البناء: ترامب ونتنياهو منشغلان بفوز ممداني في انتخابات نيويورك… وأوباما مستشار!

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 03 25|09:52AM :نشر بتاريخ

بعيداً عن الانشغال بحرب غزة وتطبيق الاتفاق حولها، وعن هموم كل منهما في الداخل والخارج ينصرف كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لمتابعة انتخابات عمدة نيويورك عاصمة العالم ومدينة أميركا الأولى وعاصمة المال ومدينة أكبر تجمع لليهود في العالم، حيث تقول كل استطلاعات الرأي إن ترامب ونتنياهو سوف يخسران المعركة أمام الشاب الثلاثيني المسلم الاشتراكي المساند لغزة وفلسطين، من أصول هندية أوغندية زهران ممداني الذي سوف يصبح غداً عمدة نيويورك العالمية، رغم الأموال التي أنفقها أصحاب المليارات بهدف محاصرته، ورغم تجنيد وسائل الإعلام العملاقة ضده، وتنشيط عشرات المغردين والمؤثرين شيطنة صورته، لكن ممداني هزم خطاب الكراهية وصار مرشح كل فقراء المدينة، الذين وعدهم بالنقل المجاني وتجميد الإيجارات وتأمين بقالات مخفضة الأسعار، وتضمنت معه النخب المثقفة من الديانات ومن الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وتحوّلت مساندته لفلسطين ومجاهرته بإسلامه مصادر تعاطف معه وتوسيعاً لدائرة المؤيدين الذين يشكلون موجة شبابية تجتاج أميركا كلها.
لبنان الذي كان يستمع لتهديدات بنيامين نتنياهو، وصلته كلمات المبعوث الأميركي توماس برّاك من البحرين، وما فيها من العجرفة وقلة الأدب، واللبنانيون لا ينكرون أن دولتهم فاشلة، لكنهم لا يعتبرون جيشهم من ضمن هذا الفشل، بل يرون فيه قصة تضحية ووفاء ونجاح، ويرون الدولة الفاشلة في المال الذي تولى إدارته رجل أميركا المحبوب رياض سلامة الذي نال في عشرين سنة سبعة دروع تقدير أميركية، والذي هددت السفيرة الأميركية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب بفرض العقوبات على المصرف المركزي والمصارف اللبنانية إذا تمت تنحية سلامة من منصبه، ويرى اللبنانيون دولتهم الفاشلة في نظام طائفي تضغط أميركا للتلاعب بتوازناته لكنها تدعم الذين يمنعون تجاوزه نحو إلغاء الطائفية واعتماد المادة 22 التي تنص على انتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي، وتساءل كثير من المتابعين عن سر استعجال برّاك وزميلته مورغان أورتاغوس انضمام لبنان إلى مسار التفاوض السوري الإسرائيلي قبل اكتمال هذا المسار، ولماذا لا ينتظرون النهاية المشرفة التي يتحدثون عنها لعلها تكفي لإقناع لبنان، إلا إذا كانت الفضيحة التي سوف تسفر عنها المفاوضات تستدعي انضمام لبنان إليها قبل انكشافها؟
في الجنوب شيّعت مدينة النبطية شهداء المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني ليل أول أمس والتي أسفرت عن استشهاد أربعة مواطنين من أبناء المدينة، ومعهم الشهيد حسن غيث الذي ارتقى أول من أمس بغارة معادية وكانت مسيّرة معادية استهدفت مساء أول أمس سيارة من نوع رانج روفر في منطقة دوحة بلدة كفر رمان، ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين، كما أصيب ثلاثة مواطنين آخرين بجروح في سيارةٍ أخرى.
بالتوازي يعقد غداً مؤتمر إعادة الإعمار في مجمع نبيه بري الثقافي في المصيلح، باهتمام ومتابعة مباشرين من رئيس المجلس النيابي نبيه بري حيث شكّل هذا العنوان والمكان أكثر من رسالة إلى مَن يعنيهم الأمر، وتقول مصادر معنية بالتحضير للمؤتمر إن انعقاده في ظل التهديد بربط إعادة الإعمار بنزع سلاح المقاومة، هو جواب كافٍ وبمشاركة هيئات دولية معنية بإعادة الإعمار، على كل مَن يراهن على إبقاء الجنوب في دائرة التهجير والتدمير. وقالت المصادر إن المؤتمر نقطة تحول لا سيّما أنه يأتي في ظل ظروف أمنية ضاغطة مع استمرار العدوان الإسرائيلي، وظروف سياسية داخلية تتمثل بحرب شرسة على «الثنائي» من بعض القوى الداخلية تحت ذريعة حصر السلاح، فتستثمر هذه القوى في حربها نجاح «إسرائيل» بتوجيه ضربات مؤلمة للمقاومة، وتستظلّ بفيئها لعلها تنجح في كسر شعبية «الثنائي» في بيئته.

يشهد لبنان سباقاً محموماً بين المساعي الدبلوماسية الهادفة إلى تجنيبه الانزلاق نحو الحرب، وبين التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة التي تلوّح بعملية عسكرية واسعة النطاق. وفيما تواصل واشنطن ضغوطها على المسؤولين اللبنانيين محذّرة من أنّ بقاء سلاح «حزب الله» خارج أيّ تسوية سياسية سيجعل المواجهة أمراً محتوماً، يتعامل لبنان مع مرحلة بالغة الحساسية، تتقاطع فيها الضغوط الدولية مع حسابات داخلية معقدة..
ويقوم وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية، جون هيرلي بجولة إلى الشرق الأوسط وأوروبا، وأفاد بيان لوزارة الخزانة الأميركية بأن جون هيرلي – وهو أكبر مسؤول عن العقوبات في وزارة الخزانة – يزور «إسرائيل» والإمارات وتركيا ولبنان، في أول جولة له إلى الشرق الأوسط منذ تولّيه منصبه. وقال هيرلي، في بيان: «لقد أوضح الرئيس ترامب أن الأنشطة الإرهابيّة والمزعزعة للاستقرار التي تمارسها إيران يجب أن تواجه بضغط مستمر ومنسق». وأضاف: «أتطلع إلى لقاء شركائنا لتنسيق جهودنا من أجل حرمان طهران ووكلائها من الوصول المالي الذي يعتمدون عليه للالتفاف على العقوبات الدولية، وتمويل العنف، وتقويض الاستقرار في المنطقة».
وصف المبعوث الأميركي توم برّاك، لبنان بـ»الدولة الفاشلة»، مشيراً إلى أن «الجيش اللبناني يعاني من نقص في الموارد المالية والبشرية»، ولافتاً في المقابلة إلى أن «القيادة اللبنانيّة صامدة، لكن عليها التقدّم أسرع بشأن سلاح حزب الله»، مشيراً إلى أن «حزب الله يجني أموالاً أكثر من مخصّصات الجيش اللبناني».
برّاك أضاف في كلمة له أمام منتدى حوار المنامة أن «إسرائيل مستعدّة للتوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن الحدود، وعلى اللبنانيين اللحاق بركب المفاوضات والحرص على حدودهم»، معتبراً أنه «من غير المعقول ألا يكون هناك حوار بين لبنان و»إسرائيل»».
وإذ اعتبر أن «القيادة اللبنانية صامدة»، رأى أنه «لن تكون هناك مشكلة بين لبنان و»إسرائيل» إذا تم نزع سلاح الحزب. فـ»إسرائيل» تقصف جنوب لبنان يوميًّا لأن سلاح حزب الله لا يزال موجوداً»، مشيراً إلى أنّ «آلاف الصواريخ في جنوب لبنان لا تزال تهدد «إسرائيل»». وشدّد برّاك على أنّه «لم يعُد هناك وقت أمام لبنان وعليه حصر السلاح سريعاً».
ورأى مسؤول في الخارجية الأميركية في تصريح لشبكة «فوكس نيوز» أن نزع سلاح حزب الله وإنهاء أنشطة إيران عبر وكلائها حاسم للاستقرار بلبنان، معتبراً أن حزب الله المسلّح تهديد للبنان وجواره، ولبنان المستقر فرصة استثمار جذابة.
وأعلنت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر في تصريحاتها لـ«الحدث» دعم بريطانيا الكامل لجهود الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، معتبرةً إياهما القوى الشرعية الوحيدة التي يجب أن تكون لها السلطة في البلاد. وأكدت الوزيرة أن المملكة المتحدة تساند لبنان في سعيه إلى الاستقرار والتنمية، مشيرة إلى أن الدعم البريطاني يتجاوز الكلمات ليشمل التعاون الفعلي في مجالات عدة، بما في ذلك الدعم الأمني والاقتصادي.
وفيما يتعلق بموقف بريطانيا من حزب الله، وصفت الوزيرة الحزب بأنه «قوة مدمّرة» في المنطقة، زاعمة أن الأنشطة التي يقوم بها تمثل تهديداً للأمن الإقليمي واستقرار دول الشرق الأوسط. وأضافت أن بريطانيا تعتبر حزب الله جزءاً من «شبكة تهديدات» تمتدّ عبر المنطقة، الأمر الذي يعوق جهود بناء سلام دائم في لبنان وفي الدول المجاورة. أكدت الوزيرة أن المملكة المتحدة تبذل جهوداً مستمرّة لمنع عودة الصراع إلى لبنان، لافتة إلى أن لبنان يجب أن يظلّ دولة ذات سيادة كاملة. وأوضحت أن بريطانيا تعمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والدول العربية، لتوفير الدعم اللازم للبنان في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية الكبيرة التي يواجهها. وتابعت وزيرة الخارجية البريطانية: ضبط الحدود بين «إسرائيل» ولبنان سيكون تحت مظلة الأمم المتحدة.
إلى ذلك، أعلنت أوساط سياسية أن لبنان يتّجه إلى قبول التفاوض مع «إسرائيل»، من دون معارضة تطعيم أيّ وفد للتفاوض بمدنيين من الخبراء القانونيّين والتّقنيّين، ويأتي ذلك بعد التواصل والتشاورِ الذي حصل بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام.
وأمس، ألقى سلام كلمةً في مقرِّ جامعةِ الدُّولِ العربيّة في القاهرة، أكد فيها التزامَ الدولةِ «إصلاحًا وسيادةً»، مبيّنًا العملَ على «التطبيقِ الكاملِ لاتّفاقِ الطائف» وتنفيذِ القرارِ 1701 «بصورةٍ تامّة»، وبسطِ سلطةِ الدولةِ على كاملِ الأراضي، وإعادةِ الحياةِ إلى القرى الجنوبيّة. وانتقد «الخروقاتِ الإسرائيليّةَ المستمرّة»، ودعا الأشقاءَ العرب إلى «الضغطِ على المجتمعِ الدولي» لفرضِ «الانسحابِ الكاملِ من الأراضي اللُّبنانيّة وإطلاقِ سراحِ الأسرى». كما شدّد على «سياسةِ عدمِ التدخّل» في شؤونِ الآخرين، والسعيِ إلى «شراكاتٍ استراتيجيّةٍ متينةٍ مع الأشقّاءِ العرب»، وتفعيلِ الاتّفاقاتِ والمؤسّساتِ القائمةِ وربطِها بمشروعاتٍ اقتصاديّةٍ وتعليميّةٍ وتكنولوجيّةٍ عابرةٍ للحدود.
أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أمس، أن الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن تحقيق السيادة وطرد العدو الإسرائيلي، رافضاً، في الوقت نفسه، المساعي الإسرائيلية لتجريد لبنان من قوته عبر نزع سلاح المقاومة.
وشدّد على أهمية «الالتزام بوثيقة الطائف باعتبارها العقد الاجتماعي الذي ارتضاه اللبنانيون»، معتبراً أن السيادة وتحرير الأرض وطرد العدو الإسرائيلي، إلى جانب التضامن الوطني، تمثّل المبادئ الأولى في هذا العقد، وأن المواطنة الحقيقية تعني أن يتألم الجميع لألم أي فرد في أي منطقة من لبنان.
وفيما أثنى على موقف رئيس الجمهورية، جوزاف عون، في إعطاء الأوامر للجيش بالتصدّي للتوغلات الإسرائيلية، مؤكداً أن مثل هذه المواقف من الرؤساء الثلاثة والوزراء والمسؤولين في الدولة تشكل أساساً يمكن البناء عليه، طالب الحكومة بأن تدرج على جدول أعمالها دراسة خطة لدعم الجيش اللبناني كي يتمكن من التصدّي للعدوان الإسرائيلي، وأن تضع برنامجاً زمنياً لتحقيق هذا الهدف في جنوب لبنان.
إلى ذلك تتزايد الأوضاع توتراً، حيث اعتبر رئيس وزراء العدو الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، أنّ «حزب الله يتلقّى ضرباتٍ مستمرّة، لكنّه يحاول إعادة تسليح نفسه»، مجدّدًا دعوته الحكومة اللبنانيّة إلى «تنفيذ التزاماتها بتجريد الحزب من السلاح». وأوضح نتنياهو، «سنمارس حقّنا في الدّفاع عن أنفسنا كما نصّ اتفاق وقف النار مع لبنان، ولن نسمح للبنان بأن يتحوّل مجدّدًا إلى جبهةٍ ضدّنا».
واتهم وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس حزب الله بـ»اللعب بالنار»، محمّلاً الحكومة اللبنانية والرئيس اللبناني مسؤولية «المماطلة في تنفيذ التزاماتهم» المتعلقة بنزع سلاح الحزب وإخراجه من الجنوب. وأكد الوزير أن «إسرائيل» ستواصل تطبيق سياسة «الحد الأقصى» في ردودها العسكرية، مشدداً على أنها «لن تسمح بأي تهديد يستهدف سكان الشمال»، داعياً السلطات اللبنانية إلى «تحمّل مسؤولياتها الكاملة لضمان الاستقرار ومنع التصعيد». وقال كاتس في مقابلة مع القناة الـ14 إن «إسرائيل» ستتعامل مع أي تهديد مشيرًا إلى أن المبعوثين الأميركيين أبلغوا الحكومة اللبنانية بذلك. وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في تغريدة له عبر منصة «إكس»، أن «إسرائيل» أوصلت رسالة إلى الجانب اللبناني بأنها قد تقصف الضاحية الجنوبية لبيروت مجدداً، إذا لم ينزع سلاح حزب الله.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن تل أبيب في حالة تأهب قصوى تحسبًا لأي تصعيد قد يحدث، خصوصًا مع قرب انتهاء المهلة المحدّدة لنزع سلاح حزب الله في منطقة جنوب الليطاني، والتي يُتوقع أن تشهد ذروتها في غضون شهر من الآن.
بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، يُتوقع أن تصل الأوضاع إلى ذروتها في جبهة الشمال مع قرب انتهاء المهلة التي تمّ تحديدها من قبل الأمم المتحدة والحكومة اللبنانيّة لنزع سلاح حزب الله في منطقة جنوب الليطاني. هذا التصعيد المرتقب يعكس التصعيد الأمني المتزايد في المنطقة، والذي قد يتسبّب في وقوع مواجهات عسكرية جديدة، خصوصًا في ظل التوترات المستمرّة بين الطرفين.
من جهة أخرى، كشف المصدر الأمني الإسرائيلي عن تغيير في نهج الإدارة الأميركية تجاه الملف اللبناني. ففي الوقت الذي كانت فيه واشنطن تسعى في السابق إلى دعم لبنان في حل قضايا أمنيّة معينة، بدأت الإدارة الأميركيّة في الضغط بشكل أكبر على الحكومة اللبنانيّة. يبدو أن واشنطن تدرك أن الجهود المبذولة لنزع سلاح حزب الله لم تكن كافية حتى الآن، وأن الوقت قد حان لتكثيف الضغط على الدولة اللبنانية من أجل الوفاء بالتزاماتها في هذا الشأن.
وشدّد البطريرك المارونيّ بشارة الراعي على أنّ «تعطيل إدراج قانون الانتخاب على جدول أعمال المجلس النيابيّ هو تراجعٌ عن مبدأ المساواة والمواطنة بحسب الدستور، فالوطن لا يقوم بالتهميش بل بالمشاركة بين أبنائه المقيمين والمنتشرين». وأضاف أنّ «قانون الانتخاب خصَّص للمغتربين اللبنانيين ستّة مقاعد، واحدًا لكلّ قارّة، لكنّ العديد من القوى الوطنيّة يطالب اليوم بحقّ المغتربين الكامل في انتخاب جميع النواب المئة والثمانية والعشرين لا أن يقتصر اقتراعهم على ستّة فقط. المغترب اللبنانيّ ليس مواطنًا من الدرجة الثانية، بل هو ابن الوطن غادره مكرَهًا وبقي مرتبطًا عاطفيًّا واقتصاديًّا وإنسانيًّا. لقد ساهم المغتربون وما زالوا في دعم لبنان في أصعب الأوقات بالتحويلات الماليّة والمشاريع، فهل يكافَأون بتقليص حقّهم الدستوريّ؟».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء