افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 25 أكتوبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 25 25|07:56AM :نشر بتاريخ
"النهار":
بقي الوضع الميداني المتسم بسخونة في واجهة المشهد اللبناني إذ نقل عن مصادر أوروبية أن ضربة إسرائيلية موسعة ضد لبنان قد تكون مسألة وقت فقط.
فيما تتصاعد المؤشرات المقلقة حيال احتمال قيام إسرائيل بحرب متجددة واسعة على “حزب الله” كانه امر محتم ينتظر فقط التوقيت الإسرائيلي، يبدو الواقع اللبناني امام سخونة متدرجة على مقلبين يتشاطران الاخطار الكبيرة: مقلب مواجهة التصعيد الميداني المتدرج وما يرتبه من احتمالات وسيناريوهات معقدة ان في مواجهة احتمال الحرب وان في استكشاف إمكانات التفاوض لتجنب كأس تجدد الحرب، ومقلب التسخين السياسي الداخلي الذي بدأ يأخذ وجها شديد الدقة والجدية مع التصعيد اللافت للمواقف المتواجهة حيال ملف قانون الانتخاب وتصويت المغتربين. وليس من باب المصادفات ان تتحول المبارزة حيال ملف اقتراع المغتربين إلى اداة تحشيد طائفية على النحو الذي ذهب اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لكي يحجب تعطيله للأصول الدستورية وتجاوزه لنظام المجلس نفسه في تمنعه عن ادراج اقتراح قانون معجل مكرر للأكثرية النيابية المؤيدة لاقتراع المغتربين لمجموع أعضاء مجلس النواب، انبرى في الساعات الأخيرة لتطييف الخلاف ومذهبته مدرجا أي تعديل لقانون الانتخاب في سياق ما وصفه عزل طائفة الامر الذي استدعى ردودا عليه من قوى الأكثرية.
وسط هذه الأجواء وصل رئيس الحكومة نواف سلام إلى روما تمهيدا للقاء البابا لاوون الرابع عشر اليوم في الفاتيكان.
إذاً بقي الوضع الميداني المتسم بسخونة في واجهة المشهد اللبناني إذ نقل عن مصادر أوروبية أن ضربة إسرائيلية موسعة ضد لبنان قد تكون مسألة وقت فقط. وتزامن ذلك مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن “اختتام تمرين الفرقة 91 بهدف رفع الجاهزية العملياتية في الدفاع والهجوم على الحدود اللبنانية بحرا وجوا وبرا”. وكتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على “أكس”: “اكتمل تمرين مكثف استمر خمسة أيام لقوات جيش الدفاع بقيادة الفرقة 91 بهدف رفع مستوى الجاهزية لسيناريوهات الطوارئ القصوى في مجال الدفاع، والاستجابة السريعة للأحداث المفاجئة، بما في ذلك استدعاء قوات الاحتياط وحشد القوات، والانتقال إلى الهجوم، وكل ذلك مع استخلاص العِبر والدروس من عامين من القتال في كافة الساحات .تم تكييف سيناريوهات التمرين وفق الوضع العملياتي بعد القتال في جنوب لبنان، والذي خلاله تضررت القدرات العملياتية لمنظمة حزب الله الإرهابية”.
ونقلت محطة سكاي نيوز عربية عن مصدر أمني إسرائيلي قوله “أننا نرصد محاولات من حزب الله لترميم كل قدراته بما فيها “الاستراتيجية” ولن نسمح بذلك” وأكد “أننا نقوم بإرسال مواقع سلاح ونشاط حزب الله للجنة التنسيق ونتحرك إذا لم تتصرف”. واشار الى انه “عندما يكون هناك تهديد فوري في لبنان نهاجمه دون إرسال تنبيه مسبق للجنة”. ولفت الى ان “حزب الله لم يعد يمتلك نفس القدرات التسليحية ولا القدرات القيادية وفقد قدرته بتنظيم هجوم منسق إلى حد بعيد”.واضاف: “نحن نتدرب على سيناريو الحرب ونعدّ لحزب الله قدرات ومفاجآت جديدة إذا ما اندلعت الحرب”. وهدد المصدر قائلًا: “إما أن تنزع الدولة اللبنانية سلاح حزب الله أو ستقوم إسرائيل بذلك”، مؤكدا “لن نسمح لحزب الله بترميم قدراته”.
وفي جديد الوضع الميداني استهدفت امس مسيرة اسرائيلية سيارة في منطقة تول قرب النبطية، أدت الى مقتل عنصر في “حزب الله”، هو حسين العبد حمدان من ميس الجبل وكان أصيب بانفجار أجهزة البيجر العام الماضي. واستهدفت غارة إسرائيلية محيط منزل مدمر في ميس الجبل من دون وقوع إصابات. وأعلن المتحدث بإسم الجيش الاسرائيلي أن “الجيش هاجم في منطقة النبطية في جنوب لبنان وقضى على المدعو عباس حسن كركي مسؤول الشؤون اللوجستية في قيادة جبهة الجنوب في حزب الله”.واضاف “لقد قاد عباس كركي في الفترة الأخيرة وأشرف على عمليات اعادة اعمار قدرات القتال في حزب الله وساهم في المحاولات لاعادة اعمار بنى تحتية جنوب نهر الليطاني والتي تم تدميرها خلال الحرب وخاصة خلال عملية سهام الشمال. كما شغل منصب مسؤول اعمار بناء القوة في حزب الله وأدار عمليات لنقل وتخزين وسائل قتالية في جنوب لبنان. كما شغل على مدار السنوات الأخيرة سلسلة من المناصب في حزب الله”.
وفي مناسبة “يوم الأمم المتحدة” امس جال وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، على متن طوافة تابعة لقوات الطوارئ الدولية فوق القرى الحدودية الجنوبية، وتفقد الخط الأزرق والنقاط الخمس التي تحتلها إسرائيل، و.اطّلع على حجم الدمار الذي خلّفته الاعتداءات الإسرائيلية. وفي مقرّ القوات الدولية في الناقورة استقبله قائد اليونيفيل اللواء ديوداتو ابانيارا ورافقه في جولة ميدانية، ثم دوّن رجي كلمة في السجل الذهبي عبّر فيها عن اعتزازه بزيارة القوات الدولية بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، مشيداً بالدور الذي تضطلع به اليونيفيل في حفظ السلام والاستقرار والتضحيات التي قدمها جنودها من أجل لبنان.وأعرب رجي عن تقديره لتضحيات القوات الدولية، وناقش مع قائدها مستقبل عمل اليونيفيل بعد انتهاء ولايتها المقررة نهاية عام 2026.وقال رجي: ما شاهدته يزيدنا تصميماً على ضرورة تحرير الأراضي اللبنانية ودعم الجيش اللبناني في جهوده لبسط سيادة الدولة وتطبيق قرار 1701، وتنفيذ قرار الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة واستعادة قرار الحرب والسلم”. واختُتمت الزيارة بمشاركة الوزير رجي في احتفالٍ أقيم في مقر القوات الدولية بمناسبة مرور ثمانين عاماً على توقيع ميثاق الأمم المتحدة.
من جهتها، اعتبرت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، في بيانٍ أنّه “يحلّ يوم الأمم المتحدة هذا العام في ظلّ حالةٍ من عدم اليقين يمرّ بها لبنان. فبعد تصاعد الأعمال العدائية في العام 2024، بذلت السلطات اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية جهودًا كبيرة أعادت الحياة لعددٍ من بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 (2006) بعد سنواتٍ من الجمود. وتابعت: “لقد خلّف التاريخ آثارًا لا تُمحى، ولا تزال الأسباب الجذرية للأزمات المتكرّرة في الماضي دون معالجةٍ حقيقية. ومع ذلك، فإن الجهود الجماعية لدعم مسيرة لبنان الشاقة والشجاعة لا تزال مستمرّة. ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً ويتطلّب عملاً دؤوبًا على المستويين الداخلي والإقليمي، فقد أكّد لبنان بوضوح أنه لا عودة إلى الوراء عن مسار التقدّم الذي اختاره. لقد عانى لبنان، على مدى تاريخه، من إخفاقات سياسية واقتصادية ممنهجة، لكن شعبه لم يكن يومًا مصدر هذا الفشل”.وختمت: “ستواصل الأمم المتحدة الوقوف إلى جانب الدولة اللبنانية وشعبها، سعيًا لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع”.
في المشهد السياسي اثارت مواقف رئيس مجلس النواب الأخيرة موجة ردات فعل نيابية، فتوجّه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل إلى بري سائلا ومستغربا “بأي قاموسٍ تُعتبر ممارسة مئات آلاف اللبنانيين المغتربين، من كل الطوائف والمناطق، ودون أي تمييز، حقَّهم الدستوري في تقرير مصير بلدهم “عزل طائفة”؟ من يحاول عزل الطائفة عن بقيّة اللبنانيين هو من يرفض منطق الدولة والمساواة، ويتمسّك بسلاحه وبارتباطه الأيديولوجي بإيران، رغم تخلّيها عنه في أصعب الأوقات.”وأضاف: “بكل الأحوال، رأيُك لا يمنحك الحق في منع المجلس من حسم هذا النقاش بجلسة عامة. فالمجلس، هو الذي يُمثّل جميع اللبنانيين، وهو من يملك القرار”.
كما صدر عن حزب “القوات اللبنانية”، بيان استغرب “اعتبار تصويت المغتربين شكلاً من أشكال العزل، فيما غير المقيمين ينتمون إلى كل الطوائف دون استثناء. أما حرمانهم من التصويت في دوائر نفوسهم لجميع نواب الأمة، كما يفعل الرئيس بري، فهو العزل بعينه” . واستهجن “وصف الممارسة الدستورية التي بدأت تشقّ طريقها للمرة الأولى بأنّها “عزل لطائفة”، فيما الانقلاب المتكرر على هذه الممارسة هو الذي عزل الدولة وطوائفها وشعبها على مدى خمسةٍ وثلاثين عامًا”.وُذكَّر بري “بأن السبب الرئيسي لزيارة الوفد النيابي للمسؤولين هو امتناعه عن الاحتكام إلى المؤسسات والنظام الداخلي للمجلس والأعراف المتبعة. فالمسألة ليست وفدًا في وجه وفد، بل استمرارًا في رفض وضع اقتراح القانون المعجّل المكرّر لإلغاء المادة 112 على جدول الهيئة العامة لتقرِّر الإلغاء من عدمه، ومع الأخذ في الاعتبار ان الوفد النيابي لقوى المعارضة يمثِّل الأكثرية في مجلس النواب. وأما قوله إن “الحكومة لا يحقّ لها إرسال قانون إلى مجلس النواب بوجود قانون ساري المفعول”، فهرطقة دستورية صريحة، لأن الحكومة التي تتقدّم بمشاريع قوانين، تتقدّم بالتعديلات المطلوبة، .من واجبات الحكومة الأساسية أن تقترح تعديلات على القوانين النافذة متى اقتضت الحاجة”.
"الأخبار":
تحتفظ غزة بوقف إطلاق نار هش، فيما تدور قصة مختلفة تماماً شمالاً: الجيش الإسرائيلي يُنفّذ موجة متصاعدة من الهجمات في العمق اللبناني، وتحديداً ضد مواقع مرتبطة بحزب الله، وبإشراف أميركي مباشر من داخل غرف القيادة الإسرائيلية، في مشهد يعكس انتقال واشنطن من دور «الوسيط» إلى دور «الشريك في إدارة التوازن».
فبحسب ما بثّته القناة الإسرائيلية «كان»، يوجد اليوم ضباط أميركيون داخل مقر القيادة الشمالية في صفد، يتابعون العمليات لحظة بلحظة. هذا يعني أن كل هجوم في لبنان يُنفّذ بـ«ضوء أخضر» أميركي، يُمنح قبل الضغط على الزناد، وهو تطور مهم في طبيعة الدور الأميركي.
ومن الواضح أن الرسائل من خلف هذه الضربات، ليس استهداف حزب الله فقط، بل القول إن واشنطن ليست مع وقف النار في لبنان، وإنما مع «ضبط الإيقاع» فقط، وكل ذلك يتم بسبب فشل الرهان على تفكيك سلاح حزب الله. يقود ذلك إلى الاستنتاج بأن إسرائيل تتحول من انتظار الحل السياسي إلى استخدام الضغط العسكري المتدرّج، ولو أن ما يجري قد لا يدل على حرب واسعة فورية، لكنه يؤشر إلى شكل جديد من «إدارة الجبهة».
يحصل ذلك، في الوقت الذي كان لبنان يتلقى بصورة رسمية وغير رسمية أن الإدارة الأميركية لا تجد ما يدفعها إلى الاهتمام به. وهو ما انعكس وقفاً فعلياً للاتصالات مع المبعوثين الأميركيين من جهة، وتصعيداً في اللهجة ضدّ سياسات الحكومة عبرت عنه المفاوضات السيئة جداً للبنان مع صندوق النقد الدولي، وزيادة التهديد بتوسيع العدوان الإسرائيلي على لبنان. مع العلم أن جهات لبنانية، موجودة في بيروت أو تعمل في الخليج، هي من يتولى تسويق التسريبات الإسرائيلية حول قرار برفع مستوى الضغط العسكري على لبنان، رداً على عدم قيام الدولة بنزع سلاح حزب الله.
