افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 29 25|09:06AM :نشر بتاريخ

 "النهار":

“تنافست” الأحداث والتطورات المتزامنة ديبلوماسياً و”حربياً” وسياسياً فوق سطح المشهد اللبناني الداخلي أمس، راسمة صورة مثيرة لشتى أنواع السيناريوات المتصلة بالتأزم الخطير ميدانياً من خلال المخاوف المتعاظمة من اتّساع الحرب من جهة، والتوتر السياسي– النيابي الآخذ بالتصاعد على خلفية انفجار الخلاف الانتخابي من جهة مقابلة. وإذا كانت إطاحة الجلسة التشريعية لمجلس النواب أمس شكلت نقطة متقدمة للأكثرية في تسديد الضربات المعنوية لرئيس مجلس النواب نبيه بري، فإن الأنظار ستتوجه اليوم إلى “الاختبار– الملحق” في جلسة مجلس الوزراء التي أدرج على رأس جدول أعمالها مشروع قانون تعديل قانون الانتخاب، وما إذا كانت الجلسة ستتعرض لامتحان التصويت.

وعلى وقع تزامن التطورات هذا، بدا من الصعوبة الجزم بما إذا كان المسؤولون “اطمئنوا” فعلاً إلى فارق ملحوظ بين الأجواء الاعلامية التي سبقت جولة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس عليهم وما أعقب الجولة، ولو أن بعبدا وعين التينة سارعتا إلى نفي نقل أورتاغوس أي تهديدات أو مواقف تهوّل بهجمة إسرائيلية جديدة أو بحرب على لبنان. ذلك أن ما رشح عن الجولة، التي تميزت بقرار الموفدة الأميركية عدم الإطلالة إعلامياً أبداً وعدم إصدار أي بيان، يشير إلى طرح مسار تفاوضي جديد بين لبنان وإسرائيل ووضع الجانب اللبناني في أجواء خطورة المعطيات التي يدلي بها الجانب الإسرائيلي عن مضي “حزب الله” في إعادة هيكلة قدراته التسليحية، بما يعني أن ميزان الجولة يتأرجح بين مدّ يد التفاوض بعد الاتفاق على إطاره مباشراً كان أم غير مباشر، على وقع معطيات لا تطمئن أبداً إلى ضمان انكفاء إسرائيل عن تصعيد عملياتها. وإذ تشارك أورتاغوس في اجتماع لجنة “الميكانيزم” اليوم في الناقورة، تترقب الأوساط الرسمية وصول الموفد الأميركي توم برّاك الذي يتردد أن زيارته ستكون الأخيرة كموفد إلى لبنان وقدّم موعدها لاستباق وصول السفير الأميركي المعيّن في لبنان ميشال عيسى.

وأفادت المعلومات عن جولة الموفدة الأميركية أنها طرحت في لقائها مع رئيس الجمهورية جوزف عون توسيع عمل لجنة “الميكانيزم”، وأبدت جهوزية الإدارة الأميركية لمساعدة لبنان في طروحاته. كما أشارت المعلومات إلى أن أورتاغوس طرحت أمام رئيس مجلس النواب نبيه برّي خيارين، الأول، هو التفاوض المباشر مع إسرائيل، والثاني التفاوض غير المباشر عبر لجنة الميكانيزم وربّما تتوسّع وتضمّ مدنيين (سياسيين)، وقد يكون هذا هو المخرج الذي يُعمل عليه. كما أن أورتاغوس نقلت إلى برّي ما يُشاع عن تهريب أسلحة من سوريا إلى لبنان، وقالت إنّ الإدارة الأميركية لم تتأكد بعد من هذا الموضوع وهي لم تتبنَّ الرواية الإسرائيلية إنّما نقلتها كما هي وأكّدت المخاوف في حال ثبوتها. وتعليقاً على لقائه أورتاغوس ومدير المخابرات المصري، قال بري مساءً: “ثمة تضخيم في التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان. العمل السياسي في لبنان أصبح كل أسبوع بأسبوع ولا حرب حتى الآن”. ورداً على سؤال عن عدم توفر النصاب للجلسة النيابية، قال: “لا انتصارات لأحد، المهم أن ينتصر كل لبنان بالمقيمين والمغتربين وإجراء الانتخابات في موعدها.

أما المعلومات الرسمية عن الجولة، فأشارت إلى أن الرئيس عون أكد “ضرورة تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية “الميكانيزم” لا سيما لجهة وقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، وتطبيق القرار 1701 في الجنوب لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية”. كما شدّد الرئيس عون على “ضرورة تمكين المواطنين الجنوبيين من العودة إلى منازلهم وترميم المتضرر منها خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء”. وفي عين التينة، “تناول اللقاء عرض الأوضاع العامة والتطورات الميدانية المتصلة بالخروق والاعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان، إضافة إلى عمل اللجنة الفنية الخماسية لمراقبة وقف النار (الميكانيزم) وتفعيل دورها”. وفي السرايا، شدّد الرئيس نواف سلام على “أن هدف أي مفاوضات هو تطبيق إعلان وقف الأعمال العدائية الصادر في تشرين الثاني الماضي، ولا سيّما لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلّة. وأضاف أنّ من أهداف هذا المسار أيضًا الوصول إلى الإفراج عن الأسرى اللبنانيين. وأشار إلى أنّ تطبيق قرار الحكومة لحصر السلاح، سواء جنوب نهر الليطاني أو شماله، يتطلّب الإسراع في دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، من خلال عقد مؤتمر دولي مخصّص لهذه الغاية. كما أكّد أنّ تثبيت الاستقرار في الجنوب يستدعي أيضًا دعمًا دوليًا لعقد مؤتمر للتعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار”. كما التقت أورتاغوس وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيّد وتم خلال اللقاء البحث في دور وزارة الشؤون الاجتماعية في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية وتعزيز حضور الدولة في المناطق المتضرّرة.

في موازاة جولة أورتاغوس، جال أيضاً على الرؤساء وفد أمني مصري برئاسة رئيس الاستخبارات المصرية حسن رشاد، حيث أفيد أنه وضعهم في جوّ الجهود التي تم القيام بها في غزة، وأبدى استعداد مصر للمساعدة في إرساء الاستقرار في لبنان. وأبدى رشاد استعداد بلاده للمساعدة في تثبيت الاستقرار في الجنوب وإنهاء الوضع الأمني المضطرب فيه. كما جدّد التأكيد على دعم مصر للبنان. وحمّل الرئيس عون رشاد تحياته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، شاكراً الدعم الذي تقدمه جمهورية مصر العربية للبنان في المجالات كافة، ومرحباً بأي جهد مصري للمساعدة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وإعادة الاستقرار الى ربوعه” .

في الشق الداخلي النيابي، نجحت الاكثرية النيابية المؤيدة لمنح المغتربين الحق بالتصويت لـ128 نائباً، في تعطيل نصاب جلسة التشريع أمس، ولم يلتئم المجلس في جلسة كان يفترض أن تستكمل الجلسة السابقة، لعدم اكتمال النصاب، وقد رفعها الرئيس نبيه بري إلى موعد لم يحدد. وكان حضر إلى ساحة النجمة 63 نائباً ودخلوا القاعة، فيما قاطع نواب كتل “الجمهورية القوية “و”الكتائب” و”تحالف التغيير” و”الاعتدال الوطني” وعدد من النواب. وبدا واضحاً أن الكتل المقاطعة نجحت في بعث رسالة قاسية للرئيس بري تحديداً تحت عنوان “إعادة تصويب مسار التسلّط على المجلس”.

لكن نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، قال بعد رفع الجلسة: “لو كانت هناك نية بإجراء الجلسة اليوم كانت حصلت وبداية حلّ الأزمة هو عدم انعقاد الجلسة اليوم. وهذا القرار يعزز أن الجميع يعودون ويبحثون عن قاسم مشترك، لأن ما حصل اليوم ليس بعيداً عن ما يمكن أن يحصل في الحكومة غداً”.

وعشية جلسة لمجلس الوزراء اليوم يتصدر جدول أعمالها مشروع قانون وزير الخارجية للتخلي عن الست نواب والسماح للانتشار بالتصويت لـ128 نائباً، عقدت خلوة بين رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة نقل بعدها كلام إيجابي عن استبعاد حصول تصويت في جلسة مجلس الوزراء اليوم حول مشروع تعديل قانون الانتخاب.

وتوجّه نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان إلى رئيس الحكومة نواف سلام، قائلاً: “قُم بما يجب في جلسة الغد الأربعاء لأنّ وضع المجلس النيابي واضح وعليك أن تكون إلى جانب الأكثرية لأنّ لولاها لما كنت رئيساً للحكومة”، مشيرًا إلى أن “أملنا كبير في موقف الحكومة غداً”. وطالب “الوزراء بأن يقوموا بواجباتهم ولا ينسوا أننا أعطيناهم الثقة لكي يقوموا بواجباتهم، ونحن لا نقاطع التشريع وسنحضر جلسة الموازنة”. وأوضح أن “لا خلاف إطلاقاً بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ولكن الخلاف هو بين نهجين”.

 

 

 

 

 

"الأخبار":

عكست الحركة الدبلوماسية - الأمنية، الأميركية والعربية، في اليومين الماضيين حساسية المرحلة التي يمرّ بها لبنان، بما يُذكّر بالأجواء التي أعقبت اتفاق غزة، خصوصاً مع دخول الجانب المصري على الخط لاحتواء أي تصعيد عسكري إسرائيلي محتمل.

فمن زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس يوم الإثنين، والزيارة المُرتقبة للمبعوث الرئاسي الأميركي توماس برّاك، إلى محطة مدير المخابرات المصرية حسن رشاد في بيروت، بالتزامن مع حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بدا وكأنّ لبنان يقف أمام منعطف مصيري قد يعيده إلى أتون حرب مدمّرة إذا أصرّ حزب الله على الاحتفاظ بسلاحه. أمّا ما رشح عن اللقاءات التي عقدها الموفدون مع المسؤولين اللبنانيين فيُشير إلى أنّ الجهود تتركّز على تمديد مفاعيل اتفاق غزة ليشمل الجبهة اللبنانية، باعتبار ذلك «المخرج الوحيد» لتجنّب الانفجار الكبير.

وعلمت «الأخبار» أن ما سمعه المسؤولون اللبنانيون لم يكن تهديدات مباشرة، بل «نصائح» وتحذيرات دبلوماسية مبطّنة. وكشفت مصادر مطّلعة أنّ رشاد، الذي لعب دوراً محورياً في التوصّل إلى هدنة غزة، «نقل إلى الرؤساء جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام أجواء الجهود المبذولة بشأن غزة، وأبدى استعداداً مصرياً للعب دور أساسي في الأزمة اللبنانية»، مؤكّداً أنّ «مصر قادرة على المساعدة بفضل علاقاتها الإقليمية والدولية، وعلى لبنان أن يتعاون لأن ذلك هو الحل الوحيد لكي لا تذهب الأمور نحو الأسوأ».

كما أكّدت مصادر بعبدا أنّ «رشاد لم يحمل أي رسالة تهديد، بل قدّم نصائح»، في اللقاء مع عون، بحضور المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي. وقد حمّل عون الوزير رشاد تحياته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، شاكراً دعم مصر الدائم للبنان، ومرحّباً بأي دور مصري يساهم في وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة الاستقرار.

أما بالنسبة إلى أورتاغوس، فأكّدت مصادر مطّلعة أن لقاءها مع عون «لم يكن سلبياً أو متوتّراً، لكنها تحدّثت بصراحة عن ضرورة أن يضاعف الجيش جهوده لاستكمال تنفيذ الخطة التي أقرّتها الحكومة». وكرّرت ما قاله رشاد حول أهمية البناء على الأجواء الإيجابية التي خلّفها اتفاق غزة، مشيرة إلى أن «الفرصة متاحة لتثبيت الهدوء في لبنان إذا تمّ تطوير الأطر القائمة للتنسيق». وفي هذا السياق، طرحت تفعيل عمل لجنة «الميكانيزم» وتوسيع صلاحياتها لتشمل كل الحدود اللبنانية، لا الجنوب فقط، إضافةً إلى إشراك دبلوماسيين في عضويتها.

وحضر اللقاء في قصر بعبدا القائم بالأعمال في السفارة الأميركية كيث هاننغان، والمستشار السياسي ماثيو توتيلو. وخلال الاجتماع، شدّد عون على «ضرورة تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، خصوصاً لجهة وقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، وتطبيق القرار 1701 بما يتيح للجيش اللبناني استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية».

وكانت أورتاغوس استهلّت زيارتها بلقاء الرئيس بري في عين التينة صباحاً، واستمر الاجتماع نحو ساعة، من دون تصريحات إعلامية أو السماح بالتصوير. وعلمت «الأخبار» أن الرئيس بري كان متردّداً في استقبالها بدايةً، نظراً إلى الزيارة المُرتقبة لبرّاك، لكنه نُصِح من قبل محيطه السياسي بعدم رفض اللقاء حرصاً على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الجانب الأميركي. ووفق المعلومات، كان اللقاء هادئاً ولم يشهد أي تهويل أو تهديد بالحرب، وتطرّقت فيه أورتاغوس إلى موضوع تهريب الأسلحة من سوريا، مؤكّدة على ضرورة ضبط الحدود. من جانبه، شدّد الرئيس بري على أن لبنان يقوم بدوره، وملتزم بالاتفاقات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أن «الميكانيزم» هي الآلية الوحيدة لتطبيق ما تمّ الاتفاق عليه.

ولم يكن الاجتماع مع الرئيس سلام مختلفاً في مضمونه، لكنّ أورتاغوس شدّدت أمامه على أن «حزب الله يعيد بناء قوته، ولدى الولايات المتحدة وإسرائيل معلومات تؤكد ذلك»، وهذا «يُحتّم على الحكومة عدم التباطؤ في تطبيق خطتها». كما أكّدت على ضرورة التفاوض مع إسرائيل في ضوء واقع المنطقة. وأشارت مصادر إلى أن أورتاغوس التقت أيضاً قائد الجيش رودولف هيكل لترتيب العلاقة معه بعدما شابها التوتر.

 

 

 

 

 

"الجمهورية":

على وقع تعطيل انعقاد الجلسة التشريعية بعدم توافر نصابها القانوني، بفعل الخلاف المستحكم حول قانون الانتخابات النيابية، وخلافاً لكل ما أُشيع حول حركة الموفدين الديبلوماسيين والأمنيين، والتي كان منها حركة الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس ومدير المخابرات العامة المصرية حسن رشاد، لم يتلق لبنان أي تهديدات إسرائيلية مباشرة بوجوب نزع سلاح «حزب الله»، وإنما تلقّى ما يشبه النصيحة باغتنام فرصة متاحة الآن، للوصول إلى اتفاقات تُنهي الحرب، بنتيجة سعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق إنجازات سلام في المنطقة. وقد لفت في هذا الإطار، ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره، بعد ساعات من لقائه مع اورتاغوس، من أنّ «لا حرب، والأجواء إيجابية وانا مطمئن في هذه المرحلة».

بضع ساعات في بيروت كانت كفيلة بقلب المشهد... فقبل وصول كل من اورتاغوس ورشاد كان اللبنانيون ينتظرون ساعة الصفر الإسرائيلية لشن حرب واسعة، مهّدت لها وسائل إعلام ومصادر من هنا وهناك، وزادت من حدّتها وخطورتها التحذيرات الإسرائيلية. لكن كل المعطيات التي رافقت هاتين الزيارتين الأميركية والمصرية، بدّدت المشهد السوداوي ونقلت إلى لبنان مسحة إيجابية، على حدّ تعبير مصدر سياسي رفيع لـ«الجمهورية» قائلاً: «إنّ اورتاغوس اتّبعت أداءً جديداً مختلفاً عن زياراتها السابقة، أولاً في الشكل، حيث تمنت أن تبقى لقاءاتها بعيدة من الإعلام- فقط في القصر الجمهوري سمحت لالتقاط بعض الصور بناءً على طلب دوائر بعبدا- وأكّدت قبل وصولها أن لا مانع لديها من نشر الخبر «لكن ليس لديّ ما أقوله للإعلام».

واكّد المصدر، انّ أجواء اجتماعات اورتاغوس «جيدة وإيجابية، وتقود إلى منطق يوصل إلى نتائج»، واضاف: «انّ المسؤولين في لبنان سمعوا منها انّ «الميكانيزم» تعمل والجيش وضع خططه والأمور تسير على قدم وساق، وكلما سرّع لبنان في خطواته كلما حجز مقعداً له وسط الاهتمام الكبير الذي تحاط به أزمات المنطقة. ففي غزة تكشّف حجم الدمار فيها بعد وقف الحرب، وسوريا حجم دمارها كبير جداً من الأساس وربما لبنان الأصغر فاتورة، لذلك من الأفضل له إحراز تقدّم وإنهاء الحرب حتى يتكمن من الحصول على إعادة الإعمار والاستثمارات والنهوض الاقتصادي. والمطلوب الإنجاز بوتيرة أسرع حتى يحجز مكاناً له. وتحدثت اورتاغوس عن رضى وتحسن في عمل اللجنة الخماسية القادرة على أن تستوفي المطلوب».

وتابع المصدر: «الخماسية هي وليدة اتفاق وقف إطلاق النار لتطبيق القرار 1701، واورتاغوس مولجة باجتماعات «الميكانيزم» التي أصبحت 4 اجتماعات شهرياً، وهذا يساعد في الوصول إلى ما قاله رئيس اللجنة الجنرال جوزف كليرفيلد، من انّه يأمل من الآن وحتى نهاية السنة ان يتغيّر كل المشهد في لبنان والمنطقة. وفي النهاية هم يرون المشهد كاملاً. فمن جهة يريدون من إسرائيل أن تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، ومن جهة يتمنون على لبنان التقدّم على هذا المسار». ومن هنا، يكشف المصدر، انّ «أجواء الاجتماعات إيجابية، على عكس ما بُث من تحذيرات ومعطيات سلبية سبقت وصول اورتاغوس، فأتت اجتماعاتها منافية لكل كلام التهديد والوعيد والتهويل».

ونفى المصدر المعلومات التي تحدثت عن زيارة الموفد الأميركي توم برّاك للبنان، مؤكّداً انّ «لا مواعيد أُعطيت او تبليغ بهذه الزيارة». وأوضح انّ زيارة مدير المخابرات المصرية «كانت جيدة. فهو رجل الظل المعني بالمهمّات الكبرى على صعيد الدور المصري، خصوصاً انّ لمصر دوراً في إنهاء الحرب على غزة». وكشف المصدر، انّ اللواء رشاد «نقل تمني الرئيس المصري بأن يسلك لبنان مسلك الحل كما حصل في غزة، وأن تنسحب هذه الروحية لتتكرّس هنا، ولم يكن يحمل أي مبادرة إنما رسالة دعم وتمنٍ وحضّ على اللحاق بركب التسويات الحاصل في المنطقة... وقد سمع من الرئيس بري انّ في لبنان هناك اتفاق، و«حزب الله» موافق عليه، وحصل إخراج لقرار الدولة بحصرية السلاح، ولبنان أوفى كل التزاماته والكرة هي في ملعب العدو. فأكّد رشاد صدقية لبنان، وأثنى عليها مشجعاً على المضي في تطبيق الاتفاق والدخول في الصفحة الجديدة التي تفتح في المنطقة، والتي أُقفلت على مرحلة السنتين، معتبراً انّ الأمور مرهونة بالتزام كافة الأطراف»...

فرصة متاحة

وفي السياق، قالت مصادر رسمية لـ«الجمهورية»، انّ اورتاغوس لم تنقل أي تهديدات إسرائيلية جديدة ومباشرة للبنان، ولكنها أبلغت اليهم انّ امامهم فرصة الآن تتمثل بسعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب واهتمامه بتحقيق إنجازات سلام، وانّ عليهم عدم تضييعها، مشيرة إلى انّ الاسرائيليين غير مرتاحين إلى تطور الاوضاع، وانّهم متخوفون من انّ «حزب الله» يعيد بناء نفسه مجدداً، ما يفرض إيجاد معالجة سريعة، وانّ الولايات المتحدة موجودة للمساعدة في هذا المجال».

وأشارت اورتاغوس، إلى انّ مبعث عدم الارتياح الاسرائيلي هو انّ الجيش اللبناني لم ينتشر بعد جنوب الليطاني حد الحدود.

وهنا اكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لاورتاغوس، انّ لبنان يقوم بالتزاماته، ولكن إسرائيل هي التي تمنع انتشار الجيش اللبناني إلى الحدود وتواصل اعتداءاتها اليومية على لبنان ولم تلتزم وقف اطلاق النار ولم تنسحب من المناطق التي احتلتها بعد. وشدّد على وجوب تفعيل عمل لجنة «الميكانيزم» وتوقف اسرائيل وقف النار لينتشر الجيش حتى الحدود. وشرح عون كل الخطوات التي اتخذها الجيش ولا يزال جنوب الليطاني. وتناولت المحادثات ايضاً موضوع المفاوضات المحتملة في ضوء المواقف الأخيرة التي اعلنها عون لجهة إمكانية التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل، على طريقة المفاوضات السابقة التي كانت أفضت إلى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية. وقرّ الرأي على أنّ هذا الأمر يبقى رهناً بما سيكون عليه الموقف الإسرائيلي، الذي لم تصدر بعد أي مؤشرات حوله.

وعُلم انّ اورتاغوس ستنقل نتائج محادثاتها مع المسؤولين إلى الإدارة الاميركية في واشنطن، التي ستعود اليها بعد مشاركتها في اجتماع لجنة «الميكانيزم» في الناقورة اليوم.

المبادرة المصرية

وفي المقابل، في ظل زحمة الموفدين التي ستستمر في الايام والاسابيع المقبلة، تولي مصادر سياسية أهمية للمهمّة التي يقوم بها رئيس المخابرات المصرية، لسببين أساسيين: الأول هو أنّها تأتي بعد تجربة أعطت ثمارها في غزة بين إسرائيل وحركة «حماس»، وهذه التجربة يمكن الاستفادة منها لتحقيق تسوية بين إسرائيل ولبنان، وفي شكل اوضح «حزب الله». وأما السبب الثاني فهو موقع مصر في التوازنات العربية والإقليمية. ففي الواقع، تحتفظ القاهرة بهامش واسع للتواصل مع مختلف الأطراف المعنيين بالنزاع الدائر في لبنان. فهي إذ تقيم خطوط تواصل مع إسرائيل والقوى العربية كلها، فإنّ إيران لا تعتبر الدور المصري صدامياً. وهذا ما يمكن تثميره في خلق مناخ تواصل منتج بين القاهرة و»حزب الله» في لبنان. كما أنّ المبادرة المصرية تحظى بتغطية أميركية كاملة. لكن تحقيق نتائج عملية من هذه المبادرة يبقى مرهوناً بعناصر أخرى، أبرزها استعداد إسرائيل لتقديم التنازلات المطلوبة.

جولة اورتاغوس

وكانت اورتاغوس بدأت جولتها بلقاء مع الرئيس برّي، وتخلّله «عرض للأوضاع العامة والتطورات الميدانية المتصلة بالخروق والإعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان، إضافة إلى عمل اللجنة الفنية الخماسية لمراقبة وقف النار (الميكانيزم) وتفعيل دورها».

ثم التقت الرئيس عون الذي أكّد «ضرورة تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف الاعمال العدائية «الميكانيزم»، وخصوصاً لجهة وقف الخروقات والاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على لبنان وتطبيق القرار 1701 في الجنوب لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية».

بعد ذلك التقت رئيس الحكومة نواف سلام، الذي شدّد على «أنّ هدف أي مفاوضات هو تطبيق وقف الأعمال العدائية وخصوصاً لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلّة». وقال: «إنّ من أهداف هذا المسار أيضًا الوصول إلى الإفراج عن الأسرى اللبنانيين». وأشار إلى أنّ تطبيق قرار الحكومة لحصر السلاح، سواء جنوب نهر الليطاني أو شماله، يتطلّب الإسراع في دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، من خلال عقد مؤتمر دولي مخصّص لهذه الغاية».

الحركة المصرية

في غضون ذلك، جال اللواء رشاد على الرؤساء عون وبري وسلام في حضور المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير ومدير المخابرات في الجيش العميد أنطوان قهوجي. ونقل إلى رئيس الجمهورية تمنيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي له «بالتوفيق في قيادة لبنان نحو شاطئ الأمان». وأبدى رشاد استعداد مصر للمساعدة في تثبيت الاستقرار في الجنوب، وإنهاء الوضع الأمني المضطرب فيه.

ورحّب عون «بأي جهد مصري للمساعدة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وإعادة الاستقرار إلى ربوعه».

وتركّز البحث بين سلام ورشاد على تعزيز التنسيق بين لبنان ومصر في الملفات الأمنية والعسكرية. وتطرّق إلى سبل الاستفادة من الأجواء الإيجابية التي أفرزها اتفاق غزة وقمّة شرم الشيخ، لتوسيعها بما يشمل دعم الاستقرار في لبنان وتطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية الصادر في تشرين الثاني الماضي. وأشاد سلام بـ»الدور المصري التاريخي في دعم لبنان في مختلف المراحل»، مؤكّدًا «أنّ تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب يشكّل أولوية وطنية تتكامل فيها الجهود اللبنانية مع الدعم العربي والدولي».

جلسة التشريع

من جهة ثانية، لم يلتئم مجلس النواب في جلسته العامة أمس، استكمالاً للجلسة السابقة، لعدم اكتمال النصاب، حيث قيل انّه دخل إلى القاعة 61 نائباً فيما بقي 67 خارجها، الامر الذي دفع بري لرفعها إلى موعد لم يحدّد. وقد قاطع الجلسة كتل «الجمهورية القوية «و«الكتائب» و«تحالف التغيير» و«الاعتدال الوطني» وعدد من النواب. وذلك لعدم إدراج اقتراح القانون المتعلق بتصويت المغتربين للنواب الـ128 إلى جدول أعمال الجلسة التشريعية.

من جانبه، وعشية جلسة مجلس الوزراء المقرّرة اليوم، والتي على جدول اعمالها مشروع قانون وزير الخارجية للتخلّي عن النواب الستة الذين يمثلون الانتشار اللبناني في القارات الخمس والسماح للمغتربين بالتصويت لـ128 نائباً، توجّه النائب جورج عدوان إلى رئيس الحكومة نواف سلام قائلاً: «قُم بما يجب في جلسة الغد الأربعاء (اليوم) لأنّ وضع المجلس النيابي واضح، وعليك أن تكون إلى جانب الأكثرية، لأنّ لولاها لما كنت رئيساً للحكومة»، مشيرًا إلى أنّ «أملنا كبير في موقف الحكومة غداً». وطالب «الوزراء بأن يقوموا بواجباتهم ولا ينسوا أننا أعطيناهم الثقة لكي يقوموا بواجباتهم، ونحن لا نقاطع التشريع وسنحضر جلسة الموازنة». وأوضح أنّ «لا خلاف إطلاقاً بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ولكن الخلاف هو بين نهجين»، مؤكّدًا أنّ «القوات» ملتزمة بالنظام وضدّ تجاوز القوانين والدستور. وليحكم المجلس النيابي في هيئته العامة».

لقاء إيجابي

وفي وقت تباهى المقاطعون بتعطيل انعقاد الجلسة، تحدثت مصادر عين التينة عن «لقاء طويل بين بري وسلام، سادته أجواء إيجابية، مع استبعاد ان تصل الأمور إلى التصويت في جلسة مجلس الوزراء غداً»، فيما التقى سلام وفداً نيابياً من كتلتي «الوفاء للمقاومة» و«التنمية والتحرير»، والنائب جهاد الصمد، وتحدث باسمهم النائب علي حسن خليل فقال: «بحثنا في مشروع قانون لتعديل قانون الانتخابات النافذ، وأكّدنا ما نقلنا لفخامة الرئيس في الأمس، أنّ هناك قانوناً نافذًا وعلى الحكومة اتخاذ الإجراءات التنفيذية له، وإجراء الانتخابات في وقتها المحدّد، هذا الأمر الأساسي الذي ركّزنا عليه، أي أن لا تكون هناك أي صيغ تؤجّل أو تعطّل إجراء الانتخابات في مواعيدها، أو صيغ تزيد الانقسام الحاصل في البلد وتتجاوز الحاجة إلى مناخ من التوافق حول إقرار قانون الانتخابات. ونقلنا إلى دولة الرئيس أيضاً هواجسنا المتعلقة بمخاطر إقرار التعديل على القانون الحالي، نتيجة غياب مبدأ تكافؤ الفرص وحرّية الناخب في التعبير عن رأيه. وتمنينا على دولته أن يكون في موقع الحريص على عدم تعميق الانقسام وإيجاد المخرج اللازم للانطلاق بالخطوات اللازمة لإجراء الانتخابات في مواعيدها وفق القانون النافذ الذي يحدّد إنشاء الدائرة 16 التي تمثل الاغتراب اللبناني. ونحن حريصون كل الحرص أن يشارك الاغتراب وأن يلعب دوره في هذا المجال».

 

 

 

 

 

"الديار":

يشهد لبنان خلال الأيام الأخيرة، حَراكاً سياسياً وأمنياً مكثفاً، يعكس حجم التعقيد الذي يعيشه البلد على وقع تصاعد التوتير العسكري جنوباً وبقاعا، وتداخل المسارات الديبلوماسية بين العواصم المعنية. ففي وقت تتزايد فيه المخاوف من انزلاق الاوضاع إلى مواجهة مفتوحة، برزت في بيروت زيارتان لافتتان، حملتا دلالات تتجاوز الشكل البروتوكولي: زيارة رئيسة لجنة مراقبة وقف النار، الموفدة الاميركية، مورغان أورتاغوس، وزيارة مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس رشاد.

فجولة أورتاغوس، حملت رسائل أميركية واضحة بضرورة ضبط الإيقاع الداخلي، وتوحيد الموقف اللبناني الرسمي من المفاوضات مع اسرائيل وحسم شكلها، لتفادي الاسوأ، بالتوازي مع قيام واشنطن بعملية إعادة تموضع على الساحة اللبنانية، والإمساك بالمشهد عبر قنواتها السياسية، العسكرية، والإعلامية.

في المقابل، حملت الزيارة المصرية بعداً يتجاوز الطابع الأمني التقليدي، فالقاهرة، التي تسعى إلى تثبيت موقعها كوسيط عربي موثوق به في أزمات المنطقة، دخلت بقوة على الخط اللبناني – الإسرائيلي، اذ جاء رشاد إلى بيروت مزوّداً برسائل من القيادة المصرية تؤكد ضرورة تفادي الحرب عبر تسريع الخطوات الحكومية في ما خص «حصر السلاح»، ومحاولة بلورة تفاهمات غير مباشرة بين بيروت وتل أبيب، عبر اتصالاته مع أركان الدولة اللبنانية ومسؤولين أمنيين، كما رصد «حجم نفوذ» الحزب في القرار اللبناني، ومدى تجاوبه مع الضغوط العربية والدولية، وفقا لمواكبين لمباحثاته.

وفي موازاة الحراك الديبلوماسي، جاء تطيير نصاب جلسة مجلس النواب ليؤكد هشاشة التوازنات الداخلية، وتتويجاً لحالة الانقسام العميق حول الاستحقاقات الكبرى، ومؤشراً إلى عجز القوى السياسية عن التوافق على مقاربة موحدة في القضايا المصيرية.

زيارة اورتاغوس

فالحركة الديبلوماسية التي افتتحتها صباحا، الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس، بعيدا عن الإعلام و «بسرية تامة» من عين التينة، وقبل لقائها رئيس الجمهورية، خلافا للمعتاد، بسبب مشاركة عون في مؤتمر حول الارهاب، حملت معها الكثير من الدلالات، حيث اشارت مصادر ديبلوماسية أن الضيفة، تعمدت لقاء الرئيس بري بهدف أن يكون الطرح مباشرا للثنائي، وتحديداً لحزب الله عبر الوسيط المعتاد، على اعتبار أنه المعني المباشر بموضوع حصر السلاح، مؤكدة أن ما حملته يمكن أن يشكل حلا وسطا بين مطلب المفاوضات المباشرة والمفاوضات غير المباشرة، مقترحةً توسيع لجنة مراقبة «الميكانيزم» وتطعيمها بوجوه سياسية تمكنها من القيام بمفاوضات مثمرة، مستعجلة «الدخول في تفاوض «منتج» مع الإسرائيليّين».

وتابعت المصادر، ان الطرح الاميركي واضح وهو على مرحلتين، هدفه النهائي الوصول في مراحله المتقدمة، الى التفاوض المباشر، على ما سبق واكده الموفد توم براك سابقا لرئيس مجلس النواب، كاشفة ان العرض الجديد يعطي لبنان نقاطا في الشكل لا المضمون، اذ يقوم على اعادة تشكيل لجنة «الميكانيزم»، التي يرأسها ديبلوماسي اميركي، وفقا لهيكلية جديدة، تضم ديبلوماسيين رفيعي المستوى من كل من لبنان واسرائيل وواشنطن، على ان تستعين بالخبراء والاشخاص الذين تحتاج اليهم متى دعت الضرورة، على ان تتفرع منها «لجان متخصصة» لبحث الملفات، وهو استنساخ لطرح اللجان الثلاث الذي سبق ورفضه لبنان.

وتابعت المصادر بان الاشكالية الاساسية تبقى في رفض لبنان وجود «مدنيين ديبلوماسيين»، من غير الاختصاصيين، فالسقف اللبناني، هو لجنة مشكلة على غرار تلك التي قامت عام 2022 ابان الترسيم البحري، وهو ما تراه اسرائيل غير ممكن اليوم بعد كل ما تحقق، والتغيير الذي لحق بالتوازنات القائمة، مبدية اعتقادها ان الزيارة المصرية تندرج تحت هذا السقف، حيث تسعى القاهرة الى القيام بدور الوسيط بين بيروت وتل ابيب، منطلقة من دعوة رئيس الجمهورية للتفاوض مع اسرائيل.

في بعبدا

ووفقاً لاوساط مطلعة على أجواء اللقاء في بعبدا، فإن المناخ كان إيجابيا من وجهة نظر الجانب اللبناني، نافية بشكل قاطع ما تم تداوله حول تهديدات أو رسائل تهويلية، موضحة ان اللقاء اتخذ طابعا تقييميا للمرحلة السابقة، حيث جرى تبادل الأفكار حول تطورات الوضع الميداني والالتزامات المتبادلة، في وقت حرص فيه رئيس الجمهورية على اثارة ثلاثة ملفات اساسية: تفعيل «الميكانيزم»، دون الدخول في التفاصيل، الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، تأمين عودة الأهالي إلى قراهم المدمّرة وترميم منازلهم مع اقتراب فصل الشتاء، مضيفة أن أورتاغوس أبدت استعدادها لنقل الأفكار إلى ادارتها.

رد سلام

وفيما اكتفت كل من بعبدا وعين التينة، بتسريب بعض اجواء اللقاءات مع الموفدة الاميركية، خرج رئيس الحكومة، ليؤكد، ان «هدف أي مفاوضات هو تطبيق إعلان وقف الأعمال العدائيّة ،الانسحاب الكامل من الأراضي اللّبنانيّة المحتلّة، والإفراج عن الأسرى اللّبنانيّين»، لافتًا إلى أنّ «تطبيق قرار الحكومة حول حصر السّلاح، يتطلّب الإسراع في دعم الجيش وقوى الأمن الدّاخلي، وعقد مؤتمر للتعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار».

لقاء السيد

اما العلامة الفارقة في لقاءات اورتاغوس، فكانت في اجتماعها بوزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد، حيث تطرق النقاش إلى ملف الجنوب، وتحديدا «وضع المراكز الاجتماعية هناك، ومدى استجابتها لأي تطور قد يطرأ في الأسابيع المقبلة».

علما ان المباحثات الاميركية في بيروت، جاءت تحت ضغط المستجدات الأخيرة على صعيد التنسيق الأميركي – الإسرائيلي، والتي تمثل نقطة تحول في السياسة الأميركية، إذ باتت واشنطن ترى في تحركات حزب الله «تهديدا مباشرا لاستقرار المنطقة»، على ما يكرر المسؤولون الاميركيون، تثير قلق المعنيين في بيروت، لما تعطيه من إشارات واضحة بان لا قيود على تل ابيب في حال قررت الرد عسكريا على الطرح اللبناني، خصوصا ان زيارة اورتاغوس الى قيادة المنطقة الشمالية، حملت اقله شكلا اكثر من رسالة، اذ شارك الى جانب القيادات العسكرية الاسرائيلية ووزير الدفاع، كلّ من السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة ‏يحيئيل لايتر، والسفير الأميركي في إسرائيل ‏مايك هاكابي، في دلالة إلى التنسيق الوثيق بين الحكومتين حول مستقبل العمليات العسكرية في الشمال.

بن فرحان وبرّاك

وفي اطار المواكبة الدولية للتطورات الميدانية اللبنانية ولتفادي الاسوأ، كان أفيد عن جولة سيقوم بها الموفد السعودي يزيد بن فرحان على القيادات في الساعات المقبلة، الا انها أرجئت لايام قليلة، بينما يصل المبعوث الاميركي توم براك اليوم إلى بيروت للقاء الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش في محاولة وصفت بالحاسمة قبل وصول السفير الأميركي ميشال عيسى مطلع الشهر المقبل لاستكمال الاتصالات والضغوط الأميركية في الملف اللبناني، بحسب ما أفادت مصادر في البيت الأبيض في الإعلام.

بولس

اشارة الى ان مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مسعد بولس، صرح بان «حزب الله هو من وافق على خطوة نزع السلاح»، مشيرا إلى أن «قرارات الحكومة اللبنانية لا تنفذ بالسرعة المنتظرة، ما يؤخر تطبيق بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية دولية»، مؤكدا، في مقابلة تلفزيونية أن «الإدارة الأميركية تتابع عن كثب مسار تنفيذ التفاهمات اللّبنانية – الإسرائيلية بعد حرب لبنان الأخيرة»، لافتا إلى أن «المطلوب اليوم هو تثبيت الهدوء على الحدود، وضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية وفرنسية، وبتأييد من الأمم المتحدة»، خاتما أن «الاستقرار على الجبهة الجنوبية يعد شرطًا أساسيا للمضي في بقية الخطوات، وفي مقدمها تنفيذ التزامات نزع السلاح».

مبادرة مصرية

في موازاة الحراك الاميركي، كان رئيس المخابرات المصرية يجول على المقرات الرئاسية، حيث تحدث المطلعون عن دور تحاول مصر تأديته في لبنان، على غرار ما قامت به في غزة، والذي كان له مساهمته في ترتيب اتفاق وقف النار، كما في عملية تنفيذ مراحله، حيث أطلع من التقاهم على الجهود التي تبذلها القاهرة لتثبيت الاتفاق وتطبيقه فعلياً على الأرض، كاشفة ان رشاد أعرب عن استعداد بلاده للقيام بالدور نفسه في لبنان، عبر المساهمة في الوصول إلى اتفاق نهائي، مؤكداً حرص القاهرة على دعم الاستقرار في لبنان ودرء تداعيات التصعيد الإقليمي، معتبرة ان الزيارة يمكن ادراجها، حتى الساعة، تحت عنوان «الاستطلاعية» اذ لا تحمل أي «شيء عملي»، بقدر ما هي عملية «جس نبض»، بدليل حجم «الوفد الجوال»، بين المقرات، والذي ضم اكثر من مسؤول لبناني ومصري.

وإذا كان لا يمكن التنبؤ بما تخبئه القاهرة في جَعبتها من أفكار ومقترحات، استنادا الى الاسئلة التي طرحت خلال اللقاءات وما بين سطورها، إلا أن المصادر تخمن أن محتوى الطرح المصري «المستقبلي» قد يتضمن الموقفين العربي والأميركي تجاه الوضع اللبناني وسبل التوصل الى مخارج من الانسداد الحالي، عبر الوسائل الديبلوماسية وذلك تفادياً لأي حلول عسكرية، ذلك ان الانفجار الواسع لا يخدم إلا الأجندة الإسرائيلية في المنطقة.

جلسة المجلس

وعلى وقع الجولات المكوكية الاميركية والمصرية السياسية والامنية، استكمل الصراع الانتخابي على الحلبة النيابية، والذي انتهت جولته امس الى رفع الجلسة التشريعية بسبب عدم تأمين النصاب، تزامنا مع زيارة وفد من الثنائي للرئيس نواف سلام حاملا المواقف نفسها التي اطلقها من قصر بعبدا، فيما تبقى الانظار مشدودة الى جلسة مجلس الوزراء اليوم لتحديد مصير اقتراح «الخارجية» حول اقتراع المغتربين.

في السياق، أكدت مصادر سياسية أن «الرئيس بري ترك الأمور لديموقراطيتها ولم يضغط لتأمين النصاب ولو أراد ذلك لفعل، ولكنه لا يحبذ التشريع بغياب مكونات أساسية ويريد أن يتحمل الجميع مسؤولياته وعدم مقاطعة التشريع»، وهو ما أشار إليه أيضاً نائب رئيس المجلس إلياس بو صعب، مؤكداً «بالمعلومات أقولها، لو كان هناك قرار بعقد جلسة لعُقدت وعدم حصولها كان مفتاحاً للبدء بحل»، متابعا: «فرحت لأن الجلسة لم تنعقد لأن التشريع في غياب شريحة كبيرة من اللبنانيين ليس الحل الأفضل للبلد»، معتبرًا أن «بداية حل الأزمة هو عدم انعقاد جلسة تشريعية، ومسار الجلسة الحكومية سيحدد بما حصل في البرلمان».

وكانت اشارت مصادر مطلعة على أجواء الرئيس بري إلى أن عين التينة «لم تعر اصلا الجلسة أي أهمية تذكر، لجهة تامين النصاب، الذي لم يكن قط من الصعب تامينه، فالرئيس الذي اعتاد ضبط الإيقاع السياسي، لم يجر أي تواصل فعلي مع أي من الكتل أو القوى النيابية الأخرى، انطلاقا من ان «انتصار» تعطيل الجلسة مجرد «فقاعة إعلامية» ستنتهي بانتهاء الجلسة، اذ تبقى العبرة في النتائج».

الى ذلك، رأت اوساط المعارضة ان «ما يحصل اليوم في البرلمان ليس حدثًا معزولًا، بل خطوة أولى في مسار تصعيدي واضح المعالم، فمقاطعة الجلسات التشريعية تبدو كفاتحة لمسار أوسع عنوانه شل المجلس النيابي، يليه شل الحكومة، وربما لاحقا تحريك الشارع تحت شعارات الإصلاح والعدالة الانتخابية»، خاتمة «مع تصاعد الخطاب السياسي وارتفاع منسوب التوتر، يطرح السؤال بجدية: هل نعيش فعلا بدايات ما تحدث عنه باراك اخيرا، من مقاطعة الجلسات، تعطّل اللجان، وتهديد الشارع بالتحرك، وكلها مؤشرات إلى مرحلة غليان تسبق الانفجار»؟

جبهة معراب – السراي

وعشية انعقاد جلسة الحكومة اليوم، وعلى جدول اعمالها مشروع قانون وزير الخارجية حول تعديلات قانون الانتخاب، كبند اول، شنت القوات اللبنانية، على لسان نائب رئيسها، هجوما استباقيا من ساحة النجمة، باتجاه السراي، حيث توجه الى الرئيس سلام داعيا اياه لان يتبنى موقف الاكثرية التي «لولاها لما وصل الى السراي»، طالبا اليه اتخاذ اللازم، «بعدما بات الامر في المجلس معروفا»، وهو ما وضعته اوساط سياسية في اطار «الزكزكة والضغط»، في ظل «ريبة معراب» من شيء ما يجري طبخه تحت الطاولة، في ظل رغبة الرئاستين الاولى والثالثة، بالابقاء على «العلاقات الطيبة» مع الرئاسة الثانية، فالرئيس عون اكد لوفد الثنائي النيابي الذي زاره، ان بت مصير الانتخابات في يد المجلس، والرئيس سلام حث شخصيا نوابا محسوبين عليه على عدم مقاطعة الجلسة التشريعية، كيلا ينعكس الامر تعطيلا على حكومته.

 

 

 

 

 

"نداء الوطن":

أمس أيضًا، أثبت المجلس النيابي أنه سيِّد نفسه وليس رئيس المجلس سيده. خمسةٌ وستون نائبًا قالوا للرئيس نبيه بري: "صَدِّق أنكَ لا تستطيع أن تُصدِّق من دوننا". لم يستطِع رئيس المجلس أن يضرب بمطرقتِه ويقول"صُدِّق"، فطارت الجلسة للمرة الثانية، وأثبتت المعطيات أن الرئيس بري يستطيع أن يُخرِج أرانب من كمّيه، لكن لا يستطيع أن يجمع أكثرية على ما هو باطل.

أمس انتفض النواب على رئيسهم الذي على رغم كل ثقلِه وضغطه، لم يستطِع حشد خمسة وستين نائبًا ليفتتح الجلسة، فكان الخمسة والستون مخالِفين لموقفه، ولم يُراعِه سوى سبعة وخمسون نائبًا، هم ما تبقى له من "أرانب".

وفي حسابات المنتصرين والخاسرين في هذه المعركة الضروس، سجَّل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع هدفًا ثمينًا في مرمى رئيس المجلس، من خلال نجاحه في حشد الاعتراض على رفض الرئيس بري طرح التعديلات على قانون الانتخابات، ولاقت جهود الدكتور جعجع جهود قامت بها أكثر من جهة.

ماذا جرى؟

مصادر نيابية واكبت عن كثب ما جرى من اتصالات سبقت الجلسة، كشفت أن هذه الاتصالات كانت بدأت يوم الجمعة بين النواة الصلبة للمعارضة والمؤلفة من "القوات" و"الكتائب" وبعض المستقلين وبعض نواب التغيير والأحد ليلًا استُكمِلت الاتصالات إلى حد الوصول إلى مسألة كتلة الاعتدال، وعلى عكس ما يشاع وما يحاول البعض الحديث عن ضغوط خارجية، فإن المصادر تكشف أن العملية كانت محلية بامتياز، واستكملت "القوات" اتصالاتها لإنضاج موقف معين.

وتتابع المصادر أن ما حصل شكَّل نقطة تحول في مقاربة المسائل السياسية لأن لا إمكان للاتجاه إلى مرحلة جديدة في إدارة الملفات بأدوات قديمة، فدور الحكومة أن تأخذ مشروع القانون الذي قدَّمه وزير الخارجية يوسف رجي على محمل الجد وأن يتم بته في جلسة مجلس الوزراء، وعلى النواب الذين حضروا الجلسة الاتعاظ مما جرى والانسجام مع القواعد الشعبية، فالتحولات الاستثنائية في المنطقة تتطلب قرارات استثنائية من النواب.

وفي موضوع عدد النواب الذين دخلوا الجلسة، تكشف المصادر النيابية أن العدد كان سبعة وخمسين نائبًا، فيما خمسة نواب كانوا في حرم المجلس، وكانوا مستعدين للدخول إلى الجلسة لو أصبح العدد واحدًا وستين، لكن العدد لم يصل إلى ذلك وبقي سبعة وخمسين، ما جعل النواب الخمسة يبقون خارجًا، وهذا التدقيق ينفي أن يكون العدد بلغ اثنين وستين نائبًا داخل القاعة.

هكذا نجحت الأكثرية النيابية المؤيدة لمنح المغتربين الحق بالتصويت لـ 128 نائبًا، في تعطيل نصاب جلسة التشريع وقد رفعها الرئيس نبيه بري إلى موعد لم يحدد.

أورتاغوس جولة ولا كلام

دبلوماسيًا، حركة ناشطة باتجاه بيروت، الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، جالت على الرؤساء الثلاثة، فالتقت رئيس الجمهورية جوزاف عون يرافقها القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان كيث هاننغان والمستشار السياسي في السفارة ماثيو توتيلو. في اللقاء أكد الرئيس عون "ضرورة تفعيل عمل لجنة "الميكانيزم" لا سيما لجهة وقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان وتطبيق القرار 1701 في الجنوب لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية". كما شدد على"ضرورة تمكين المواطنين الجنوبيين من العودة إلى منازلهم وترميم المتضرر منها خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء".

وكانت الموفدة الأميركية بدأت جولتها بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، والتقت رئيس الحكومة نواف سلام.

الموفدة الأميركية: "الحزب" يخرق الاتفاق

وعلمت "نداء الوطن" أن جولة أورتاغوس على المسؤولين ركزت على الوضع الأمني المقلق، وأشارت إلى أن استمرار الوضع في لبنان على هذا الشكل غير مفيد وتجب معالجته وهناك رغبة أميركية بالحل، ودعت لبنان إلى الاستفادة من الزخم الأميركي مثلما حدث في غزة ويحصل في سوريا. وشددت على أن خيار الرئيس ترامب هو الذهاب نحو سلام شامل وهذه الفرصة متاحة للبنان ويجب عدم تضييعها، وعلى لبنان الّا يكون خارج مركب السلام.

ونقلت أورتاغوس خشية إسرائيل من تحركات "حزب الله" وإعادة بناء قدراته، وأشارت إلى أن إسرائيل قلقة من هذا الموضوع لأن "الحزب" يخرق وقف إطلاق النار وإذا لم تعالج الدولة مسألة تحركات "الحزب" فهذا يعرض الوضع للاهتزاز، بينما تريد واشنطن استمرار الهدنة.

وأشارت أورتاغوس إلى تفعيل عمل الميكانيزم ودعمها والاستعداد لتفعيل نشاطها وتطويره كما استمرار واشنطن في دعم الجيش اللبناني.

وعن لقاء الرئيس عون وأورتاغوس، أوضحت المصادر أن الجو التصعيدي الذي أثير في الإعلام غير صحيح وتخلل اللقاء عرض للأفكار ولا شيء نهائيٌ، وكان هناك موقف من المسؤولين اللبنانيين، إذ أكد الرئيس عون جهوزية لبنان للمباشرة بمفاوضات غير مباشرة وبرعاية واشنطن، وتحدث عن الخروقات الإسرائيلية واستمرارها باحتلال أراضٍ لبنانية ومنعها الجيش من الوصول إلى الحدود مما يؤخر تطبيق القرار 1701.

مصر على خط المساعي

في موازاة جولة أورتاغوس، رئيس المخابرات المصرية في بيروت. اللواء حسن رشاد اجتمع برئيس الجمهورية فوضعه في جوّ الجهود التي تم القيام بها في غزة وأبدى استعداد مصر للمساعدة في إرساء الاستقرار في لبنان. كما جدد التأكيد على دعم مصر للبنان. وحمّل الرئيس عون رشاد تحياته إلى الرئيس السيسي، شاكرًا الدعم الذي تقدمه جمهورية مصر العربية للبنان في المجالات كافة، مرحبًا بأي جهد مصري للمساعدة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وإعادة الاستقرار إلى ربوعه".

وبحسب معلومات "نداء الوطن" أن اللواء رشاد تحدث عن زيارته إلى إسرائيل ولقائه المسؤولين الإسرائيليين، لكنه لم يحمل مبادرة كاملة، بل أكد استعداد بلاده لتقريب وجهات النظر ولعب دور في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل إذا أراد لبنان ذلك، خصوصًا أن الوضع على الأرض خطير ولا تريد القاهرة انفجاره.

الموفد السعودي تأجيل لا إلغاء

وليس بعيدًا، تؤكد معلومات "نداء الوطن" أن زيارة الموفد السعودي يزيد بن فرحان إلى لبنان لم تلغ بل تأجلت، لكي تتضح الصورة خصوصًا في موضوع المفاوضات وكي تكون الزيارة مثمرة وتحمل جدول أعمال واضحًا بعد متابعة سعودية حثيثة للملف اللبناني وملفات سوريا وغزة والمنطقة.

الجيش يسلك طريقًا وعرًا

في الموازاة، قال مصدران لـ "رويترز" إن الجيش اللبناني فجّر عددًا كبيرًا من مخازن أسلحة "حزب الله" لدرجة أن المتفجرات التي بحوزته نفدت، وذلك في وقت يسابق فيه الزمن للوفاء بمهلة تنتهي نهاية العام لحصر السلاح بيد الدولة. وقال المصدران، وأحدهما أمني والآخر مسؤول لبناني، إن النقص في المتفجرات، الذي لم تفد أي تقارير به من قبل، لم يمنع الجيش من تسريع وتيرة مهام التفتيش للبحث عن أسلحة مخبأة في الجنوب.

وقال أحد المصدرين ومسؤولان آخران مطلعان على أنشطة الجيش إن الجيش يكتفي الآن بإغلاق المواقع التي يعثر عليها بدلًا من تدميرها لحين وصول دفعات أميركية من العبوات الناسفة وغيرها من المعدات العسكرية.

وأفاد المسؤولان الآخران المُطلعان بأن عمليات التفتيش أسفرت عن العثور على تسعة مخابئ أسلحة جديدة في أيلول وتم أيضًا إغلاق عشرات الأنفاق التي كانت الجماعة تستخدمها، ويجري تجنيد المزيد من الجنود للانتشار في الجنوب. لكن التقدم في بقية أنحاء البلاد يبدو أنه غير مؤكد بنفس القدر.

وقال مسؤول لبناني ثانٍ قريب من "حزب الله" ومصدران أمنيان إنه رغم التقدم الذي أحرزه الجيش، فإنه يريد تجنب تأجيج التوتر وكسب الوقت للسياسيين اللبنانيين للوصول إلى توافق في الآراء بشأن ترسانة الجماعة في أجزاء أخرى من البلاد.

 

 

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

 خلافاً للتوقعات، لم تحمل نائبة الموفد الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس خلال زيارتها الى بيروت ولقائها الرؤساء الثلاثة رسائل تهديد أو تحذير الى لبنان، إذ اقتصر الأمر على التعبير عن امتعاض أميركي وإٍسرائيلي من بطء الحكومة في تنفيذ قراراتها بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. وبالمقابل، فإن هذه الأجواء لا تلغي أننا أمام واقع صعب ومعلق، لاسيما أن زيارة أورتاغوس تزامنت مع زيارة رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد ووفد مصري الى بيروت، وسبقتها زيارة للسفير المصري في لبنان علاء موسى الى رئيسي الجمهورية والحكومة.
وكما يظهر، فإن هذه الدبلوماسية المصرية لم تأتِ من فراغ، إذ تحمل قراءة سياسية وأمنية في خضم التطورات السياسية في المنطقة، كما تحمل في جعبتها رسالة تحذير من عملية عسكرية إسرائيلية.
وعلى خطٍ موازٍ، لم يلتئم مجلس النواب لاستكمال الجلسة التشريعية التي دعا اليها الرئيس نبيه بري، لعدم اكتمال النصاب القانوني اللازم لانعقادها، وفي هذا المجال سألت مصادر "الأنباء الالكترونية" عن الفائدة التي تنتجها مقاطعة جلسات المجلس النيابي وبالتالي تعطيل الدور التشريعي المهم خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة.

أنظمة دفاع الى الجيش؟!
وخلال استقباله أورتاغوس، أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون ضرورة تفعيل عمل لجنة "الميكانيزم" ووقف الخروق والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، مشدداً على ضرورة تطبيق القرار 1701 في الجنوب لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية.
وإذ شهدت الأسابيع السابقة تصعيداً إسرائيلياً غير مسبوق تمثل في إسقاط "اليونيفيل" طائرة إسرائيلية مسيّرة حلقت فوق إحدى دورياتها "بشكل هجومي"، فإن القوات الدولية أشارت في بيان الى أن قوات حفظ السلام قامت "بتطبيق التدابير المضادة الدفاعية الضرورية لتحييد الطائرة المسيّرة".
وفي هذا الصدد، رحبّت مصادر سياسية بتصدي "اليونيفيل" للمسيرة الإسرائيلية، إلا أنها تمنّت أن تشمل المساعدات الأميركية المقدمة الى الجيش اللبناني أنظمة دفاع جوي تمكنه من التصدي للمسيرات الاسرائيلية.

مؤشرات مقلقة!
ويعيش لبنان حالة من الترقب لأي قرار إسرائيلي باستئناف حرب أوسع عليه، ووجود خوف فعلي من عملية قد تكون قريبة على لبنان، أجواؤها مؤلفة من ثلاثة عناصر، وفق ما يرى مصدر مراقب لـ "الأنباء الإلكترونية". العنصر الأول حسب المصدر، يتمثل في الضغط الأميركي على رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو للرجوع عن قرار ضم الضفة الغربية وعدم إفشال إتفاق وقف الحرب في غزة، وكما يبدو فانه يبحث عن متنفس داخلي له بالتحرك نحو لبنان. والعنصر الثاني "الجولة الميدانية لأورتاغوس على الحدود اللبنانية عشية زيارتها الى لبنان برفقة وزير دفاع العدو يسرائيل كاتس".
أما العنصر الثالث بحسب المصدر، فيكمن في الزيارة الاستثنائية لرئيس المخابرات المصرية، ولقائه الرؤساء الثلاثة، حاملاً رسالة تحذير الى الدولة اللبنانية، وخصوصاً أنه سبق والتقى نتنياهو مؤخراً.
وبحث رشاد مع الرئيس عون كيفية الاستفادة من أجواء اتفاق غزة وقمة شرم الشيخ لتوسيعها حتى تشمل لبنان، علماً أن لبنان لم يُدعَ الى القمة آنذاك.
وهنا شدد المصدر عينه، على أن مصر معنية في الملف اللبناني وغزة وعقدت قمة شرم الشيخ للسلام بغطاء عربي ودولي، ويبدو أنها تشتم مؤشرات غير سليمة من تل أبيب تجاه لبنان، وتحاول أن تحذره لاتخاذ الخطوات اللازمة لانتزاع فتيل الأزمة من يد نتنياهو، بعد أخذ ضوء أخضر أميركي.
وفي سياق متصل، تسود أجواء خارجية تفيد بأن ثمة تقاعساً واضحاً بشأن سلاح "حزب الله"، وعدم قدرة الدولة على تنفيذ قرارتها في هذا الصدد تخوفاً من صدامات داخلية قد توصل الى حرب أهلية.
الى ذلك، فإن اعتبار الدعوة الى التفاوض غير المباشر مع إسرائيل لم تكن موجودة لولا إشارة أعطاها "حزب الله" الى الرئيس بري، الذي لن يكون هذه المرة مفاوضاً وترك الأمر لرئيس الجمهورية والسلطة التنفيذية، خلافاً لدوره في ملف ترسيم الحدود البحرية.
ولفتت مصادر لـ "الأنباء الإلكترونية" الى أن "ثمة عملية واضحة من حزب الله للهروب الى الأمام كي لا يتم تنفيذ الاتفاقات، ريثما تجهز إيران لأي تفاوض قادم مع الولايات المتحدة، وبالتالي يبقى لبنان معلقاً وهذا شيء غير مريح له ولتنفيذ القرارات".

لا بد من تسوية سياسية!
ومع زحمة الحركة الدبلوماسية في لبنان، لم يلتئم مجلس النواب في جلسته أمس لعدم توافر النصاب القانوني لانعقادها، بحيث حضر إلى المجلس 63 نائباً، فيما قاطع نواب كتل "الجمهورية القوية" و"الكتائب" و"تحالف التغيير" و"الاعتدال الوطني" وعدد من النواب المستقلين.
وإذ رفع الرئيس بري الجلسة إلى موعد لم يحدد، إعتبر عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبو الحسن في تصريح عبر "موقف تقدمي" في "الأنباء الإلكترونية"، أن عدم حضور الجلسات أو مقاطعتها "حق ديمقراطي بالتعبير ولكن لا لتعطيل الحياة الدستورية التشريعية وخصوصاً أننا مقبلون على مناقشة قانون الموازنة وإقراره، وهذا مهم جداً للمواطن اللبناني".
وسأل أبو الحسن هل سنصل بتعطيل المجلس الى إخضاع الفريق الآخر، والقبول بالتسوية؟ وأعرب عن خشيته من أن يصبح الاستحقاق الانتخابي ضحية هذا الاستعصاء، داعياً "الجميع الى نقاش سريع لأن المهل تداهمنا والاستحقاق يقترب، ولا بد من تسوية سياسية تؤمن الحقوق والمساواة والعدالة بين المواطنين".

 

 

 

 

 

"اللواء":

القطبة المخفيَّة التي جعلت نصاب الجلسة النيابية، الذي كان مؤمَّناً، وفقاً لاحصاءات نيابية، ذات صدقية، يطير، قبل الاعلان عن رفعها، وذهاب النواب الى سجالات من نوع «المباريات» في الدستور والقانون والنظام الداخلي، والتباكي على الديمقراطية المعرّضة للانتهاك او المنتهكة، هل ذات صلة بجلسة مجلس الوزراء اليوم، التي يتصدر البند رقم واحد فيه اقتراح وزير الخارجية يوسف رجي بادخال تعديلات على قانون الانتخاب النافذ، وتقضي بالغاء الدائرة 16، اي مقاعد النواب الستة المخصصة للمغتربين، على ان يشمل التعديل السماح للمغتربين اللبنانيين بالاقتراع لـ128 نائباً، وهو الموضوع الذي كان مدار بحث بين الرئيس نواف سلام ونواب كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة والنائب جهاد الصمد، الذين طالبوه بموقف يراعي هواجس «الثنائي الشيعي» في ما خص عدم تكافؤ الفرص في الحملات الانتخابية في الخارج.

وسط هذا التجاذب، نُقل عن وزير الداخلية والبلديات احمد الحجار انه يلتزم باجراء الانتخابات وفقاً للقانون النافذ، ولا يخشى من تطييرها.

وتأتي التطورات الداخلية على مرأى ومسمع من الجهات العربية والدولية المعنية بالاستقرار اللبناني سواءٌ على مستوى زيارة امين عام الجامعة احمد ابو الغيط، او مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، او الموفدة الاميركية مورغن اورتاغوس، التي ما إن تغادر حتى يصل الى بيروت الموفد الآخر توماس براك في مهمة مكملة او من نوع مختلف..

ووصفت مصادر اميركية زيارة هذا المبعوث، حيث يلتقي الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش العماد رودولف هيكل «بالحاسمة» عشية استلام السفير الاميركي ميشال عيسى مهامه كسفير لبلاده في لبنان.

ولم تستبعد مصادر في بيروت، من زيارة للموفد السعودي يزيد بن فرحان.

وقبل وصول براك، قال مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مسعد بولس: «حزب الله هو من وافق على خطوة نزع السلاح».

اضاف بولس خلال مقابلة تلفيزيونية أنّ «قرارات الحكومة اللبنانية لا تُنفّذ بالسرعة المنتظرة، ما يؤخّر تطبيق بنود الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه برعاية دولية».

وأوضح بولس أنّ «الإدارة الأميركية تتابع عن كثب مسار تنفيذ التفاهمات اللبنانية – الإسرائيلية بعد حرب لبنان الأخيرة»، لافتاً إلى أنّ «المطلوب اليوم هو تثبيت الهدوء على الحدود وضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية وفرنسية، وبتأييد من الأمم المتحدة».

وخلافاً لزيارات سابقة، طلبت اورتاغوس من المسؤولين الذين التقتهم منع التسجيلات الصوتية خلال المحادثات، من زاوية ان المجالس بالامانات، وأن الظروف اللبنانية لا تسمح بالتفسيرات او التأويلات.

وفي تفسير آخر للخطوة انها تتعلق بطبيعة ما نقلته الى المسؤولين مع اقتراب موعد التقرير الثاني للجيش اللبناني حول «حصر السلاح».

واثارت الخطوة امتعاض موفدي الصحافة الغربية، والذين حضروا خصيصاً لتغطية وقائع الجولات والمحادثات.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان لقاء الساعة بين رئيس الجمهورية ونائبة المبعوث الأميركي مورغان اورتاغوس خاض في تفاصيل عمل لجنة الميكانيزم وضرورة تفعليها في المرحلة المقبلة حتى وان اقتضى ذلك انضمام شخصيات مدنية اليها وقالت ان هذا الأمر من شأنه ان يساعد في موضوع تطبيق القرار ١٧٠١، مشيرة الى ان الموقف الرسمي حول تطبيق حصرية السلاح وفق خطة قيادة الجيش ابلغ الى المسؤولة الأميركية.

واشارت الى ان اورتاغوس لم تنقل اي جو تصعيدي وبالتالي خلافا لما يروج له فإن هذا الجو غير قائم، مؤكدة ان الطرفين تبادلا الافكار حول المواضيع المطروحة ولكن لا شي نهائياً بشأنها على ان تنقل اورتاغوس حصيلة لقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين الى المسؤولين الأميركيين فور عودتها الى الولايات المتحدة الأميركية.

يشار الى ان اورتاغوس، حسب المصادر المعنية بما دار في الجلسات، نقلت ما اسمته «معلومات اسرائيلية» عن ان حزب الله يعيد بناء قوته العسكرية، وان اسرائيل بحاجة لوقت اضافي للقيام بعمليات مستمرة ضده، وربما تقوم بعملية واسعة تطال العمق اللبناني امتداداً الى البقاع.

وتوقفت مصادر لبنانية عند ما ابلغه اللواء رشاد عن استعداد بلاده للمساعدة في بث الاستقرار في الجنوب وانهاء الوضع الامني المضطرب فيه»، مع الاشارة الى تقاطعات معينة مع مهمة اورتاغوس نظراً الى ان الجانبين الاميركي والمصري هما الطرفان الاكثر تنسيقاً في ما خص ملف اتفاق غزة، من دون إغفال الدور الخاص للواء رشاد.

كيف طار النصاب؟

وسط هذه العجقة الدبلوماسية باتجاه بيروت، طار نصاب جلسة التشريع النيابية خلافاً للمتوقع بعدما وصل نصاب الجلسة الى «المنخار» بعدم حضور نائبين فقط للجلسة، وذلك نتيجة الاتصالات التي سبقت الجلسة ببعض الكتل والنواب ودفعتهم الى عدم الحضور، في تحدٍّ واضح للرئيس نبيه بري بعد رفضه إدراج اقتراح قانون انتخاب المغتربين. وعادت الكرة الى مجلس الوزراء الذي يبحث اليوم مشروعي قانونين من وزيري الخارجية والداخلية حول اقتراع المغتربين والميغاسنتر. فكيف سيرد برّي هذه الضربة؟

لم يكتمل نصاب الجلسة التشريعية اليوم، حيث لم يحضر إلا 64 نائبا،بينهم 63 نائبا دخلوا قاعة الهئية العامة لمجلس النواب، وعدد منهم لم يدخل القاعة. بينما المطلوب ليكتمل النصاب حضورنصف اعضاء المجلس زائدا واحد اي 65 نائباً.مايعني انه كان ينقص دخول نائبين اوثلاثة ليكتمل النصاب.

وبعد انتظار نحو نصف ساعة، رفع رئيس المجلس نبيه بري الجلسة لعدم اكتمال النصاب.

يُذكر أن عدداً من النواب قاطعوا الجلسة اعتراضاً على عدم تعديل قانون الانتخاب بما يسمح بإنتخاب المغتربين لنوابهم حيث هم في الخارج. فيما علمت «اللواء» من مصادرنيابية حضرت الجلسة،ان النائبين فيصل كرامي ومحمد يحيى غادرا القاعة بعد عدم اكتمال النصاب، وتأخر عن الحضورعلى الطريق النائب ابراهيم كنعان والنائبان وليم طوق وفريد الخازن، وغاب بداعي السفر النائبان طوني فرنجية وعلي فياض، كما تغيب نواب الارمن وبعض النواب لأسباب خاصة وعائلية.

إلّا ان الغياب الابرز كان لنواب كتلة الاعتدال الوطني الذين سبق واعلنواحضور الجلسة وابلغوا رئاسة المجلس بحضورهم، لكن مصدراًنيابياً قال لـ اللواء»: ان نواب الكتلة تعرضوا لحملة على مواقع التواصل الاجتماعي ووصفوهم «بنواب لائحة العار» اذا حضروا الجلسة. عدا «اتصالات الليل» معهم ومع غيرهم دعتهم لعدم الحضور.

واوضح المصدر النيابي الذي شارك في الجلسة: انه لو اردنا الضغط على النواب لإحضارهم برغم ظروف كل منهم لكان حضر اكثرمن 70نائباً او لحضرعلى الاقل اربعة اوخمسة نواب لإكمال النصاب، لكننا لم نعتبر ان الجلسة مخصصة لقضايا مصيرية ووطنية كبرى فلم نضغط على احد اونتصل بأحد للحضور. علماً ان المتضرر الاكبرمن مقاطعة التشريع هورئيس الحكومة الذي ارسلت حكومته الى المجلس العديد من مشاريع القوانين المهمة والضرورية لتسيير امور البلاد والعباد.

وصدرت قبل وبعد الجلسة مواقف للنواب بين معترض على عقد الجلسة وبين داعٍ لعقدها. وقال نائب رئيس المجلس الياس بو صعب بعد رفع الجلسة: فرحتُ لأنّ الجلسة لم تنعقد لأنّ التشريع في غياب شريحة كبيرة من اللبنانيين ليس الحلّ الأفضل للبلد.و بالمعلومات أقولها، لو كان هناك قرار بعقد جلسة اليوم لعُقدت وعدم حصولها كان مفتاحاً للبدء بحل، والحل يكون بالحوار وفي المجلس حتى نتفاهم.

اضاف: وهذا القرار يعزز ان الجميع يعودون ويبحثون عن قاسم مشترك، لأن ما حصل اليوم ليس بعيدا عن ما يمكن ان يحصل في جلسة الحكومة (اليوم). وما سيحصل في الحكومة ستكون نتيجته بناء لما حصل، معتبراً أن بداية الحل عدم انعقاد الجلسة النيابية وما سيحصل في الحكومة اليوم سيكون نتيجة لما حصل في ما خص الجلسة النيابية بالمجلس، وبالتالي بدأنا نرى كيف سنجد حلولا وليس أزمات اضافية لان الشعب اللبناني يريد ان ينظر إلى النواب والحكومة والعهد بشكل عام انه إلى اين ستأخذونا، الى أزمات من دون حلول او سنصل إلى تفاهم.

وجدد بو صعب القول:ان موضوع قانون الانتخابات وهو موضوع الخلاف اليوم، لكي يحل يحتاج إلى التشريع.. وموقفي واضح أنا مع ان يُنتخب ال 128نائباً في لبنان وفي الاغتراب ولكي نصل إلى هذه النتيجة علينا ان نتحاور ونشرع.

وقال عضو كتلة الجمهورية القوية النائب جورج عدوان من مجلس النواب: لم نحضر الجلسة من أجل أن نصحّح مسار العمل في المجلس النيابي وهذا يختلف عن مبدأ مقاطعة الجلساتوسنحضرجلسة مناقشة الموازنة.ونقول لرئيس الحكومة نواف سلام: قُم بما يجب في جلسة الغد لأنّ وضع المجلس النيابي واضح وعليك أن تكون إلى جانب الأكثرية لأنّ لولاها لما كنت رئيساً للحكومة.

نواب «الوفاء» والتنمية في السراي

وفي السياق، استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السراي وفدا نيابيا ضم نواب من كتلة الوفاء للمقاومة، وكتلة التنمية والتحرير، والنائب جهاد الصمد، وتحدث باسمهم النائب علي حسن خليل الذي قال: بحثنا في مشروع قانون لتعديل قانون الانتخابات النافذ، وأكدنا ما نقلنا لفخامة الرئيس بالأمس، بأن هناك قانونا نافذا وعلى الحكومة اتخاذ الإجراءات التنفيذية له، واجراء الانتخابات في وقتها المحدد، هذا الأمر الأساسي الذي ركزنا عليه، أي أن لا يكون هناك أي صيغ تؤجل أو تعطل اجراء الانتخابات في مواعيدها، أو صيغ تزيد الانقسام الحاصل في البلد وتتجاوز الحاجة الى مناخ من التوافق حول إقرار قانون الانتخابات.ونقلنا لدولة الرئيس أيضا هواجسنا المتعلقة بمخاطر إقرار التعديل على القانون الحالي نتيجة غياب مبدأ تكافؤ الفرص وحرية الناخب في التعبير عن رأيه.

اضاف: تمنينا على دولته أن يكون بموقع الحريص على عدم تعميق الانقسام وإيجاد المخرج اللازم للانطلاق بالخطوات اللازمة لإجراء الانتخابات في مواعيدها وفق القانون النافذ الذي يحدد انشاء الدائرة 16 التي تمثل الاغتراب اللبناني. ونحن حريصون كل الحرص أن يشارك الاغتراب وان يلعب دوره في هذا المجال.

وقال عضو الوفد النائب جهاد الصمد لـ «اللواء» عن اجواء اللقاءين مع الرئيسين عون وسلام: اكد الرئيسان ضرورة اجراء الانتخابات في وقتها ومشاركة المغتربين في الاستحقاق الانتخابي، وهذا مبدأ لاخلاف عليه بين جميع الاطراف. وكان جو الرئيس عون انه مع حق المغتربين في التصويت لكنه دعا للتشاور بين الرئيسين بري وسلام حول الموضوع، اما الرئيس سلام فكان امام 3 خيارات: إما تنفيذ القانون الحالي، وإما طرح اقتراحي وزيري الخارجية والداخلية امام جلسة مجلس الوزراء لتقرير الموقف، وإما تشكيل لجنة وزارية لدرس الخطوات اللازمة حول قانون الانتخابات واقتراع المغتربين.

اضاف الصمد: الخلاف القائم هو بين فريق يريد تطبيق قانون انتخابي وفقا لمصلحته، مادفع الفريق الاخر الى التمسك بالقانون النافذ لتأمين مصلحته أيضاً، لذلك فقانون لانتخاب بحاجة لتوافق وطني واسع كماحصل عند اعداد القانون عام 2017، فلا يمكن أاحد ان يفرض على الاخرين اي امر خارج التوافق الوطني.

واوضح النائب الصمد: انه جرى تعديل قانون الانتخاب بما سمح لإنتخاب المغتربين لـ 128 نائباً كل ناخب حسب قيد نفوسه لكن لمرة واحدة استثنائيا، على ان نعود للقانون النافذ في انتخابات العام 2026، بحيث ينتخب المغتربون ستة نواب في القارات الست وينقلون تطلعات ومطالب المغتربين والتشريعات التي يحتاجونها، وبالتالي اي تعديل الان يطرحه فريق معين سيقابله طرح فريق آخر إجراء تعديلات اخرى على القانون فندخل في دوامة لا تنتهي.

اما عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجا عضو الوفد فقال لـ «اللواء»: لقد قدمنا للرئيسين عون وسلام وجهة نظرنا حول مطلب تعديل قانون الانتخاب والمحاذير التي نخشى ان تحصل، علما ان لدينا ملاحظات على القانون الحالي النافذ ربما اكثرمن النواب المطالبين بتعديله.

اضاف خواجا: انه لا يمكن ان تتعاطى الحكومة مع قانون انتخاب له علاقة بالتوافق والميثاقية من دون توافق سياسي وطني، فهناك رأي آخر لفريق سياسي وازن في البلد لا يمكن تجاهله.

جولة أورتاغوس

بدأت أورتاغوس جولتها في لبنان صباح أمس، حيث استهلّتها بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي عند الساعة العاشرة صباحًا في عين التينة. واستقبل بري أورتاغوس والوفد المرافق في حضور القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت كيث هانيغان والمستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان. حيث تناول اللقاء عرضا للأوضاع العامة والتطورات الميدانية المتصلة بالخروق والإعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان، اضافة الى عمل اللجنة الفنية الخماسية لمراقبة وقف النار (الميكانيزم) وتفعيل دورها».

وفي تصرّف مستغرب، رفضت الموفد الاميركية الإدلاء بأي تصريحات إعلامية أو التقاط مقاطع فيديو خلال زياراتها للمقار الرسمية، ولا حتى صورة لها خلال لقائها الرئيسي بري، وطلبت التقاط صور مع رئيسي الجمهورية والحكومة ووزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد.

بعدها، التقت اورتاغوس رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، يرافقها هاننغان والمستشار السياسي في السفارة الاميركية ماثيو توتيلو. وتم خلال اللقاء البحث في الأوضاع العامة في البلاد والخطوات الواجب اعتمادها لاعادة الهدوء والاستقرار الى منطقة الجنوب.

خلال اللقاء أكد الرئيس عون «ضرورة تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف الاعمال العدائية- الميكانيزم، ولاسيما لجهة وقف الخروقات والاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على لبنان وتطبيق القرار 1701 في الجنوب لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية. كما شدد الرئيس عون على ضرورة تمكين المواطنين الجنوبيين من العودة الى منازلهم وترميم المتضرر منها خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء».

كما استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السراي الحكومي أورتاغوس، في حضور هانيغان. وتم خلال اللقاء عرض عمل لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) ودورها، حيث شدّد الرئيس سلام «على أن هدف أي مفاوضات هو تطبيق إعلان وقف الأعمال العدائية الصادر في تشرين الثاني الماضي، ولا سيّما لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلّة». وأضاف أنّ من أهداف هذا المسار أيضًا الوصول إلى الإفراج عن الأسرى اللبنانيين.

وأشار الرئيس سلام إلى «أنّ تطبيق قرار الحكومة لحصر السلاح، سواء جنوب نهر الليطاني أو شماله، يتطلّب الإسراع في دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، من خلال عقد مؤتمر دولي مخصّص لهذه الغاية. كما أكّد أنّ تثبيت الاستقرار في الجنوب يستدعي أيضًا دعمًا دوليًا لعقد مؤتمر للتعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار».

وحسب المعلومات المتداولة عن جولة اورتاغوس، كان «عون مرتاحاً للقائه أورتاغوس وكل ما حُكيَ عن تهويل وتهديد بالحرب تحمله المبعوثة الاميركية غير صحيح».وفي المعلومات ايضا، فان أورتاغوس طرحت أمام برّي خيارين: الأول هو التفاوض المباشر مع إسرائيل والخيار الثاني هو التفاوض غير المباشر عبر لجنة الميكانيزم وربّما تتوسّع وتضمّ مدنيين وقد يكون هذا هو المخرج الذي يُعمل عليه.كما ان أورتاغوس نقلت لبرّي ما يُشاع عن تهريب أسلحة من سوريا إلى لبنان وقالت إنّ الإدارة الأميركية لم تتأكد بعد من هذا الموضوع وهي لم تتبنَّ الرواية الإسرائيلية إنّما نقلتها كما هي وأكّدت المخاوف في حال ثبوتها.

والتقت أورتاغوس لاحقًا وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيّد، وتناول اللقاء ملف الجنوب، وخصوصًا أوضاع المراكز الاجتماعية هناك ومدى جاهزيتها للاستجابة لأي تطورات محتملة خلال الأسابيع المقبلة.

تم البحث في الأوضاع العامة في لبنان، ولا سيّما الوضعين الأمني والاجتماعي في الجنوب، ودور وزارة الشؤون الاجتماعية في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية وتعزيز حضور الدولة في المناطق المتضرّرة. كما جرى بحث برامج الدعم الاجتماعي التي تنفذها الوزارة، إلى جانب التطورات المرتبطة بالوضع المعيشي والإنساني في الجنوب.

وأكدت الوزيرة السيّد أنّ تعزيز حضور الدولة في الجنوب وتقديم خدماتها يتطلّب تثبيت الاستقرار عبر تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية. وأشارت إلى أنّ لبنان يحتاج اليوم إلى اهتمامٍ دولي مضاعف ودعمٍ فعليّ من المجتمع الدولي لمساندة مؤسساته في مواجهة التحديات الإنسانية والاجتماعية، لأنّ استقرار لبنان هو من استقرار المنطقة.

كما عرضت الوزيرة السيّد استراتيجية الوزارة الجديدة وخطتها التنفيذية المستقبلية، مشددة على أنّ التنمية الاجتماعية في لبنان تشكّل ركيزة أساسية لتعزيز الاستقرار الوطني.

وعلى صعيد لقاءات اللواء المصري، فقد استقبل الرئيس عون، رئيس المخابرات العامّة المصرية الوزير حسن محمود رشاد مع وفد مرافق، في حضور المدير العام للامن العام اللواء حسن شقير ومدير المخابرات في الجيش العميد أنطوان قهوجي.

ونقل الوزير رشاد الى الرئيس عون في مستهل اللقاء، تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتمنياته له بالتوفيق في قيادة لبنان نحو شاطئ الأمان.وتمَّ خلال اللقاء عرض الأوضاع العامَّة في المنطقة عموما، وفي الجنوب خصوصا، إضافة الى الوضع في غزة. وابدى الوزير رشاد استعداد بلاده للمساعدة في تثبيت الاستقرار في الجنوب وانهاء الوضع الأمني المضطرب فيه. كما جدد التأكيد على دعم مصر للبنان.

وحمّل الرئيس عون الوزير رشاد تحياته الى الرئيس السيسي، شاكرا الدعم الذي تقدمه جمهورية مصر العربية للبنان في المجالات كافة، مرحبا باي جهد مصري للمساعدة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وإعادة الاستقرار الى ربوعه.

وزار رشاد الرئيس نبيه بري وعرض معه تطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة، بحضور اللواء شقير والعميد قهوجي.

ومساء زار اللواء رشاد رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام مع الوفد الأمنيال المصري، وذلك بحضور شقير وقهوجي.

تمّ خلال اللقاء البحث في الأوضاع العامة في المنطقة، ولا سيّما في غزة، وسبل تعزيز التنسيق بين لبنان ومصر في الملفات الأمنية والعسكرية. كما تمّ التطرّق إلى سبل الاستفادة من الأجواء الإيجابية التي أفرزها اتفاق غزة وقمّة شرم الشيخ لتوسيعها بما يشمل دعم الاستقرار في لبنان وتطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية الصادر في تشرين الثاني الماضي.

وأشاد الرئيس سلام بالدور المصري التاريخي في دعم لبنان في مختلف المراحل، مؤكّدًا أنّ تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب يشكّل أولوية وطنية تتكامل فيها الجهود اللبنانية مع الدعم العربي والدولي.من جهته، جدّد اللواء رشاد تأكيد بلاده الوقوف إلى جانب لبنان واستعدادها لتقديم كل ما يلزم للمساعدة في إنهاء التوتّر ودعم المؤسسات الأمنية اللبنانية.

أبو الغيط

عرض رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط خلال استقباله له في قصر بعبدا بعد ظهر أمس، الأوضاع العامة في المنطقة.

وقال ابو الغيط: عرضت رؤيتي للتحرك الأميركي الحالي لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط، والتصميم الأميركي الواضح على الإمساك بزمام الأمور وعدم ترك العنان كما حصل سابقا مع إسرائيل في التعاطي مع المسألة الفلسطينية.

واكد أبو الغيط وجود جهود مصرية – أميركية لمساعدة لبنان على الخروج من هذه الازمة. ورأى ان عودة الحرب واردة، ولكن من وجهة نظري، انها امر مستبعد للغاية خصوصا في ظل الحوار مع الولايات المتحدة التي تضغط في اتجاه تخلي إسرائيل عن النقاط الخمس وعدم دخولها وتدخلها في الأراضي اللبنانية، وبشكل عام، ومن وجهة نظري الشخصية، ليس هناك من خطر مباشر.

ومساء أمس زار أبو الغيط الرئيس سلام مع الوفد المرافق وجرى عرض الاوضاع في لبنان والمنطقة.

جنوباً، استمر الجيش اللبناني في متابعة خروقات العدو الإسرائيلي في ظل مواصلته اعتداءاته على المواطنين وانتهاكاته للسيادة الوطنية.

في هذا السياق، عملت وحدة من الجيش بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل على إزالة ساتر ترابي كان العدو قد أقامه في خراج بلدة مركبا – مرجعيون. وتتابع قيادة الجيش الوضع في الجنوب بالتنسيق مع اليونيفيل ولجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية.

وتبين ان الانفجارات عند أطراف بلدة مارون الراس ناجمة عن تفجيرات للقوة الدولية ولا صحة لوجود اعتداءات من العدو على المزارعين الذين يتفقدون كرومهم

من جهة ثانية، بدأت قوات اليونيفيل ترميم علامات الخط الأزرق التي تضررت خلال النزاع العام الماضي — في خطوة مهمة للمساعدة في استعادة الاستقرار في جنوب لبنان. وقالت في بيان: انه ومنذ بدء العمل في 15 تشرين الأول في بلدة ميس الجبل، تم وضع خمس علامات جديدة.

‎وأشارت إلى تضرر علامات الخط الأزرق بشكل كبير خلال أعمال العنف العام الماضي. وإنَّ إعادة ترميم هذه العلامات تتطلب تنسيقاً وثيقاً مع الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي لضمان سير العمل بأمان، بما في ذلك تقييم الأضرار وإزالة الذخائر غير المنفجرة.

وليل أمس، حلق الطيران الحربي الاستطلاعي فوق البقاع.

 

 

 

 

 

 "البناء":

عادت غزة أمس، إلى مناخات الحرب التي قيل إنها توقفت بقرار أميركي، قبل أن يعلن وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو من الطائرة الرئاسية وبحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب ان لكيان الاحتلال الحق بالقيام بالعمل العسكري الذي يراه ضرورياً لمنع أي تهديد رغم اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أن ما تمثله خطة ترامب لوقف الحرب على غزة ليس إلا نسخة عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي قامت اميركا برعايته على الجبهة اللبنانية قبل أحد عشر شهراً، ولا زالت الحرب مستمرة، والفارق في لبنان وغزة عما كان قبل الرعاية الأميركية لوقف الحرب هو أنها حرب على وتيرة ادنى متقطعة زمنياً، تضمن تجنيب أميركا و»إسرائيل» ردود الفعل السياسية والإعلامية العالمية، وتضمن وقف الضغط الداخلي في كيان الاحتلال ضد حكومة بنيامين نتنياهو، مع إعلان وقف الحرب وتوقف الإسناد اليمني الذي كانت صواريخه وطائراته المسيرة تنزل المستوطنين بالملايين إلى الملاجئ، وقبل أن تتوقف الغارات الإسرائيلية على مناطق مختلفة من قطاع غزة كان قد سقط فيها عشرات الشهداء.

في لبنان عقدت نائبة المبعوث الأميركي توماس برّاك الدبلوماسية مورغان أورتاغوس سلسلة اجتماعات شملت رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة، ونقلت مصادر سياسية تابعت الزيارة عن أجواء الاجتماعات أنها خلت من لغة التهديد التي سبقتها، وأن المبعوثة الأميركية استمعت إلى مطالبات لبنانية بتفعيل لجنة الميكانيزم التي تمثل أحد مستويات التفاوض بين لبنان وكيان الاحتلال برعاية اميركية يخوضها العسكريون، وإن نجاح هذا المستوى بتحقيق تقدم على طريق تثبيت وقف إطلاق النار يفتح باب البحث بتفعيلها عبر التفكير بتطعيم اللجنة بخبراء لحسم الخلافات على النقاط الحدودية. وقالت المصادر إن أورتاغوس وعدت بالعمل على تخفيض التوتر العسكري عبر اللجنة وضمان عودة الحياة المدنية إلى المناطق الحدودية، خصوصاً في ما يتصل ببدء العام الدراسي وتأمين فتح المراكز الصحية.

في الشق السياسي اللبناني شكل نصاب الجلسة النيابية التشريعية عنوان التجاذب السياسي المرتبط بقانون الانتخابات النيابية وكيفية اقتراع المغتربين، وقالت مصادر سياسية إن مشاورات رئاسية أدت إلى نقل النقاش والتفاوض حول القانون ورسمت إطار تسوية يمكن أن تبصر النور في جلسة الحكومة اليوم، ما سهل تجاوز خطاب التحدي حول النصاب في الجلسة لصالح اعتبار عدم توافر النصاب مخرجاً مناسباً للنواب المؤيدين تعديل القانون والداعين لتعطيل النصاب، وأن رئيس المجلس النيابي رغم أن حملة التعطيل استهدفته مباشرة كان يميل إلى عدم عقد الجلسة والتصويت على مشاريع قوانين بغياب مكونات رئيسية عن الجلسة، بالرغم من أن تأمين النصاب كان متاحاً، كما تقول المصادر.

يحفل الأسبوع الحالي بحركة سياسية ناشطة تعكس حجم القلق الدولي من احتمال انزلاق الوضع اللبناني نحو مواجهة مفتوحة مع «إسرائيل». فوسط انكفاء المعالجات الداخلية وتراكم الملفات العالقة، تكثّفت زيارات الموفدين الدوليين إلى بيروت في مسعى لتثبيت خطوط التهدئة ومنع تحوّل الخروقات المتنقلة إلى حرب شاملة.

وفي هذا الإطار، برزت عودة القاهرة إلى لعب دور الوسيط الإقليمي من بوابة الملف اللبناني، مستفيدة من رصيدها في إدارة التهدئة في غزة. إذ يقوم رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن محمود رشاد بجولة على القيادات اللبنانيّة حاملاً خلاصات التجربة المصرية في تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، ومحاولاً نقل بعض عناصرها إلى الساحة اللبنانيّة بما يحافظ على الاستقرار ويحول دون التصعيد.

وأبدى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله الموفدَ المصريَّ في بعبدا ترحيبَه «بأيّ جهدٍ مصريٍّ للمساعدة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان»، كما وضعَ رشاد مضيفَه في صورة الجهود التي بذلت في غزة، مؤكّدًا «استعدادَ القاهرة للإسهام في إرساء الاستقرار في لبنان».

وحضر اللقاء المدير العامّ للأمن العامّ اللواء حسن شقير، ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، حيث جرى بحث الملفات الأمنية والعسكرية والتنسيق بين الدولتين، وسبل الاستفادة من أجواء «اتفاق غزة» و»قمّة شرم الشيخ» لتوسيعها بما يشمل لبنان، مع عرضٍ للأوضاع العامة في المنطقة والجنوب خصوصًا، إضافةً إلى مستجدّات غزة. ونقلَ رشاد إلى عون «تحيّات الرئيس المصريّ عبد الفتّاح السيسي»، مجدِّدًا «دعمَ مصرَ للبنانَ واستعدادَها لتثبيت الاستقرار في الجنوب وإنهاء الاضطراب الأمنيّ فيه». وقد حمّلَه عون «تحيّاته إلى الرئيس السيسي»، وشكرَ «الدعمَ الذي تقدّمه جمهورية مصرَ العربية للبنانَ في المجالات كلّها».

ومن بعبدا إلى عين التينة، التقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي اللواء رشاد والوفد المرافق، ثمّ استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السراي الكبير مدير المخابرات المصرية على رأس وفد أمني مصري، بحضور اللواء حسن شقير والعميد طوني قهوجي. ووفق بيان صادر عن السراي، جرى خلال اللقاء بحث الأوضاع العامة في المنطقة، ولا سيما في غزة، وسبل تعزيز التنسيق بين لبنان ومصر في الملفات الأمنية والعسكرية، كما تطرّق النقاش إلى إمكان البناء على الأجواء الإيجابية التي أفرزها «اتفاق غزة» و»قمّة شرم الشيخ»، بما يساهم في دعم الاستقرار في لبنان وتثبيته، إضافة إلى متابعة تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية الصادر في تشرين الثاني الماضي.

وأشاد الرئيس سلام «بالدور المصري التاريخي في دعم لبنان في مختلف المراحل»، مؤكّداً أنّ «تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب يشكل أولوية وطنيّة تتكامل فيها الجهود اللبنانية مع الدعم العربي والدولي». وجدّد اللواء رشاد من جهته «وقوفَ مصرَ إلى جانب لبنان»، معربًا عن «استعداد القاهرة لتقديم كلّ ما يلزم للمساعدة في إنهاء التوتّر ودعم المؤسّسات الأمنية اللبنانية».

ويقرأ مراقبون الحراك المصري باعتباره إشارة إلى دخول القاهرة كلاعب مباشر في خط الاتصالات بين بيروت وتل أبيب عبر قنوات غير معلنة، بهدف اختبار النيات وضبط الإيقاع العسكري جنوباً ومنع توسّع الحرب، خصوصًا في ضوء الاتهامات بتكثيف الاعتداءات الإسرائيلية داخل العمق اللبناني في الأسابيع الأخيرة. وتضع أوساط سياسيّة هذا التحرك في خانة «محاولة تدويل التهدئة عبر رعاية عربية»، بحيث لا يبقى الملف محصوراً بالوسطاء الغربيين وحدهم، بل يرفد بغطاء مصري عربي ـ أمني يلقى قبولًا علنيًّا من الرئاسات اللبنانيّة.

وعرض رئيس الجمهورية مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي يشارك اليوم في منتدى اللقاء الإعلامي العربي الذي يُعقد في بيروت، الأوضاع العامة في المنطقة، في ضوء التطورات المتسارعة التي تشهدها، وموقف لبنان من الأحداث التي تجري ومساعيه التي يبذلها مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل الضغط على «إسرائيل» لوقف اعتداءاتها، والالتزام ببنود وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل اليه منذ قرابة العام.

ووسط تكتم شديد حيث لم تدل الموفدة الأميركية بأي تصريح من أي مقر ولم تلتقط الصور إلا في بعبدا، أفيد أن الرئيس عون مرتاح للقائه أورتاغوس وكل ما حكي عن تهويل وتهديد بالحرب تحمله المبعوثة الاميركية غير صحيح، وأن أورتاغوس طرحت في لقائها عون توسيع عمل لجنة «الميكانيزم» وأبدت جهوزية الإدارة الأميركية لمساعدة لبنان في طروحاته. أشادت أورتاغوس «بما حقَّقَهُ الجيشُ اللبنانيُّ في المرحلة الأخيرة»، مؤكِّدةً «ضرورةَ دعمِهِ على مختلف المستويات المادِّيّة واللوجستيّة»، ولا سيّما من قِبَل الجهات الدوليّة. ولفتت الموفدة الأميركيّة، وفق المصادر نفسها، إلى أنّ الإدارة الأميركيّة «مُهتمّة بلبنان ومُتَمسِّكة بسيادته».

وتطرّق النقاش إلى التطوّرات التي تَلَت اتفاق غزّة، وسط تشديدٍ على «أهمِّيّة الاستفادة من المناخ الإيجابي الذي أوجده هذا الاتفاق»، بحسب المصادر. كما جرى التداول في سُبُل تفعيل عمل «الميكانيزم»، وإيجاد الآليّات المناسبة لتطبيق «اتفاق 27 تشرين الأوّل» بشكل أوسع، بحيث «يشمل جميع الأراضي اللبنانية وصولًا إلى الحدود الشرقيّة»، وذلك «بهدف تثبيت الاستقرار على الحدود الجنوبيّة والشرقيّة معًا».

وأشارت المصادر إلى أنّ جزءًا أساسيًّا من البحث تناول ملفّ الحدود وضرورة منع أيّ توتّر مُستقبلي، من خلال توسيع آليّات التنسيق الميداني بما يضمن بسط سلطة الدولة على كامل الخطوط الحدوديّة.

كما أفادت مصادر عين التينة أن كلّ ما حكي عن أنّ أورتاغوس نقلت لبرّي تهديدات أمنيّة وتحدّثت عن حتميّة الحرب «غير صحيح». وأشارت معلومات صحافية إلى أن أورتاغوس طرحت أمام برّي خيارين الأول هو التفاوض المباشر مع «إسرائيل» والثاني التفاوض غير المباشر عبر لجنة الميكانيزم وربّما تتوسّع وتضمّ مدنيين وقد يكون هذا هو المخرج الذي يُعمل عليه. كما أن أورتاغوس نقلت لبرّي ما يُشاع عن تهريب أسلحة من سورية إلى لبنان وقالت إنّ الإدارة الأميركية لم تتأكد بعد من هذا الموضوع وهي لم تتبنَّ الرواية الإسرائيلية إنّما نقلتها كما هي وأكّدت المخاوف في حال ثبوتها. أما الرئيس بري فأكّد أنّ لبنان يقوم بدوره وملتزم بالاتفاقات الدوليّة واتفاق وقف إطلاق النار، والمطلوب التزام من جانب «إسرائيل». كما أكّد بري أمام أورتاغوس أنّ «الميكانزم هي المعنيّة بتطبيق ما تمّ الاتفاق عليه».

ونقلت مصادر مطلعة على أجواء لقاء الحكومة نواف سلام مع الموفدة الأميركيّة أنّ الأخيرة أبلغت سلام «معلومات من الجانب الإسرائيلي تفيد بأنّ حزبَ الله لا يزال يتسلَّح ويستعيد قوّته». وأوضحت المصادر أنّ هذا الطرح يمكن قراءته كرسالة تحذيريّة، لكن من دون لهجةٍ عالية أو تهديدٍ مباشر. وبحسب المصادر، شددت أورتاغوس على «أهمِّيّة التفاوض مع الجانب الإسرائيلي»، مؤكِّدةً أنّ هذا المسار يصبح «أكثر إلحاحا في ضوء ما تشهده المنطقة من تطورات متسارعة»، في إشارة إلى المخاوف من توسع التوتر الحدودي وما يرافقه من ضغوط إقليميّة، كما ركزت أورتاغوس خلال النقاش على «ضرورة سحب السلاح جنوب نهر الليطاني وشماله»، في تكرار للطرح الأميركي الدائم بشأن «حصر السلاح بيد الدولة اللبنانيّة» وتثبيت الاستقرار في الجنوب، مع ما يعنيه ذلك عمليًّا من المطالبة بتقييد حضور السلاح غير الشرعي في مختلف المناطق اللبنانيّة، وليس فقط ضمن الشريط الحدودي.

هذا وتحدثت أورتاغوس في السراي مطولًا عن لجنة الميكانيزم وعن طرح لبنان توسيعها لتضم مدنيين وتحدثت عن ضم مدنيين بمراكز عالية إلى اللجنة كوزراء أو مسؤولين في الدولة.

وأشارت معلومات أخرى إلى أنّ أورتاغوس التي التقت قائد الجيش العماد رودولف هيكل، التقت أيضاً وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيّد، على أن تناول اللقاء ملف الجنوب، وخصوصًا أوضاع المراكز الاجتماعية هناك ومدى جاهزيتها للاستجابة لأي تطورات محتملة خلال الأسابيع المقبلة.

وادعت هيئة البث الإسرائيلية أنّ «حزب الله نجح في تهريب مئات الصواريخ قصيرة المدى من سورية إلى لبنان خلال الأشهر الأخيرة»، كاشفةً عن «إحباط محاولات تهريب شحنات أسلحة بينما وصلت شحنات أخرى إلى مخازن الحزب في لبنان». وقالت إن «تل أبيب أبلغت واشنطن بتفاصيل عمليات تهريب السلاح عبر الحدود السورية – اللبنانية».

وتحدثت «يسرائيل هيوم» عن «تقديرات إسرائيلية رسمية بأن حزب الله يمتلك نحو 10 آلاف صاروخ»، وأضافت نقلاً عن مسؤولين: إن لم تستطع الحكومة اللبنانية نزع سلاح «حزب الله» فلن يكون هناك مفر من تنفيذ عملية مركزة ومحددة ضد أهداف للحزب.

وفي السراي، استقبل الرئيس نواف سلام في السراي وفداً نيابياً ضم نواباً من كتلة الوفاء للمقاومة، وكتلة التنمية والتحرير، والنائب جهاد الصمد وتحدّث باسمهم النائب علي حسن خليل الذي قال «إن هناك قانوناً نافذاً وعلى الحكومة اتخاذ الإجراءات التنفيذية له، وإجراء الانتخابات في وقتها المحدد، هذا الأمر الأساسي الذي ركزنا عليه، أي أن لا يكون هناك أي صيغ تؤجل أو تعطل إجراء الانتخابات في مواعيدها، أو صيغ تزيد الانقسام الحاصل في البلد وتتجاوز الحاجة إلى مناخ من التوافق حول إقرار قانون الانتخابات». وأضاف: «نقلنا للرئيس سلام أيضاً هواجسنا المتعلقة بمخاطر إقرار التعديل على القانون الحالي نتيجة غياب مبدأ تكافؤ الفرص وحرية الناخب في التعبير عن رأيه، تمنينا عليه أن يكون بموقع الحريص على عدم تعميق الانقسام وإيجاد المخرج اللازم للانطلاق بالخطوات اللازمة لإجراء الانتخابات في مواعيدها وفق القانون النافذ الذي يحدد إنشاء الدائرة 16 التي تمثل الاغتراب اللبناني. ونحن حريصون كل الحرص أن يشارك الاغتراب وأن يلعب دوره في هذا المجال».

أكد مصدران لـ»رويترز» أن الجيش اللبناني فجّر عدداً كبيراً من مخازن أسلحة حزب الله لدرجة أن المتفجرات التي بحوزته نفدت، وقال المصدران، أحدهما أمني والآخر مسؤول لبناني، إن النقص في المتفجرات، الذي لم تفد أي تقارير به من قبل، لم يمنع الجيش من تسريع وتيرة مهام التفتيش للبحث عن أسلحة مخبأة في الجنوب، بالقرب من «إسرائيل». وبحسب التقرير أشار أحد المصدرين ومسؤولان آخران مطلعان على أنشطة الجيش في الآونة الأخيرة إلى أن الجيش يكتفي الآن بإغلاق المواقع التي يعثر عليها بدلًا من تدميرها لحين وصول دفعات أميركية من العبوات الناسفة وغيرها من المعدات العسكرية.

ولفت المسؤولان الآخران المطلعان إلى أن عمليات التفتيش أسفرت عن العثور على تسعة مخابئ أسلحة جديدة في أيلول. وذكر المصدر الأمني أنه تم أيضًا إغلاق عشرات الأنفاق التي كانت الجماعة تستخدمها، ويجري تجنيد المزيد من الجنود للانتشار في الجنوب.

وبدأت اليونيفيل ترميم علامات الخط الأزرق التي تضررت خلال النزاع العام الماضي في خطوة مهمة للمساعدة في استعادة الاستقرار في جنوب لبنان. وقالت إنه ومنذ بدء العمل في 15 تشرين الأول في بلدة ميس الجبل، تم وضع خمس علامات جديدة.

وأشارت إلى تضرر علامات الخط الأزرق بشكل كبير خلال أعمال العنف العام الماضي. وإنَّ إعادة ترميم هذه العلامات تتطلب تنسيقاً وثيقاً مع الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي لضمان سير العمل بأمان، بما في ذلك تقييم الأضرار وإزالة الذخائر غير المنفجرة.

وقالت إنه وفي 22 تشرين الأول، في جنوب شرقي بلدة رميش، أحضر الجنود الصينيون برميلاً أزرق جديداً ومواد بناء عبر طريق تم تطهيره مؤخراً من الذخائر غير المنفجرة، فيما وفّر حفظة السلام الغانيون الأمن أثناء تنفيذ العمل.

الى ذلك لم يلتئم مجلس النواب في جلسته العامة أمس، التي كانت مخصصة لاستكمال الجلسة السابقة، بسبب عدم اكتمال النصاب، ما دفع رئيس المجلس نبيه بري إلى رفعها إلى موعد يُحدد لاحقاً.

وعقب رفع الجلسة، أكد نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب أن «عدم انعقاد الجلسة قد يكون بداية حلّ الأزمة»، مشيراً إلى أنّ «هذا القرار يعزز العودة إلى البحث عن قواسم مشتركة». وأضاف: «ما حصل اليوم ليس بعيداً عمّا يمكن أن يحصل في مجلس الوزراء غداً، فالنتائج مترابطة، وما يجري الآن يشير إلى بدء البحث عن حلول بدل إنتاج أزمات جديدة. الشعب اللبناني يريد أن يرى النواب والحكومة والعهد يتجهون نحو تفاهمات، لا نحو مزيد من التعطيل».

وفي ما يخصّ الخلاف حول قانون الانتخابات، أوضح بو صعب أن الحلّ «يحتاج إلى التشريع والحوار»، مجدداً موقفه المؤيد لأن «ينتخب جميع اللبنانيين، المقيمين والمغتربين، الـ128 نائباً»، معتبراً أنّ الوصول إلى هذه الصيغة «يتطلب نقاشاً جدياً وتشريعاً مسؤولاً».

ولفت إلى أنّ «اللجنة المكلفة درس قانون الانتخابات ما زالت قائمة، رغم تعليق مشاركة بعض القوى السياسية فيها»، مشدداً على أن «الأفضل ألا يُصار إلى تشريع في غياب شريحة واسعة من المكوّنات اللبنانية». وختم بالقول: «نأمل أن تشهد جلسة مجلس الوزراء (اليوم) خطوة إيجابية تخفف من حدة التشنج القائم، لأن المطلوب اليوم هو إيجاد آليات لتنفيس الاحتقان والتواصل بين جميع الأطراف».

 

 

 

 

 

"الشرق":

في خضم قرار دولي كبير يضع دول المنطقة بين حافتَي التسويات بالتفاوض أو الحرب على انواعها وفي ظل زحمة تحديات أمنية تزنّر لبنان، يحفل الأسبوع الجاري بالملفات المفتوحة على قلة من المعالجات اللبنانية، استوجبت حركة مكوكية لموفدين دوليين في اتجاه بيروت، ستُستكمل في الايام المقبلة، هدفها طرح افكار من شأنها تفادي اي تصعيد اسرائيلي عسكري ضد لبنان وحملت رسائل يفترض ان يتلقفها المسؤولون بوعي وحكمة وتبصر في مقتضيات المرحلة.

وعلى وقع الجولات المكوكية الاميركية والمصرية السياسية والامنية، استكمل الصراع الانتخابي على الحلبة النيابية وانتهت مرحلة الامس بفوز فريق اقتراع المغتربين لـ128 نائباً على رافضيه علناً او مواربةً، اذ تمكنوا من منع انعقاد الجلسة التشريعية بعدم توفير نصابها في رسالة قوية للثنائي الذي قام نواب منه امس بزيارة الرئيس نواف سلام واطلق المواقف نفسها التي اطلقها من قصر بعبدا اول امس رفضاً لتعديل قانون الانتخاب.

اورتاغوس في القصر

في قصر بعبدا، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون امس،نائبة الموفد الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس، يرافقها القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان كيث هاننغان والمستشار السياسي في السفارة ماثيو توتيلو. وتم خلال اللقاء البحث في الأوضاع العامة في البلاد والخطوات الواجب اعتمادها لاعادة الهدوء والاستقرار الى منطقة الجنوب. وفي هذا السياق، أكد الرئيس عون”ضرورة تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف الاعمال العدائية “الميكانيزم” ولا سيما لجهة وقف الخروقات والاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على لبنان وتطبيق القرار 1701 في الجنوب لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية”. كما شدد الرئيس عون على” ضرورة تمكين المواطنين الجنوبيين من العودة الى منازلهم وترميم المتضرر منها خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء”.

عند بري

وكانت الموفدة الأميركية بدأت جولتها في لبنان صباحاً، بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي عند العاشرة في عين التينة حيث استقبلها والوفد المرافق في حضور القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت كيث هانيغان والمستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان. تناول اللقاء عرض الأوضاع العامة والتطورات الميدانية المتصلة بالخروق والإعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان، اضافة الى عمل اللجنة الفنية الخماسية لمراقبة وقف النار (الميكانيزم) وتفعيل دورها”.

بعد بعبدا وعين التينة، توجهت اورتاغوس الى السراي للقاء رئيس الحكومة نواف سلام.

خياران؟

ووسط تكتم شديد حيث لم تدل الموفدة الاميركية بأي تصريح من أي مقر، افيد ان عون مرتاح للقائه أورتاغوس وكل ما حُكيَ عن تهويل وتهديد بالحرب تحمله المبعوثة الاميركية غير صحيح، وان أورتاغوس طرحت في لقائها عون توسيع عمل لجنة “الميكانيزم” وأبدت جهوزية الإدارة الأميركية لمساعدة لبنان في طروحاته. كما أفادت مصادر عين التينة ان كلّ ما حُكي عن أنّ أورتاغوس نقلت لبرّي تهديدات أمنيّة وتحدّثت عن حتميّة الحرب “غير صحيح”. واشارت معلومات صحافية الى ان أورتاغوس طرحت أمام برّي خيارين الأول هو التفاوض المباشر مع إسرائيل والثاني التفاوض غير المباشر عبر لجنة الميكانيزم وربّما تتوسّع وتضمّ مدنيين وقد يكون هذا هو المخرج الذي يُعمل عليه. كما ان أورتاغوس نقلت لبرّي ما يُشاع عن تهريب أسلحة من سوريا إلى لبنان وقالت إنّ الإدارة الأميركية لم تتأكد بعد من هذا الموضوع وهي لم تتبنَّ الرواية الإسرائيلية إنّما نقلتها كما هي وأكّدت المخاوف في حال ثبوتها. وأشارت معلومات اخرى الى أنّ أورتاغوس ستلتقي لاحقًا وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيّد، على أن يتناول اللقاء ملف الجنوب، وخصوصًا أوضاع المراكز الاجتماعية هناك ومدى جاهزيتها للاستجابة لأي تطورات محتملة خلال الأسابيع المقبلة.

وفد مصري

في الموازاة، وفيما جال الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط جولة على الرؤساء بدءا من بعبدا حيث اعلن انه لمس من الرئيس عون تفاؤلاً بالمستقبل وثقة بأن الأمور في لبنان تسير بالشكل السليم، التقى رئيس الجمهورية ايضا وفداً مصرياً برئاسة مدير الاستخبارات المصرية حسن رشاد ، وقد زار الوفد ايضا عين التينة وتابع مع الرئيس بري تطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة.ويفترض ان يلتقي عون ايضا بعد الظهر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

بن فرحان وبرّاك

وفي اطار المواكبة الدولية للتطورات الميدانية اللبنانية ولتفادي الاسوأ، كان أفيد عن جولة سيقوم بها الموفد السعودي يزيد بن فرحان على القيادات في الساعات المقبلة، الا انها أرجئت لايام قليلة، بينما يصل المبعوث الاميركي توم براك اليوم إلى بيروت للقاء الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش في محاولة وُصِفت بالحاسمة قبل وصول السفير الأميركي ميشال عيسى مطلع الشهر المقبل لاستكمال الاتصالات والضغوط الأميركية في الملف اللبناني، بحسب ما أفادت مصادر في البيت الأبيض.

رسالة لرئيس الحكومة

من جانبه، وعشية جلسة لمجلس الوزراء غدا يتصدر جدول اعمالها مشروع قانون وزير الخارجية للتخلي عن الست نواب والسماح للانتشار بالتصويت لـ128 نائبا، توجه نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان، بعد رفع الجلسة في ساحة النجمة الى رئيس الحكومة نواف سلام قائلاً “قُم بما يجب في جلسة الغد الأربعاء لأنّ وضع المجلس النيابي واضح وعليك أن تكون إلى جانب الأكثرية لأنّ لولاها لما كنت رئيساً للحكومة”، مشيرًا إلى أن “أملنا كبير في موقف الحكومة غداً”.

 

 

 

 

 

"الشرق الأوسط":

شهدت بيروت، أمس، زحمة موفدين تركزت لقاءاتهم مع رؤساء الجمهورية جوزيف عون، والبرلمان نبيه بري، والحكومة نواف سلام، على منع التصعيد في جنوب لبنان وتثبيت الاستقرار.

وأبرز الزائرين أمس المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، ومدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.

ووصفت مصادر لبنانية لقاءات أورتاغوس بـ«الجيدة والبنَّاءة». وأكدت أنها «لم تحمل التهديد والتهويل، إنما كانت واضحة بضرورة العمل على إنهاء الوضع القائم بسرعة كي يرتاح لبنان بشكل عام والجنوب بشكل خاص».

وعن زيارة رشاد، قالت المصادر إنه أكد استعداد مصر للمساعدة في التوصل إلى كل ما من شأنه أن يسهم في التهدئة وعودة الهدوء والاستقرار إلى لبنان.

من جانبه، تحدث أبو الغيط عن جهود مصرية - أميركية لمساعدة لبنان، مستبعداً عودة الحرب.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية