التواصل الشخصي المباشر مع «اسرائيل» وحكومتها، علما ان هذه المسألة ستبحث عند زيارة الشرع لاميركا ولقائه الرئيس ترامب الاثنين المقبل.

في المقابل، يرى السعوديون ان التريث في مثل خطوة التطبيع بين سورية و «اسرائيل»او مع اي دولة عربية اخرى، هو القرار الصائب في هذه الظروف، لان اقدام دمشق على التطبيع مع «تل ابيب» يشكل عامل ضغط على المملكة التي لا تستطيع بسهولة التراجع عن شرطها حول اقامة دولة فلسطينية، ولو بضوابط «اسرائيلية» محددة لفترة زمنية معينة.

جهة مقربة من عين التينة: «الرئيس بري...يا جبل ما يهزك ريح»

الى ذلك، الديار سألت جهة مقربة من عين التينة عن رئيس المجلس النيابي في هذه المرحلة العاصفة، فكانت الاجابة انه «مثل الجبل الذي لا تهزه الريح». وتضيف الجهة بان الرئيس بري متفائل بزيارة بابا الفاتيكان الى لبنان في ضوء معلومات تتحدث عن انه يتجه الى محاولة رأب الصدع بين المكونات اللبنانية على تعددها والحد من التعبئة السياسية والطائفية في ظروف يمكن وصفها بالخطرة والمصيرية.

اتصالات الفاتيكان

في غضون ذلك، كشفت اوساط ديبلوماسيية للديار ان اتصالات جرت مع الفاتيكان وكل من واشنطن وباريس من اجل معالجة متأنية، ودقيقة، للوضع اللبناني والحيلولة بينه وبين الانفجار الداخلي او التفجير الخارجي، دون ان يعرف مدى تجاوب واشنطن مع هذه الاتصالات.

القوات اللبنانية: لبنان امام مفترق طرق وتصريح برّاك انذار واضح

من جهتها، اوضحت مصادر القوات اللبنانية لـ«الديار» ان ما قاله رئيس الحزب سمير جعجع في مقابلة على «ام تي في» عن اداء الرئيس عون لا يشكل انتقاصا من شخصه او ادائه، بل يدرك جعجع جيدا ان عون هو رئيس متمسك باحتكار الدولة وحدها للسلاح الى جانب انه اعتبر ان موقف الرئيس عون بالذهاب الى مفاوضات خطوة مفيدة لتجنيب لبنان اي حرب جديدة مع العدو الاسرائيلي، علما ان المصادر لفتت الى ان المفاوضات ليست كافية اذا ابقى حزب الله على سلاحه. وتابعت المصادر القواتية بان ما اراد جعجع قوله ان لبنان امام مفترق طرق، وذلك بعد التحذير الواضح الذي صرح به الموفد الاميركي توم براك بأن لبنان دولة فاشلة وان الدولة اذا لم تتحرك لنزع السلاح فان «اسرائيل» ستشن حربا جديدة على لبنان. ويذكر ان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع كان قد رد في مقابلة الخميس الماضي على سؤال متعلق بأداء رئيس الجمهورية، قائلا: «ننتظر تسلسل الاحداث كي نرى اداء عون الى اين سيوصلنا، وبرأيي كان يجب التصرف بشكل مختلف، لاننا اصبحنا في «بوز الخطر».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الديار