تبلغ لبنان أنه سيبقى مُهملاً حتى إشعار آخر، مقابل تغطية أميركية لرفع مستوى الهجمات رداً على عدم نزع سلاح المقاومة
وكانت مصادر دبلوماسية قد أوضحت أنه من غير المتوقّع حصول أي تعديل في الاستراتيجية الإسرائيلية القائمة في لبنان، حيث تُنفّذ الغارات اليومية وعمليات الاغتيال من دون أي محاسبة أو متابعة. وقالت هذه المصادر إن لجنة الـ«ميكانيزم» لا يبدو أنها مقبلة على تغييرات في الأداء، خصوصاً أن رئيسها تحدّث كثيراً عن أن إسرائيل لديها أدلة على قيام حزب الله بخروقات كبيرة للاتفاق، متبنّياً السردية الإسرائيلية التي تبرّر الغارات بأنها ردّ على عدم معالجة الجيش اللبناني للخروقات التي يتم الإبلاغ عنها بصورة مُسبقة.
في هذا السياق، نشرت قناة «كان» الإسرائيلية أمس، معلومات حول التنسيق القائم بين تل أبيب وواشنطن بشأن لبنان. وقالت إنه «في الوقت الذي يُحافَظ فيه على وقف هشٍّ للحرب في غزة، فإن قصة أخرى تدور على الحدود الشمالية». وتحدث المراسل العسكري في القناة إيتاي بلومنطال، عن ما يحصل، فقال: «كما في غزة، فإنه يوجد أيضاً في الشمال آلية أميركية من شأنها الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار، وهناك ضباط أميركيون يتواجدون في مقر قيادة الجبهة الشمالية في صفد (…) كل شيء يتم حسب خطط الولايات المتحدة».
وأضاف: «من المفترض أن يُنزَع سلاح حزب الله وفقاً لقرار حكومة لبنان، وبما أن اللبنانيين لا ينجحون في ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي بالتأكيد يهاجم». وتابع: «رغم القرار الدراماتيكي الذي أنتج أملاً في إسرائيل بأن حزب الله، سيفكك سلاحه، وسيكون هناك كيان واحد في لبنان، يكون مقبولاً أيضًا من إسرائيل، إلّا أننا نرى أن حزب الله يواصل التعاظم، يواصل المحاولة والتزوّد بالسلاح، ويرفض تفكيك سلاحه، وربما هذا هو الأمر المركزي. في إسرائيل».
في هذه الأثناء، نُشر في إسرائيل أمس بيانات حول المناورة الواسعة التي أجراها جيشها على مدى أسبوع في المنطقة الشمالية، والتي حاكت سيناريوهات انطلقت من فرضية قدرات «ما قبل الحرب» لحزب الله، مع التركيز على عنصر المفاجأة: «الفرضية الأساس هي أن الأمر سيحصل فجأة (…) الاستخبارات تعرف البعض، لكن ليس الكل (…) أكثر ما يقلقني؟ ليس اللعب بالكلمات، إنه بشكل خاص ما لا أعرفه، متى وأين». لذا، فإن المستويات العليا الإسرائيلة ترى أن «الاستعداد يجب أن يكون شاملاً قدر الإمكان، لأن القدرة على التنبؤ ليست مطلقة، والعدو قد يحاول اختبار الحدود فجأة وبأساليب غير متوقعة».
«يونيفيل»: نستعد لإعادة جنودنا إلى بلادهم
على هامش الاحتفال الذي نظّمته قوات الـ«يونيفيل» في الناقورة، في الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، قالت الناطقة باسمها، كانديس آرديل لـ«الأخبار»، إن القوات الأممية «بدأت بالتحضير لتسليم جميع المهام الموكلة إليها بموجب القرار 1701 للقوّات المسلّحة اللبنانية، بعد أن حدّد مجلس الأمن موعداً لانتهاء مهمتنا في لبنان في نهاية أيلول 2026».
وأشارت إلى «أن التحدّي الأكثر أهمية الذي يواجه هذه القوات هو أزمة موازنة الأمم المتحدة بشكل عام، وهو ما سيجبرنا على تخفيض ميزانيتنا بنسبة 15%، أي ما مقداره حوالى 25% من جنود حفظ السلام حول العالم، وهذا صعب للغاية وهو ما سيتطلّب منّا اتخاذ قرارات صعبة».
وأوضحت «أن هذه التخفيضات لم تبدأ بعد، ولكنها ستتطلّب منا إعادة ترتيب أعمالنا والتأقلم مع وجود عدد أقل من قوات حفظ السلام على الأرض». وكشفت أن قيادة الـ«يونيفل» تضع حالياً اللمسات الأخيرة على خطط إعادة بعض جنودها إلى بلادهم، مبينةً أن «هذه العملية لم تبدأ بعد ولكنها سوف تبدأ في القريب العاجل، وبسبب حجم التخفيض في الميزانية سوف نضطر إلى فعل ذلك بشكل سريع، وعلى الأرجح ستبدأ هذه العملية خلال الأسابيع والأشهر المقبلة».
"الجمهورية":
لبنان على خط القلق في هذه المرحلة، يتجاذبه عدوانان موصوفان يُشنّان عليه في آنٍ واحد، تقود الأول إسرائيل بتفلّتها من اتفاق وقف إطلاق النار وتكثيف اعتداءاتها واغتيالاتها وغاراتها الجوية على المناطق اللبنانية، واستباحتها الأجواء اللبنانية بطيَرانها التجسّسي على مدار الساعة، وخصوصاً فوق بيروت والضاحية الجنوبية. وأمّا العدوان الثاني الذي لا يقلّ خطورة، فتتوَلّاه غرف التوتير والتهويل وقنوات إعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي، تبدو موجّهة للقيام بدور وظيفي في حرب نفسية قاسية ومنظّمة على اللبنانيِّين، لنسج سيناريوهات خطيرة وترويج لحرب إسرائيلية واسعة على لبنان، باتت قاب قوسَين أو أدنى من الاشتعال، لضرب «حزب الله» ونزع سلاحه.
في موازاة هذا القلق، تحوم في الأجواء اللبنانية أسئلة كثيرة تحاول أن تتلمّس المرامي الحقيقية وراء هذا التصعيد الذي تكثف بصورة خطيرة منذ الإعلان عن فشل الطرح الأميركي لإعادة إطلاق مسار الحل السياسي على جبهة لبنان. وإذا كانت تلك الترويجات تُركّز في ضخّها التوتيري والتهويلي على ما سمّته انسداد أفق الحل السياسي، وأنّ فرصه انعدمت، ولم يبقَ سوى سبيل وحيد، هو الحلّ بالقوة وحرب عسكرية تتولّاها إسرائيل لإخضاع «حزب الله» بصورة نهائية، وخصوصاً أنّ الدولة اللبنانية لم تقم بالدور المطلوب منها لنزع سلاح الحزب، وقد ألمح إلى ذلك توم برّاك في تصريحاته المتتالية.
تقدير قلق
قلق اللبنانيِّين مبرّر، مع الضخّ المتواصل للسيناريوهات الحربية الذي يحبسهم في هذه الزاوية، ويصبّ في هذا المنحى «تقدير موقف»، أكّدت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، أنّه أُبلغ على شاكلة تحذير وتنبيه من قِبل ديبلوماسي عربي إلى جهات سياسية وأمنية في لبنان، وتفيد خلاصته بأنّ «خطراً كبيراً يُحدِق بلبنان في هذه المرحلة، والأسابيع القليلة المقبلة حرجة، لأنّ احتمال أن تقوم إسرائيل بعدوان واسع على لبنان، قوي».
ووفق الديبلوماسي العربي، فإنّ الدافع الأول والأساس إلى هذا التصعيد، ليس استهداف «حزب الله» ونزع سلاحه كما تعلن إسرائيل وتؤكّد عبر المستويات السياسية والعسكرية فيها، أنّ «حزب الله» هدف دائم بالنسبة إليها وكذلك بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، بل هو سبب إسرائيلي داخلي مرتبط برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وعلى ما يُنقل عن الديبلوماسي عينه، فإنّه بعد اتفاق إنهاء الحرب في غزة الجاري تنفيذه بقرار صارم من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بات مسار المحاكمة مفتوحاً أكثر من ذي قبل أمام نتنياهو، وكلّ المؤشرات في الداخل الإسرائيلي تؤكّد بأنّه سيُدان ويدخل إلى السجن. في زمن الحرب على غزة كان نتنياهو يُغطّي هروبه من المحاكمة بتصعيد وتيرة الحرب وفتح جبهات عسكرية جديدة، ومن هنا ليس مستبعداً أن يُكرّر ذلك راهناً، بالهروب من هذه المحاكمة إلى تصعيد وحرب على جبهة لبنان، التي يُنظَر إليها في إسرائيل على أنّها أصبحت جبهة رخوة بعد الضربة القاسية التي تلقّاها «حزب الله».
وأمّا الهدف الأساس الذي يرمي إليه التصعيد أو الحرب، بحسب الديبلوماسيي العربي، فهو «توجيه ضربة قاصمة لـ«حزب الله» وإزالة الخطر الذي يُشكّله على إسرائيل، وفي موازاة ذلك فرض قواعد وترتيبات جديدة سياسية وأمنية على لبنان، بما يعني تحقيق إنجاز يستثمر عليه نتنياهو وحزب الليكود واليمين المتطرّف، لضمان تحقيق الأكثرية الحاكمة من جديد، في الانتخابات النيابية في ربيع العام 2026»، ويعتقد نتنياهو أنّ مثل هذا الإنجاز ينجّيه بالتالي من المحاكمة.
الحرب ممكنة... ولكن؟
إلّا أنّه في موازاة هذه الأجواء التشاؤمية، تقديرات معاكسة، لا تلغي احتمالات الحرب والتصعيد الواسع بصورة نهائية، بل تخالف التقديرات بإمكان حدوثها في هذه المرحلة. ويبرز في هذا السياق، ما يجري تداوله في أوساط سياسية مسؤولة حول إشارات أميركية مانعة لتصعيد واسع على جبهة لبنان. وكذلك ما أكّدت عليه شخصية سياسية على صلة وثيقة بالأميركيِّين لـ«الجمهورية»، لناحية أنّ أولوية واشنطن هي تنفيذ ما بات يُعرَف بـ«اتفاق ترامب» في غزة، ولا تريد بالتالي أن يتعرّض هذا الاتفاق لأيّ مؤثرات من أي نوع، وخصوصاً أنّ مساره التنفيذي يتطلّب بعض الوقت، وتبعاً لذلك، لا ترغب في حدوث توترات أو تصعيد واسع من شأنه أن يُعيد خلط الأوراق من جديد في المنطقة.
وبحسب هذه الشخصية، فإنّ «إنهاء الحرب في غزة، لا يعني إشعالها على جبهة لبنان، يُضاف إلى ذلك، أنّ أولوية واشنطن هي فتح المسارات السياسية في المنطقة، وخصوصاً على جبهة لبنان، وضمن هذا السياق، جاء الطرح الأخير من السفير توم برّاك لإعادة إطلاق مسار الحلّ السياسي، الذي من الخطأ افتراض أنّ هذا الطرح قد فشل أو سقط، لأنّه لا يزال قائماً في أجندة الإدارة الأميركية، وقد يُعاد طرحه من جديد على الطاولة في أي وقت».
كما أنّ هذه الأجواء التشاؤمية، تعاكسها الأجواء التي وُصِفت بالإيجابية، وسادت اللقاءات التي أجراها الرئيس الجديد للجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) الجنرال الأميركي جوزف كليرفيلد، وعكست من جهة تمسك لبنان بالاتفاق وضرورة إلزام إسرائيل بمندرجاته والإنسحاب من الأراضي اللبنانية والإفراج عن الأسرى اللبنانيِّين. كما ظهر من جهة ثانية حرص واضح أبداه رئيس اللجنة، على الإيفاء بما يتطلّبه إنجاح اللجنة في مهمّتها، واعداً بتفعيل عملها وبصورة حثيثة في المرحلة المقبلة، في الاتجاه الذي يؤكّد سريان اتفاق وقف العمليات الحربية وتعزيز الأمن والاستقرار بين لبنان وإسرائيل.
أي هدف للتصعيد؟
إلى ذلك، وإذا كان التصعيد، على ما يقول مسؤول رفيع لـ«الجمهورية»: «أمراً متوقعاً بصورة دائمة من قِبل إسرائيل التي تُريد فرض مستحيلات على لبنان لا يمكن أن يقبل بها، إنْ لجهة التطبيع، أو ترتيبات سياسية - أمنية تفرض من خلالها منطقة عازلة خالية من الحياة في المنطقة الحدودية، إلّا أنّ المقاربة الموضوعية لهذا الوضع لا تُرجّح الإنحدار نحو تصعيد أكبر، بل استمرار دورانه في دائرة الضغط على الدولة اللبنانية لتنفيذ قرار سحب سلاح حزب الله».
وفي معرض استبعاده للحرب الواسعة، يؤكّد المسؤول الرفيع: «الحرب الواسعة يمكن أن تخلق نتائج غير محسوبة، فيما الوضع القائم منذ اتفاق 27 تشرين الثاني 2026 مثالي بالنسبة إلى إسرائيل، لأنّها تستغل التزام لبنان الكلّي بهذا الاتفاق، وتعتدي، وتغتال، وتُفجّر البيوت في القرى الحدودية، وتستبيح سيادة البلد براً وبحراً وجواً، من دون أن تلقى اعتراضاً من أحد، لا من لجنة الإشراف ولا من غيرها».
ويستدرك المسؤول الرفيع قائلاً: «ثم إذا كان الهدف للحرب الواسعة، هو نزع سلاح «حزب الله»، فالمثال واضح أمامنا، فقد شنّت إسرائيل عدواناً مدمّراً على غزة على مدى سنتَين، للقضاء على حركة «حماس» ونزع سلاحها واستعادة الأسرى الإسرائيليِّين والسيطرة الكاملة على قطاع غزة، وعلى رغم من ذلك لم تتمكن من تحقيق أيّ من تلك الأهداف. فكيف الحال بالنسبة إلى سلاح «حزب الله»؟».
بري: وحدة اللبنانيِّين
المسلّم به، لدى المستويات الرسمية هو «أنّنا أمامنا مرحلة صعبة، وقد تتزايد الضغوط وتأخذ ألواناً وأشكالاً مختلفة في المرحلة المقبلة، وإسرائيل من خلال تفلّتها من اتفاق وقف إطلاق النار حدّدت هدفاً بنسف هذا الاتفاق والإطاحة الكاملة بالقرار 1701، وبالتالي إخضاع لبنان وإلزامه بقواعد وخطوات تمسّ سيادته وتُهدّد وحدته وجغرافيّته». ويبرز هنا ما قاله رئيس المجلس النيابي نبيه بري رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «نحن متمسّكون بالآلية المعتمدة في لجنة «الميكانيزم» التي تضمّ كل الأطراف، وملتزمون بالكامل بالقرار 1701، ولا شيء لدينا سواهما».
على أنّ الأهم بالنسبة إلى الرئيس بري «هو الاستقرار الداخلي والتقاء اللبنانيِّين على ما يحقق مصلحة لبنان. أعطني وحدة بين اللبنانيِّين، أعطيك النصر الأكيد على إسرائيل».
رفع الجاهزية
وكانت إسرائيل قد أعلنت أمس، انتهاء مناورات عسكرية واسعة استمرّت منذ بداية الأسبوع الجاري. وأوضح المتحدّث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي أنّ الهدف منها هو رفع مستوى الجاهزية لسيناريوهات الطوارئ القصوى في مجال الدفاع، والاستجابة السريعة للأحداث المفاجئة، بما في ذلك استدعاء قوات الاحتياط وحشد القوات، والانتقال إلى الهجوم، وكل ذلك مع استخلاص العِبر والدروس من عامَين من القتال في كافة الساحات. وتمّ تكييف سيناريوهات التمرين وفق الوضع العملياتي بعد القتال في جنوب لبنان، الذي خلاله تضرّرت القدرات العملياتية لمنظمة «حزب الله» الإرهابية. وشملت السيناريوهات تدريباً على التعاون بين المقاتلين المكلّفين بمهمّة الدفاع في المنطقة، وسلاح الجو وسلاح البحرية، بالإضافة إلى وحدات الدفاع، والمجالس المحلية، وقوات الأمن الموازية. كما تدرّبت قوات اللوجستيات والطبية والتكنولوجيا والصيانة على سيناريوهات إخلاء الجرحى تحت النيران وتقديم الدعم اللوجستي والصياني والتقني في حالة الطوارئ».
وكان موقع «سكاي نيوز عربية» قد نقل عن مصادر أوروبية قولها، إنّ شنّ ضربة إسرائيلية موسعة ضدّ لبنان قد يكون مسألة وقت فقط»، مشيرةً إلى أنّه «من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستتعامل مع الدولة اللبنانية كطرف متواطئ أو فاشل».
كما نقل الموقع عن مصدر أمني إسرائيلي قوله «إنّ إسرائيل ترصد محاولات من «حزب الله» لترميم كل قدراته بما فيها قدراته الاستراتيجية. إمّا تنزع الدولة اللبنانية سلاح الحزب أو نقوم نحن بذلك، نحن نرسل مواقع سلاح ونشاط الحزب للجنة التنسيق، وإذا لم تتصرّف نتصرّف نحن، أحياناً عندما يكون هناك تهديد فوري، نهاجمه من دون إرسال تنبيه مسبق للجنة».
وأشار إلى «أنّ «حزب الله» لم يعُد يمتلك نفس القدرات التسليحية ولا القدرات القيادية وفَقَد قدرته بتنظيم هجوم منسق، إلى حدّ بعيد. نحن نتدرّب على سيناريو الحرب ونُعِدّ لـ«حزب الله» قدرات ومفاجآت جديدة، إذا ما اندلعت الحرب، كل ناشط في «حزب الله» ما زال ينشط في الحزب هو هدف لنا، وسنستهدف كل ناشط للحزب في كل مكان».
ولفت إلى أنّ محاولات تهريب السلاح أقل بكثير ممّا كانت عليه. ونحن نرصد أي محاولة وندمِّر ما يصل للحزب».
حماوة إنتخابية
على المستوى السياسي، لا جديد يُذكر على أي صعيد، ما خلا الحماوة التي تتزايد حول الملف الانتخابي، وخصوصاً حول تصويت المغتربين، الذي لوحظت أمس، مزايدة بعض الأطراف السياسية على هذا الأمر، والتباكي على حقهم، وتصويب السهام في اتجاه رئيس المجلس النيابي.
وكان الرئيس بري حاسماً في تأكيده على إجراء الانتخابات النيابية المقرّرة في أيار المقبل، وفق أحكام القانون الانتخابي النافذ، رافضاً تأجيلها «حتى ولو ليوم واحد». مكرّراً قوله «إنّ مَن يُريد أن ينتخب من المغتربين فما عليه سوى أن يحضر إلى لبنان ويمارس حقه في الاقتراع».
وحول الاعتراضات التي تبديها بعض الأطراف على إجراء الانتخابات على أساس القانون النافذ الذي لا ينصّ على حق المغتربين بالتصويت لكل المجلس النيابي، أوضح: «كل الناس موافقة على هذا القانون، ومَن يعترضون اليوم عليه، كانوا من أشدّ المتحمّسين له عند إقراره».
"الديار":
زوبعة الاتصالات غير المباشرة انتهت بساعات، وإحدى حلقات المسلسل الاميركي الطويل، بدأت عندما تلقى الرؤساء الثلاثة رسائل من المندوب الاميركي توم برّاك، تتضمن استعداد واشنطن رعاية مفاوضات غير مباشرة بين لبنان و«اسرائيل»، شرط اعلان الحكومة اللبنانية موافقتها على ذلك، على ان تقوم الولايات المتحدة بإقناع «اسرائيل» بالأمر، وقد يشكل ذلك مدخلا لوقف التوترات في الجنوب.
وحسب المعلومات، تحرك الرؤساء فورا، فزار رئيس الحكومة نواف سلام بعبدا، وانتقل بعدها الى عين التينة لمناقشة ما ورد في رسالة براك، واعلان الموقف الرسمي بالقبول بالمفاوضات غير المباشرة، لكن المفاجاة التي حصلت، انه بالتزامن مع وصول سلام الى مدخل عين التينة، تلقى المستشار الاعلامي للرئيس بري علي حمدان اتصالا من توم براك ابلغه فيه، ان نتنياهو رفض العرض الاميركي القائم على المفاوضات غير المباشرة، مصرا على المفاوضات المباشرة عبر مدنيين وليس عسكريين، وعدم التراجع او الانسحاب من المنطقة العازلة بعمق ٥ كيلومترات، وانتهى اقتراح براك خلال ساعات، وقبل بدء اجتماع بري – سلام.
الملف اللبناني
والاخطر ان براك اصدر بعد ساعات من تبلغه رفض نتنياهو لاقتراحه، بيانا تبنى فيه وجهة النظر الاسرائيلية بالمطلق، ووجه تهديدات الى لبنان وحكومته، منتقدا عجزها في موضوع سحب سلاح حزب الله من جنوب الليطاني وشماله. واللافت ان بيان براك صاغته أيادٍ ديبلوماسية بعناية فائقة، واختارت كلمات التهديد بلغة مدروسة وحازمة، وهذا ما يؤشر إلى عودة الملف اللبناني مجددا إلى الفريق الديبلوماسي داخل وزارة الخارجية الاميركية، وبالتحديد الى اورتاغوس، وتراجع دور المندوبين الرئاسيين. مع معلومات بان الملف اللبناني اصبح حاليا بيد مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأدنى جويل ربيورن، على ان يتولى السفير الاميركي ميشال عيسى التفاصيل والاتصالات اليومية، مع زيارات لاورتاغوس كلما دعت الحاجة.
لكن ما رفع من منسوب الغضب «الاسرائيلي» – الاميركي – العربي على الحكومة اللبنانية رفضها عرضا اميركيا – عربيا، قُدم لها منذ شهرين عن ضرورة البدء بمفاوضات رسمية مباشرة عبر وفود مدنية وعسكرية واقتصادية ومالية ونقل اعلامي، مع التأكيد أنه «حان وقت المفاوضات المدنية المباشرة»، وان الفرصة مهيأة لانهاء الصراع العربي – «الاسرائيلي»، وتوقيع اتفاقات السلام بين الاردن ومصر وسوريا ولبنان و«إسرائيل»، خصوصا ان سوريا حققت خطوات متقدمة في هذا الشان، ولبنان لن يكون خارج السرب وعليه ترتيب أوضاعه في هذا المجال، والا سيدفع اثمانا باهظة.
اميركا تريد حسم موضوع حزب الله
وفي ظل الاجواء المعقدة، دخل لبنان مرحلة «الكوما» و«الانتظار الصعب»، وهذه قناعة جميع المسؤولين اللبنانيين دون استثناء، وسط دعم اميركي مطلق «لاسرائيل»، وتبني وجهة نظرها السياسية والعسكرية بالكامل من لبنان. فالولايات المتحدة و «إسرائيل» ودول عربية، تريد الاستسلام الشامل لحزب الله وليس نصف هزيمة، مع رفع راياته البيضاء وسحب سلاحه الثقيل والخفيف، والا فان «القديم على قدمه»، والمساعدات ستبقى مجرد مسكنات، والاخطر وجود فريقين اميركي وعربي يحمّلان الحكومة اللبنانية المسؤولية، في عدم الالتزام بسحب سلاح حزب الله ومسايرته.
فالولايات المتحدة و«إسرائيل» ودول عربية تريد من لبنان الحسم في موضوع حزب الله، واتخاذ مواقف غير رمادية «ابيض او اسود»، وهناك قلق جدي عند القوى الخارجية من المعلومات المنتشرة في وسائل الإعلام اللبنانية والعربية والدولية، عن استعادة حزب الله عافيته وتنظيم صفوفه، والحفاظ على بيئته التي ظهرت من خلال الاحتفاليات التي نظمها بين 17 ايلول و10 تشرين الاول الماضي.
وفي المعلومات، ان الضغط على لبنان لن يقتصر على استمرار الغارات، ومنع عودة ما دمرته الحرب الاسرائيلية، بل سيشمل إجراءات اقتصادية مع المزيد من العقوبات على الأشخاص والتحويلات، وبقاء القطاع المصرفي على حاله. ويترافق الضغط مع حملات اعلامية تحمّل حزب الله كامل المسؤولية عن المشاكل والمآسي التي تحاصر لبنان، بهدف تحريك الشارع اللبناني ضد الحزب، وهز بيئته قبل الانتخابات النيابية.
الانتخابات النيابية
وفي المعلومات، ان واشنطن ودولا عربية تريد من الانتخابات النيابية، ان تكون محطة من محطات هزيمة حزب الله، عبر تقليص كتلته النيابية، ودعم تيار شيعي نيابي قادر على الوصول الى رئاسة المجلس النيابي، وتأمين التغطية الشيعية لاي اتفاق سلام بين لبنان و «إسرائيل»، عبر مفاوضات مدنية وليس عسكرية. يذكر انه كان مستحيلا توقيع الدولة اللبنانية على اتفاق 17 ايار 1983 بين لبنان و«إسرائيل»، لولا وجود كامل الاسعد الشيعي في رئاسة المجلس النيابي، الذي غطى الاتفاق تشريعيا وشيعيا. وهذا ما يريده الخارج من الانتخابات النيابية المقبلة، والمدخل الى ذلك تصويت المغتربين للنواب الـ 128، وهذا ما حسم نتائج انتخابات 2022 لمصلحة القوى المعارضة لحزب الله وامل وحلفائهم، حيث لم ينل مرشحو المقاومة اي صوت في الولايات المتحدة الاميركية والعديد من الدول الاوروبية، بالاضافة الى دول مجلس التعاون الخليجي. ومن اصل 141 الف مغترب صوتوا في الانتخابات الماضية، نال المرشحون المعارضون لحزب الله 90 % من هذه الأصوات.
هذا السيناريو الانتخابي يجب ان يتكرر في ايار 2026، ويعيد الاكثرية نفسها المعارضة لحزب الله، التي عليها الاستفادة من موازين القوى الجديدة، للتوقيع على اتفاق السلام بين لبنان و«إسرائيل».
هذه النظرة المصيرية الى قانون الانتخابات، فجرت سجالات عالية السقف بين الرئيسين نبيه بري ونواف سلام، قد تؤثر في عمل الحكومة والمجلس النيابي وتعطيل البلد، فيما قوبل كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري على عزل الشيعة، والتمسك بالقانون الحالي والنواب الستة ورفض كلام نواف سلام، عن استعداد الحكومة ارسال قانون جديد للانتخابات يتضمن التعديلات المطلوبة بشأن اقتراع المغتربين، اذا لم يمارس مجلس النواب دوره برفض شامل، وردود فعل عالية السقف من «القوات» و «الكتائب» و «التغييريين». وحملت الردود انتقادات عنيفة للرئيس بري، وكيفية ادارة جلسات مجلس النواب بما يتنافى مع الدستور، لكن اللافت تشكيك النائب «الاشتراكي» بلال عبدالله في قدرة الحكومة وتوافقها على إرسال قانون جديد للانتخابات، خلال الفترة التي تفصل عن موعد اجراء الانتخابات النيابية، وفي حال نجحت الحكومة، فان الرئيس بري سيحيله على اللجان والهيئة العامة.
ورغم هذه السجالات، فان رئيس الجمهورية اكد امام زواره ان الانتخابات في موعدها، رغم ابداء ملاحظاته لجهة صعوبة تصويت المغتربين لستة نواب، وهذا الموقف ايده فيه وزيرا الداخلية والخارجية.
الحرب الشاملة مستبعدة
ورغم كل التهديدات وعمليات التهويل على حزب الله والدولة اللبنانية، فان الحرب الشاملة مستبعدة من قبل المسؤولين اللبنانيين، حسب مصادر سياسية عليمة التي كشفت عن رسائل اممية وصلت الى بيروت، عن استبعاد الحرب الشاملة ورفض «اسرائيل» الغرق مجددا في الوحول اللبنانية، عبر اجتياح شامل كعام 1982 والدخول في عملية استنزاف طويلة، مع استمرار الستاتيكو الحالي من القصف والتدمير، الذي لا يكلف «اسرائيل» اي خسائر.
حزب الله
وفي ظل هذا المشهد، فان حزب الله حسب نوابه يدرس الامور بدقة، ويتابع التطورات وارتفاع مستوى التهويل غير المسبوق على جمهوره وبيئته. ورغم التزامه بوقف اطلاق النار واستبعاده الحرب الشاملة، فإنه لا يسقط من حساباته قيام «اسرائيل» بعمل عدواني واسع، ووضع خططا لمواجهة كل الاحتمالات.
اضراب القطاع العام
عقد تجمع روابط القطاع العام سلسلة اجتماعات، قيم فيه مدى الالتزام في الاضراب العام الذي دعا اليه منذ ايام، وخلص الى امهال الحكومة عدة اسابيع، قبل اعلان الاضراب العام والمفتوح، وتنفيذ تحركات في الشارع وقطع الطرقات، اذا لم تستجب الدولة لمطالبهم في اقرار سلسلة جديدة للرواتب، ورفع الحد الادنى للاجور بنسبة 50% مع مفعول رجعي، في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار، وانصاف المتقاعدين الذين انتهت خدماتهم منذ العام 2019، حيث فقدوا قيمة تعويضاتهم بسبب التقلبات في سعر الصرف، بالاضافة الى رفع قيمة التعويضات العائلية ودعم الصناديق الضامنة.
كما دعا تجمع الروابط الموظفين والمتقاعدين والاجراء والمياومين، الى البقاء على اهبة الاستعداد لتنظيم تحركات شعبية واعتصامات، حتى تحقيق المطالب خلال الاسابيع المقبلة.
"نداء الوطن":
تسارعت التطوّرات السياسية والميدانية في الساعات الماضية والمتصلة بتطبيق قرار حصرية السلاح بيد الدولة. وتصدّر هذه التطوّرات ما أشارت إليه مصادر رسمية لـ “نداء الوطن” إلى أن تكثيف الضربات والغارات الإسرائيلية يأتي ضمن سياق تكثيف الضغط على لبنان. وفي الوقت نفسه، لفتت المصادر إلى أن رئيس الجمهورية جوزاف عون ماضٍ في التفاوض بعد إجراء مشاورات داخلية ونيله الضوء الأخضر لأنه يريد تجنيب لبنان الحرب، ويرى أن لا حلّ إلّا بالأطر الدبلوماسية الكفيلة باستعادة الأرض وتأمين سلام دائم على الحدود، خصوصًا أن لبنان لن يتنازل عن حقوقه والمبادئ الأساسية التي يضعها.
وعن موقف “حزب اللّه” وحركة “أمل”، أكّدت المصادر أنهما لن يقفا عائقًا أمام هذا الموضوع خصوصًا أن التفاوض هو لاسترجاع الحقوق وليس للتطبيع، والرئيس يعرف جيدًا الطبيعة اللبنانية والحساسيات وهو مؤتمن على الحفاظ على الأرض والشعب، وبالتالي يتصرّف بما تمليه المصلحة الوطنية.
وأتت هذه المعطيات لتزيل التباسًا أثاره سابقًا رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ذهب في اتجاه إسقاط توجّه الرئيس عون إلى المفاوضات وقال إنه لم يبق أمام لبنان سوى اعتماد “الميكانيزم” الذي تترأسه الولايات المتحدة الأميركية للإشراف التقني على وقف إطلاق النار في الجنوب.
بري واقتراع المغتربين
سياسيًا، لم يمرّ مرور الكرام موقف الرئيس برّي الذي اعتبر فيه إعطاء الحق للمغتربين بالتصويت للنواب الـ 128 بمثابة “حرب أهلية وعزل للشيعة”. فقد اعتبرت أوساط سياسية عبر “نداء الوطن” موقف بري هذا، رسالة إلى رئيسي الجمهورية والحكومة لأن رئيس الحكومة يعدّ جدول أعمال مجلس الوزراء ويطلع عليه رئيس الجمهورية، وبالتالي فقد رأى بري ولمس أن الأمور ذاهبة باتجاه وضع مشروع القانون المتعلّق بإلغاء المادة 112 على جدول أعمال مجلس الوزراء، وفي حال تمّ وضعه سيتمّ إقراره والتصويت عليه، ثم يحال إلى مجلس النواب حيث الرئيس بري ملزم بطرحه على الهيئة العامة. وإذا ما طرح المشروع على الهيئة العامة ستصوّت الأكثرية في البرلمان على هذا المشروع لجهة إلغاء المادة 112 وتمكين المغتربين من التصويت للنواب الـ 128 وهذا ما لا يريده. وقالت هذه الأوساط: “لم يكن بري ليتخذ هذا الموقف لو لم يشعر بالخطر من تصويت المغتربين الذي سيقلب النتائج ولدى “الثنائي” مخاوف كبرى من تصويت المغتربين ويريد إلغاءه بأي ثمن. وفي المقابل، فإن القوى النيابية التي تريد إلغاء المادة 112 تذهب إلى مزيد من الضغط فتدعم الحكومة في مشروع القانون وفي اتجاه الضغط على بري من أجل أن يضع اقتراح القانون المعجل المكرّر على جدول أعمال أول جلسة تشريعية”.
غارات إسرائيل وتهديداتها
في سياق منفصل، تصاعد التوتر الميداني أمس جنوبًا بعد أن شنت إسرائيل سلسلة عمليات جوية ما أسفر عن سقوط 3 قتلى وعدد من الجرحى.
وكانت مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة تول، مفترق حاروف قرب النبطية، بغارة أدّت إلى مقتل عنصر في “حزب اللّه”، هو حسين العبد حمدان من ميس الجبل وكان أصيب بانفجار أجهزة “البيجر” العام الماضي.
كما أدّت إلى مقتل عباس حسن كركي بصاروخ موجّه عندما كان بسيارته وهو شقيق رضوان كركي والذي قضى في مثل هذه الأيام في حرب الـ 66 يومًا.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن “الجيش هاجم في منطقة النبطية في جنوب لبنان وقضى على عباس حسن كركي مسؤول الشؤون اللوجستية في قيادة جبهة الجنوب في حزب اللّه”.
وتابع “لقد قاد عباس كركي وأشرف على عمليات إعادة إعمار قدرات القتال في “حزب اللّه” وساهم في المحاولات لإعادة إعمار بنى تحتية جنوب نهر الليطاني. كما شغل منصب مسؤول إعمار بناء القوة في “حزب اللّه” وأدار عمليات لنقل وتخزين وسائل قتالية في جنوب لبنان”.
ومساء أمس، أدّت غارة إسرائيلية على سيارة على طريق قعقعية الجسر – زوطر الغربية في منطقة النبطية إلى مقتل أحد الأشخاص.
وفي السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي اختتام قواته، مساء أول من أمس الخميس، “تمرينًا فرقيًا، استمرّ خمسة أيام، بقيادة الفرقة 91، وبقيادة المركز الوطنيّ للتدريب البريّ، في منطقة الحدود اللبنانية”. وذكر الجيش الإسرائيلي أنه تمّ تكييف سيناريوات التمرين مع الوضع العملياتيّ بعد القتال في جنوب لبنان، والذي تضرّرت خلاله القدرات العملياتية لـ “حزب الله”.
وقال مصدر أمني إسرائيلي لـ “سكاي نيوز عربية”، أمس، إن إسرائيل ترصد محاولات من “حزب اللّه” لترميم كلّ قدراته بما فيها قدراته الاستراتيجية.
وأضاف المصدر: “إما تنزع الدولة اللبنانية سلاح “الحزب” أو نقوم نحن بذلك، نحن نرسل مواقع سلاح ونشاط “الحزب” للجنة التنسيق، وإذا لم تتصرّف نتصرف نحن، أحيانًا عندما يكون هناك تهديد فوري، نهاجمه من دون إرسال تنبيه مسبق للجنة”.
1734 شكوى إسرائيلية بـ “خروقات حزب اللّه”
وكشف المصدر أن إسرائيل قدّمت ما مجموعه 1734 شكوى إلى لجنة وقف الأعمال العدائية مع لبنان، تتعلّق بما وصفته بـ “خروقات حزب اللّه” على طول الحدود. وأوضح المصدر أن الجيش اللبناني طُلب منه التعامل مع 840 شكوى من أصل تلك الشكاوى، مضيفًا أن 452 نشاطًا نفذه “حزب اللهّ” جرى التعامل معها بمبادرة من الجيش اللبناني.
وأشار المصدر إلى أنه في 812 حالة، تمّ رفع الشكاوى للجنة وقف الأعمال العدائية بعد أن تعاملت إسرائيل معها فعليًا ميدانيًا.
كما نقل المصدر عن الجيش اللبناني قوله إنه تمّ التعامل مع 528 شكوى قدّمتها إسرائيل عبر اللجنة المذكورة، في إطار آلية المتابعة الأمنية بين الطرفين برعاية الأمم المتحدة.
رجي في الناقورة: مصمّمون على حصر السلاح
في سياق متصل، قام أمس وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، يرافقه مدير مكتبه السفير ألبير سماحة ومدير المنظمات الدولية في وزارة الخارجية السفير سليم بدّورة صباح أمس، بجولة تفقدية على متن طوّافة تابعة لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، اطّلع خلالها على حجم الدمار الذي خلّفته الاعتداءات الإسرائيلية في القرى الحدودية، وتفقد الخط الأزرق والنقاط الخمس التي تحتلّها إسرائيل.
وعند وصوله إلى مقرّ القوات الدولية في الناقورة استقبله قائد “اليونيفيل” اللواء ديوداتو أبانيارا ورافقه في جولة ميدانية. وقال رجي: “ما شاهدته يزيدنا تصميمًا على ضرورة تحرير الأراضي اللبنانية ودعم الجيش اللبناني في جهوده لبسط سيادة الدولة وتطبيق القرار 1701، وتنفيذ قرار الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة واستعادة قرار الحرب والسلم”.
واختُتمت الزيارة بمشاركة الوزير رجي في احتفالٍ أقيم في مقرّ القوات الدولية بمناسبة مرور ثمانين عامًا على توقيع ميثاق الأمم المتحدة، حيث وضع إكليلًا من الزهر باسم الشعب اللبناني على ضريح الجنود الذين استشهدوا أثناء أداء مهامهم في لبنان.
بدوره قال قائد “اليونيفيل”: “نواصل العمل إلى جانب الجيش اللبناني من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، ولخلق مساحة يمكن للسلام أن ينمو فيها”.
"الأنباء":
رغم انشغال الوسط السياسي بالجدال العقيم حول قانون الانتخاب، إلّا أنّ تصريحات الرئيس وليد جنبلاط أخذت النقاش في البلاد إلى مكانٍ آخر. تحذير جنبلاط من وجود ضباط سابقين تابعين لنظام الأسد في لبنان، دفع مراقبين إلى طرح مدى خطورة أن يكون لبنان بيئةً حاضنةً لمجرمين ارتكبوا فظائع على مدى عقود، وفرّوا ليلة سقوط الأسد ليحتموا بين اللبنانيين ويُهدّدوا الأمنين اللبناني والسوري.
وعن ملف السويداء، اختصر جنبلاط المشهد بثلاث كلمات: تحقيق، وعدالة، وقصاص، مؤكداً ضرورة انتظار نتائج التحقيق الدولي والمحلي، الذي كان أول من طالب به، لمعالجة ذيول الأحداث الأليمة التي شهدتها السويداء.
في هذه الأثناء، تستمرّ التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان بوتيرتها التصاعدية، من خلال استباحتها الأجواء اللبنانية بالطيران الحربي والمسيرات التي تتعقّب السكان الجنوبيين في كل تحرّكاتهم، كما حصل بالأمس، ما أدّى إلى استشهاد عباس حسن كركي من بلدة تول.
واستناداً إلى معلومات خاصة بجريدة "الأنباء"، فإنّ ذلك لم يكن ليحصل لولا الضوء الأخضر الأميركي.
وعلى وقع الكلام التحذيري الذي أطلقه قبل أيام الموفد الأميركي توم برّاك، يعيش لبنان حالة ترقّب ثقيلة، في ظلّ توسيع إسرائيل بنك أهدافها ليشمل غالبية المناطق اللبنانية، بذريعة أنّ "حزب الله" يمتنع عن تسليم سلاحه ويعيد بناء قدراته القتالية — تلك المعزوفة المضلّلة التي تحاول إسرائيل من خلالها استمالة الرأي العام العالمي للوقوف إلى جانبها في حربها على لبنان وغزة.
جنبلاط
وفي حديثٍ إلى "الإخبارية السورية" للمرة الأولى، حذّر الرئيس وليد جنبلاط من رواسب النظام السابق الكثيرة في جبل العرب وفي مناطق أخرى في سوريا، مشيراً إلى أنه يُحكى عن وجود رموز للنظام السابق في لبنان.
وأوضح أنّ هناك نظرية لدى بعض المسؤولين في الأمن اللبناني مفادها أنّ هؤلاء أتوا إلى لبنان وليس بحقّهم مذكّرات جلب من قبل السلطات السورية، وقد تكون هذه حجّة، لكن لا بدّ من الخلاص منهم لأنهم يشكّلون خطراً على لبنان وسوريا.
وحول معالجة ذيول الأحداث الأليمة التي شهدتها محافظة السويداء، أكّد جنبلاط أنّ محاسبة مرتكبي الجرائم هي مدخل أيّ حلّ. وفيما كشف أنّ مذكّراته ستصدر في الأشهر المقبلة، انتقد جنبلاط محاولات تزييف الوقائع، مشيراً إلى أنّ البعض وصل إلى حدّ تغيير الاسم التاريخي للسويداء، وأعادنا بذلك إلى العهد القديم، وهذا تحريفٌ للتاريخ العربي والوطني للسويداء التي هي جزء لا يتجزأ من الوطن السوري.
التصعيد الإسرائيلي
وسط هذه الأجواء، وصفت مصادر أمنية ما يجري على الساحة اللبنانية بأنّه خطير جداً، وقد بات ينذر بحربٍ على نطاقٍ أوسع إذا ما استمرّت الأمور على هذا النحو، وذلك في ظلّ غياب الضغط الدولي الكافي للجم إسرائيل عن الاستمرار في اعتداءاتها وإرغامها على تنفيذ القرار 1701 بالقوّة.
وأبدت المصادر تخوّفها من تكثيف إسرائيل اعتداءاتها على لبنان في الأيام التي تسبق اجتماع "الميكانيزم" الذي سيُعقد في الناقورة أواخر هذا الشهر، بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، وذلك لحشر لبنان في زاوية الاتهامات الإسرائيلية لـ "حزب الله" بالخروق التي ارتكبها منذ بدء سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، بحسب ما كشفه مصدر أمني إسرائيلي لشبكة "سكاي نيوز".
وأوضح المصدر أنّ إسرائيل قدّمت إلى لجنة وقف الأعمال العدائية المشتركة، المعروفة بالـ"ميكانيزم"، ما مجموعه 1734 شكوى تتعلّق بانتهاكات نُسبت إلى "حزب الله".
وأضاف أنّه طُلب من الجيش اللبناني التعامل مع 840 شكوى من هذه الحالات، وقد أبلغ اللجنة أنّه عالج 528 منها.
واعتبرت المصادر الأمنية أنّ تكثيف تحليق المسيرات الإسرائيلية فوق الضاحية الجنوبية وبيروت يعني أنّ إسرائيل بدأت توسيع بنك أهدافها لزيادة الضغط على لبنان من أجل الإسراع في سحب سلاح "حزب الله"، تمهيداً للدخول في مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل، كما حصل في سوريا، حيث تراجعت حدّة الغارات هناك رغم الوجود الإسرائيلي في الجنوب السوري.
وقال المصدر إنّ زيادة الغارات على لبنان تنذر بمسارٍ تصعيديّ خطير قد يصل إلى الضاحية وبيروت إذا بقي "حزب الله" على موقفه الرافض لتسليم السلاح، كاشفاً عن تحذيراتٍ تلقّاها مسؤولون لبنانيون من تصعيدٍ عسكري إسرائيلي ضد لبنان ابتداءً من منتصف تشرين الثاني المقبل، وبالتحديد على مناطق الثقل لـ"حزب الله" في الضاحية والجنوب والبقاع، وذلك بضوءٍ أخضر أميركي.
يوم الأمم المتحدة
بمناسبة يوم الأمم المتحدة في 24 تشرين الأول، أكّد رئيس الجمهورية جوزاف عون في تصريحٍ له أنّ هذا اليوم يُذكّر بالمبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة قبل ثمانين عاماً، والمتمثّلة بالسعي إلى إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب والعيش بسلامٍ وحُسنِ جوار، والإيمان بالحقوق الأساسية للإنسان وكرامة الفرد، وبالحقوق المتساوية لجميع الأمم، صغيرها وكبيرها.
وقال: "كأنّ ميثاق الأمم المتحدة بمثابة رسالة عن لبنان، وعن نضاله من أجل سيادة دولته واستقلال قراره وحرية شعبه"، مقدّماً التهاني للأمم المتحدة في يومها، ومتمنّياً لها تحقيق أهدافها النبيلة.
بلاسخارت
وبالمناسبة نفسها، اعتبرت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت أنّ لبنان يمرّ بمرحلة مفصلية من تاريخه الحديث ستحدّد مساره المستقبلي، مشيرةً إلى أنّ لبنان كان واحداً من الدول التي شاركت في تأسيس منظمة الأمم المتحدة، كمحاولة لتجنيب البشرية مزيداً من المعاناة بعد الدمار الذي خلّفته الحرب العالمية الثانية.
وأضافت: "يمرّ يوم الأمم المتحدة هذا العام في ظلّ حالة عدم اليقين التي يعيشها لبنان، فبعد تصاعد الأعمال العدائية في عام 2024، بذلت السلطات اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية جهوداً كبيرة أعادت الحياة إلى عددٍ من بنود قرار مجلس الأمن الدولي 1701".
"اللواء":
طغى العدوان الاسرائيلي المفتوح منذ قرابة السنة، بعد اتفاق وقف النار على ما عداه مع تسجيل خروقات سياسية تتصل بشدّ الحبال الدائر بين الرئيس نبيه بري وخلفه كتلتي «التحرير والتنمية» التي يرأسها و «الوفاء للمقاومة» التي يرأسها النائب محمد رعد مع قلة من النواب الحلفاء، بشأن صيغة قانون الانتخاب المعمول به أو الذي ستدخل عليه تعديلات تطالب بها المعارضة، وتقضي بالسماح للبنانيين المنتشرين بالاقتراع لـ 128 نائباً، وليس لستة نواب فقط، وهو «الأمر المتعذّر» لهذه الدورة لصعوبات تقنية وفنية، لا قدرة لوزارة الداخلية في التعامل معها.
ولئن كانت اسرائيل تعلن اختتام المناورة التي أجرتها الفرقة 91 (أو فرقة الجليل) بالتعاون مع سلاحي الجو والبحرية والشرطة بهدف رفع الجاهزية العملياتية في الدفاع والهجوم على الحدود اللبنانية بحراً وجواً وبراً، فإن الإشارات التي تأتي من وراء الحدود لا تطمئن بصرف النظر عن تقديرات حزب االله، الذي يتعاطى ببرودة لافتة مع التهديدات بالحرب، ويرى قيادي بارز في «الثنائي الشيعي» أن ما يجري ليس أكثر من عملية تهويل ممنهجة تهدف إلى الضغط على لبنان لجره إلى طاولة مفاوضات مباشرة تحت تأثير التخويف من الحرب ، ومن دون أن يسقط من الحسبان إمكانية انزلاق الامور في أية لحظة نحو مواجهة شاملة.
وبين الكلام السياسي الداخلي من أن لبنان بات متروكاً لمصيره إذا لم يأخذ بالطلبات الاميركية والغربية لجهة التفاوض المباشر مع اسرائيل، والمعلومات عن تأجيل أي تصعيد عسكري إلى ما بعد زيارة البابا الاول الرابع عشر أواخر الشهر المقبل، تحدثت «معلومات موثوق بها لـ «اللواء» ان جهات اوروبية وعربية اعتبرت التصعيد الاسرائيلي مترافقا مع كلام براك غير مسبوق وينذر بالأسوا، ما دفع الى تحرك دبلوماسي على أكثر من خطّ، حيث نشطت الاتصالات والوساطات العربية والأوروبية والدولية لمنع انزلاق الأمور إلى حرب شاملة، خصوصاً بعدما تلقت الدوائر الرسمية اللبنانية،وفقا للمعلومات ذاتها، خلال الثماني والاربعين الساعة الماضية تهديدات صريحة باستهداف العاصمة والمطار وعدد من المقار الرسمية.
وعليه ،استمر التوتر السياسي والامني قائما ً في ظل تسجيل المواقف منقانون الانتخاب وانتخاب المغتربين، وغياب المعالجات للتصعيد الاسرائيلي في الجنوب الذي اوقع بين ليل امس الاول ونهار امس اربعة شهداء وعدداً من الجرحى واضرارا مادية كبيرة. عداما سقط في العدوان الجوي العنيف على البقاع، فيما صدرت تحذيرات اوروبية من ان توجيه ضربة اسرائيلية كبيرة للبنان باتت «مسألة وقت»، كما ذكر مصدر امني اسرايلي:»إما تنزع الدولة اللبنانية سلاح الحزب أو نقوم نحن بذلك».
وقالت مصادر رسمية لـ «اللواء»:ان للتصعيد الاسرائيلي غايات معروفة تتمثل في رفع مستوى الضغط العسكري على لبنان بالتوازي مع الضغط السياسي والاقتصادي، ما يعني انه ستكوت له مفاعيل متعددة على كل الصعد. واشارت المصادر الى اتصالات يقوم بها رئيس الجمهورية مع الجهات الدولية لا سيما الاميركية والفرنسية بهدف استشفاف توجهات ومدى التصعيد.في ما بدا انها حالة لا حرب ولا سلم بل ترقب وتصعيد متقطع، وقرار الحرب ليس بيد لبنان بل بيد اسرائيل.
سلام في روما
في هذه الاثناء انتقل رئيس الحكومة نواف سلام الى روما حيث من المقرر حسب معلومات «اللواء» ان يلتقي البابا لاوون الرابع عشر. وهوالتقى امس لدى وصوله بطريرك روفائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان، كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك في المعهد الحبري الأرمني في روما.وهنأه بتطويب القديس اغناطيوس(اسمه بالولادة شكر االله) مالويان.
عيسى: صبر المجتمع الدولي ليس بلاحدود
وعشية مجيئه إلى بيروت كسفير معتمد من قبل الاجارة الاميركية، قال السفير عيسى أمام الجالية اللبنانية أن السلطة الشرعية الوحيدة التي تمثل جميع المواطنين، وأن الجيش اللبناني والمؤسسات الرسمية يجب أن تحترم وتدعم وتعمل من دون أي تدخل..
أضاف: صبر المجتمع الدولي «ليس بلا حدود» والولايات المتحدة لن تسامح مع أي واقع يجعل لبنان يسمح لجماعات تهدد السلام أو تعادي الشعب الاميركي، كاشفاً أن واشنطن وشركاءها على استعداد لمساعدة لبنان، ولكن المساعدة يجب أن تُبنى على وحدة وطنية.
يشار إلى أن الرئيس الاميركي كشف عن دور لإدارة جو بايدن في عملية تفجيرات «البايجرز». وكشف لمجلة «التايم» البريطانية بأنه كان يعلن مبتسماً بتفجيرات «البيجر» منوهاً باحترام تل أبيب الولايات المتحدة والتنسيق معها في كل خطوة كانت تقوم بها.
ووضع بنهاية زيارته اكليلاً من الزهر باسم الشعب اللبناني على ضريح الجنود الذين استشهدوا أثناء أداء مهامهم في لبنان.
السجل الانتخابي
وفي الاطار الانتخابي قال الرئيس بري: إذا كانوا لا يحسنون تسديد الكرة، فليس لي أن اوسع لهم المرمى، معلناً على عدم موافقته على إلغاء الدائرة الـ 16.
وقال: لدينا قانون نافذ يجب أن يطبق، وكما يريدون تصويت الانتشار إلى فريق أريده، وهو ما ينص عليه قانون الانتخاب من يريد من الانتشار التصويت للمقاعد الستة يستطيع أن يقترع لها في الخارج، ومن يريد التصويت للمقاعد الـ 128 يأتي إلى لبنان ويصوت منه، وبذلك يصلون إلى ما يريدون.
وفي اعقاب مواقف رئيس مجلس النواب الذي استقبل امس وزير العدل عادل نصار، سجبت موجة ردات فعل نيابية على بري ، فتوجّه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل إلى بري كاتبًا على «إكس» دولة الرئيس، بأي قاموسٍ تُعتبر ممارسة مئات آلاف اللبنانيين المغتربين، من كل الطوائف والمناطق، ودون أي تمييز، حقَّهم الدستوري في تقرير مصير بلدهم “عزل طائفة”؟وقال: «من يحاول عزل الطائفة عن بقيّة اللبنانيين هو من يرفض منطق الدولة والمساواة، ويتمسّك بسلاحه وبارتباطه الأيديولوجي بإيران، رغم تخلّيها عنه في أصعب الأوقات.»وأضاف: «بكل الأحوال، رأيُك لا يمنحك الحق في منع المجلس من حسم هذا النقاش بجلسة عامة. فالمجلس، هو الذي يُمثّل جميع اللبنانيين، وهو من يملك القرار.»
وصدر عن الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية»، بيان استغرب «اعتبار تصويت المغتربين شكلاً من أشكال العزل، فيما غير المقيمين ينتمون إلى كل الطوائف دون استثناء. أما حرمانهم من التصويت في دوائر نفوسهم لجميع نواب الأمة، كما يفعل الرئيس بري، فهو العزل بعينه» . واستهجن «وصف الممارسة الدستورية التي بدأت تشقّ طريقها للمرة الأولى بأنّها «عزل لطائفة»، فيما الانقلاب المتكرر على هذه الممارسة هو الذي عزل الدولة وطوائفها وشعبها على مدى خمسةٍ وثلاثين عامًا.
كما ردت الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية» على بري ببيان مما قالت فيه:من المستغرب اعتبار تصويت من التصويت في دوائر نفوسهم لجميع نواب الأمة، كما يفعل الرئيس بري، فهو العزل بعينه. ومن المستهجن المغتربين شكلاً من أشكال العزل (للشيعة)، فيما غير المقيمين ينتمون إلى كل الطوائف دون استثناء. أما حرمانهم وصف الممارسة الدستورية التي بدأت تشقّ طريقها للمرة الأولى بأنّها «عزل لطائفة»، فيما الانقلاب المتكرر على هذه الممارسة هو الذي عزل الدولة وطوائفها وشعبها على مدى خمسةٍ وثلاثين عامًا.
اضافت: إن إشارة الرئيس بري إلى «وفد نيابي آخر بوجهة نظر مختلفة سيزور المسؤولين قريبًا» تذكّر بأساليب نظام الاحتلال السوري حين أنشأ «اللقاء التشاوري» لمواجهة «لقاء قرنة شهوان».. فالمسألة ليست وفدًا في وجه وفد، بل استمرارًا في رفض وضع اقتراح القانون المعجّل المكرّر لإلغاء المادة 112 على جدول الهيئة العامة لتقرِّر الإلغاء من عدمه، ومع الأخذ في الاعتبار ان الوفد النيابي لقوى المعارضة يمثِّل الأكثرية في مجلس النواب.
– ورأت القوات ان قوله إن «الحكومة إذا أرسلت تعديلات على القانون النافذ تُطرح بعد مناقشة القوانين الثمانية الموجودة، فباطل من أساسه، إذ لا وحدة موضوع بين مشروع الحكومة المعدِّل للقانون النافذ وبين اقتراحات القوانين الجديدة. لا رابط بين الأمرين، وكلامه لا يستقيم لا قانونا ولا دستوراً».
واوضحت «أن الحكومة التي تتقدّم بمشاريع قوانين، تتقدّم بالتعديلات المطلوبة، .من واجبات الحكومة الأساسية أن تقترح تعديلات على القوانين النافذة متى اقتضت الحاجة.
وفي الاطار الانتخابي، عرض الرئيس عون مع وزير الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار، التحضيرات الجارية في مختلف وحدات الوزارة لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها في شهر أيار المقبل. وأوضح الوزير الحجار ان جهوزية وزارة الداخلية كاملة لانجاز هذا الاستحقاق في افضل الظروف في حيادية وشفافية مطلقين.
وعلى الارض، بدأت بوادر لائحة ثالثة تضمّ مستقلين تتبلور في دائرة المتن الشمالي، ونواتها حتى اللحظة الدكتور فؤاد ابو ناضر والاعلامي سيمون أبو فاضل والمهندس هاني صليبا، حيث جمعهما لقاء تنسيقي في إحدى مطاعم أنطلياس قبل أيام.
مخزومي: لماذا الاعتراض على الميغاسنتر؟
وفي المواقف، لاحظ النائب فؤاد مخزومي أن وقف النار في 27 ت2 2024 لم يكن برغبة اسرائيل بل جاء بطلب من حزب الله وبضغط دولي عليها.
وشدد على انتخاب 128 نائباً من قبل المغتربين، وتساءل: لماذا الاعتراض على الميغاسنتر.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية لم تترك «بحياتها» لبنان، والامير يزيد في زيارته شدد على أنه إلى جانب لبنان.
«طوافة» رجي فوق الخط الأزرق
وسجل أمس زيارة بالطوافة من الناقورة إلى الخط الازرق والنقاط الخمس المحتلة من اسرائيل عند حدود القرى الامامية لوزير الخارجية يوسف رجي، مهنئاً اليونيفيل لمناسبة مرور 80 سنة على قيام الامم المتحدة، ومشيراً بدور الطوارئ في حفظ الامن والاستقرار معرباً عن تقديره لدورها بالتنسيق مع الجيش اللبناني.
وقال: «شملت الزيارة تحليقاً جوياً على الحدود وتفقداً للقرى المتضررة والدمار الهائل الذي سببته الاعتداءات الاسرائيلية والنقاط الخمس العسكرية الإسرائيلية، وما شاهدته يزيدنا تصميماً على ضرورة تحرير الأراضي اللبنانية ودعم الجيش اللبناني في جهوده لبسط سيادة الدولة وتطبيق قرار 1701، وتنفيذ قرار الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة واستعادة قرار الحرب والسلم.
وأكد رجي أنه كما يقال: «الحكي مش متل الشوف».
بلاسخارت لا عودة إلى الوراء
وفي الاطار، أعلنت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينين هينس بلاسخارت لمناسبة 80 عاماً على قيام الامم المتحدة أن لبنان «يمر بحالة من عدم اليقين.. وما يزال الجنوب اللبناني يعاني من دمار واسع في ظلّ نقصٍ حاد في التمويل واستمرار حالة عدم اليقين بشأن ملامح المرحلة المقبلة، الأمر الذي يخلق سياقًا يتعذّر معه مطالبة اللبنانيين بمواصلة التحلّي بالصبر». وتابعت: «لقد خلّف التاريخ آثارًا لا تُمحى، ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً ويتطلّب عملاً دؤوبًا على المستويين الداخلي والإقليمي، فقد أكّد لبنان بوضوح أنه لا عودة إلى الوراء عن مسار التقدّم الذي اختاره.
الجنوب: 4 شهداء وخطر الحرب
ميدانياً في الجنوب: وبعد العدوان الغادر ليل امس الاول على حي سكني في بلدة عرب صاليم ادى الى ارتقاء شهيدين مدنيين وعدد من الجرحى، نفذت مسيرة اسرائيلية معادية ظهر اسم، غارة بصاروخ موجه على سيارة «هوندا سي ار في»على طريق بلدة تول قرب محلات حسيب عواضة. ما ادى الى ارتقاء شهيدين واصابة اثنين من المواطنين المارين بجروح،حسبما اعلن مركز طوارىء وزارة الصحة. وقد اندلعت النيران بالسيارة المستهدفة وعمل الدفاع المدني على اخمادها.
وافيد ان احد الشهيدين هو حسين العبد حمدان من ميس الجبل في الاستهداف الإسرائيلي وكان أصيب بانفجار أجهزة البيجر العام الماضي.
اما المتحدث بإسم جيش الاحتلال فقال: أن «الجيش هاجم في منطقة النبطية في جنوب لبنان وقضى على المدعو عباس حسن كركي مسؤول الشؤون اللوجستية في قيادة جبهة الجنوب في حزب االله».
وزعم ان «عباس كركي قاد في الفترة الأخيرة وأشرف على عمليات اعادة اعمار قدرات القتال في حزب الله وساهم في المحاولات لاعادة اعمار بنى تحتية جنوب نهر الليطاني والتي تم تدميرها خلال الحرب وخاصة خلال عملية سهام الشمال. كما شغل منصب مسؤول اعمار بناء القوة في حزب الله وأدار عمليات لنقل وتخزين وسائل قتالية في جنوب لبنان..
وألقت مسيّرة معادية قنابل صوتية مرتين على جرافة في الحي الغربي في مدينة الخيام، من دون وقوع اصابات. ولكن اندلع حريق في الحفارة المستهدفة في الخيام، وعملت عناصر من الدفاع المدني على إطفائها وسط تحليق مسيّرة معادية على علو منخفض. هذا و سجل تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي فوق بعلبك.
كما ألقت محلّقة إسرائيلية بعد الظهر قنبلة صوتية على بلدة الضهيرة في جنوب لبنان.واستهدفت غارة إسرائيلية محيط منزل مدمر في ميس الجبل من دون وقوع إصابات. ومساء، القت مسيرة اسرائيلية ألقت قنبلة صوتية على منطقة وادي العصافير عند أطراف مدينة الخيام، ثم استهدفت غارة معادية سيارة في زوطر الغربية محلة خلة العين على طريق القعقعية.نتج عنها ارتقاء شهيد.
وليل أمس، استهدفت مسيّرة اسرائيلية سيارة في بلدة زوطر الغربية مما أدى الى سقوط شهيد وإصابة مواطن آخر بجروح.
تحذيرات
وفي سياق اجواء التوتر التي تلف الوضع الجنوبي، حذرت مصادر أوروبية من أن حصول هجوم واسع لجيش العدو الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية بات “مسألة وقت”، في ظل تصاعد التوتر على الجبهة الشمالية وتكثيف الضربات الجوية ضد مواقع تابعة لحزب الله في البقاع.
ونقلت قناة “سكاي نيوز عربية” عن مسؤولين أوروبيين قولهم: إن إسرائيل نفذت، خلال اليومين الماضيين، سلسلة غارات استهدفت معسكرات تدريب ومنشآت عسكرية لحزب الله في منطقة البقاع، فيما يؤكد الحزب أنه سيردّ على أي توغل بري إسرائيلي بشكل مباشر.
اضافت: التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن حزب الله راكم قدرات عسكرية ودفاعية متطورة منذ المواجهات الأخيرة على الحدود الشمالية عام 2024، الأمر الذي يجعل أي عملية عسكرية مقبلة أكثر تعقيدًا وكلفة. وأنه من «غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستتعامل مع الدولة اللبنانية كطرف متواطئ أو فاشل».
كمانقلت القناة عن مصادر لبنانية، إن الأجواء في الجنوب والبقاع تشهد توترًا متزايدًا مع استعدادات ميدانية من الجانبين، وسط تحذيرات من أن المنطقة تقف على أعتاب تصعيد كبير قد يفتح جبهة جديدة في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة.
التوقيت الشتوي
عملاً بقرار مجلس الوزراء بشأن التوقيت الشتوي تؤخر الساعة ساعة واحدة بدءاً من منتصف ليل السبت – الاحد (25 – 26 ت1 2025).
"البناء":
بعد سلسة مواقف كلامية مزعجة لكيان الاحتلال أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أرضت العرب والفلسطينيين، كما هو موقف ترامب الرافض لضم الضفة الغربية وليس للاستيطان فيها ولا لانفلات المستوطنين بلا ضوابط يقتلون ويستولون على الأراضي والحقول، أو كلام نائب ترامب جي دي فانس عن رفض أي حديث إسرائيلي عن العودة إلى الحرب، جاء كلام وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يوضح حجم الالتزام الأميركي بالضوابط والسقوف الإسرائيلية، معلناً أن أولوية الاتفاق الخاص بغزة هي نزع سلاح المقاومة مهدداً بنتائج وخيمة ما لم تقبل حماس بذلك، معبراً أن مجرد قبول الاتفاق يعني قبولاً يفرض التقيد به، بينما المقاومة وفي طليعتها حركة حماس في ردها على خطة ترامب حصرت موافقتها بما يعرف حتى الآن بالمرحلة الأولى وليس فيها أي ذكر لسلاح المقاومة، وتابع روبيو تأكيداته الإسرائيلية فانقلب على ما تضمنه الاتفاق من اعتماد المؤسسات الأممية لتوزيع المساعدات، ليقول بوضوح أن العمل يجري لتعويم مؤسسة غزة التي قتل الفلسطينيون على أبوابها، معتبراً أن منظمة الأونروا مجرد أداة تابعة لحركة حماس.
بالمقابل كانت القاهرة تستضيف حوار الفصائل الفلسطينية خصوصاً حركتي فتح وحماس، حيث ظهرت أرضيات جديدة للتفاهم، عبر عنها البيان الختامي للاجتماعات والبيانات المنفصلة لكل من فتح وحماس، والتي تلاقت على التأكيد على وحدة النظام السياسي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وعلى تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وكان اللافت صدور إشارات واضحة من حماس حول دور محوري للسلطة الفلسطينية في إدارة غزة.
في لبنان قلق كبير من أن يكون لبنان قد تم شطبه من لائحة الدول المصدرة للنفط والغاز في المنطقة، وأن تكون هذه أحد أهداف الحرب التي شنت عليه ولا تزال، خصوصاً أن المنطقة العازلة التي يسعى الأميركي والإسرائيلي إلى فرضها حدودياً، تشكل الامتداد البري للمناطق البحرية التي يفترض أنها الأكثر غنى بالثروات النفطية والغازية، ويزداد القلق لدى الخبراء من تورط شركة توتال بمخطط شطب لبنان تنفيذاً لالتزام سياسي فرنسي بتولي المهمة بطلب أميركي إسرائيلي، مع الإشارات المثيرة للانتباه في تكرار التقارير الصادرة عن الشركة التي تعلن خلو الحقول التي فتحت فيها آبار استكشافيّة من أي مؤشرات إيجابيّة.
فيما تستمرّ حملة التهويل الداخلية والخارجية بحربٍ إسرائيلية واسعة على لبنان، يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على الجنوب والبقاع، فيما لم تتبلغ المراجع الرسمية وفق معلومات «البناء» أي موعدٍ لزيارة مبعوثين أميركيين إلى بيروت حتى الساعة، باستثناء زيارة للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس للمشاركة في اجتماع لجنة «الميكانيزم» مع ترجيح وصول السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى مطلع الشهر المقبل. وتشير معلومات «البناء» إلى أنه وبعد إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ «إسرائيل» أجهضت مقترحاً أميركياً للحلّ، لم يعرض الأميركيون أيّ جديد باستثناء الإصرار بدعوة لبنان للتفاوض المباشر مع «إسرائيل» للتوصل إلى حلّ.
وتضيف المصادر أنّ إرباكاً يسود أركان الدولة اللبنانية حيال كيفية التعامل مع الضغوط الأميركية الكبيرة على لبنان بموازاة التصعيد العسكري الإسرائيلي. غير أنّ المصادر توضح أنه لم يصل كلام رسمي من مسؤولين أميركيين أو أوروبيين أو عرب بأن “إسرائيل” ستشنّ حرباً واسعة على لبنان، بل رسائل تحذير من أن “إسرائيل” ستصعّد عسكرياً باستهداف أماكن وأهداف جديدة لحزب الله وبيئته بحال لم تلتزم الحكومة اللبنانية بقراراتها بنزع سلاح الحزب وبسط سيطرتها على كامل أراضيها.
وأشارت أوساط عسكرية وسياسية لـ”البناء” إلى أنّ “إسرائيل” تدّعي أنها تضرب أهدافاً عسكرية لحزب الله، بل هي تتقصّد استهداف ما تدّعيه أنه مراكز عسكرية داخل مناطق مأهولة بالسكان لترهيب المواطنين والضغط على بيئة المقاومة وبالتالي على قرار الثنائي حركة أمل وحزب الله الذي يرفض التفاوض المباشر مع “إسرائيل” والتنازل عن الحقوق السيادية والوطنية، وتساءلت هل استهداف الآليات في المصيلح وقبلها قتل المهندسين واستهداف عائلة في بنت جبيل هو ضد أهداف عسكرية؟
ميدانياً استهدفت مسيرة “إسرائيلية” سيارة في منطقة تول قرب النبطية، أدت إلى استشهاد عنصر في حزب الله، هو حسين العبد حمدان من ميس الجبل وكان أصيب بانفجار أجهزة البيجر العام الماضي. واستهدفت غارة إسرائيلية محيط منزل مدمّر في ميس الجبل من دون وقوع إصابات.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة، أنّ “غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة زوطر الغربية قضاء النبطية أدت إلى ارتقاء شهيد وإصابة مواطن بجروح. وألقت محلقة إسرائيلية قنبلتَين على وادي العصافير في مدينة الخيام”.
وأعلن جيش الاحتلال عن “اختتام تمرين الفرقة 91 بهدف رفع الجاهزية العملياتية في الدفاع والهجوم على الحدود اللبنانية بحراً وجواً وبراً”.
بدوره، أكد قائد القوات الدولية في الجنوب، اللواء ديوداتو ابانيارا خلال استقباله وزير الخارجية يوسف رجي، مواصلة الجنود التعاون مع الجيش اللبناني خلال المرحلة الانتقالية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 ودعم صمود الأهالي رغم تخفيض الموازنة، فيما قال رجي: ما شاهدته من دمار خلال جولتنا الميدانية على الحدود يزيدنا تصميماً على ضرورة تحرير الأراضي اللبنانية ودعم الجيش اللبناني في جهوده لبسط سيادة الدولة وتطبيق قرار 1701، وتنفيذ قرار الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة واستعادة قرار الحرب والسلم”.
وانتقدت جهات مطلعة في الثنائي الحملات الإعلامية الضخمة التي تشارك فيها قنوات محلية وفضائيات ومحللون وخبراء عسكريون للتسويق لنظرية الحرب الإسرائيلية الكبيرة والحاسمة لضرب حزب الله والمقاومة، مشيرة لـ”البناء” إلى أنها تخدم المخطط الأميركي ـ الإسرائيلي بإخضاع الشعب اللبناني والدولة والمقاومة للتهديدات من دون الذهاب إلى حرب تتحمّل “إسرائيل” والولايات المتحدة كلفتها البشرية والمادية. وتضيف الجهات: المقاومة لا تنكر أنّ المرحلة دقيقة وصعبة للغاية وأنّ الإسرائيلي مصلحته الاستمرار بالحروب شرط عدم تحمّل كلفتها المرتفعة، لكن المقاومة في لبنان لن تألو جهداً لترميم وتعزيز قدراتها على كافة الصعد للتحضير لأي عدوان إسرائيلي كبير يستهدف لبنان. وبيّنت الجهات أنّ الضغوط على المقاومة في لبنان لن تتوقف وقد نبقى على هذا الوضع الميداني لأشهر وربما عام إضافي، ولا أفق لمفاوضات حتى الساعة، وبالتالي الضغوط مستمرة لأنّ المقاومة تقف في خندق المواجهة مع المشروع الأميركي والإسرائيلي للمنطقة.
وشدّدت الجهات على أنّ لبنان لن يقدّم تنازلات سيادية وأمنية واقتصادية لـ “إسرائيل” بل سيواجه بالدبلوماسية والوحدة الوطنية وبقوة مقاومته حتى استعادة الحقوق.
في المواقف، أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب إلى أنّ “العدو إذا أيقن في غزة أنه قد خسر الرهان، فاضطر إلى وقف القتال، واستبدل الترهيب بشنّ الحرب على لبنان، فليس ذلك إلا ليحاول أن يفرض علينا بالترهيب والضغط النفسي ما عجز عن تحقيقه بالقتال، وهو لن يفلح في ذلك، وعلى السلطة اللبنانية أن تواجه هذه المحاولات بالمزيد من وحدة الموقف داخل الحكومة، والشعب اللبناني بالوحدة الوطنية المسنودة بالحق والمنطق، وإلا تخضع السلطة لمنطق التهديد والضغوط والابتزاز، وأن تكون أمينة لمسؤولياتها الوطنية، مؤكداً أنّ “النصر صبر ساعة، وعلى السلطة إذا كانت تريد بناء دولة حقيقية أن تبني أولاً مع رعاياها الثقة، فهي السند الحقيقي لها، وهي أهم من كلّ دعم خارجي. فأنتم سلطة الشعب لا سلطة الخارج على الشعب”.
ورأى أنه “لا داعي لكلّ هذه الجلبة وذلك الضجيج حول تعديل قانون انتخابي نافذ، طالما أنّ اقتراع المغتربين ليس فيه تكافؤ فرص بين القوى السياسية المتنافسة. فانعدام هذا التكافؤ يُسقِط دستورياً أيّ قانون انتخابي، لأنّ حرية الحركة الانتخابية يجب أن تكون متاحة للجميع، وليس لقوى دون أخرى تتعرض للتضييق والاستفراد من جهات دولية فاعلة، وشريكة بشكل أو بآخر في ما تتعرض له منطقتنا من مظالم”.
كما أكّد الخطيب، خلال استقباله السفير السعودي في لبنان وليد بخاري في مقر المجلس في الحازمية، “ضرورة استعادة الناس ثقتهم بالدولة التي يُفترَض أنْ تهتمّ بشؤون الناس الحياتية والاجتماعية والأمنية قبل أيّ شيء آخر، وبعدها يمكن البحث في كل الشؤون الأخرى”.
واتفق الطرفان على وجوب بذل أقصى الجهود لتحقيق الاستقرار ودور الدولة في ذلك. وقال الشيخ الخطيب: “لا يجوز أنْ يبقى ما يشعر به الناس بتجاهل الحكومة لهموم المهجّرين والنازحين”، مشدّداً على أنّ “المكوّن الشيعي لم يكن في أي يوم من الأيام عامل تفريق أو انفصال، بل عامل وحدة وجمع”.
من جهته، أكّد بخاري أن “لا خصومة للمملكة مع المكوّن الشيعي في لبنان ولا في الخارج”، مشدّداً على “عدم استبعاد أيّ مكوّن لبناني في الدولة”، قائلاً: “هذه هي روحية اتفاق الطائف”.
بدوره، أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة أنّ “ما تقوم به “إسرائيل” من غارات وقتل وإرهاب وعدوان على الجنوب والبقاع لن يزيدنا إلا تمسكاً بالضامن المقاوم، وهو نفسه تماماً يحسم ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وذلك كأساس لا بديل عنه في الدفاع والسيادة الوطنية”.
ولفت إلى أنّ “حكومة التنازلات السيادية مطالبة بموقف شريف من قضايا هذا البلد، سواءٌ بخصوص الترسيم البحري مع قبرص الذي تخلّت بموجبه عن خمسة آلاف كيلومتر مربع من المياه اللبنانية الاقتصادية الخالصة لصالح قبرص، أو صفقة الغبن أو التدليس الصارخ مع شركة توتال بخصوص البلوك رقم 8، كلّ هذا فضلاً عن بدعة الوصاية الجديدة للخارج التي زرعها وزير العدل فوق دواوين كتّاب العدل، والتي تلاقي حاكم المصرف المركزي المهووس بأمركة المصرف وقواعد عمله، وكأنّ البلد سوق خارجية للبيع البخس، والأمثلة كثيرة. فلبنان ما زال مهدداً بالفشل الوطني وبالكيد الحكومي والمشاريع الدولية التي تعمل على إعادة تطويبه وابتلاع سيادته بكل الإمكانات، خاصة أن جماعة اللوبي السياسي الشهير بالانتفاع الوطني تحوّلوا باعة أوطان”.
"الشرق":
يستمر ملف قانون الانتخاب بندا خلافيا في الداخل، متنقلا بانقساماته الملتهبة بين مجلس النواب وجلسات اللجان ورئاسة الحكومة التي دخلت حديثاً على الخط بمواقف اغاظت رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي جوبه كلامه اول امس بموجة ردات فعل قواتية كتائبية مستقلة اليوم، وسط انسداد تام في افق المعالجة حتى الان، فيما البلاد مشرعة على احتمال الحرب الاسرائيلية المرتفعة وتيرة التهديد باندلاعها مع كل يوم يمر من دون تسليم حزب الله سلاحه لحصره بيد الدولة.
وأمس افادت مصادر اوروبية ان ضربة إسرائيلية موسعة ضد لبنان قد تكون مسألة وقت فقط، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن “اختتام تمرين الفرقة 91 بهدف رفع الجاهزية العملياتية في الدفاع والهجوم على الحدود اللبنانية بحرا وجوا وبرا”.
يوم الامم المتحدة
وليس بعيداً ولمناسبــــة “يوم الأمم المتحدة” الذي يصادف اليوم، قال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون: “24 تشرين الأول، انه يوم الأمم المتحدة، يوم الذين تعاهدوا قبل 80 عاماً على “إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب” وعلى “العيش معاً في سلام وحسن جوار “وعلى الإيمان “بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد”، وبالحقوق المتساوية “لجميع الأمم كبيرها وصغيرها”… كأنه ميثاق عن رسالة لبنان وعن نضال لبنان، من أجل سيادة دولته واستقلال قراره وحرية شعبه. كل التهاني للأمم المتحدة بيومها ، وكل التمنيات لهذه المؤسسة العظيمة بتحقيق أهدافها النبيلة، وكل العهد لكل لبنانية ولبناني بأن يكون الحق والخير رفيقي دربنا كل يوم، أياً كانت تقلبات العهود والأيام.” واعرب الرئيس عون للامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن تمنياته بأن تسهم المنظمة الدولية “في تعزيز التعاون الدولي وتحقيق السلام والامن والعدالة بين الشعوب”.
جولة جنوبية
وللمناسبة، جال وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، على متن طوافة تابعة لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، فوق القرى الحدودية الجنوبية، وتفقد الخط الأزرق والنقاط الخمس التي تحتلها إسرائيل، واطّلع على حجم الدمار الذي خلّفته الاعتداءات الإسرائيلية. وفي مقرّ القوات الدولية في الناقورة استقبله قائد اليونيفيل اللواء ديوداتو ابانيارا ورافقه في جولة ميدانية، ثم دوّن رجي كلمة في السجل الذهبي عبّر فيها عن اعتزازه بزيارة القوات الدولية بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، مشيداً بالدور الذي تضطلع به اليونيفيل في حفظ السلام والاستقرار والتضحيات التي قدمها جنودها من أجل لبنان.وأعرب رجي عن تقديره لتضحيات القوات الدولية، وناقش مع قائدها مستقبل عمل اليونيفيل بعد انتهاء ولايتها المقررة نهاية عام 2026. وأكد القائد مواصلة الجنود التعاون مع الجيش اللبناني خلال المرحلة الانتقالية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 ودعم صمود الأهالي رغم تخفيض الموازنة.
لا عودة الى الوراء
من جهتها، اعتبرت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، في بيانٍ أنّ “بينما تكمل الأمم المتحدة عامها الثمانين في ظل سعيٍ دؤوب إلى التغيير والإصلاح، يمرّ لبنان بمرحلةٍ مفصلية من تاريخه الحديث ستحدّد مساره المستقبلي. وفي الوقت عينه، تستمر التحوّلات الإقليمية الكبرى والقوى العالمية في رسم مشهدٍ أمني وجيوسياسي جديد”…وأضافت: “يحلّ يوم الأمم المتحدة هذا العام في ظلّ حالةٍ من عدم اليقين يمرّ بها لبنان. فبعد تصاعد الأعمال العدائية في العام 2024، بذلت السلطات اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية جهودًا كبيرة أعادت الحياة لعددٍ من بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 (2006) بعد سنواتٍ من الجمود. ومع ذلك، لا يزال الجنوب اللبناني يعاني من دمارٍ واسع، في ظلّ نقصٍ حاد في التمويل واستمرار حالة عدم اليقين بشأن ملامح المرحلة المقبلة، الأمر الذي يخلق سياقًا يتعذّر معه مطالبة اللبنانيين بمواصلة التحلّي بالصبر”.وتابعت: “لقد خلّف التاريخ آثارًا لا تُمحى، ولا تزال الأسباب الجذرية للأزمات المتكرّرة في الماضي دون معالجةٍ حقيقية. ومع ذلك، فإن الجهود الجماعية لدعم مسيرة لبنان الشاقة والشجاعة لا تزال مستمرّة. ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً ويتطلّب عملاً دؤوبًا على المستويين الداخلي والإقليمي، فقد أكّد لبنان بوضوح أنه لا عودة إلى الوراء عن مسار التقدّم الذي اختاره. لقد عانى لبنان، على مدى تاريخه، من إخفاقات سياسية واقتصادية ممنهجة، لكن شعبه لم يكن يومًا مصدر هذا الفشل”.وختمت: “ستواصل الأمم المتحدة الوقوف إلى جانب الدولة اللبنانية وشعبها، سعيًا لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع”.
رد كتائبي على بري
انتخابياً، وفي اعقاب مواقف رئيس مجلس النواب الذي استقبل امس وزير العدل عادل نصار، سجلت موجة ردات فعل نيابية على بري ، فتوجّه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل إلى بري كاتبًا على “إكس” دولة الرئيس، بأي قاموسٍ تُعتبر ممارسة مئات آلاف اللبنانيين المغتربين، من كل الطوائف والمناطق، ودون أي تمييز، حقَّهم الدستوري في تقرير مصير بلدهم “عزل طائفة”؟ وقال: “من يحاول عزل الطائفة عن بقيّة اللبنانيين هو من يرفض منطق الدولة والمساواة، ويتمسّك بسلاحه وبارتباطه الأيديولوجي بإيران، رغم تخلّيها عنه في أصعب الأوقات.”وأضاف: “بكل الأحوال، رأيُك لا يمنحك الحق في منع المجلس من حسم هذا النقاش بجلسة عامة. فالمجلس، هو الذي يُمثّل جميع اللبنانيين، وهو من يملك القرار.”
والقوات ايضاً
كما صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، بيان استغرب “اعتبار تصويت المغتربين شكلاً من أشكال العزل، فيما غير المقيمين ينتمون إلى كل الطوائف دون استثناء. أما حرمانهم من التصويت في دوائر نفوسهم لجميع نواب الأمة، كما يفعل الرئيس بري، فهو العزل بعينه”. واستهجن “وصف الممارسة الدستورية التي بدأت تشقّ طريقها للمرة الأولى بأنّها “عزل لطائفة”، فيما الانقلاب المتكرر على هذه الممارسة هو الذي عزل الدولة وطوائفها وشعبها على مدى خمسةٍ وثلاثين عامًا”.
"الشرق الاوسط":
عادت أجواء الحرب إلى جنوب لبنان، حيث لا يمر يوم من دون سقوط قتلى وجرحى على وقع الغارات المتنقلة والمسيَّرات التي لا تفارق الأجواء، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي عن «اكتمال تمرين الفرقة 91 على الحدود اللبنانية»، فيما وصفه «أوسع تمرين منذ بداية الحرب؛ لتعزيز الجاهزية العملياتية في الدفاع والهجوم – بحراً وجواً وبراً».
هذا في وقت أكد فيه وزير الخارجية يوسف رجّي خلال زيارة له إلى الجنوب أن «الاعتداءات الإسرائيلية والنقاط الخمس العسكرية الإسرائيلية، تزيدنا تصميماً على ضرورة تحرير الأراضي اللبنانية ودعم الجيش اللبناني في جهوده لبسط سيادة الدولة وتطبيق قرار 1701، وتنفيذ قرار الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة واستعادة قرار الحرب والسلم».
وقام رجّي بجولة تفقدية على متن طوافة تابعة لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، اطّلع خلالها على حجم الدمار الذي خلّفته الاعتداءات الإسرائيلية في القرى الحدودية، وتفقد الخط الأزرق والنقاط الخمس التي تحتلها إسرائيل، كما شملت الزيارة تحليقاً جوياً على الحدود وتفقداً للقرى المتضررة والدمار الهائل الذي سببته.
6 قتلى خلال ساعات
والغارات المتنقلة بين الجنوب والبقاع أدت خلال ساعات إلى سقوط ستة قتلى وعدد من الجرحى؛ إذ بعدما كان قد قُتل شخصان في غارات استهدفت البقاع ظهر الخميس سقط قتيلان مساءً في غارة على الجنوب، ومن ثم قتيلان آخران صباح الجمعة، بعدما كان قد قُتل شخص أيضاً في عين قانا ظهر الأربعاء.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» ظهر الجمعة عن تنفيذ مسيَّرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجه، مستهدفة سيارة على طريق بلدة تول، قضاء النبطية، حيث اندلعت النيران بالسيارة المستهدفة، لتعود وزارة الصحة اللبنانية وتعلن أن الغارة على تول أدت إلى سقوط قتيلين وإصابة مواطنين اثنين بجروح. وأشارت وسائل إعلام لبنانية، إلى أن المستهدف هو عنصر في «حزب الله» كان قد أصيب العام الماضي بعملية تفجير أجهزة الـ«بيجر»، وهي المرة الثانية التي يُستهدف فيها جريح «بيجر» بعدما كان قد قُتل عنصر مصاب قبل أسابيع، مع زوجته.
ولاحقاً، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن «الجيش قضى على عباس حسن كركي مسؤول الشؤون اللوجيستية في قيادة جبهة الجنوب في (حزب الله)»، مشيراً إلى أنه يشرف «على عمليات إعادة إعمار قدرات القتال في (حزب الله)، وشغل منصب مسؤول إعمار بناء القوة في (حزب الله) وأدار عمليات لنقل وتخزين وسائل قتالية في جنوب لبنان».
وأتت الغارة على تول بعد ساعات على مقتل سيدة ورجل مساء الخميس، في استهداف غرفة صغيرة في بلدة عربصاليم، في إقليم التفاح. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الغارة أدت إلى مقتل المواطنة زينب موسى (82 عاماً) عندما كانت في منزلها المجاور لمكان الغارة، التي استهدفت حيّاً سكنياً والشاب ماهر يونس (43 عاماً)، إضافة إلى جرح عدد من الأشخاص.
وقالت «الوطنية» إن «الغارة استهدفت غرفة لا تتعدى مساحتها الـ25 متراً مربعاً كانت تُستعمل للأشغال الزراعية، ودُمّرت بالكامل وتقع على مقربة من مبنى البلدية والحديقة العامة، وتسببت بأضرار كبيرة في المنازل المجاورة وتحطم الزجاج فيها، إضافة إلى أضرار بشبكات الكهرباء والهاتف واشتراك الكهرباء وعملت فرق فنية على إصلاحها.
هذا في موازاة استمرار سياسة خنق الجنوب اقتصادياً، ومنع إعادة الإعمار عبر منشآت مدنية وصناعية تستخدم لهذا الهدف.
وسجّل في هذا الإطار، إلقاء مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية، بالقرب من جرافة في الحي الغربي في مدينة الخيام؛ ما أدى إلى احتراقها وعمل عناصر من الدفاع المدني على إطفائها وسط تحليق مسيّرة إسرائيلية على علو منخفض.
كما استهدفت غارة إسرائيلية محيط منزل مدمر في ميس الجبل من دون وقوع إصابات.
ضغط وتصعيد مفتوح
وتضع مصادر وزارية هذا التصعيد العسكري في خانة الضغط على لبنان من دون أن تستبعد تسارع الوتيرة، معوّلة في ذلك على ما ستقوم به لجنة مراقبة وقف إطلاق النار التي يفترض أن تستأنف اجتماعاتها مع الجنرال الأميركي الجديد، الأربعاء المقبل.
من جهته، يقول اللواء الركن المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي، لـ«الشرق الأوسط» إنه «يمكن القول اليوم إننا دخلنا في مرحلة الضغط العسكري على لبنان؛ وذلك انطلاقاً من أن الأهداف التي تُقصف ليست أهدافاً جديدة، والأشخاص الذين يتم اغتيالهم ليسوا مسؤولين أو قياديين إنما عناصر في الحزب أو مؤدون له».
ويضيف: «التصعيد اليوم هو لأهداف سياسية، وذلك عبر إثارة الرعب في صفوف بيئة (حزب الله)، والضغط على الدولة اللبنانية للذهاب إلى المفاوضات بالشروط الإسرائيلية». أما عن مدى هذا الضغط، فيقول شحيتلي: «السقف مفتوح لأن الهدف الوصول إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من الشروط».
انتهاء مناورة على الحدود وإسرائيل ترفع جهوزيتها
في موازاة هذا التصعيد، أعلن الجيش الإسرائيلي عن الانتهاء من مناورة عسكرية على الحدود مع لبنان؛ «بهدف رفع الجاهزية».
وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي على حسابه على منصة «إكس»: اكتمل مساء أمس (الخميس) تمرين مكثف استمر خمسة أيام لقوات جيش الدفاع بقيادة الفرقة 91 بهدف رفع مستوى الجاهزية لسيناريوهات الطوارئ القصوى في مجال الدفاع، والاستجابة السريعة للأحداث المفاجئة، بما في ذلك استدعاء قوات الاحتياط وحشد القوات، والانتقال إلى الهجوم، وكل ذلك مع استخلاص العِبر والدروس من عامين من القتال في الساحات كافة».
وأضاف: «تم تكييف سيناريوهات التمرين وفق الوضع بعد القتال في جنوب لبنان، والذي خلاله تضررت القدرات العملياتية لمنظمة (حزب الله) الإرهابية، وشملت السيناريوهات تدريباً على التعاون بين المقاتلين المكلّفين بمهمة الدفاع في المنطقة، وسلاح الجو وسلاح البحرية، بالإضافة إلى وحدات الدفاع، والمجالس المحلية، وقوات الأمن الموازية».
وأشار أيضاً إلى أنه تم تدريب «قوات اللوجيستيات والطبية والتكنولوجيا والصيانة على سيناريوهات إخلاء الجرحى تحت النيران وتقديم الدعم اللوجيستي والصيانـي والتقني في حالة الطوارئ.»، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي «سيواصل العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل، وبالتوازي سيستمر بالاستعداد لمجموعة متنوعة من السيناريوهات، والحفاظ على الجاهزية، وتحديث الخطط العملياتية».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا