الأنباء: جنبلاط يحذّر من رواسب نظام الأسد... والتصعيد الإسرائيلي مستمر

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 25 25|08:00AM :نشر بتاريخ

رغم انشغال الوسط السياسي بالجدال العقيم حول قانون الانتخاب، إلّا أنّ تصريحات الرئيس وليد جنبلاط أخذت النقاش في البلاد إلى مكانٍ آخر. تحذير جنبلاط من وجود ضباط سابقين تابعين لنظام الأسد في لبنان، دفع مراقبين إلى طرح مدى خطورة أن يكون لبنان بيئةً حاضنةً لمجرمين ارتكبوا فظائع على مدى عقود، وفرّوا ليلة سقوط الأسد ليحتموا بين اللبنانيين ويُهدّدوا الأمنين اللبناني والسوري.

وعن ملف السويداء، اختصر جنبلاط المشهد بثلاث كلمات: تحقيق، وعدالة، وقصاص، مؤكداً ضرورة انتظار نتائج التحقيق الدولي والمحلي، الذي كان أول من طالب به، لمعالجة ذيول الأحداث الأليمة التي شهدتها السويداء.

 

في هذه الأثناء، تستمرّ التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان بوتيرتها التصاعدية، من خلال استباحتها الأجواء اللبنانية بالطيران الحربي والمسيرات التي تتعقّب السكان الجنوبيين في كل تحرّكاتهم، كما حصل بالأمس، ما أدّى إلى استشهاد عباس حسن كركي من بلدة تول.

واستناداً إلى معلومات خاصة بجريدة "الأنباء"، فإنّ ذلك لم يكن ليحصل لولا الضوء الأخضر الأميركي.

 

وعلى وقع الكلام التحذيري الذي أطلقه قبل أيام الموفد الأميركي توم برّاك، يعيش لبنان حالة ترقّب ثقيلة، في ظلّ توسيع إسرائيل بنك أهدافها ليشمل غالبية المناطق اللبنانية، بذريعة أنّ "حزب الله" يمتنع عن تسليم سلاحه ويعيد بناء قدراته القتالية — تلك المعزوفة المضلّلة التي تحاول إسرائيل من خلالها استمالة الرأي العام العالمي للوقوف إلى جانبها في حربها على لبنان وغزة.

 

جنبلاط

وفي حديثٍ إلى "الإخبارية السورية" للمرة الأولى، حذّر الرئيس وليد جنبلاط من رواسب النظام السابق الكثيرة في جبل العرب وفي مناطق أخرى في سوريا، مشيراً إلى أنه يُحكى عن وجود رموز للنظام السابق في لبنان.

وأوضح أنّ هناك نظرية لدى بعض المسؤولين في الأمن اللبناني مفادها أنّ هؤلاء أتوا إلى لبنان وليس بحقّهم مذكّرات جلب من قبل السلطات السورية، وقد تكون هذه حجّة، لكن لا بدّ من الخلاص منهم لأنهم يشكّلون خطراً على لبنان وسوريا.

وحول معالجة ذيول الأحداث الأليمة التي شهدتها محافظة السويداء، أكّد جنبلاط أنّ محاسبة مرتكبي الجرائم هي مدخل أيّ حلّ. وفيما كشف أنّ مذكّراته ستصدر في الأشهر المقبلة، انتقد جنبلاط محاولات تزييف الوقائع، مشيراً إلى أنّ البعض وصل إلى حدّ تغيير الاسم التاريخي للسويداء، وأعادنا بذلك إلى العهد القديم، وهذا تحريفٌ للتاريخ العربي والوطني للسويداء التي هي جزء لا يتجزأ من الوطن السوري.

 

التصعيد الإسرائيلي

وسط هذه الأجواء، وصفت مصادر أمنية ما يجري على الساحة اللبنانية بأنّه خطير جداً، وقد بات ينذر بحربٍ على نطاقٍ أوسع إذا ما استمرّت الأمور على هذا النحو، وذلك في ظلّ غياب الضغط الدولي الكافي للجم إسرائيل عن الاستمرار في اعتداءاتها وإرغامها على تنفيذ القرار 1701 بالقوّة.

وأبدت المصادر تخوّفها من تكثيف إسرائيل اعتداءاتها على لبنان في الأيام التي تسبق اجتماع "الميكانيزم" الذي سيُعقد في الناقورة أواخر هذا الشهر، بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، وذلك لحشر لبنان في زاوية الاتهامات الإسرائيلية لـ "حزب الله" بالخروق التي ارتكبها منذ بدء سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، بحسب ما كشفه مصدر أمني إسرائيلي لشبكة "سكاي نيوز".

 

وأوضح المصدر أنّ إسرائيل قدّمت إلى لجنة وقف الأعمال العدائية المشتركة، المعروفة بالـ"ميكانيزم"، ما مجموعه 1734 شكوى تتعلّق بانتهاكات نُسبت إلى "حزب الله".

وأضاف أنّه طُلب من الجيش اللبناني التعامل مع 840 شكوى من هذه الحالات، وقد أبلغ اللجنة أنّه عالج 528 منها.

 

واعتبرت المصادر الأمنية أنّ تكثيف تحليق المسيرات الإسرائيلية فوق الضاحية الجنوبية وبيروت يعني أنّ إسرائيل بدأت توسيع بنك أهدافها لزيادة الضغط على لبنان من أجل الإسراع في سحب سلاح "حزب الله"، تمهيداً للدخول في مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل، كما حصل في سوريا، حيث تراجعت حدّة الغارات هناك رغم الوجود الإسرائيلي في الجنوب السوري.

وقال المصدر إنّ زيادة الغارات على لبنان تنذر بمسارٍ تصعيديّ خطير قد يصل إلى الضاحية وبيروت إذا بقي "حزب الله" على موقفه الرافض لتسليم السلاح، كاشفاً عن تحذيراتٍ تلقّاها مسؤولون لبنانيون من تصعيدٍ عسكري إسرائيلي ضد لبنان ابتداءً من منتصف تشرين الثاني المقبل، وبالتحديد على مناطق الثقل لـ"حزب الله" في الضاحية والجنوب والبقاع، وذلك بضوءٍ أخضر أميركي.

 

 يوم الأمم المتحدة

بمناسبة يوم الأمم المتحدة في 24 تشرين الأول، أكّد رئيس الجمهورية جوزاف عون في تصريحٍ له أنّ هذا اليوم يُذكّر بالمبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة قبل ثمانين عاماً، والمتمثّلة بالسعي إلى إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب والعيش بسلامٍ وحُسنِ جوار، والإيمان بالحقوق الأساسية للإنسان وكرامة الفرد، وبالحقوق المتساوية لجميع الأمم، صغيرها وكبيرها.

وقال: "كأنّ ميثاق الأمم المتحدة بمثابة رسالة عن لبنان، وعن نضاله من أجل سيادة دولته واستقلال قراره وحرية شعبه"، مقدّماً التهاني للأمم المتحدة في يومها، ومتمنّياً لها تحقيق أهدافها النبيلة.

 

بلاسخارت

وبالمناسبة نفسها، اعتبرت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت أنّ لبنان يمرّ بمرحلة مفصلية من تاريخه الحديث ستحدّد مساره المستقبلي، مشيرةً إلى أنّ لبنان كان واحداً من الدول التي شاركت في تأسيس منظمة الأمم المتحدة، كمحاولة لتجنيب البشرية مزيداً من المعاناة بعد الدمار الذي خلّفته الحرب العالمية الثانية.

وأضافت: "يمرّ يوم الأمم المتحدة هذا العام في ظلّ حالة عدم اليقين التي يعيشها لبنان، فبعد تصاعد الأعمال العدائية في عام 2024، بذلت السلطات اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية جهوداً كبيرة أعادت الحياة إلى عددٍ من بنود قرار مجلس الأمن الدولي 1701".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الأنباء الالكترونية