افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الإثنين 3 نوفمبر 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 03 25|09:07AM :نشر بتاريخ

"النهار":

لم يكن لبنان في حاجة إلى تشديد إسرائيل لزنار التهديدات والإنذارات بالعودة إلى قصف بيروت والضاحية الجنوبية غداة “عاصفة” توم برّاك الأخيرة، ولكن هذا الزنار رسم صورة “فائض الضغوط” المتصاعدة والمتدحرجة على لبنان لحضّ سلطاته على انتزاع الفرصة الأخيرة بنفسه لنزع سلاح “حزب الله” قبل فوات الأوان. ومع أن تصعيد التهديدات الإسرائيلية بتكثيف الهجمات جاء على وقع غارة دامية على كفررمان في النبطية مساء السبت أودت بأربعة شهداء وثلاثة جرحى في ما يرفع عدد ضحايا الغارات الاسرائيلية في اسبوع واحد إلى 14، فإن الضغوط الديبلوماسية التصاعدية التي جدّدها الموفد الأميركي توم برّاك على إيقاع قياسي جديد من الفجاجة المباشرة في كلامه المستفيض عن “لبنان الدولة الفاشلة” وجيشه المفتقر إلى القدرات ومسؤوليه الذين شبّههم بـ”الديناصورات القدامى”، وإعلانه أنه “لم يعد هناك وقت أمام لبنان وعليه حصر السلاح سريعاً”، ترددت أصداؤها بقوة في كواليس المسؤولين اللبنانيين الرسميين والسياسيين قاطبة، ولو أن أي رد رسمي على براك لم يصدر ويستبعد صدوره. ولا تحصر أوساط معنية تفسير “هجمة الضغوط” هذه بالبعد الذي ربطها بكثافة التقارير التي تصدر منذ أيام عن إعادة “حزب الله” بناء قدراته، بل توسّع هذه الأوساط تفسير التصعيد إلى معلومات تفيد بأن شهري تشرين الثاني الحالي وكانون الأول المقبل سيكونان عرضة لارتفاع منسوب الضغوط على لبنان إلى الذروة، لجعله ينجز قبل نهاية السنة “تنظيف” جنوب الليطاني والانتقال فوراً بإجراءات ملموسة موازية إلى شمال الليطاني في تكثيف وتفعيل خطة نزع السلاح بزخم، وإلا فإن شبح توسيع إسرائيل لعملياتها سيحاصر لبنان في أي لحظة.

من هنا، اكتسب الكلام عن الإطار التفاوضي عبر لجنة الميكانيزم وتطعيمها بمدنيين، أهمية ولو أن إسرائيل لم تعلق إطلاقاً بعد على هذا المقترح ولا تظهر اندفاعاً نحو التفاوض قبل حسم مسالة نزع السلاح. ولكن ثمة معطيات مواكبة عن كثب لزيارة مدير المخابرات المصرية العامة حسن رشاد لبيروت تشير إلى أنه حمل بنود مبادرة لم يطلع على تفاصيلها إلا الرؤساء الثلاثة زائد المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير ومدير المخابرات في الجيش العميد أنطوان قهوجي. وفي معلومات “النهار” أن الطرح المصري هو محل نقاش بين المسؤولين في لبنان ويفترض الرد عليه في منتصف الاسبوع الجاري ليسلم إلى رشاد سواء بقدومه إلى بيروت أو تسليمه إياه في القاهرة بواسطة شقير.

أما الساعات الأخيرة، فقد شهدت تسعيراً حاداً في التهديدات الإسرائيلية، وكان أعنفها لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي اتهم “حزب الله” بـ”اللعب بالنار”، محمّلاً الحكومة اللبنانية والرئيس اللبناني مسؤولية “المماطلة في تنفيذ التزاماتهم” المتعلقة بنزع سلاح الحزب وإخراجه من الجنوب. وأكد أن إسرائيل ستواصل تطبيق سياسة “الحد الأقصى” في ردودها العسكرية، مشدداً على أنها “لن تسمح بأي تهديد يستهدف سكان الشمال”، داعياً السلطات اللبنانية إلى “تحمّل مسؤولياتها الكاملة لضمان الاستقرار ومنع التصعيد”. وكان كاتس أطلق مساء السبت، تهديدًا جديدًا باستهداف العاصمة اللبنانية بيروت في حال شنّ “حزب الله” أي هجوم يطال أي بلدة في شمال إسرائيل، وقال إن إسرائيل ستتعامل مع أي تهديد، مشيرًا إلى أن المبعوثين الأميركيين أبلغوا الحكومة اللبنانية بذلك. وأضاف أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على بيروت لنزع سلاح حزب الله، مشيراً إلى أن إسرائيل تمنح ذلك فرصة.

وكشف مسؤول إسرائيلي أن “إسرائيل أوصلت رسالة إلى الجانب اللبناني بأنها قد تقصف الضاحية الجنوبية لبيروت مجدداً، إذا لم ينزع سلاح حزب الله”. ونقلت عنه محطة “العربية الحدث” قوله: “لن نسمح بإعادة بناء خط القرى اللبنانية المباشر على الحدود الشمالية”. وأكد أن مصر دخلت على خط الوساطة من أجل منع التصعيد على الجبهة اللبنانية.

وفي ترددات داخلية للتدهور الحاصل، شدّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع على أن “لا خلاص للبلاد من تدهور الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه سوى قرار حازم بحل كل التنظيمات العسكريّة والأمنيّة غير الشرعيّة، وأي أمور أخرى، على غرار البحث في ضم لبنانيين مدنيين إلى لجنة “الميكانيزم”، يمثل مخاطرة بأن يتحوّل إلى إضاعة زمنٍ ثمينٍ على بلد يئنّ تحت وطأة انعدام الاستقرار وتتربّص به في الأفق أخطار جديّة وكبيرة”. وأشار إلى أن “المطلوب في الوقت الراهن هو القيام بما يلي: تثبيت وقف دائم للأعمال العدائية، إخراج القوات الإسرائيلية من أرضنا فعليًا، استكمال عملية ترسيم الحدود البرية والبحرية، إطلاق برنامجٍ عاجل لإعادة الإعمار، وإطلاق نهضة اقتصادية تضمن عيشًا كريمًا للمواطنين. وهذا كلّه مدخله الوحيد هو حصر السلاح بيد الدولة ولا مدخل آخر له. ففي أزمنة الخطر المحدق كالتي تمرّ بها البلاد اليوم، الحلول لا تصنعها “الترتيبات الشكلية” بل القرارات الواضحة والحاسمة والشجاعة”.

ووسط الحديث عن الوساطة المصرية، جرى أمس تبادل توقيع 15 مذكرة تفاهم واتفاق بين لبنان ومصر خلال زيارة رئيس الحكومة نواف سلام للقاهرة مع وفد وزاري. وعقد رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع الرئيس سلام اثر انتهاء المحادثات بينهما، وأعلن سلام “أننا ناقشنا ملفات تمس جوهر حياة مواطنينا ووقعنا عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تجسد التعاون، ويقدر لبنان عالياً دور مصر في دعم الاستقرار الاقليمي، وفي الدفاع عن القضايا العربية وفي السعي لترسيخ الحلول السلمية. مصر كانت دائما إلى جانب لبنان”.

من جهته، لفت رئيس مجلس الوزراء المصري إلى أن “اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين مصر ولبنان انعقدت بعد مرور 6 سنوات من انعقاد الدورة التاسعة في بيروت، وتم التوقيع على 15 مذكرة تفاهم بين البلدين”، وأعلن أنه “تم الاتفاق على زيارة مرتقبة لبيروت بصحبة عدد من الوزراء الشهر المقبل، موضحاً أن حجم التبادل التجاري مليار دولار بين البلدين حتى عام 2024.

وأكد أن هناك “توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي لتقديم كل أشكال الدعم للبنان خلال الفترة المقبلة”، مشدداً على” دعم كل ما تقوم به الحكومة اللبنانية للحفاظ على أمن لبنان”، داعيًا الجيش الإسرائيليّ إلى الانسحاب من النقاط الخمس المحتلة في جنوب لبنان.

وسط هذه الاجواء، يبقى ملف اقتراع المغتربين في قانون الانتخاب في صدارة الاستحقاقات الداخلية، وستعقد اللجنة الوزارية المكلفة بدراسة قانون الانتخاب اجتماعاً غداً الثلاثاء لوضع صيغة أو أكثر استناداً إلى مشروعي وزارتي الداخلية والخارجية وتقديمها إلى جلسة مجلس الوزراء المقررة يوم الخميس والتي يفترض أن تكون حاسمة حيال الموقف الحكومي من هذه الأزمة.

وتطرّق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس إلى هذا الملف، فقال: “العديد من القوى الوطنية تطالب اليوم بحقّ المغتربين الكامل في انتخاب جميع النواب الـ128، لا أن يقتصر تمثيلهم على ستة فقط. فالمغترب اللبناني ليس مواطنًا من الدرجة الثانية. بل هو ابن هذا الوطن، غادره مكرهًا أو ساعيًا وراء لقمة العيش، لكنه بقي مرتبطًا به عاطفيًا واقتصاديًا وإنسانيًا. لقد ساهم المغتربون، وما زالوا، في دعم لبنان في أصعب الأوقات، بالتحويلات المالية، وبالمشاريع، وبالصورة الإيجابية التي نقلوها عن بلدهم. فهل يُكافأون اليوم بتقليص حقّهم الدستوري؟ إن تعطيل إدراج تعديل هذا القانون على جدول أعمال مجلس النواب، وتأخير تطبيق حقّ الانتخاب الكامل، هو تراجع عن مبدأ المساواة والمواطنة بحسب الدستور. فالوطن لا يقوم بالتهميش، بل بالمشاركة الكاملة بين أبنائه المقيمين والمنتشرين”.

 

 

 

 

 

"الأخبار":

يترافق ازدياد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، مع ضخّ سياسي وإعلامي إسرائيلي، يُعزَّز من سيناريوهات التصعيد العسكري، في أثناء المدّة المقبلة. ولخّص رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الأمر بقوله أمس، إنّ «حزب الله، يتلقّى ضربات طوال الوقت، بما في ذلك في هذه الأيام، لكنه يحاول التسليح والتعافي أيضاً».

وأضاف: «نتوقّع من حكومة لبنان، أن تفعل ما التزمت به، أي نزع سلاح حزب الله، ولكن من الواضح أننا سنمارس حقّنا في الدفاع عن النفس، كما هو محدّد في شروط وقف إطلاق النار». وتابع: «لن نسمح للبنان، أن يتحوّل إلى جبهة جديدة ضدّنا، سنتصرّف حسب الحاجة».

من جانبه، قال وزير الحرب يسرائيل كاتس، إنّ «حزب الله، يلعب بالنار والرئيس اللبناني يماطل»، مضيفاً أنّ «التزام الحكومة اللبنانية، بتجريد حزب الله من سلاحه وإبعاده عن جنوب لبنان، يجب أن يُنفَّذ فعليّاً». وتوعّد كاتس، بأنّ «تطبيق الحدّ الأقصى من الإجراءات سيستمرّ، بل سيتعمّق أيضاً».

إلى ذلك، أفاد مصدر أمني إسرائيلي، «القناة 12» العبرية، بأنّ «الأمور إذا لم تتحرّك في أثناء الأمد القريب في لبنان، سيرتقي الجيش درجة، وسيبدأ بالهجوم مع رفع المستوى في الأراضي اللبنانية». ولفت المصدر نفسه إلى أنّ «الإدارة الأميركية، بدأت فعلياً بممارسة ضغط على لبنان، لأنها ترى أنهم لا يفعلون ما يكفي لتجريد حزب الله من سلاحه، ولا يدخلون إلى بعض الأماكن التي يعمل فيها». كما قال مراسل الشؤون العسكرية، نيتسان شابيرا، إنّ «الأمريكيين تدريجياً يفقدون صبرهم، ويرغبون أن تقوم حكومة لبنان، بعمل أكثر جدّية، أقوى، تجاه حزب الله».

وفي ذات السياق، نسبت «القناة 14» العبرية، إلى مصدر سياسي، قوله إنّ «المستوى العسكري الإسرائيلي، سيوصي المستوى السياسي الإسرائيلي بالمصادقة على تنفيذ عملية عسكرية/ كنوع من ضربة عسكرية ضدّ حزب الله، لإضعافه بعدما عاد ورممّ نفسه».

ووفقاً لمراسل الشؤون العسكرية، هيلل روزين، يرى بأنّ إسرائيل، ترى أنّ حزب الله، لا يردُّ على الهجمات الإسرائيلية، «ليس بالضرورة لأنّه مرتدع، بل لأنّه يتهيّأ ربما لأمر أكبر ولا يريد أحد أن يمنحه تلك الفرصة».

لذا، رجّح روزين، أنه «في المدّة المقبلة، إذا واصل حزب الله، محاولاته في التعاظم وترميم القدرات، لن نرى ضربات نقاطية، بل شيء أوسع». وقال المراسل العسكري، إنّ «حزب الله، خسر الكثير من قوّته في الحرب الأخيرة وفي إسرائيل، يفهمون أنّ هناك إمكانية لإحداث «ضربة قاضية» ضدّه، عبر تشابك أذرعٍ مع الأميركيين، وبالطبع مع حكومة لبنان، التي تدرك أنها لا تستطيع أن تعيش مع وجود حزب الله، داخل الدولة. قد نرى لبنان، يعود ليصبح ساحة رئيسية قريباً».

وحول الموقف الأميركي، من شنّ عدوان واسع على لبنان، قال محلّل الشؤون السياسية، يعقوب بردوغو، إنّ «الولايات المتحدة، سوف تسمح (بذلك) للجيش الإسرائيلي، الذي يُعتبر الوحيد القادر على تحطيم قوة حزب الله». وأضاف: «المسألة تتعلّق بمصالح أوسع أيضاً، هذا جزء من «اتفاق النقاط العشرين» وكيف نعيد تشكيل الشرق الأوسط، وما سيقع في لبنان، له ارتدادات على المنطقة كلّها.

حزب الله، لا يمكنه أن يقوى لسببين: أولاً، إسرائيل، لن تسمح بوجود جسم إرهابي عند الحدود. ثانياً، ذلك يضرب المصالح والخريطة الأكبر للرئيس دونالد ترامب».

 

 

 

 

 

"الجمهورية":

يُنتظر أن ينجلي هذا الأسبوع مصير التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل، في ضوء العرض الذي طرحه رئيس الجمهورية العماد جوزاف، والذي ينتظر رداً أميركياً وإسرائيلياً عليه، ويأمل لبنان أن يكون قبولاً وبلا شروط مسبقة، من مثل الإصرار على نزع السلاح اولاً، حسبما يتحدث المسؤولون الإسرائيليون، مهدّدين باللجوء إلى القوة لفرض نزعه، وهو ما يرفضه «حزب الله» الذي لا يعارض المفاوضات غير المباشرة في إطار لجنة «الميكانيزم» حتى ولو تمّ تطعيمها بعناصر تقنية وليس سياسية او ديبلوماسية، وهذا التطعيم تؤيّده الدولة اللبنانية ايضاً، والمتفقة مع الحزب على وجوب التزام إسرائيل وقف إطلاق النار والانسحاب إلى خلف الحدود، على أن يُعالج موضوع السلاح وفق الخطة التي وضعتها قيادة الجيش و»استراتيجية الأمن الوطني».

وقالت مصادر رسمية لـ«الجمهورية»، إنّ خيار التفاوض يتحرك على رغم من التصعيد الإسرائيلي، وإنّ الاتصالات ناشطة في شأن هذا الخيار، وإنّ المسؤولين ينتظرون رداً أميركياً ـ إسرائيليا عليه فضلاً عن ردّ من «حزب الله»، واذا جاءت الردود إيجابية سيتمّ عندها تحديد خريطة طريق للمفاوضات، ولن يمانع لبنان في هذه الحال في إضافة تقنيين فقط إلى لجنة «الميكانيزم» التي اقترح أن يكون الحوار ضمنها.

التذرّع بالتسلّح

وفي السياق، أعربت اوساط سياسية عبر «الجمهورية»، عن قلقها من تعمّد مسؤولين إسرائيليين التركيز خلال الآونة الأخيرة على اتهام «حزب الله» بإعادة التسلح، وعلى توجيه التهديدات إلى الدولة اللبنانية، لافتة إلى تصريحات عدة صدرت تباعاً في هذا الاتجاه عن كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الحرب ورئيس الأركان، إضافة إلى تسريبات تصعيدية عن مصادر إسرائيلية، ما يؤشر إلى نيات مبيتة حيال لبنان.

لكن هذه الاوساط استبعدت في المرحلة الحالية احتمال شن حرب واسعة على لبنان، مشيرة إلى انّ هناك في المقابل احتمالاً بأن تلجأ تل ابيب إلى تكثيف وتيرة اعتداءاتها وتوسيع نطاقها نحو مناطق تقع خارج دائرتي الجنوب والبقاع، بغية زيادة الضغط على السلطة السياسية حتى تقبل بالتفاوض المباشر وتتخذ إجراءات حازمة لنزع السلاح على إيقاع الأجندة الإسرائيلية.

المخارج الطارئة

وفي السياق، قالت مصادر سياسية لـ»الجمهورية»، إنّها تتوقع أن يؤدي ارتفاع مستوى التصعيد في الجنوب، والهواجس من انفجار واسع، وسط تحركات ديبلوماسية كثيفة يجريها أركان الحكم، إلى تراجع مقابل للزخم في اتجاه الانتخابات النيابية. ففي الدرجة الأولى، انحرف الاتجاه تماماً عن ملف الانتخابات تحت وطأة الخوف من تنفيذ إسرائيل تهديداتها بتوسيع الحرب على لبنان مجدداً. وبات الشغل الشاغل للمسؤولين هو إيجاد المخارج الطارئة لمنع انزلاق لبنان إلى الأسوأ. وهذه أولوية على أي ملف آخر، بما في ذلك الانتخابات.

وفي الدرجة الثانية، يبدو أنّ القوى المحلية كلها تستعد للانتخابات المقبلة وفق قاعدة الغالب والمغلوب. وفي الواقع، خصوم «حزب الله» يريدون من الانتخابات أن تكرّس استضعافه الذي بدأ في حرب العام الفائت ويستمر خلال هذه الفترة بالضغوط غير المسبوقة لنزع سلاحه. وأما الحزب نفسه فيخوض انتخابات يعتبرها مصيرية. وهو يعتبر أنّ نجاته من الضغوط العارمة التي يتعرّض لها اليوم ستعني بالتأكيد أنّه سيبقى قوياً في الانتخابات النيابية. ولذلك، الطرفان ينتظران ما سيذهب إليه ملف الحرب مع إسرائيل للتفرّغ مجدداً لملف الانتخابات، على رغم من انقضاء المهل الرسمية لهذا الاستحقاق.

تصعيد وتهديد

وكانت إسرائيل رفعت مستوى تهديداتها التي تخطت «حزب الله» إلى السلطة اللبنانية رئاسة وحكومة، إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي امام حكومته إنّ «حزب الله يحاول إعادة التسليح والتعافي»، مؤكّداً «أننا لن نسمح للبنان بأن يتحول مجددًا إلى جبهة ضدنا». واضاف: «سنمارس حقنا بالدفاع عن أنفسنا كما نص اتفاق وقف النار مع لبنان»، وقال: «نتوقع من حكومة لبنان أن تفعل ما التزمت به، أي تجريد «حزب الله» من سلاحه، وسنمارس حقنا في الدفاع عن النفس كما هو محدَّد بشروط وقف النار». وأكّد أنّ «المحور الإيراني ما زال موجودًا في أماكن رغم تلقّيه ضربات قاسية».

وإلى ذلك اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس «حزب الله» بـ«اللعب بالنار»، ومتهماً الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بـ«المماطلة في تنفيذ التزاماتهم» المتعلقة بنزع سلاح الحزب وإخراجه من الجنوب. وأكّد «أنّ إسرائيل ستواصل تطبيق سياسة الحدّ الأقصى في ردودها العسكرية»، مشدّداً على أنّها «لن تسمح بأي تهديد يستهدف سكان الشمال»، داعياً السلطات اللبنانية إلى «تحمّل مسؤولياتها الكاملة لضمان الاستقرار ومنع التصعيد».

وهدّد كاتس باستهداف بيروت في حال شنّ «حزب الله» أي هجوم يطال أي بلدة في شمال إسرائيل. وقال في مقابلة مع القناة 14 القريبة من نتنياهو «إنّ إسرائيل ستتعامل مع أي تهديد»، مشيرًا إلى أنّ «المبعوثين الأميركيين أبلغوا إلى الحكومة اللبنانية بذلك». وأضاف أنّ الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على بيروت لنزع سلاح «حزب الله»، لافتاً إلى أنّ إسرائيل تمنح ذلك فرصة، على حدّ قوله.

ومن جهته، وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قال في تغريدة عبر منصة «إكس»، إنّ «إعادة تسليح «حزب الله» في لبنان، ستكون لها تداعيات خطيرة على أمن إسرائيل ومستقبل لبنان»، لافتاً إلى «أنّ الإرهاب قد ترسّخ في لبنان وإزالته ضرورة لاستقرار المنطقة وأمنها»، وفق تعبيره.

وإلى ذلك، نقلت قناة «العربية ـ الحدث» عن مسؤول إسرائيلي حديثه عن «وجود تقديرات جدّية تفيد بأنّ «حزب الله» بدأ يستعيد قدراته، ونجح في تهريب مئات الصواريخ القصيرة من سوريا». وقال «إنّ إسرائيل أوصلت رسالة إلى الجانب اللبناني بأنّها قد تقصف الضاحية الجنوبية لبيروت مجدداً، إذا لم يُنزع سلاح حزب الله». وأضاف: «لن نسمح بإعادة بناء خط القرى اللبنانية المباشر على الحدود الشمالية». وأوضح «أنّ مصر دخلت على خط الوساطة من أجل منع التصعيد على الجبهة اللبنانية». وأعلن «أنّ القوات الإسرائيلية لن تنسحب من المناطق الخمس التي تحتلها في الجنوب اللبناني في المستقبل المنظور».

الحراك المصري

في غضون ذلك، بثت قناة «الجديد» معلومات تحدثت عن «حراك على أربع جهات تقوده مصر بين لبنان وتل ابيب وواشنطن وطهران، بهدف الوصول إلى تسوية يريدها «حزب الله» حفظاً لماء الوجه وتريدها إسرائيل مدخلاً إلى اتفاق سلام». وافادت المعلومات انّ «الوساطة المصرية وإن كانت غير مكتملة الملامح، فإنّها ترتكز على ترتيبات أمنية على غرار النموذج السوري، وتركت شكلها المباشر أو غير المباشر إلى الزمان والمكان المناسبين، لكن الأهم في نظر الوسيط المصري وهو يضع صيغته التأسيسية للتسوية، هو التعويل على الموقف الأميركي انطلاقاً من رؤية الرئيس دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، وما إذا كان لبنان ملحوظاً كجزء على الخريطة، وأنّ الجانب الأميركي إذا ما أراد، يستطيع بإشارة من إصبع سيّد البيت الأبيض ان يوقف إسرائيل عند حدّها».

وكان رئيس الحكومة نواف سلام ونظيره المصري مصطفى مدبولي بحثا في القاهرة أمس المبادرة المصرية، على ضوء زيارة مدير المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد الأخيرة للبنان، وعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً قال سلام خلاله إنّ «لبنان يثمن عالياً دور مصر في دعم الاستقرار الاقليمي، وفي الدفاع عن القضايا العربية وفي السعي لترسيخ الحلول السلمية، مصر كانت دائماً إلى جانب لبنان».

ومن جهته مدبولي أكّد «أنّ هناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي لتقديم كافة أشكال الدعم للبنان خلال الفترة المقبلة، ودعم كل مشاريع إعادة الإعمار في الجنوب اللبناني»، مشدّداً على» دعم كل ما تقوم به الحكومة اللبنانية للحفاظ على أمن لبنان»، داعيًا الجيش الإسرائيليّ إلى «الانسحاب من النقاط الخمس».

والتقى سلام ايضاً وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي وتناولا في البحث العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع في غزة والمنطقة، وخصوصاً المرحلة التي تلت اتفاق غزة وقمّة شرم الشيخ وما رافقها من جهود إقليمية ودولية لتثبيت الاستقرار. وأكّد عبد العاطي «حرص مصر على مواصلة التنسيق والتشاور مع لبنان في مختلف القضايا ذي الاهتمام المشترك». وكرّر تأكيد «موقف مصر الثابت في دعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة، مشدّدًا على ضرورة التنفيذ الكامل وغير الانتقائي للقرار 1701.

من جهته، ثمّن الرئيس سلام «الدور المصري المحوري في تثبيت اتفاق غزة ورعاية الجهود الإقليمية من أجل الاستقرار»، مؤكّدًا «أنّ لبنان يسعى إلى الاستفادة من المناخ الإقليمي الجديد لتثبيت وقف الأعمال العدائية». مشيراً إلى «أنّ الظروف الحالية تشكّل فرصة لإطلاق مرحلة جديدة من التعاون العربي والدولي لدعم الاستقرار في لبنان».

ويُشار إلى انّه خلال اجتماعات الدورة العاشرة للجنة العليا اللبنانية - المصرية برئاسة سلام ومدبولي، وقّع الجانبان 15 اتفاقية ثنائية تغطي مجالات الاقتصاد والمال والتجارة والإسكان والنقل والطيران المدني والطاقة والصحة والتأشيرات والجمارك والتعليم والحماية الاجتماعية وغيرها. وقد شدّد سلام على «انّ ما يجمع مصر ولبنان لا يـُقاس بعدد الاتفاقيات بل بالثقة والتاريخ».

موقف بريطاني

في الموقف الدولية، أكّدت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر لقناة «الحدث» أمس «دعم بريطانيا الكامل لجهود الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني»، معتبرةً إياهما «القوى الشرعية الوحيدة التي يجب أن تكون لها السلطة في البلاد». وقالت «إنّ المملكة المتحدة تساند لبنان في سعيه إلى الاستقرار والتنمية»، مشيرة إلى «أنّ الدعم البريطاني يتجاوز الكلمات ليشمل التعاون الفعلي في مجالات عدة، بما في ذلك الدعم الأمني والاقتصادي».

وفد أمني في الرياض

وفي تطور لافت، فُتح أمس خط أمني كبير ومباشر بين المملكة العربية السعودية ولبنان، إذ توجّه إلى الرياض وفد أمني ضمّ وزير الداخلية أحمد الحجار والمدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد العبدالله، وستدوم الزيارة حتى بعد غد الأربعاء على أن يلتقي الوفد خلالها الموفد السعودي إلى لبنان الامير يزيد بن فرحان ومسؤولين آخرين سياسيين وأمنيين كباراً.

قصف وأربعة شهداء

جنوباً، استفاقت مدينة النبطية وجوارها صباح امس على هول جريمة ارتكبها الجيش الإسرائيلي، وأدّت إلى استشهاد 4 من شبان المدينة وجرح 3 آخرين، عندما استهدفتهم طائرة مسيّرة ليل امس الاول عندما كانوا في سيارتهم من نوع «رانج روفر» على طريق دوحة كفررمان، في الطرف الشرقي للبلدة.

والشهداء هم: محمّد الجواد مصطفى جابر، عبد الله غالب كحيل، محمد عباس كحيل، وهادي مصطفى حامد (جريح بايجر). كما اصيب شخصان آخران بجروح كانا على دراجة نارية صودف مرورهما في المنطقة لحظة الغارة التي ادّت ايضاً إلى احتراق السيارة المستهدفة، وتحطّم زجاج عشرات المنازل في منطقة سكنية بامتياز.

واعلن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة «إكس»، أنّ «الجيش الإسرائيلي هاجم وقضى على أربعة عناصر من قوة الرضوان في «حزب الله» ومن بينهم مسؤول الدعم اللوجستي للقوة في جنوب لبنان».

ومن جهة أخرى، ينعقد لقاء موسع غداً في مصيلح لوضع برنامج خطط لإعمار الجنوب. وسيشكّل هذا اللقاءُ المبادرةَ الأوسع في هذا الشأن منذ إعلان اتفاق وقف اطلاق النار، وهو يكتسب رمزيةً معبـّرة كونه يـُعقد قرب موقع الاستهداف الجوي الإسرائيلي الأخير لمنشآت مدنية وتحديدًا معارض الحفـّارات والجرافات في مصيلح.

 

 

 

 

 

"الديار": في الوقت الذي لا تزال القوى السياسية في لبنان، تتجادل حول جدوى إطلاق مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع «إسرائيل»، يبدو أن هذه الأخيرة لا يعنيها هذا الطرح أصلا، اذ ردت في الساعات الماضية على الحراك الحاصل في هذا المجال، سواء من الأميركيين أو المصريين، برفع وتيرة تهديداتها واستهدافاتها، اذ شدد رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو على أننا «لن نسمح بأن تعود جبهة لبنان مصدر تهديد لإسرائيل، وسنفعل ما يلزم لمنع ذلك»، فيما حذَّر وزير دفاع العدو يسرائيل كاتس امس ، من أن الجيش سيكثّف هجماته ضد حزب الله، معتبرا أنه «على الحكومة اللبنانية الوفاء بالتزامها بنزع سلاح الحزب وإخراجه من جنوب لبنان». وقال إن «حزب الله يلعب بالنار، والرئيس اللبناني يماطل».

وفي ظل هذا الجو التصعيدي الاسرائيلي تجاه لبنان، لفت اعلان المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني امس الأحد أن «وزارة الخارجية تلقت رسائل لاستئناف المفاوضات مع أميركا».

جواب «تل أبيب»

وقالت مصادر وزارية لـ<الديار» إن «الرئاسة والحكومة اللبنانية ينتظران من المبعوثين الأميركيين جوابا اسرائيليا، على قبول لبنان بتوسعة لجنة الإشراف على وقف النار لتتضمن مدنيين، فتكون هي الجهة المخولة خوض مفاوضات غير مباشرة مع الإسرائيليين على غرار تلك التي حصلت عند ترسيم الحدود البحرية».

وأضافت المصادر:»لبنان قام بما عليه وزيادة ، سواء من خلال التزامه التزاما تاما باتفاق وقف النار، مقابل آلاف الخروقات اليومية الإسرائيلية، كما مؤخرا بموافقته على خوض مفاوضات غير مباشرة. لكن الطابة كانت ولا تزال في الملعب الأميركي- «الإسرائيلي»، باعتبار أن واشنطن مطالبة بممارسة الضغوط اللازمة على «تل أبيب»، لاجبارها على تطبيق الاتفاق الذي رعته ، كما أنه على «تل أبيب» ألا تنتظر مزيدا من الايجابية اللبنانية ،طالما هي لا تقوم بأي خطوة الى الأمام، بل تواصل تصعيدها».

‏واعتبرت المصادر أنه «في وقت تتجادل القوى السياسية اللبنانية، حول الجدوى من مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، فإن «إسرائيل» لا تبدو مرحبة بأي من الاثنين، وهمّها الأوحد التوسع لتطبيق مشروعها الكبير في المنطقة».

‏وشددت المصادر على «أهمية أن يبقى الموقف الرسمي اللبناني موحدا، لأن أي تشتت في الموقف، سيُترجم ضعفا لدى العدو».

التطورات الميدانية

ميدانيا، واصل العدو اغتيالاته، فنفذ مساء السبت- الأحد غارة على كفررمان- قضاء النبطية، أدت إلى سقوط أربعة شهداء، وإصابة ثلاثة مواطنين بجروح، بحسب مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة.

من جانبه، أعلن جيش الاحتلال عن مقتل 4 عناصر من حزب الله. وقال المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»: «جيش الدفاع هاجم وقضى على 4 عناصر إرهابية من قوة الرضوان في حزب الله، ومن بينهم مسؤول الدعم اللوجيستي للقوة في جنوب لبنان».

وخلال تشييع الشهداء يوم أمس، ألقى النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» علي فياض كلمة قال فيها:»بعد عام على وقف إطلاق النار، لقد بات المشهد واضحاً وضوح الشمس، ولا مجال معه للغموض. لقد بات ما يستهدف لبنان، لا يقتصر على موضوع السلاح فحسب، بل يتجاوزه إسرائيلياً وأميركياً، إلى أن يُفرض على لبنان إتفاقيات أمنية، ومناطق حدودية خالية من السكان، وتطبيع مفروض، وسيادة منقوصة، والإقرار للعدو بحق التدخل كلما قدَّر ان أمنه مهدد». واعتبر فياض أنه «وبالخلاصة، يعرض علينا الإستسلام أو الموت، ونحن لن نستسلم ولن نموت، بل سنقاوم ونحيى».

وأضاف:»إن العدو يعرض علينا معادلة الإستقرار مقابل الرضوخ، ونحن لن نرضخ. وإذا كان البعض يتساءل ماذا بوسع لبنان ان يفعل في مقابل التوحُّش الإسرائيلي والتجبُّر الأميركي، فإن موقف فخامة الرئيس جوزف عون في تكليف الجيش اللبناني بالتصدي للتوغل الإسرائيلي في المناطق المحررة، هو الخطوة النوعية الضرورية، في سياق بناء موقف لبناني وطني رسمي، يرقى إلى مستوى ما تستوجبه المرحلة في مواجهة العدوانية الإسرائيلية».

من جهته، تساءل رئيس تكتل «بعلبك الهرمل» النائب حسين الحاج حسن خلال احتفال تأبيني: «تتحدثون عن اتفاق جديد والاتفاق الماضي لم يُطبّق، أي منطق هو هذا المنطق؟ تتحدثون عن قوة لبنان، تريدون سلبنا قوة لبنان وليس قوة المقاومة، فيما العدو لم يلتزم، هل تعلمون ماذا تطلبون؟»

وشدد الحاج حسن على أن «أي إخلاء للبنان من أي قوة قبل تنفيذ اتفاق 27 تشرين الثاني 2024، أي منطق هذا؟ منطق سياسي؟ منطق وطني؟ منطق سيادي؟ لا! هذا منطق السير بمطالب العدو وسردية العدو تحت الضغط الأميركي وضغط القصف وضغط القتل، وترك لبنان بلا سقف ولا حول ولا قوة له».

كرة «المغتربين»

‏وبالتوازي مع التطورات الأمنية، ينتظر لبنان هذا الأسبوع أن تتضح معالم المسارات التي ستسلكها معركة انتخاب المغتربين، اذ يفترض أن تنتهي اللجنة الوزارية التي كلفتها الحكومة النظر بمشاريع القوانين الموجودة، المرتبطة بآلية انتخاب المغتربين من مهمتها خلال أيام، على أن تقدّم تقريرا مفصلا حول الخلاصات التي وصلت اليها.

وترجح مصادر مطلعة أن «تبلغ الحكومة بصعوبات تنفيذية ، تعترض عملية انتخاب المغتربين لـ6 نواب في الخارج»، لافتة لـ<الديار» الى أن «مجلس الوزراء سيعيد الكرة الى ملعب مجلس النواب، لاعتباره أن الصلاحية بنهاية المطاف باقرار وتعديل القوانين تعود اليه حصرا، ولا يمكن تحميل الحكومة في هذا المجال أكثر مما تحتمل».

‏وتشير المصادر إلى أنه «رغم كل ما حكي عن مخارج يتم العمل عليها، إلا أن الأمور لا تزال تصطدم بعرض الحائط، نتيجة تمسك كل فريق بمواقفه، لعلمه بأن أصوات المغتربين ستكون لصالح القوى التي تعارض حزب الله».

الدور المصري

في هذا الوقت، اختُتمت في القاهرة يوم أمس، أعمال الدورة العاشرة للجنة العليا اللبنانية – المصرية المشتركة، برئاسة رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام، ورئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، وبحضور عددٍ من الوزراء وكبار المسؤولين من الجانبين.

وكشف مدبولي أن هناك توجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، «لتقديم كافة أشكال الدعم للبنان خلال الفترة المقبلة، ودعم كافة مشروعات إعادة الإعمار في الجنوب اللبناني»، وشدد على ان مصر «تدعو لانسحاب الجانب الإسرائيلي المتواجد بها في لبنان».

وأعلن مدبولي عن توقيع 15 مذكرة تفاهم بين البلدين، مؤكدا أن «هناك توجيهات من الرئيس بالحرص على دورية انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين» .

‏وتشير المصادر إلى أنه «من الواضح أن مصر تبحث عن دور لها في لبنان، بالتوازي مع الدور الذي لعبته وتلعبه في غزة، إلا أن ما تطرحه لا يبدو أنه يلقى تجاوبا وقبولا لدى الطرف «الإسرائيلي:، وبخاصة ما جاء بخطتها عن السماح لحزب الله بالابقاء على سلاحه، ضمن ما تصفه القاهرة بـ»الخمول الاستراتيجي»، أي دون استخدامه أو تطويره». وشبّهت المصادر في حديث لـ"الديار" ، الدور الذي تسعى اليه مصر «بالدور الذي تحاول لعبه باريس في لبنان منذ فترة، دون جدوى فعلية».

 

 

 

 

 

"نداء الوطن":

العاصفة التي أثارها كلام الموفد الأميركي توم براك في منتدى البحرين، ما زالت ارتداداتها تتوالى في لبنان، صحيح أن كلامه لم يحمل جديدًا لأن الموفد براك سبق أن أدلى بهذه المواقف، وبأقوى منها في فترات سابقة، لكن ما أدلى به في البحرين كان بمثابة "تجميع" لهذه المواقف في وثيقة واحدة، من إعلان لبنان "دولة فاشلة" إلى وضع سلاح "حزب الله"، وهنا يسأل المراقبون الدبلوماسيون:

إذا كان ما أدلى به براك هو موقف الإدارة الأميركية، فهذا يعني أن لبنان سيدخل في مرحلة من "المتاعب الدبلوماسية"، وأصعب ما في هذه المرحلة أن السقف الذي وضعه برَّاك، سيكون هو السقف الذي سيسير وفقه السفير الجديد للولايات المتحدة الأميركية في لبنان، اللبناني الأصل، ميشال عيسى.

والسؤال التالي الذي يطرح نفسه هو: هل موقف براك يدخل من ضمن "أوركسترا" مواقف للضغط على لبنان؟

الجواب يكمن في سلسلة مواقف، أميركية وإسرائيلية، صدرت في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة وتصب في اتجاه واحد تقريبًا.

وزير الدفاع الإسرائيلي: "حزب الله يلعب بالنار

من جملة هذه المواقف، التي تتناغم مع ما أدلى به براك، موقف لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي اتهم "حزب الله" بـاللعب بالنار، محمّلًا الحكومة اللبنانية والرئيس اللبناني مسؤولية المماطلة في تنفيذ التزاماتهم المتعلقة بنزع سلاح "الحزب" وإخراجه من الجنوب.

وأكد الوزير كاتس أن إسرائيل ستواصل تطبيق سياسة "الحد الأقصى" في ردودها العسكرية، مشددًا على أنها لن تسمح بأي تهديد يستهدف سكان الشمال، داعيًا السلطات اللبنانية إلى تحمّل مسؤولياتها الكاملة لضمان الاستقرار ومنع التصعيد.

وأطلق كاتس تهديدًا جديدًا باستهداف العاصمة اللبنانية بيروت في حال شن "حزب الله" أي هجوم يطول أي بلدة في شمال إسرائيل.

الخطير في ما قاله كاتس أن إسرائيل ستتعامل مع أي تهديد، مشيرًا إلى أن المبعوثين الأميركيين أبلغوا الحكومة اللبنانية بذلك.

... ووزير الخارجية يهدّد أيضًا

في سياق التهديدات أيضًا، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في تغريدة له عبر منصة "إكس"، أن إعادة تسليح "حزب الله" في لبنان، ستكون لها تداعيات خطيرة على أمن إسرائيل ومستقبل لبنان، لافتًا إلى أن الإرهاب قد ترسخ في لبنان وإزالته ضرورية لاستقرار المنطقة وأمنها.

استياءٌ أميركي من تردّد لبنان

مصادر أميركية مقربة من البيت الأبيض عبرت عن استيائها من تردد لبنان بشأن نزع سلاح "حزب الله" بالكامل، رغم إدراك بيروت أن "الحزب" لا يقوّض سيادة الدولة فحسب، بل يشكل أيضًا تحديًا كبيرًا لاستقرار المنطقة ككل، وبالتالي يُعقد مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وتشير المصادر إلى خطاب الرئيس جوزاف عون "المزدوج" لجهة التصدي لإسرائيل وبدء المفاوضات معها. وتتساءل المصادر عما إذا كان الرئيس عون سيستعمل المساعدات العسكرية الأميركية، التي أرسلتها واشنطن لتعزيز قدرات الجيش اللبناني على نزع سلاح "حزب الله"، ضد التوغل الإسرائيلي.

في هذا الإطار، أكد السيناتور ليندسي غراهام على منصة "إكس" أنه من الأهمية بمكان أن يقوم لبنان بنزع سلاح "حزب الله" لتمهيد الطريق نحو السلام. وأضاف أن العمليات العسكرية الإسرائيلية هي ردّ على التهديد المستمر الذي تشكله هذه "الجماعة المتطرفة"

"سيباستيان غوركا" واشتداد الضغط

ومن المتوقع أن يشتد هذا الضغط مع الزيارة المرتقبة لسيباستيان غوركا، نائب مساعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمستشار الأول لمكافحة الإرهاب. وستعزز مهمة غوركا في لبنان، مطالب واشنطن باتخاذ إجراءات ملموسة من السلطات اللبنانية للقضاء على ترسانة "حزب الله"، وضبط جميع الأسلحة تحت السلطة الحصرية للدولة.

ويؤكد دبلوماسيون أميركيون أن تردد لبنان المستمر في مواجهة نزع السلاح غير الشرعي يُعرّض المساعدات العسكرية والاقتصادية الحيوية، بالإضافة إلى العلاقات الدبلوماسية الأوسع، للخطر. ومع تحوّل الأسلوب الكلامي من التشجيع الهادئ إلى التحذيرات الحازمة، يتزايد الإجماع بين صانعي السياسات الأميركيين على ضرورة زيادة الضغط لإجبار السلطات اللبنانية على التحرك. ومن المتوقع أن "تُعمّق" زيارة غوركا هذه المعضلة خصوصًا أن زيارته ستُعزز الرسائل الصادرة عن المسؤولين الأميركيين بأن وقت التأجيل والمناورات الكلامية قد انتهى.

التفاوض عالق بين ناري إسرائيل و"حزب الله"

وسط هذه الأجواء، علمت "نداء الوطن" أن الدولة اللبنانية تنتظر هذا الأسبوع لمعرفة اتجاه بوصلة التفاوض، والأمر مرتبط بالشق الداخلي وإسرائيل. وبالنسبة إلى الداخل، وبعد إطلاق عون صفارات التفاوض وموافقة كل من الرئيسين بري وسلام، فإن الأمر بات متوقفًا الآن على جواب "حزب الله"، ولذلك فإن هذا الجواب سيكون حاسمًا لأن "الحزب" هو المعني الأول بالموضوع، فإذا وافق سيكون الطريق اللبناني مفتوحًا للتفاوض، أما إذا رفض فسيتعرقل المسار خصوصًا أن سلاحه سيكون البند الأول في المفاوضات، فلا يمكن للبنان الموافقة على بند تسليم السلاح ثم يرفض "الحزب" هذا الأمر.

أما في ما يتعلق بإسرائيل، فيفترض أن تبلّغ موقفها من المفاوضات إلى واشنطن هذا الأسبوع لتنقله إلى لبنان، على رغم استمرار تل أبيب بغاراتها، لكن قد تتبدل هذه الأمور إذا انطلق مسار التفاوض وفق أوساط مطلعة على المسار العام للأمور.

مصر تدعم لبنان

وبعدما خرج إلى العلن تحرك دبلوماسي مصري بهدف طرح مقاربة جديدة تمنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة، أخذت زيارة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام إلى القاهرة حيزًا واسعًا من المتابعة. سلام التقى وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، حيث تم البحث في العلاقات الثنائية بين لبنان ومصر، وتطورات الأوضاع في غزة والمنطقة، ولا سيّما المرحلة التي تلت اتفاق غزة وقمّة شرم الشيخ وما رافقها من جهود إقليمية ودولية لتثبيت الاستقرار.

وأكد عبد العاطي خلال اللقاء حرص مصر على مواصلة التنسيق والتشاور مع لبنان في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيرًا إلى الزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية على المستويين الرئاسي والوزاري، والتطلّع إلى تعزيز هذا المسار الأخوي وتطوير التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين البلدين.

البطريرك الراعي: المغترب ليس مواطنًا درجة ثانية

وفي عطلة نهاية الأسبوع، تصاعدت المواقف المؤيدة لاقتراع المغتربين للنواب الـ 128. أبرز المواقف ما صدر عن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي قال في عظة الأحد: "المغتربون الذين يحملون صورة لبنان في العالم يطالبون بحقهم المشروع في المشاركة بصنع القرار الوطني. فقانون انتخاب المغتربين، الذي أصبح حديث الساعة في الحياة السياسية اللبنانية، بحسب القانون رقم 44/2017 وتحديدًا المادتين 112 و122، خصّص للمغتربين اللبنانيين ستة مقاعد في مجلس النواب (واحد لكل قارة). لكن العديد من القوى الوطنية يطالب اليوم بحق المغتربين الكامل في انتخاب جميع النواب الـ 128، لا أن يقتصر تمثيلهم على ستة فقط. فالمغترب اللبناني ليس مواطنًا من الدرجة الثانية. بل هو ابن هذا الوطن، غادره مكرهًا أو ساعيًا وراء لقمة العيش، لكنه بقي مرتبطًا به عاطفيًا واقتصاديًا وإنسانيًا". لقد ساهم المغتربون، وما زالوا، في دعم لبنان في أصعب الأوقات، بالتحويلات المالية، وبالمشاريع، وبالصورة الإيجابية التي نقلوها عن بلدهم. فهل يُكافأون اليوم بتقليص حقهم الدستوري؟

إن تعطيل إدراج تعديل هذا القانون على جدول أعمال مجلس النواب، وتأخير تطبيق حق الانتخاب الكامل، هو تراجع عن مبدأ المساواة والمواطنة بحسب الدستور. فالوطن لا يقوم بالتهميش، بل بالمشاركة الكاملة بين أبنائه المقيمين والمنتشرين".

 

 

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

رفعت اسرائيل وتيرة تهديداتها ضد لبنان، وآخرها التهويل بالعودة الى قصف بيروت اذا تعرضت مستوطناتها الشمالية لأي هجوم بحسب الوزير يسرائيل كاتس، ليعطي بعده بنيامين نتنياهو إشارات أوضح بقوله "سنمارس حقّنا في الدّفاع عن أنفسنا كما نصّ اتفاق وقف النار مع لبنان، ولن نسمح للبنان بأن يتحوّل مجدّدًا إلى جبهةٍ ضدّنا". مجدّدًا دعوته الحكومة اللبنانيّة إلى "تنفيذ التزاماتها بتجريد حزب الله من السلاح".
وبناء على هذه التهديدات التي أعقبت كلام الموفد الاميركي توم برّاك في منتدى المنامة، قدرت مصادر متابعة ان يكون هناك أيام من القتال النشط ضد حزب الله. لافتة الى أن إسرائيل لن تنسحب من النقاط الخمس في جنوب لبنان، ولن تسمح بإعادة إعمار القرى الحدودية.
ورأت المصادر أن ضوءا اخضر اميركياً اعطي لإسرائيل لتنفيذ ضربة عسكرية ضد حزب الله. في المقابل فقد أشار مصدر أمني  في اتصال مع الأنباء الإلكترونية الى أن حزب الله لا يتعامل مع ملف سلاحه كأولوية وطنية أو كقضية قابلة للتسليم السريع. بل كملف تفاوضي طويل الأمد بعوامل داخلية وخارجية. والاهم انه يسعى بكل وضوح الى اضاعة الوقت حتى موعد الانتخابات النيابية حيث يراهن على تجديد شرعيته السياسية وحماية سلاحه عبر صناديق الاقتراع. وبمعنى أوضح تقول المصادر ان حزب الله  يريد تحويل المفاوضات بشأن سلاحه إلى أمد بعيد على غرار مفاوضات الملف النووي الايراني. وهو ما تخشاه إسرائيل، لأن إبقاء هذا الملف بدون حسم قد يسمح لحزب الله ببناء ترسانته العسكرية.
بري يحرك ملف الإعمار 
الى ذلك، وفي خطوة وصفت بالمهمة والاستثنائية يعقد رئيس مجلس النواب نبيه بري اجتماعاً في دارته في المصيلح بشأن موضوع إعادة إعمار الجنوب. وسيشدد فيه على الأولويات الوطنية. أوساط متابعة في حركة امل تحدثت لـ "الأنباء" الالكترونية عن مشاركة عدد من وزارات الخدمات في هذا الاجتماع، بالاضافة الى منظمات دولية، وهيئات ومؤسسات محلية على صلة بموضوع الاعمار والأولويات المتصلة بها. وسينظر الى هذا اللقاء على أنه المبادرة الأوسع منذ نهاية الحرب لتحضير الأرضية الملائمة تمهيداُ لإعادة الإعمار. ويكتسب اللقاء رمزية خاصة كونه يعقد على بعد أمتار معدودة من الموقع الذي استهدفته إسرائيل وكان يضم معدات بناء. كما يأتي في ظل مواصلة إسرائيل استهدافاتها في الجنوب، ساعية لمنع السكان من العودة إلى قرى الحافة الأمامية الحدودية. وكذلك في أعقاب تهديدات وزير الحرب في اسرائيل يسرائيل كاتس بمنع الجنوبيين من العودة الى قراهم ما لم يرضخ حزب الله لتسليم سلاحه.
سلام من القاهرة: نرفض التدخل الخارجي بشؤوننا
رئيس الحكومة نواف سلام الذي يقوم بزيارة رسمية إلى مصر التقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وترأس مع نظيره المصري اجتماعات اللجنة اللبنانية-المصرية المشتركة، وتم التوقيع خلالها على عدة اتفاقيات ومعاهدات. كما زار والوفد المرافق مقرّ جامعة الدول العربية، وعقد اجتماعًا مع الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، تناول الأوضاع الإقليمية والتطورات في لبنان والعلاقات اللبنانية – العربية وسبل تعزيز العمل العربي المشترك.
وبعد الاجتماع، توجّه سلام إلى القاعة الكبرى، حيث ألقى كلمةً أمام المندوبين الدائمين للدول الأعضاء، أشار فيها إلى أنه في ظل التحديات المتسارعة التي تشهدها منطقتنا العربية، يقف لبنان اليوم على أتمّ العزم في مواجهة واقعه بثباتٍ ومسؤولية. مضيفا، لقد افتتح لبنان صفحةً جديدة في تاريخه بانتهاج سياسة واضحة تقوم على الإصلاح والسيادة معًا: إصلاحٌ في مؤسساته وإدارته واقتصاده، وسيادةٌ كاملة على أرضه وقراره. فالدولة اللبنانية تعمل اليوم على الالتزام الحقيقي باتفاق الطائف الذي يشكل أساس دستورنا وعلى تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 تنفيذًا كاملًا، انطلاقًا من إيمانها بالشرعية الدولية وتمسّكها باستعادة سيادتها وبسط سلطتها على كامل أراضيها، وحرصها على استعادة الحياة إلى القرى الجنوبية وإعادة الإعمار". ودعا سلام "أشقاءنا العرب إلى الضغط على المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من أراضينا ووقف اعتداءاتها المتكررة وإطلاق سراح أسرانا".
في الشأن الانتخابي، تجتمع اللجنة الوزارية المكلفة ببحث قانون الانتخاب الثلاثاء المقبل، على أن تقدم مقترحاتها في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل.

 

 

 

 

 

"اللواء":

شكلت الاتفاقيات الـ 15 ومذكرات التفاهم المرفقة بها، والتي نجمت عن اجتماعات الدورة العاشرة للجنة العليا اللبنانية المصرية بإشراف مباشر من رئيسي الحكومة في لبنان نواف سلام والمصرية مصطفى مدبولي، حصيلة وافرة، وخطوة في اطار دعم الاستقرار والامن في لبنان، وتوفير ما يلزم لإعادة الاعمار، بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وفي اطار السعي المصري للتوصل إلى هدنة ذات ديمومة في الجنوب، وضعت القاهرة الرئيس سلام في أجواء الدور الذي تلعبه القاهرة لمنع بلوغ الحرائق إليه مجدداً، إذا تجددت الحرب الاقليمية – الدولية، وذلك عبر اتصالات تجري مع تل أبيب وواشنطن وطهران، فضلاً عن بيروت.

وعلى هذا الصعيد وفي أول ظهور له أمام الكونغرس قال السفير الاميركي الجديد في بيروت ميشال عيسى انه «سيعمل على مفاوضات مباشرة بين لبنان واسرائيل.

يشار الى ان تصريحات توماس براك حول أن «لبنان دولة فاشلة، والجيش اللبناني يعاني من نقص في الموارد المالية والبشرية». كان مدار متابعة بين منتقد له، ومؤيد.

وقال برّاك في كلمة له أمام منتدى حوار المنامة: «إسرائيل مستعدّة للتوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن الحدود، وعلى اللبنانيين اللحاق بركب المفاوضات والحرص على حدودهم».

وتابع: «من غير المعقول ألا يكون هناك حوار بين لبنان وإسرائيل».

كما لفت إلى أنّ «القيادة اللبنانية صامدة لكن عليها التقدّم أسرع بشأن حصر سلاح حزب الله، ولن تكون هناك مشكلة بين لبنان وإسرائيل إذا تم نزع سلاح الحزب. فإسرائيل تقصف جنوب لبنان يوميًّا لأن سلاح حزب الله لا يزال موجوداً»، مشيراً إلى أنّ «آلاف الصواريخ في جنوب لبنان لا تزال تهدّد إسرائيل».

وشدّد على أنّه «لم يعد هناك وقت أمام لبنان وعليه حصر السلاح سريعاً».

إذاً، انتهى الاسبوع امس على مجازر جديدة ارتكبها العدو الاسرائيلي بسقوط خمسة شهداء في منطقة النبطية بالغارات المعادية، فيما استمر التصعيد المعادي السياسي بمزيد من التهديد والوعيد، بإنتظار ما ستسفر عنه نتيجة المسعى المصري الجديد الذي تردد أنه يشمل البحث في مفاوضات بين لبنان وكيان الاحتلال من خارج السياق المطروح ولكن لم تتضح تفاصيله وان كانت التسريبات تشير الى انه بحث عن امكانية حصول اتفاق امني لتهدئة الوضع المتوتر وافق عليه لبنان ومن بنوده اعادة احياء اتفاق الهدنة الموقع عام 49، ولكن قابلته اسرائيل بالغارات واغتيال المواطنين وعدم اعطاء اي موقف حتى الان من المبادرة المصرية.

وذكرت المعلومات ان حركة الوسيط المصري تشمل التواصل مع واشنطن وايران وكيان الاحتلال اضافة الى لبنان، لكن التركيز على الجانب الاميركي علّه ينجح في دفعه الى الضغط على اسرائيل.

وذكرت مصادررسمية لـ «اللواء»: وافق لبنان على اقتراح التفاوض لكن بشروط عنوانها العريض وقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط المحتلة وقد اصبحت ثمانية وتحرير الاسرى واعادة اعمارقرى الجنوب.اماالاقتراح الاميركي بتوسيع لجنة الميكانيزم لتضم موظفين رسميين مدنيين فهو ايضا خاضع لشروط لبنانية بحيث يستعان بمدنيين تقنيين وخبراء ومسّاحي خرائط، لا سياسيين، وبتوقيت يختاره لبنان ووفق حاجات الجيش الذي يتولى التفاوض في اللجنة الخماسية، وبالمقابل هناك إصرار أميركي وضغط للتعجيل بجمع السلاح بالكامل من كل لبنان لا من الجنوب فقط، وللتفاوض المباشر مع إسرائيل، وقد ظهر ذلك في إشارة توم برّاك إلى أن لبنان هو «دولة فاشلة» لأنه بنظر براك لم يلتزم بما تعهد به لجهة سحب السلاح بالسرعة التي تريدها اميركا واسرائيل.

وبرأي المصادر الرسمية فإن المحطة الأولى في المسار التفاوضي على مستوى الموقف اللبناني، تتركز حول تثبيت وقف النار، وقيام إسرائيل بخطوة تُظهر التزامها قبل موافقة لبنان على مفاوضات أمنية. وبالتالي، فإن المفاوضات الأمنية هي البداية وبعد تثبيت التهدئة، ينتقل التفاوض حول تثبيت الحدود.

ومن جانب الاحتلال، أفادت “القناة 14 الإسرائيلية” بأنه «من المنتظر أن يقدم الجيش الإسرائيلي توصية إلى القيادة السياسية لاتخاذ إجراءات تهدف إلى إضعاف حزب الله، في وقتٍ تتزايد فيه التوترات على الجبهة الشمالية، وسط تصاعد التهديدات الإسرائيلية الموجّهة إلى لبنان». فيما قالت القناة 12 الإسرائيلية: ان «إسرائيل تتأهب لاحتمال التصعيد في جبهة الشمال ضد حزب الله».

وقال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: حزب الله بالفعل يتلقى ضربات باستمرار، بما في ذلك في هذه الأيام، لكنه يحاول أيضاً إعادة التسليح والتعافي. نتوقع من حكومة لبنان أن تقوم بما التزمت به، أي نزع سلاح حزب الله، ولكن من الواضح أننا سنمارس حقنا في الدفاع عن النفس كما هو محدد في شروط وقف إطلاق النار. لن نسمح للبنان بأن يتحول إلى جبهة جديدة ضدنا وسنتصرف كما يجب.

وإتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حزب الله بـ «اللعب بالنار، محمّلاً الحكومة اللبنانية والرئيس اللبناني مسؤولية المماطلة في تنفيذ التزاماتهم المتعلقة بنزع سلاح الحزب وإخراجه من الجنوب».

واضاف: أن إسرائيل ستواصل تطبيق سياسة الحد الأقصى في ردودها العسكرية، وأنها لن تسمح بأي تهديد يستهدف سكان الشمال”، داعياً السلطات اللبنانية إلى “تحمّل مسؤولياتها الكاملة لضمان الاستقرار ومنع التصعيد».

واطلق كاتس مساء امس السبت، تهديدًا جديدًا باستهداف العاصمة اللبنانية بيروت في حال شنّ حزب الله أي هجوم يطال أي بلدة في شمال إسرائيل.وقال كاتس في مقابلة مع القناة الـ14 إن إسرائيل ستتعامل مع أي تهديد مشيرًا إلى أن المبعوثين الأميركيين أبلغوا الحكومة اللبنانية بذلك. وأضاف أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على بيروت لنزع سلاح حزب الله، مشيرا إلى أن إسرائيل تمنح ذلك فرصة، ولكن لن نوقف الهجمات بلبنان ولن نخرج من الحزام الأمني، وحققنا هدوءا بالجليل لم نره في 20 سنة.على حد قوله.

وفي السياق، ذكر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في تغريدة له عبر منصة «إكس»، أن إعادة تسليح حزب الله في لبنان، ستكون لها تداعيات خطيرة على أمن إسرائيل ومستقبل لبنان، لافتا إلى أن الإرهاب قد ترسخ في لبنان وإزالته ضروري لاستقرار المنطقة وأمنها، وفق تعبيره..

كما نقلت قناة «العربية» عن مسؤول إسرائيلي قوله: أوصلنا رسالة أنّنا قد نقصف الضاحية مجدّداً إذا لم ينزع سلاح الحزب. وزعم «ان تقديرات أن حزب الله نجح بتهريب مئات الصواريخ القصيرة من سوريا».

وفد أمني إلى الرياض

وفي تطور جديد، افيد ان وزير الداخلية احمد الحجار انتقل من البحرين حيث شارك في منتدى المنامة، الى الرياض ورافقه المدير العامللامن العام اللواء حسن شقير والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء رائد عبدالله، للبحث مع المسؤولين السعوديين في مجالات امنية مشتركة. وحسب المعلومات، فإن مستشار وزير الداخلية المكلف ملف لبنان الامير يزيد بن فرحان سيلتقي الوفد اللبناني في كلية الامير نايف للعلوم الامنية، لبحث الملفات الامنية المشتركة في المنطقة، وتحديداً استقرار الحدود وضبط تهريب المخدرات والسلاح.

لبنان في القاهرة

و كان الحدث السياسي امس في القاهرة بعقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين لبنانومصر بحضور رئيس الحكومة نواف سلام حيث جرى توقيع 15 اتفاقاً ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي في مجالاتٍ متعددة شملت الاقتصاد والتجارة، النقل، التعليم العالي، الزراعة، الطاقة، المالية، الإدارة العامة، البيئة، التنمية الإدارية، التعاون الصناعي، حماية المستهلك، وتنظيم العمل المشترك بين الأجهزة الرقابية في البلدين.

وكانت بعد الاجتماع كلمات للرئيس سلام ورئيس الحكومة المصرية الدكتور مصطفى مدبولي،وقال: سلام نلتقي في الدورة العاشرة للجنة العليا اللبنانية – المصرية المشتركة، وهي ليست مجرد اجتماع بروتوكولي، بل محطة جديدة في مسيرة طويلة من التعاون والتكامل، تتجدد فيها الإرادة مهما تباعدت المسافات وتبدّلت الظروف.لقد مرّت ست سنوات على انعقاد الدورة السابقة في بيروت عام 2019. ست سنوات تغيّر فيها الكثير في عالمنا وفي منطقتنا، لكنّ الثابت الوحيد هو الإيمان بأن ما يجمع لبنان ومصر أعمق من أي تبدّل سياسي أو ظرف اقتصادي.

اضاف: لقد كان اجتماعنا مناسبةً لتجديد التزامنا بالعمل العربي العملي لا الشعاراتي، ولتأكيد حرص بلدينا على إرساء نموذجٍ صادقٍ في التعاون القائم على تبادل الخبرات وتكامل القدرات وتوحيد الرؤى.

واوضح قائلا: تميّزت هذه الدورة بروحٍ من الجدية والمسؤولية، وبإرادةٍ واضحة لتحويل التفاهمات إلى إنجازات. وهذه الروح هي التي تمنح العمل العربي بعده الحقيقي: أن يكون عملًا لا اجتماعًا، وشراكةً لا مجاملة.

ونوه «بالدور الرائد الذي تضطلع به جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في دعم الاستقرار الإقليمي، وفي الدفاع عن القضايا العربية، وفي مقدمتها قضية فلسطين، وفي السعي إلى ترسيخ الحلول السلمية للنزاعات وتعزيز منظومة العمل العربي المشترك. وبمواقف مصر الأخوية الداعمة للبنان سياسيًا ودبلوماسيًا في أحلك الظروف الاقتصادية والاجتماعية، ومساندتها له في مختلف المحافل الدولية والعربية..

وأكد رئيس الحكومة المصريّ أن هناك» توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي لتقديم كافة أشكال الدعم للبنان خلال الفترة المقبلة ، ودعم كافة مشروعات إعادة الإعمار في الجنوب اللبناني، مشددا على» دعم كل ما تقوم به الحكومة اللبنانية للحفاظ على أمن لبنان»، داعيًا الجيش الإسرائيليّ إلى «الانسحاب من النقاط الخمس».أن مصر تدعم كلّ ما تقوم به الحكومة اللبنانية للحفاظ على أمن لبنان واستقراره، مشيرًا إلى أن بلاده تدين الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على الجنوب اللبناني، وداعيًا الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب من النقاط الخمس تمهيدًا لبدء إعادة الإعمار.

وأكد رئيس الحكومة المصريّ «أن مصر تدعم كلّ ما تقوم به الحكومة اللبنانية للحفاظ على أمن لبنان واستقراره، مشيرًا إلى أن بلاده تدين الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على الجنوب اللبناني، وداعيًا الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب من النقاط الخمس تمهيدًا لبدء إعادة الإعمار. وقال: أن مصر تشجّع شركاتها على المشاركة في مؤتمر الاستثمار المزمع عقده في بيروت قريبًا.

واختتم بالإعلان عن زيارة مرتقبة له إلى بيروت الشهر المقبل، برفقة عدد من الوزراء، لمواصلة تفعيل العلاقات الثنائية بين لبنان ومصر.

وكان سلام قد التقى وزير الخارجية بدر عبد العاطي، حيث جرى البحث في العلاقات الثنائية بين لبنان ومصر، وتطورات الأوضاع في غزة والمنطقة، ولا سيّما المرحلة التي تلت اتفاق غزة وقمّة شرم الشيخ وما رافقها من جهود إقليمية ودولية لتثبيت الاستقرار.

ونوه سلام بالدور المصري المحوري في تثبيت اتفاق غزة ورعاية الجهود الإقليمية من أجل الاستقرار، مؤكدًا أنّ لبنان يسعى إلى الاستفادة من المناخ الإقليمي الجديد لتثبيت وقف الأعمال العدائية. وأشار إلى أنّ الظروف الحالية تشكّل فرصة لإطلاق مرحلة جديدة من التعاون العربي والدولي لدعم الاستقرار في لبنان.

وأكد الوزير عبد العاطي خلال اللقاء حرص مصر على مواصلة التنسيق والتشاور مع لبنان في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وجدّد تأكيد موقف مصر الثابت في دعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة، مشددًا على ضرورة التنفيذ الكامل وغير الانتقائي للقرار 1701. واستعرض الوزير الجهود التي تبذلها مصر لتثبيت اتفاق شرم الشيخ وتنفيذ بنوده بالكامل، تمهيدًا لبدء مرحلة إعادة الإعمار وتعزيز الاستقرار في غزة، مشيرًا إلى التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في القطاع بمشاركة عربية ودولية واسعة.

واختتم سلام زيارة القاهرة بزيارة مقر جامعة الدول العربية حيث عقد اجتماعًا مع الأمين العام للجامعة السيد أحمد أبو الغيط، تناول الأوضاع الإقليمية والتطورات في لبنان والعلاقات اللبنانية–العربية وسبل تعزيز العمل العربي المشترك.

وبعد الاجتماع، توجّه الرئيس سلام إلى القاعة الكبرى في مقرّ الجامعة، حيث ألقى كلمةً أمام المندوبين الدائمين للدول الأعضاء، تناول فيها اهيمة قيام الجامعة العربية كبيت لكل العرب، وقال: هاننا اليوم هو على إنهاء الاحتلال، ووقف الاستيطان، وحماية المدنيين، ودعم مسار الاعتراف بدولة فلسطين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تبنّيناها في قمة بيروت عام 2002، و»إعلان نيويورك» لحل الدولتين الذي رعته كل من المملكة العربية السعودية وفرنسا… ولقد قد حان الوقت لأن نؤمن بأنّ ما يجمعنا أكبر مما يفرّقنا، وأنّ ما يوحّد مصالحنا المشتركة أعمق من كل خلافٍ سياسيٍّ أو ظرفٍ آني.فالعالم العربي يمتلك اليوم من المقوّمات ما يجعله قادرًا على الانتقال من الشعور بالانتماء إلى هندسة المصلحة المشتركة.فالمصلحة المشتركة، حين تُبنى على الرؤية لا على الظرف، تتحوّل من خيارٍ سياسيٍّ إلى قاعدةٍ وجودية، ومن فكرةٍ إلى طاقةٍ خلاقة.فهي ليست شعارًا يُرفَع في المؤتمرات، بل ركنٌ حيٌّ يُبنى ويُغذّى ويُسقى بالثقة والإرادة، وينمو كلّما صدقت نية الشركاء في حمايته.

واكد سلام الحاجة إلى تحديث نموذج الجوار العربي بوصفه رافعةً استراتيجية للأمن والتنمية معًا، وإلى الانتقال من منطق ردّ الفعل إلى منطق المبادرة.وقال: في ظل التحديات المتسارعة التي تشهدها منطقتنا العربية، يقف لبنان اليوم على أتمّ العزم في مواجهة واقعه بثباتٍ ومسؤولية. لقد افتتح لبنان صفحةً جديدة في تاريخه بانتهاج سياسة واضحة تقوم على الإصلاح والسيادة معًا: إصلاحٌ في مؤسساته وإدارته واقتصاده، وسيادةٌ كاملة على أرضه وقراره.فالدولة اللبنانية تعمل اليوم على الالتزام الحقيقي باتفاق الطائف الذي يشكل أساس دستورنا وعلى تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 تنفيذًا كاملًا، انطلاقًا من ايمانها بالشرعية الدولية وتمسّكها باستعادة سيادتها وبسط سلطتها على كامل أراضيها، وحرصها على استعادة الحياة إلى القرى الجنوبية وإعادة الإعمار.

اضاف: لقد شهد العالم على التزام لبنان بوقف الأعمال العدائية، لكنّ الخروقات الإسرائيلية ما زالت مستمرة، واحتلال أجزاء من أرضنا قائم، وملف الأسرى والمفقودين لم يُقفل بعد. ومن هنا، ندعو أشقاءنا العرب إلى الضغط على المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من أراضينا ووقف اعتداءاتها المتكررة واطلاق سراح اسرانا. وفي الوقت ذاته، يعتمد لبنان سياسة خارجية قائمة على عدم التدخّل في شؤون الدول الأخرى، كما يرفض أي تدخل خارجي في شؤونه. وهو يسعى إلى بناء شراكاتٍ استراتيجيةٍ متينة مع أشقائه العرب، إيمانًا بأنّ أمنهم واستقرارهم من أمنه واستقراره.

اضاف:نقدّر عالياً تضامن الدول العربية مع لبنان في ظروفه الصعبة، ودعمها له في مواجهة الأزمات المتتالية. فرغم حجم التحديات الداخلية، يبقى لبنان، كما كان دوماً، منفتحاً على محيطه، ثابتاً في عروبته.من هنا، فإنّ المطلوب من العالم العربي اليوم ليس الانكفاء ولا التنافس، بل بناء شراكاتٍ واقعية قائمة على المصالح الاستراتيجية المشتركة، المطلوب أن ننطلق مما هو قائم – من الاتفاقات، والهيئات، والمؤسسات العربية المشتركة – وأن نُعيد تنشيطها وربطها بمشروعاتٍ اقتصادية وتعليمية وتكنولوجية عابرة للحدود. فالتكامل الاقتصادي العربي ليس شعارًا، بل خطة بقاءٍ جماعيٍّ في زمن التحوّلات الكبرى.

وكان الرئيس سلام كشف خلال جولة على معرض الصناعات اللبنانية عن السعي لفتح الاسواق أمام الصناعات اللبنانية، لا سيما الاسواق الخليجية.

الحجار: الأمن والاستقرار على رأس الأولويات

وفي السياق، أكد وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار أن «الامن والاستقرار في لبنان هما على رأس أولويات الدولة اللبنانية، وأن العمل جارٍ بكامل جدية وحزم من أجل بسط الدولة على كامل الاراضي اللبنانية بكل قواها حصراً.

وأكد في لقاء مع الجالية اللبنانية في البحرين أننا «نعمل في الداخلية – لضمان مشاركة المغتربين في هذا الاستحقاق الوطني في موعده في أيار».

التحضير لورشة الإعمار

في سياق التحضير لبدء ورشة اعادة الاعمارفي الجنوب، يُعقد غداً الثلاثاء اجتماع موسع برعاية وحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري في «مجمع نبيه بري الثقافي» بتلة الرادار بالمصيلح الواقع على بعد عشرات الأمتار من موقع العدوان الإسرائيلي لمنشآت مدنية ومعارض للجرافات والآليات الثقيلة التي تستخدم في إعادة الإعمار. وهدف الاجتماع وضع برنامج خطط لإعمار الجنوب.

وحسب معلومات «اللواء» سيحضر اللقاء وزراء المال والاشغال والبيئة والصحة والزراعة وربماغير وزارات، وممثلون عن: مجلس الانماء والاعمار، ومجلس الجنوب، وقوات اليونيفيل، ومنظمات دولية معنية، والبنك الدولي، ومحافظي الجنوب والنبطية، ورؤساء الاتحادات البلدية في الجنوب.

وسيكون اللقاء لتنسيق العمل بين هذه الجهات لتحديد الخطط واولويات البدء بإعادة إعمار ما هدمه العدو الاسرائيلي في حربه المستمرة على لبنان، إضافة إلى التباحث في التكلفة المادية، ومصادر التمويل المتوقعة، الى مناقشة الأولويات لناحية تأمين الخدمات العامة، وإعادة مظاهر الحياة، وتأمين ظروف الترميم، وإعادة الإعمار، بهدف إعادة النازحين إلى قراهم، ومنازلهم، وأرزاقهم، وتمكينهم من العودة بعد أكثر من عام على نزوحهم من قراهم.

5 شهداء بالعدوان

إستفاقت مدينة النبطية ومنطقتها امس، على هول الجريمة البشعة التي ارتكبها العدو الاسرائيلي قبيل منتصف ليل السبت – الاحد، وادت الى استشهاد 4 من شبان المدينة وجرح 3 اخرين كانوا يمرون في المكان، بعدما استهدفتهم مسيرة معادية بغارة عندما كانوا بسيارتهم من نوع رانج روفر على طريق دوحة كفررمان، في الطرف الشرقي لبلدة كفررمان.

فقد ادى العدوان الجوي الى استشهاد كل من محمّد الجواد مصطفى جابر ( شقيقه الشهيد راغب جابر ارتقى في مجزرة بلدية النبطية في حرب ال66 يوما)، عبد الله غالب كحيل، محمد عباس كحيل، وهادي مصطفى حامد ( جريح بايجر ).

وادت الغارة الى احتراق السيارة المستهدفة، والى تحطم زجاج عشرات المنازل في «الدوحة» وهي منطقة سكنية بامتياز.

وشيّعت مدينة النبطية شهداء المجزرة الاربعة، إضافةً إلى الشهيد حسن غيث عامل الديليفري الذي ارتقى أول من أمس بغارة معادية على شوكين.

وأفادت المعلومات بأن الغارة استهدفت مساء أمس سيارة من نوع «رانج روفر» في منطقة دوحة بلدة كفررمان، ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح في سيارة أخرى.

وشارك في مراسم التشييع حشود غفيرة من الأهالي والمواطنين، إلى جانب شخصيات رسمية ودينية وفعاليات اجتماعية وسياسية، وسط أجواء من الحزن والغضب والفخر بتضحيات الشهداء.

وردّد المشاركون هتافات مؤيدة للمقاومة، داعمين صمودها في مواجهة العدوان الصهيوني، وجددوا عهدهم بالوقوف خلف المقاومة لحماية الأرض والدفاع عن كرامة الوطن، مؤكدين أن خيار المقاومة هو السبيل الوحيد لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

وشهدت المدينة منذ صباح أمس حالة من الحداد العام، حيث رفعت صور الشهداء في الشوارع والساحات العامة، وارتفعت أصوات التكبير والدعاء خلال مراسم التشييع.

وأكد المشاركون أن ما جرى يشكل جريمة جديدة ضمن سلسلة الانتهاكات الصهيونية ضد اللبنانيين، مستهدفًا الأحياء والمناطق السكنية بشكل متعمد، وطالبوا المجتمع الدولي والحكومة اللبنانية بالتحرك لوقف العدوان ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المستمرة بحق الشعب اللبناني.

وتحركت دبابات الاحتلال الإسرائيلي في محيط موقع بياض بليدا، بالتزامن مع إقامة مجلس عزاء للشهيد موظف البلدية إبراهيم سلامة في حسينية البلدة.

يذكر أن الشهيد تم إعدامه غيلة بالرصاص من قبل قوات الاحتلال، بعد توغلهم ليلاً إلى مركز بلدية بليدا.

كما تم رصد تحرك دبابتيْ «ميركافا» في محيط موقع المرج عند أطراف بلدة مركبا – قضاء مرجعيون. والقى العدو الإسرائيلي قذيفتين حارقتين باتجاه اطراف بلدة عيترون. فيما شوهد منطاد تجسس فوق مدينة الخيام.

وسجل تحليق الطيران الحربي الاسرائيلي في اجواء مدينة الهرمل وقرى البقاع الشمالي والبقاع الغربي.

على صعيد العمليات المعادية، استهدفت غارة من مسيَّرة اسرائيلية المنطقة الواقعة بين النميرية والشرقية، وأخرى وادي زفتا، كما شنت غارة على اطراف النبطية.

 

 

 

 

 

"البناء":

بعيداً عن الانشغال بحرب غزة وتطبيق الاتفاق حولها، وعن هموم كل منهما في الداخل والخارج ينصرف كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لمتابعة انتخابات عمدة نيويورك عاصمة العالم ومدينة أميركا الأولى وعاصمة المال ومدينة أكبر تجمع لليهود في العالم، حيث تقول كل استطلاعات الرأي إن ترامب ونتنياهو سوف يخسران المعركة أمام الشاب الثلاثيني المسلم الاشتراكي المساند لغزة وفلسطين، من أصول هندية أوغندية زهران ممداني الذي سوف يصبح غداً عمدة نيويورك العالمية، رغم الأموال التي أنفقها أصحاب المليارات بهدف محاصرته، ورغم تجنيد وسائل الإعلام العملاقة ضده، وتنشيط عشرات المغردين والمؤثرين شيطنة صورته، لكن ممداني هزم خطاب الكراهية وصار مرشح كل فقراء المدينة، الذين وعدهم بالنقل المجاني وتجميد الإيجارات وتأمين بقالات مخفضة الأسعار، وتضمنت معه النخب المثقفة من الديانات ومن الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وتحوّلت مساندته لفلسطين ومجاهرته بإسلامه مصادر تعاطف معه وتوسيعاً لدائرة المؤيدين الذين يشكلون موجة شبابية تجتاج أميركا كلها.
لبنان الذي كان يستمع لتهديدات بنيامين نتنياهو، وصلته كلمات المبعوث الأميركي توماس برّاك من البحرين، وما فيها من العجرفة وقلة الأدب، واللبنانيون لا ينكرون أن دولتهم فاشلة، لكنهم لا يعتبرون جيشهم من ضمن هذا الفشل، بل يرون فيه قصة تضحية ووفاء ونجاح، ويرون الدولة الفاشلة في المال الذي تولى إدارته رجل أميركا المحبوب رياض سلامة الذي نال في عشرين سنة سبعة دروع تقدير أميركية، والذي هددت السفيرة الأميركية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب بفرض العقوبات على المصرف المركزي والمصارف اللبنانية إذا تمت تنحية سلامة من منصبه، ويرى اللبنانيون دولتهم الفاشلة في نظام طائفي تضغط أميركا للتلاعب بتوازناته لكنها تدعم الذين يمنعون تجاوزه نحو إلغاء الطائفية واعتماد المادة 22 التي تنص على انتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي، وتساءل كثير من المتابعين عن سر استعجال برّاك وزميلته مورغان أورتاغوس انضمام لبنان إلى مسار التفاوض السوري الإسرائيلي قبل اكتمال هذا المسار، ولماذا لا ينتظرون النهاية المشرفة التي يتحدثون عنها لعلها تكفي لإقناع لبنان، إلا إذا كانت الفضيحة التي سوف تسفر عنها المفاوضات تستدعي انضمام لبنان إليها قبل انكشافها؟
في الجنوب شيّعت مدينة النبطية شهداء المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني ليل أول أمس والتي أسفرت عن استشهاد أربعة مواطنين من أبناء المدينة، ومعهم الشهيد حسن غيث الذي ارتقى أول من أمس بغارة معادية وكانت مسيّرة معادية استهدفت مساء أول أمس سيارة من نوع رانج روفر في منطقة دوحة بلدة كفر رمان، ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين، كما أصيب ثلاثة مواطنين آخرين بجروح في سيارةٍ أخرى.
بالتوازي يعقد غداً مؤتمر إعادة الإعمار في مجمع نبيه بري الثقافي في المصيلح، باهتمام ومتابعة مباشرين من رئيس المجلس النيابي نبيه بري حيث شكّل هذا العنوان والمكان أكثر من رسالة إلى مَن يعنيهم الأمر، وتقول مصادر معنية بالتحضير للمؤتمر إن انعقاده في ظل التهديد بربط إعادة الإعمار بنزع سلاح المقاومة، هو جواب كافٍ وبمشاركة هيئات دولية معنية بإعادة الإعمار، على كل مَن يراهن على إبقاء الجنوب في دائرة التهجير والتدمير. وقالت المصادر إن المؤتمر نقطة تحول لا سيّما أنه يأتي في ظل ظروف أمنية ضاغطة مع استمرار العدوان الإسرائيلي، وظروف سياسية داخلية تتمثل بحرب شرسة على «الثنائي» من بعض القوى الداخلية تحت ذريعة حصر السلاح، فتستثمر هذه القوى في حربها نجاح «إسرائيل» بتوجيه ضربات مؤلمة للمقاومة، وتستظلّ بفيئها لعلها تنجح في كسر شعبية «الثنائي» في بيئته.

يشهد لبنان سباقاً محموماً بين المساعي الدبلوماسية الهادفة إلى تجنيبه الانزلاق نحو الحرب، وبين التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة التي تلوّح بعملية عسكرية واسعة النطاق. وفيما تواصل واشنطن ضغوطها على المسؤولين اللبنانيين محذّرة من أنّ بقاء سلاح «حزب الله» خارج أيّ تسوية سياسية سيجعل المواجهة أمراً محتوماً، يتعامل لبنان مع مرحلة بالغة الحساسية، تتقاطع فيها الضغوط الدولية مع حسابات داخلية معقدة..
ويقوم وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية، جون هيرلي بجولة إلى الشرق الأوسط وأوروبا، وأفاد بيان لوزارة الخزانة الأميركية بأن جون هيرلي – وهو أكبر مسؤول عن العقوبات في وزارة الخزانة – يزور «إسرائيل» والإمارات وتركيا ولبنان، في أول جولة له إلى الشرق الأوسط منذ تولّيه منصبه. وقال هيرلي، في بيان: «لقد أوضح الرئيس ترامب أن الأنشطة الإرهابيّة والمزعزعة للاستقرار التي تمارسها إيران يجب أن تواجه بضغط مستمر ومنسق». وأضاف: «أتطلع إلى لقاء شركائنا لتنسيق جهودنا من أجل حرمان طهران ووكلائها من الوصول المالي الذي يعتمدون عليه للالتفاف على العقوبات الدولية، وتمويل العنف، وتقويض الاستقرار في المنطقة».
وصف المبعوث الأميركي توم برّاك، لبنان بـ»الدولة الفاشلة»، مشيراً إلى أن «الجيش اللبناني يعاني من نقص في الموارد المالية والبشرية»، ولافتاً في المقابلة إلى أن «القيادة اللبنانيّة صامدة، لكن عليها التقدّم أسرع بشأن سلاح حزب الله»، مشيراً إلى أن «حزب الله يجني أموالاً أكثر من مخصّصات الجيش اللبناني».
برّاك أضاف في كلمة له أمام منتدى حوار المنامة أن «إسرائيل مستعدّة للتوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن الحدود، وعلى اللبنانيين اللحاق بركب المفاوضات والحرص على حدودهم»، معتبراً أنه «من غير المعقول ألا يكون هناك حوار بين لبنان و»إسرائيل»».
وإذ اعتبر أن «القيادة اللبنانية صامدة»، رأى أنه «لن تكون هناك مشكلة بين لبنان و»إسرائيل» إذا تم نزع سلاح الحزب. فـ»إسرائيل» تقصف جنوب لبنان يوميًّا لأن سلاح حزب الله لا يزال موجوداً»، مشيراً إلى أنّ «آلاف الصواريخ في جنوب لبنان لا تزال تهدد «إسرائيل»». وشدّد برّاك على أنّه «لم يعُد هناك وقت أمام لبنان وعليه حصر السلاح سريعاً».
ورأى مسؤول في الخارجية الأميركية في تصريح لشبكة «فوكس نيوز» أن نزع سلاح حزب الله وإنهاء أنشطة إيران عبر وكلائها حاسم للاستقرار بلبنان، معتبراً أن حزب الله المسلّح تهديد للبنان وجواره، ولبنان المستقر فرصة استثمار جذابة.
وأعلنت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر في تصريحاتها لـ«الحدث» دعم بريطانيا الكامل لجهود الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، معتبرةً إياهما القوى الشرعية الوحيدة التي يجب أن تكون لها السلطة في البلاد. وأكدت الوزيرة أن المملكة المتحدة تساند لبنان في سعيه إلى الاستقرار والتنمية، مشيرة إلى أن الدعم البريطاني يتجاوز الكلمات ليشمل التعاون الفعلي في مجالات عدة، بما في ذلك الدعم الأمني والاقتصادي.
وفيما يتعلق بموقف بريطانيا من حزب الله، وصفت الوزيرة الحزب بأنه «قوة مدمّرة» في المنطقة، زاعمة أن الأنشطة التي يقوم بها تمثل تهديداً للأمن الإقليمي واستقرار دول الشرق الأوسط. وأضافت أن بريطانيا تعتبر حزب الله جزءاً من «شبكة تهديدات» تمتدّ عبر المنطقة، الأمر الذي يعوق جهود بناء سلام دائم في لبنان وفي الدول المجاورة. أكدت الوزيرة أن المملكة المتحدة تبذل جهوداً مستمرّة لمنع عودة الصراع إلى لبنان، لافتة إلى أن لبنان يجب أن يظلّ دولة ذات سيادة كاملة. وأوضحت أن بريطانيا تعمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والدول العربية، لتوفير الدعم اللازم للبنان في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية الكبيرة التي يواجهها. وتابعت وزيرة الخارجية البريطانية: ضبط الحدود بين «إسرائيل» ولبنان سيكون تحت مظلة الأمم المتحدة.
إلى ذلك، أعلنت أوساط سياسية أن لبنان يتّجه إلى قبول التفاوض مع «إسرائيل»، من دون معارضة تطعيم أيّ وفد للتفاوض بمدنيين من الخبراء القانونيّين والتّقنيّين، ويأتي ذلك بعد التواصل والتشاورِ الذي حصل بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام.
وأمس، ألقى سلام كلمةً في مقرِّ جامعةِ الدُّولِ العربيّة في القاهرة، أكد فيها التزامَ الدولةِ «إصلاحًا وسيادةً»، مبيّنًا العملَ على «التطبيقِ الكاملِ لاتّفاقِ الطائف» وتنفيذِ القرارِ 1701 «بصورةٍ تامّة»، وبسطِ سلطةِ الدولةِ على كاملِ الأراضي، وإعادةِ الحياةِ إلى القرى الجنوبيّة. وانتقد «الخروقاتِ الإسرائيليّةَ المستمرّة»، ودعا الأشقاءَ العرب إلى «الضغطِ على المجتمعِ الدولي» لفرضِ «الانسحابِ الكاملِ من الأراضي اللُّبنانيّة وإطلاقِ سراحِ الأسرى». كما شدّد على «سياسةِ عدمِ التدخّل» في شؤونِ الآخرين، والسعيِ إلى «شراكاتٍ استراتيجيّةٍ متينةٍ مع الأشقّاءِ العرب»، وتفعيلِ الاتّفاقاتِ والمؤسّساتِ القائمةِ وربطِها بمشروعاتٍ اقتصاديّةٍ وتعليميّةٍ وتكنولوجيّةٍ عابرةٍ للحدود.
أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أمس، أن الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن تحقيق السيادة وطرد العدو الإسرائيلي، رافضاً، في الوقت نفسه، المساعي الإسرائيلية لتجريد لبنان من قوته عبر نزع سلاح المقاومة.
وشدّد على أهمية «الالتزام بوثيقة الطائف باعتبارها العقد الاجتماعي الذي ارتضاه اللبنانيون»، معتبراً أن السيادة وتحرير الأرض وطرد العدو الإسرائيلي، إلى جانب التضامن الوطني، تمثّل المبادئ الأولى في هذا العقد، وأن المواطنة الحقيقية تعني أن يتألم الجميع لألم أي فرد في أي منطقة من لبنان.
وفيما أثنى على موقف رئيس الجمهورية، جوزاف عون، في إعطاء الأوامر للجيش بالتصدّي للتوغلات الإسرائيلية، مؤكداً أن مثل هذه المواقف من الرؤساء الثلاثة والوزراء والمسؤولين في الدولة تشكل أساساً يمكن البناء عليه، طالب الحكومة بأن تدرج على جدول أعمالها دراسة خطة لدعم الجيش اللبناني كي يتمكن من التصدّي للعدوان الإسرائيلي، وأن تضع برنامجاً زمنياً لتحقيق هذا الهدف في جنوب لبنان.
إلى ذلك تتزايد الأوضاع توتراً، حيث اعتبر رئيس وزراء العدو الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، أنّ «حزب الله يتلقّى ضرباتٍ مستمرّة، لكنّه يحاول إعادة تسليح نفسه»، مجدّدًا دعوته الحكومة اللبنانيّة إلى «تنفيذ التزاماتها بتجريد الحزب من السلاح». وأوضح نتنياهو، «سنمارس حقّنا في الدّفاع عن أنفسنا كما نصّ اتفاق وقف النار مع لبنان، ولن نسمح للبنان بأن يتحوّل مجدّدًا إلى جبهةٍ ضدّنا».
واتهم وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس حزب الله بـ»اللعب بالنار»، محمّلاً الحكومة اللبنانية والرئيس اللبناني مسؤولية «المماطلة في تنفيذ التزاماتهم» المتعلقة بنزع سلاح الحزب وإخراجه من الجنوب. وأكد الوزير أن «إسرائيل» ستواصل تطبيق سياسة «الحد الأقصى» في ردودها العسكرية، مشدداً على أنها «لن تسمح بأي تهديد يستهدف سكان الشمال»، داعياً السلطات اللبنانية إلى «تحمّل مسؤولياتها الكاملة لضمان الاستقرار ومنع التصعيد». وقال كاتس في مقابلة مع القناة الـ14 إن «إسرائيل» ستتعامل مع أي تهديد مشيرًا إلى أن المبعوثين الأميركيين أبلغوا الحكومة اللبنانية بذلك. وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في تغريدة له عبر منصة «إكس»، أن «إسرائيل» أوصلت رسالة إلى الجانب اللبناني بأنها قد تقصف الضاحية الجنوبية لبيروت مجدداً، إذا لم ينزع سلاح حزب الله.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن تل أبيب في حالة تأهب قصوى تحسبًا لأي تصعيد قد يحدث، خصوصًا مع قرب انتهاء المهلة المحدّدة لنزع سلاح حزب الله في منطقة جنوب الليطاني، والتي يُتوقع أن تشهد ذروتها في غضون شهر من الآن.
بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، يُتوقع أن تصل الأوضاع إلى ذروتها في جبهة الشمال مع قرب انتهاء المهلة التي تمّ تحديدها من قبل الأمم المتحدة والحكومة اللبنانيّة لنزع سلاح حزب الله في منطقة جنوب الليطاني. هذا التصعيد المرتقب يعكس التصعيد الأمني المتزايد في المنطقة، والذي قد يتسبّب في وقوع مواجهات عسكرية جديدة، خصوصًا في ظل التوترات المستمرّة بين الطرفين.
من جهة أخرى، كشف المصدر الأمني الإسرائيلي عن تغيير في نهج الإدارة الأميركية تجاه الملف اللبناني. ففي الوقت الذي كانت فيه واشنطن تسعى في السابق إلى دعم لبنان في حل قضايا أمنيّة معينة، بدأت الإدارة الأميركيّة في الضغط بشكل أكبر على الحكومة اللبنانيّة. يبدو أن واشنطن تدرك أن الجهود المبذولة لنزع سلاح حزب الله لم تكن كافية حتى الآن، وأن الوقت قد حان لتكثيف الضغط على الدولة اللبنانية من أجل الوفاء بالتزاماتها في هذا الشأن.
وشدّد البطريرك المارونيّ بشارة الراعي على أنّ «تعطيل إدراج قانون الانتخاب على جدول أعمال المجلس النيابيّ هو تراجعٌ عن مبدأ المساواة والمواطنة بحسب الدستور، فالوطن لا يقوم بالتهميش بل بالمشاركة بين أبنائه المقيمين والمنتشرين». وأضاف أنّ «قانون الانتخاب خصَّص للمغتربين اللبنانيين ستّة مقاعد، واحدًا لكلّ قارّة، لكنّ العديد من القوى الوطنيّة يطالب اليوم بحقّ المغتربين الكامل في انتخاب جميع النواب المئة والثمانية والعشرين لا أن يقتصر اقتراعهم على ستّة فقط. المغترب اللبنانيّ ليس مواطنًا من الدرجة الثانية، بل هو ابن الوطن غادره مكرَهًا وبقي مرتبطًا عاطفيًّا واقتصاديًّا وإنسانيًّا. لقد ساهم المغتربون وما زالوا في دعم لبنان في أصعب الأوقات بالتحويلات الماليّة والمشاريع، فهل يكافَأون بتقليص حقّهم الدستوريّ؟».

 

 

 

 

 

"الشرق":

في وقت اعلنت هيئة البث الاسرائيلية أنّ “القاهرة تتحرّك دبلوماسياً في لحظة توتر متصاعدة على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية، بهدف طرح مقاربة جديدة تمنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة، موضحة ان خطة القاهرة تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس في لبنان، مقابل التزام حزب الله بتجميد نشاطاته العسكرية جنوب نهر الليطاني”، أطلّ المبعوث الأميركي طوم برّاك، معلناً بالفم الملآن أنّ “لبنان دولة فاشلة، ولم يعد امامه وقت بل عليه حصر السلاح سريعاً”.

موقف برّاك التصعيدي، اعقب معلومات تحدثت عن وصول وفد عسكري اميركي الى لبنان لتقييم التقدم الذي احرزه الجيش والاطلاع على الاحتياجات اضافة الى جولة يقوم بها وكيل وزارة الخزانة الاميركية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي في المنطقة ستشمل بيروت، وسيركز هيركي على التعاون مع عدد من الشركاء الرئيسين لتنفيذ حملة “الضغط الاقصى”التي اطلقها الرئيس دونالد ترامب ضد ايران، وتاليا تنفيذ العقوبات والتدابير الصادرة عن الامم المتحدة. ويعقب موقف برّاك ايضا وايضاً، ما تردد عن موافقة لبنان الرسمي على توسيع لجنة الميكانيزم وتطعيمها بمدنيين، ولئن بقيت المعلومات في اطار غير المؤكد.

على اي حال، ومع دخول القاهرة على خط الوساطة، لا بدّ ان تتظهر مع عودة رئيس الحكومة نواف سلام منها بعدما قصدها اول من السبت طبيعة المبادرة المصرية وما اذا كانت قادرة على خرق حال التأزم المُسَيطر على الوضع اللبناني تزامنا مع ارتفاع وتيرة الضغوط الى حدها الاقصى في الايام الاخيرة.

سلام في القاهرة

الوضع اللبناني يحضر بكل تفاصيله في القاهرة التي وصلها الرئيس سلام يوم السبت، يرافقه وزير الاقتصاد والتجارة عامر البساط، ومستشارة رئيس مجلس الوزراء كلود الحجل، وكان في استقباله في مطار القاهرة الدولي رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، وأن انضم كل من وزراء المالية والخارجية والأشغال العامة والنقل إلى الوفد لاحقا.وشارك الرئيس سلام في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير في القاهرة.

الخارجية المصرية

والتقى الرئيس سلام في القاهرة وزير الخارجية والهجرة المصري الدكتور بدر عبد العاطي، حيث تم البحث في العلاقات الثنائية بين لبنان ومصر، وتطورات الأوضاع في غزة والمنطقة، ولا سيّما المرحلة التي تلت اتفاق غزة وقمّة شرم الشيخ وما رافقها من جهود إقليمية ودولية لتثبيت الاستقرار.

وأكد عبد العاطي خلال اللقاء حرص مصر على مواصلة التنسيق والتشاور مع لبنان في مختلف القضايا ذي الاهتمام المشترك، مشيرًا إلى الزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية على المستويين الرئاسي والوزاري، والتطلّع إلى تعزيز هذا المسار الأخوي وتطوير التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين البلدين.

كما شدد على أهمية انعقاد الدورة العاشرة للجنة العليا المصرية – اللبنانية المشتركة كإطار لتعزيز التعاون، وتفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم القائمة، بما يسهم في إحداث نقلة نوعية في مسار العلاقات الثنائية.

وجدّد عبد العاطي تأكيد موقف مصر الثابت في دعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة، مشددًا على ضرورة التنفيذ الكامل وغير الانتقائي للقرار 1701.

من جهته، ثمّن الرئيس سلام الدور المصري المحوري في تثبيت اتفاق غزة ورعاية الجهود الإقليمية من أجل الاستقرار، مؤكدًا أنّ لبنان يسعى إلى الاستفادة من المناخ الإقليمي الجديد لتثبيت وقف الأعمال العدائية.

وأشار الرئيس سلام إلى أنّ الظروف الحالية تشكّل فرصة لإطلاق مرحلة جديدة من التعاون العربي والدولي لدعم الاستقرار في لبنان”.

الرئيس الالماني

كما التقى سلام، رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية فرانك-فالتر شتاينماير والوفد المرافق، وذلك بحضور وزير الاقتصاد والتجارة الدكتور عامر البساط، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة، سفير لبنان في مصر علي الحلبي ومستشارة رئيس مجلس الوزراء السفيرة كلود الحجل.

وأكّد الرئيس شتاينماير “دعم بلاده الثابت للبنان في جهوده للحفاظ على استقراره وتعزيز مؤسّساته، ولا سيّما الجيش اللبناني”، مشيرًا إلى “استعداد ألمانيا للمشاركة الفاعلة في المؤتمر الدولي المرتقب لدعم الجيش، وللإسهام في مشاريع التعاون الاقتصادي والتنموي”.

من جهته، أكّد الرئيس سلام أنّ “لبنان يسعى جاهدًا للاستفادة من مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في غزة وقمّة شرم الشيخ لتطبيق وقف العمليات العدائية وتثبيت الاستقرار في الجنوب والبلاد”، مشيرًا إلى أنّ “استقرار لبنان جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة”.

ودعا الرئيس سلام إلى “الضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب اللبناني ووقف اعتداءاتها المتكرّرة”، مؤكدًا التزام لبنان الكامل بالقرار 1701 وبترتيبات وقف الأعمال العدائية”، مشيرًا إلى أنّ “الحكومة ماضية في تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة التي تهدف بدورها إلى تثبيت الاستقرار وتعزيز سلطة المؤسسات الشرعية”.

براك يضرب

وكان برّاك في كلمة القاها أمام منتدى حوار المنامة اعلن، أنّ “لبنان دولة فاشلة، والجيش اللبناني يعاني من نقص في الموارد المالية والبشرية”. وأضاف: “إسرائيل مستعدّة للتوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن الحدود، وعلى اللبنانيين اللحاق بركب المفاوضات والحرص على حدودهم”. وتابع: “من غير المعقول ألا يكون هناك حوار بين لبنان وإسرائيل”. كما لفت إلى أنّ “القيادة اللبنانية صامدة لكن عليها التقدّم أسرع بشأن حصر سلاح حزب الله، ولن تكون هناك مشكلة بين لبنان وإسرائيل إذا تم نزع سلاح الحزب. فإسرائيل تقصف جنوب لبنان يوميًّا لأن سلاح حزب الله لا يزال موجوداً”، مشيراً إلى أنّ “آلاف الصواريخ في جنوب لبنان لا تزال تهدد إسرائيل”. وشدّد على أنّه “لم يعد هناك وقت أمام لبنان وعليه حصر السلاح سريعاً”.

 

 

 

 

 

"الشرق الأوسط":

تصر إسرائيل، عبر تمرير رسائل نارية تتمثل بتوسيع خروقها واعتداءاتها، على الضغط على لبنان، عسكرياً وسياسياً، للتسليم بدخوله في مفاوضات مباشرة معها.

والفارق هذه المرة يكمن في أنها استهدفت للمرة الأولى برسالتها رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون باتهامه بالتلكؤ بنزع سلاح «حزب الله» الذي لم يعد باستطاعة لبنان أن يتحمل عبء عدم تجاوب قيادته، كما يقول مصدر وزاري بارز لـ«الشرق الأوسط»، مع تطبيق حصرية السلاح بيد الدولة. ويؤكد المصدر أن احتفاظه به يؤخر الانتقال بالبلد إلى مرحلة التعافي الاقتصادي والمالي، كون سلاحه يلقى معارضة عربية ودولية، ويكاد الحزب يكون وحيداً بتمسكه به.

مرحلة جديدة

يشدد المصدر الوزاري على أن تقطيع الوقت لن يكون لمصلحة لبنان، ولن يبدل الواقع السياسي مع دخول لبنان مرحلة جديدة، وهذا ما نصح به وزير الخارجية الألمانية يوهان فاديفول ومدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد في زيارتيهما لبيروت أخيراً.

ويقول إن المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل لم تتوقف، وترعاها «اللجنة الخماسية» المشرفة على تطبيق وقف الأعمال العدائية برئاسة الجنرال الأميركي جوزيف كليرفيلد.

وفي هذا السياق، كشف مصدر سياسي لـ«الشرق الأوسط» أن الوزير الألماني نبّه من هدر الوقت؛ لأنه لن يكون، في مطلق الأحوال، لمصلحة لبنان.

ونُقل عنه دعمه إياه ليعيد ترتيب أوضاعه الداخلية على وجه السرعة، بدءاً باستكمال تطبيق حصرية السلاح بيد الدولة، مبدياً تفهمه للموقف اللبناني؛ لأن الاستمرار في تقطيع الوقت من شأنه أن يعوق الجهود الرامية لإنقاذه، خصوصاً أن المطلوب من الحكومة منذ الآن، أن تفرض سيادتها على جميع أراضيها تطبيقاً للقرار 1701 قبل انقضاء مفعول المهمة الموكلة إلى قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» للإشراف على تطبيقه، وإلا ما العمل، في حال أن الوضع استمر على ما هو عليه، حتى انتهاء العام المقبل، وهو الموعد المحدد لإنهاء خدماتها في جنوب لبنان والفراغ حاصل لا محالة؟

وأكد المصدر السياسي نقلاً عن الوزير الألماني أن هناك ضرورة لأن يستعيد الجنوب استقراره وعافيته قبل انتهاء العام المقبل، وإلا فإن المشكلة واقعة لا محالة بغياب المرجعية الدولية التي هي الشاهد الأممي الوحيد على تطبيق القرار رقم 1701 تمهيداً لتثبيت الحدود بين لبنان وإسرائيل استناداً لما نصت عليه اتفاقية الهدنة الموقعة بين البلدين.

وتابع أن الوزير الألماني قال: «نحن من جانبنا لن ندخر جهداً لتطبيقه كي لا يتحول الجنوب مجدداً ساحةً للصراع، وهذا يتطلب من الدولة اللبنانية الإفادة من الفترة الزمنية المتبقية لإنهاء خدمات الـ«يونيفيل»، بتوفير كل ما هو مطلوب منها لتأمين انسحاب إسرائيل، في مقابل استعدادنا للقيام بالجهد المطلوب لإقناعها بضرورة ذلك».

10 آلاف جندي

وفي المقابل أكد عون أمامه، بحسب المصدر، أن لبنان لن يألو جهداً لتوفير كل الدعم للجيش، وأن دورات تطويع العسكريين مستمرة، وأن عديد الجيش المنتشر في جنوب لبنان بمؤازرة الـ«يونيفيل» لتطبيق القرار رقم 1701، سيصل إلى نحو 10 آلاف جندي مع انتهاء العام الحالي، وأنه يقوم بدوره في جنوب الليطاني بشهادة «اللجنة الخماسية»، وأن استمرار إسرائيل باحتلالها عدداً من النقاط هو ما يعوق انتشاره حتى الحدود الدولية. ويبقى على المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل للانسحاب لإعادة الاستقرار للجنوب اليوم قبل الغد.

لقاءات رشاد

توقف المصدر أمام اللقاءات التي عقدها اللواء المصري حسن رشاد، وقال إنه شدد على الأضرار المترتبة على إضاعة الوقت، وأبدى كل استعداد لمساعدة لبنان، لما لمصر من قنوات دبلوماسية، ولأنها تتمتع بعلاقات دولية وعربية تتيح لها الاتصال بكل الفرقاء المعنيين بالوضع اللبناني، ناصحاً في الوقت نفسه بأن تُقدم الدولة على اتخاذ خطوة من شأنها تشجيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتدخل للضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب على غرار ما حصل في غزة في الاجتماع العربي والدولي الذي رعاه هو شخصياً، ويُفترض بأن يؤدي، مهما كانت المعوقات، إلى إنهاء الحرب في القطاع.

وتحدّث اللواء حسن رشاد، بحسب المصدر، عن رغبة مصر لتكون شريكاً في إنتاج الحل المؤدي لإنهاء الحرب في الجنوب، مبدياً استعداده للقيام بمبادرة للتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في جنوب لبنان.

أفكار مصرية

علمت «الشرق الأوسط» أن رشاد تداول مع الرؤساء الثلاثة مجموعة من الأفكار التي يمكن اعتمادها وتبنِّيها لتشجيع ترمب للتدخل شخصياً؛ لأن عامل الوقت ليس لمصلحة لبنان، ولا يخدم الجهود لإلزام إسرائيل بالانسحاب، رغم الدور الذي تقوم به لجنة الرقابة الدولية المشرفة على وقف الأعمال العدائية، ومن ثم قد تكون بحاجة إلى رافعة أميركية من العيار الثقيل.

مواضيع مشتعلة

وبحسب المعلومات، فإن الأفكار التي كانت موضع تشاور بينه وبين الرؤساء الثلاثة أحيطت بسرية كاملة، وبقيت قيد الكتمان، وهي الآن في عهدة المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، اللذين شاركا في اللقاءات الرئاسية، وكانا على تواصل سابق مع رشاد بلقاء جمعهما به في القاهرة، في وقت سبق زيارته، أي رشاد، لإسرائيل واجتماعه، بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي، برئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، وعلى جدول أعماله المواضيع المشتعلة في المنطقة ومنها جنوب لبنان.

وتأكد أن لا صحة لما تردد بأنه التقى على هامش لقاءاته الرئاسية بمسؤول في «حزب الله» أحيطت قيادته علماً بالأفكار التي جرى التداول فيها، وهي تقوم حالياً بدراستها بعد أن تسلمتها من اللواء شقير والعميد قهوجي، تمهيداً لتحديد موقفها منها على الأرجح، في منتصف الأسبوع الحالي ليكون بوسع الرؤساء أن يبنوا على الشيء مقتضاه.

سرية تامة

وبموازاة التواصل مع «حزب الله»، فإن اللواء حسن رشاد سيتداول مع الجانب الإسرائيلي في هذه الأفكار تمهيداً للقاء لبناني – مصري يخصص لتقييم الردود عليها لاتخاذ القرار المناسب، مع أنه لا صحة لكل ما نشرته بعض وسائل الإعلام حول ما تضمنته هذه الأفكار التي أحيطت بسرية تامة.

ويبقى السؤال، هل تشكل الردود على هذه الأفكار، في حال جاءت إيجابية، الإطار العام لإطلاق مبادرة ترعاها الولايات المتحدة بالشراكة مع مصر، على غرار رعايتهما المؤتمر الدولي الذي عُقد في شرم الشيخ بمشاركة قادة 20 دولة عربية وأجنبية، وتُوِّج بتأييد خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة بين «حماس» وإسرائيل، خصوصاً أن اللواء رشاد هو من يتولى المهام الصعبة بتكليف من الرئيس السيسي، ولديه صداقات على جميع المستويات العربية والدولية أتاحت له إقامة علاقات على مستوى عالٍ من الأهمية؟

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية