البناء: روبيو: نزع سلاح المقاومة أولوية… تعويم مؤسسة غزة لأن الأونروا تابعة لحماس

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 25 25|08:45AM :نشر بتاريخ

بعد سلسة مواقف كلامية مزعجة لكيان الاحتلال أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أرضت العرب والفلسطينيين، كما هو موقف ترامب الرافض لضم الضفة الغربية وليس للاستيطان فيها ولا لانفلات المستوطنين بلا ضوابط يقتلون ويستولون على الأراضي والحقول، أو كلام نائب ترامب جي دي فانس عن رفض أي حديث إسرائيلي عن العودة إلى الحرب، جاء كلام وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يوضح حجم الالتزام الأميركي بالضوابط والسقوف الإسرائيلية، معلناً أن أولوية الاتفاق الخاص بغزة هي نزع سلاح المقاومة مهدداً بنتائج وخيمة ما لم تقبل حماس بذلك، معبراً أن مجرد قبول الاتفاق يعني قبولاً يفرض التقيد به، بينما المقاومة وفي طليعتها حركة حماس في ردها على خطة ترامب حصرت موافقتها بما يعرف حتى الآن بالمرحلة الأولى وليس فيها أي ذكر لسلاح المقاومة، وتابع روبيو تأكيداته الإسرائيلية فانقلب على ما تضمنه الاتفاق من اعتماد المؤسسات الأممية لتوزيع المساعدات، ليقول بوضوح أن العمل يجري لتعويم مؤسسة غزة التي قتل الفلسطينيون على أبوابها، معتبراً أن منظمة الأونروا مجرد أداة تابعة لحركة حماس.
بالمقابل كانت القاهرة تستضيف حوار الفصائل الفلسطينية خصوصاً حركتي فتح وحماس، حيث ظهرت أرضيات جديدة للتفاهم، عبر عنها البيان الختامي للاجتماعات والبيانات المنفصلة لكل من فتح وحماس، والتي تلاقت على التأكيد على وحدة النظام السياسي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وعلى تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وكان اللافت صدور إشارات واضحة من حماس حول دور محوري للسلطة الفلسطينية في إدارة غزة.
في لبنان قلق كبير من أن يكون لبنان قد تم شطبه من لائحة الدول المصدرة للنفط والغاز في المنطقة، وأن تكون هذه أحد أهداف الحرب التي شنت عليه ولا تزال، خصوصاً أن المنطقة العازلة التي يسعى الأميركي والإسرائيلي إلى فرضها حدودياً، تشكل الامتداد البري للمناطق البحرية التي يفترض أنها الأكثر غنى بالثروات النفطية والغازية، ويزداد القلق لدى الخبراء من تورط شركة توتال بمخطط شطب لبنان تنفيذاً لالتزام سياسي فرنسي بتولي المهمة بطلب أميركي إسرائيلي، مع الإشارات المثيرة للانتباه في تكرار التقارير الصادرة عن الشركة التي تعلن خلو الحقول التي فتحت فيها آبار استكشافيّة من أي مؤشرات إيجابيّة.

فيما تستمرّ حملة التهويل الداخلية والخارجية بحربٍ إسرائيلية واسعة على لبنان، يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على الجنوب والبقاع، فيما لم تتبلغ المراجع الرسمية وفق معلومات «البناء» أي موعدٍ لزيارة مبعوثين أميركيين إلى بيروت حتى الساعة، باستثناء زيارة للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس للمشاركة في اجتماع لجنة «الميكانيزم» مع ترجيح وصول السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى مطلع الشهر المقبل. وتشير معلومات «البناء» إلى أنه وبعد إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ «إسرائيل» أجهضت مقترحاً أميركياً للحلّ، لم يعرض الأميركيون أيّ جديد باستثناء الإصرار بدعوة لبنان للتفاوض المباشر مع «إسرائيل» للتوصل إلى حلّ.

وتضيف المصادر أنّ إرباكاً يسود أركان الدولة اللبنانية حيال كيفية التعامل مع الضغوط الأميركية الكبيرة على لبنان بموازاة التصعيد العسكري الإسرائيلي. غير أنّ المصادر توضح أنه لم يصل كلام رسمي من مسؤولين أميركيين أو أوروبيين أو عرب بأن “إسرائيل” ستشنّ حرباً واسعة على لبنان، بل رسائل تحذير من أن “إسرائيل” ستصعّد عسكرياً باستهداف أماكن وأهداف جديدة لحزب الله وبيئته بحال لم تلتزم الحكومة اللبنانية بقراراتها بنزع سلاح الحزب وبسط سيطرتها على كامل أراضيها.
وأشارت أوساط عسكرية وسياسية لـ”البناء” إلى أنّ “إسرائيل” تدّعي أنها تضرب أهدافاً عسكرية لحزب الله، بل هي تتقصّد استهداف ما تدّعيه أنه مراكز عسكرية داخل مناطق مأهولة بالسكان لترهيب المواطنين والضغط على بيئة المقاومة وبالتالي على قرار الثنائي حركة أمل وحزب الله الذي يرفض التفاوض المباشر مع “إسرائيل” والتنازل عن الحقوق السيادية والوطنية، وتساءلت هل استهداف الآليات في المصيلح وقبلها قتل المهندسين واستهداف عائلة في بنت جبيل هو ضد أهداف عسكرية؟

ميدانياً استهدفت مسيرة “إسرائيلية” سيارة في منطقة تول قرب النبطية، أدت إلى استشهاد عنصر في حزب الله، هو حسين العبد حمدان من ميس الجبل وكان أصيب بانفجار أجهزة البيجر العام الماضي. واستهدفت غارة إسرائيلية محيط منزل مدمّر في ميس الجبل من دون وقوع إصابات.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة، أنّ “غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة زوطر الغربية قضاء النبطية أدت إلى ارتقاء شهيد وإصابة مواطن بجروح. وألقت محلقة إسرائيلية قنبلتَين على وادي العصافير في مدينة الخيام”.

وأعلن جيش الاحتلال عن “اختتام تمرين الفرقة 91 بهدف رفع الجاهزية العملياتية في الدفاع والهجوم على الحدود اللبنانية بحراً وجواً وبراً”.
بدوره، أكد قائد القوات الدولية في الجنوب، اللواء ديوداتو ابانيارا خلال استقباله وزير الخارجية يوسف رجي، مواصلة الجنود التعاون مع الجيش اللبناني خلال المرحلة الانتقالية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 ودعم صمود الأهالي رغم تخفيض الموازنة، فيما قال رجي: ما شاهدته من دمار خلال جولتنا الميدانية على الحدود يزيدنا تصميماً على ضرورة تحرير الأراضي اللبنانية ودعم الجيش اللبناني في جهوده لبسط سيادة الدولة وتطبيق قرار 1701، وتنفيذ قرار الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة واستعادة قرار الحرب والسلم”.

وانتقدت جهات مطلعة في الثنائي الحملات الإعلامية الضخمة التي تشارك فيها قنوات محلية وفضائيات ومحللون وخبراء عسكريون للتسويق لنظرية الحرب الإسرائيلية الكبيرة والحاسمة لضرب حزب الله والمقاومة، مشيرة لـ”البناء” إلى أنها تخدم المخطط الأميركي ـ الإسرائيلي بإخضاع الشعب اللبناني والدولة والمقاومة للتهديدات من دون الذهاب إلى حرب تتحمّل “إسرائيل” والولايات المتحدة كلفتها البشرية والمادية. وتضيف الجهات: المقاومة لا تنكر أنّ المرحلة دقيقة وصعبة للغاية وأنّ الإسرائيلي مصلحته الاستمرار بالحروب شرط عدم تحمّل كلفتها المرتفعة، لكن المقاومة في لبنان لن تألو جهداً لترميم وتعزيز قدراتها على كافة الصعد للتحضير لأي عدوان إسرائيلي كبير يستهدف لبنان. وبيّنت الجهات أنّ الضغوط على المقاومة في لبنان لن تتوقف وقد نبقى على هذا الوضع الميداني لأشهر وربما عام إضافي، ولا أفق لمفاوضات حتى الساعة، وبالتالي الضغوط مستمرة لأنّ المقاومة تقف في خندق المواجهة مع المشروع الأميركي والإسرائيلي للمنطقة.

وشدّدت الجهات على أنّ لبنان لن يقدّم تنازلات سيادية وأمنية واقتصادية لـ “إسرائيل” بل سيواجه بالدبلوماسية والوحدة الوطنية وبقوة مقاومته حتى استعادة الحقوق.
في المواقف، أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب إلى أنّ “العدو إذا أيقن في غزة أنه قد خسر الرهان، فاضطر إلى وقف القتال، واستبدل الترهيب بشنّ الحرب على لبنان، فليس ذلك إلا ليحاول أن يفرض علينا بالترهيب والضغط النفسي ما عجز عن تحقيقه بالقتال، وهو لن يفلح في ذلك، وعلى السلطة اللبنانية أن تواجه هذه المحاولات بالمزيد من وحدة الموقف داخل الحكومة، والشعب اللبناني بالوحدة الوطنية المسنودة بالحق والمنطق، وإلا تخضع السلطة لمنطق التهديد والضغوط والابتزاز، وأن تكون أمينة لمسؤولياتها الوطنية، مؤكداً أنّ “النصر صبر ساعة، وعلى السلطة إذا كانت تريد بناء دولة حقيقية أن تبني أولاً مع رعاياها الثقة، فهي السند الحقيقي لها، وهي أهم من كلّ دعم خارجي. فأنتم سلطة الشعب لا سلطة الخارج على الشعب”.
ورأى أنه “لا داعي لكلّ هذه الجلبة وذلك الضجيج حول تعديل قانون انتخابي نافذ، طالما أنّ اقتراع المغتربين ليس فيه تكافؤ فرص بين القوى السياسية المتنافسة. فانعدام هذا التكافؤ يُسقِط دستورياً أيّ قانون انتخابي، لأنّ حرية الحركة الانتخابية يجب أن تكون متاحة للجميع، وليس لقوى دون أخرى تتعرض للتضييق والاستفراد من جهات دولية فاعلة، وشريكة بشكل أو بآخر في ما تتعرض له منطقتنا من مظالم”.

كما أكّد الخطيب، خلال استقباله السفير السعودي في لبنان وليد بخاري في مقر المجلس في الحازمية، “ضرورة استعادة الناس ثقتهم بالدولة التي يُفترَض أنْ تهتمّ بشؤون الناس الحياتية والاجتماعية والأمنية قبل أيّ شيء آخر، وبعدها يمكن البحث في كل الشؤون الأخرى”.
واتفق الطرفان على وجوب بذل أقصى الجهود لتحقيق الاستقرار ودور الدولة في ذلك. وقال الشيخ الخطيب: “لا يجوز أنْ يبقى ما يشعر به الناس بتجاهل الحكومة لهموم المهجّرين والنازحين”، مشدّداً على أنّ “المكوّن الشيعي لم يكن في أي يوم من الأيام عامل تفريق أو انفصال، بل عامل وحدة وجمع”.
من جهته، أكّد بخاري أن “لا خصومة للمملكة مع المكوّن الشيعي في لبنان ولا في الخارج”، مشدّداً على “عدم استبعاد أيّ مكوّن لبناني في الدولة”، قائلاً: “هذه هي روحية اتفاق الطائف”.
بدوره، أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة أنّ “ما تقوم به “إسرائيل” من غارات وقتل وإرهاب وعدوان على الجنوب والبقاع لن يزيدنا إلا تمسكاً بالضامن المقاوم، وهو نفسه تماماً يحسم ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وذلك كأساس لا بديل عنه في الدفاع والسيادة الوطنية”.

ولفت إلى أنّ “حكومة التنازلات السيادية مطالبة بموقف شريف من قضايا هذا البلد، سواءٌ بخصوص الترسيم البحري مع قبرص الذي تخلّت بموجبه عن خمسة آلاف كيلومتر مربع من المياه اللبنانية الاقتصادية الخالصة لصالح قبرص، أو صفقة الغبن أو التدليس الصارخ مع شركة توتال بخصوص البلوك رقم 8، كلّ هذا فضلاً عن بدعة الوصاية الجديدة للخارج التي زرعها وزير العدل فوق دواوين كتّاب العدل، والتي تلاقي حاكم المصرف المركزي المهووس بأمركة المصرف وقواعد عمله، وكأنّ البلد سوق خارجية للبيع البخس، والأمثلة كثيرة. فلبنان ما زال مهدداً بالفشل الوطني وبالكيد الحكومي والمشاريع الدولية التي تعمل على إعادة تطويبه وابتلاع سيادته بكل الإمكانات، خاصة أن جماعة اللوبي السياسي الشهير بالانتفاع الوطني تحوّلوا باعة أوطان”.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء