الخطيب من بليدا: لم نخسر واستطعنا أن نفشل مخطط العدو الإسرائيلي

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Nov 02 25|21:07PM :نشر بتاريخ

زار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب بلدة بليدا الجنوبية، حيث شارك في حفل تأبيني لمرور ثلاثة ايام على استشهاد  إبراهيم سلامة، الذي ارتقى جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على البلدة. وقد كان في استقبال سماحته رئيس بلدية بليدا حسان حجازي، وفاعليات دينية وأهلية، إلى جانب إمام البلدة الشيخ عماد قاسم، الذي ألقى كلمة ترحيبية أشاد فيها بتضحيات البلدة وشهدائها وصمود أهلها في وجه العدوان. 

وقام الشيخ الخطيب بجولة في مبنى بلدية بليدا، حيث اطلع على آثار الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، وعلى وقائع اقتحام العدو للمبنى، مستمعاً إلى شرح مفصل من رئيس البلدية والفاعليات المحلية حول حجم الأضرار والمعاناة التي تكبدها الأهالي.

وفي كلمته الترحيبية قال حجازي: "زيارتك تذكرنا حين زار الإمام المغيب السيد موسى الصدر بلدية بليدا، اليوم أهالي بليدا وأهالي الجنوب يا سماحة الشيخ متشبثون صامدون في أرضهم وهم يستصرخون دولتهم والمسؤولين فيها أن يكونوا حاضرين بينهم ليروا شعبهم وناسهم ماذا يريدون: إعادة الإعمار، تقوية ودعم الجيش اللبناني، حضور أجهزة الدولة ومؤسساتها الخدماتية، الوقوف على حاجات الناس."

الخطيب

بدوره،  قال الشيخ الخطيب: "صدقاً نحن جئنا لنتشرّف ببليدا الشهيدة وبأهالي بليدا ، بشهدائها وبرجالها وبنسائها وبشبابها وبأطفالها، و بليدا تُشرف لبنان كله، تُشرّف العرب وتُشرّف العالم، بليدا الصامدة التي وقفت على حدود فلسطين المحتلة، بنت وعمّرت من دون أن تحسب حسابا لهذا العدو، والآن دفعت هذه الأثمان الكبيرة من الشهداء ومن الدمار ومن الخراب، وكل هذا لم يجعل أهالي بليدا يتوانون عن الرجوع إلى أرضهم والتمسك بها حتى لو استشهدوا فيها...".   

اضاف: "أنتم علمتم من البداية أنه ليس هناك لكم ظهير سوى الله سبحانه وتعالى وسوى سواعدكم، صحيح تدمّرت البيوت وارتفع الشهداء ولكن لم تنكسروا ولم تشعروا بالهزيمة، هذا الصمود والكبر وهذه العظمة هي التي جعلت هذا العدو يقف خلف الحدود ولا يستطيع أن يدخل إلى هذه القرى ويحتلها...".    

وتابع: "أنا من هذا المكان الذي استُشهد فيه شهيدنا إبراهيم سلامة، من هذا المكان العزيز، الذي يجب أن يكون معلماً للمستقبل حتى يعرف أبناؤكم ماذا تمثل بلدية بليدا وماذا تمثل بليدا، أنا فخور جداً بكم، أنا لم آت لأعزّيكم بل أتيت لأبارك لكم ولأتعلم منكم كما ذكرت ولنتبارك بكم...".

 واشار الى ان" هذه المواقف الجديدة التي سمعناها من فخامة الرئيس في دعوته الجيش اللبناني إلى التصدي للعدوان الإسرائيلي وأن تتبنى الحكومة هذا الموقف كغطاء سياسي لهذا الموقف حتى تثق الناس أن يكون أول لبنة في تأسيس هذه الدولة الجديدة، الدولة المقاومة، الدولة التي تواجه العدو، ومن يريد أن يعتدي على أرضنا وعلى عرضنا وعلى مقدساتنا، وأن تتحمل الدولة مسؤوليتها حينئذ، من هنا تبدأ الثقة بالدولة، و هذا حجر الأساس ، تبدأ الثقة أن هناك دولة تشعر بمواطنيها وتدافع عن كرامتهم وتدافع عن أرضها وعن ترابها" . 

واكد "اننا  لم نخسر، واستطعنا أن نفشل مخطط العدو الإسرائيلي، ووجودكم هنا اليوم هو أكبر شهادة على ذلك" .

ولمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاد سلامة، أُقيم  اليوم حفل تأبيني ومجلس عزاءٍ حسيني عن روحه الطاهرة في حسينية شهداء بلدة بليدا، بدعوة من بلدية بليدا وآل الشهيد وأهالي البلدة.

وحضر الحفل العلامة  الخطيب إلى جانب حشدٍ من علماء الدين وقيادات من "حزب الله" وحركة "أمل"، وفاعليات سياسية واجتماعية وتربوية، ورؤساء بلديات ومخاتير ومواطنين.

والقى الخطيب كلمة في الاحتفال قال فيها: "الناس متمسكون في التواجد في قراهم ولو كانت خراباً، ولكنها عامرة بهم، فأين أنتم  لتوفروا الخدمات الأساسية التي يحتاجها أبناؤكم، تقولون للناس أنكم تريدون أن تنزعوا سلاحهم، ما هو البديل؟ تقولون لا بديل، أي منطق هو هذا المنطق الانهزامي، هذا المنطق الذي يدير أذنه للخارج، أي سيادة هي هذه التي تتلقى الاوامر الخارجية؟ أي كرامة هي هذه الكرامة؟ الناس إنما تثق حينما ترى كرامة القرار وكرامة في الموقف الذي يحافظ على سيادة اللبنانيين وعلى أرضهم، حينئذ تُبنى هذه الثقة و حينئذ تتمسك الناس بالدولة أكثر من أي شيء آخر كما تتمسك بأرضها وكما تتمسك بأبنائها، قلنا لكم أبنوا الثقة مع الناس بالعمل بالمبادرة بجولة للمسؤولين في هذه المناطق ليطلعوا عن كثب بالعين المجردة بأن يلتقوا مع الناس بشكل مباشر ويحققوا لهم متطلباتهم، هؤلا الناس هم الذين حافظوا على هذه الدولة، شهداؤنا هم الذين حافظوا على هذه الدولة، تضحيات أهلنا هي التي حافظت على سيادة لبنان، لذلك أنتم لا شيء بدونهم أنتم لا شيء بدون هؤلاء المواطنين الذين هم أهلكم، والذين أنتم جعلتم من أنفسكم مسؤولين عنهم، هؤلاء الذين يدافعون عنكم وعن بلدكم وهؤلاء الذين يصنعون سيادة حقيقية، لذلك نحن نطالب الدولة بعدة أمور معروفة وليست جديدة، الحرب ما زالت مستمرة والقتل ما زال مستمراً  والمجازر ما زالت مستمرة وليس آخرها شهيدنا ابراهيم سلامة، بالأمس  كان هناك شهداء في كفر رمان وفي النبطية وقبلها في بعلبك الهرمل وكل يوم هناك شهداء، لقد مرّ عام على اتفاق وقف اطلاق النار 1701 ماذا حققتم من العلاقات الدبلوماسية؟ بالأمس موقف من هذا القبيل من رئيس الجمهورية غيّر المعادلة، لأن الحرب ستكون مع الدولة، لذلك نحن نصر على الحكومة أن تأخذ هذا الموقف سياسياً وأن تكون الى جانب فخامة رئيس الجمهورية في إعطاء الأمر الى الجيش اللبناني ليواجه العدوان الاسرائيلي".

واكد ضرورة "تقديم  الخدمات لأهل هذه المناطق و العمل على انسحاب العدو الاسرائيلي من النقاط التي يحتلها، وهم يعرفون قيمة الأرض عندنا وهم يعرفون قيمة الوطن لدينا، هم رأوا بأمّ العين كم دفعنا من تضحيات من أبنائنا وكم دفعنا من شهداء ومن بيوت ومن قرى لن نتركها ولن نترك أرضنا محتلة وسنحررها إن لم تحررها الدولة".

اضاف: "أنا حين دخلت الى هذه البلدة شعرت بالعزة والكرامة، وأن أهلنا هؤلاء هم الذين قدموا التضحيات وما زالوا متشبّثين بأرضهم بعزة وكرامة ولم يشعروا بالذلة ، نحن رضينا بالسلة وبسلّ السيوف والبنادق والمدافع وقصف الطائرات والنزوح ولكننا لم نرض بأن نكون أذلاء، ووقفنا وكنا على قدر هذا الموقف بشهدائنا الذين وقفوا على حافة الحدود يواجهون العدو ولم يدعوه يدخل متراً واحداً في هذه الارض المباركة والشريفة التي كانت وبقيت وستبقى الى يوم القيامة بإذن الله تعالى، كما سطّرنا في التاريخ البطولات والانتصارات سنسطرها مجدداً وسنحررها وسنعيش بها أعزاء كراما وستعود قرانا أفضل مما كانت بإذنه تعالى"..

كذلك، ألقى نجل الشهيد كلمة وجدانية مؤثرة عبّر فيها عن فخر العائلة واعتزازها بتضحية والده الذي رحل مظلومًا وبقي حاضرًا في وجدان بليدا وأهلها، فيما تلا إمام البلدة الشيخ عماد قاسم مجلس عزاء حسيني ختمت به المراسم الدينية وسط أجواءٍ من الخشوع والرهبة والإيمان.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan