البناء: ذعر «إسرائيلي» من صاروخ يمني متعدّد الرؤوس والردّ غارات على محطة كهرباء
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Aug 25 25|09:08AM :نشر بتاريخ
قالت صحيفة جيروزاليم بوست إن تحقيقات جيش الاحتلال أكدت أن صاروخ يوم الجمعة الذي أطلقه اليمن على كيان الاحتلال كان نقطة تحوّل في مفهوم الأمن الاستراتيجي للكيان، حيث مثل هذا الصاروخ الفرط صوتي المتعدّد الرؤوس عنصر خرق للدفاعات الجوية الأميركية والإسرائيلية معاً، بصورة تجعله قابلاً للتكرار، وتعبيراً عن منهجية إخضاع يمنية لـ»إسرائيل» لم يضعها أحد في الحسبان، بينما كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فتح تحقيقًا في أسباب فشل منظوماته الدفاعيّة في اعتراض الصاروخ الباليستي الذي أُطلق من اليمن، وأوضحت الصحيفة أن التحقيق العسكريّ الأوليّ بيّن أن الصاروخ كان مزوّدًا برأس متفجّر «متعدّد الأجزاء»، حيث انشطر إلى عدة رؤوس حربيّة خلال تحليقه، الأمر الذي أدّى إلى تشظيه وسقوط أجزاء منه في مناطق متفرّقة، وبحسب النتائج الأوليّة، فقد تمكّنت منظومات الدفاع من اعتراض بعض الأجزاء، بينما نجح عدد آخر في الوصول إلى أهدافه، وهو ما اعتبرته الصحيفة «تحدّيًا غير مسبوق» أمام منظومة القبة الحديدية وبقية أنظمة الدفاع الجوي. وأكدت «يديعوت» أن المؤسسة العسكرية «الإسرائيلية» تنظر بخطورة إلى هذا النوع من الصواريخ، نظرًا لقدرتها على إرباك الدفاعات الجويّة عبر تعدّد الرؤوس المتفجّرة وتوزّعها في مسارات مختلفة، ولم يحظ الكلام الصادر عن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه يسرائيل كاتس عن أهمية الرد الذي استهدف محطة كهرباء وخزانات وقود ومقراً رئاسياً فارغاً بأي اهتمام إلا في قناة الحدث العربية التي وصفته بالردّ الرادع، وهو ما رفضت استخدامه القنوات العبريّة رغم مزاعم نتنياهو وكاتس.
في سورية تحدّث الرئيس الانتقالي أحمد الشرع أمام عدد من مدراء المؤسسات الإعلامية العربية، مؤكداً ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية، بالقول إن الجانبين يقتربان من الاتفاق الذي من المرجّح أن يبرم في نهاية شهر أيلول المقبل، بوساطة واشنطن ورعاية دول خليجية. ويتناول الاتفاق استقرار سورية وإبعادها عن النفوذ والمحور الإيراني، وتقليص التهديدات على الحدود الشماليّة الإسرائيلية، وفقاً للتقرير الإسرائيلي، وكان لافتاً الكلام الذي نقل عن المبعوث الرئاسي الأميركي لسورية ولبنان توماس برّاك أمام إعلاميين أميركيين قال فيه، إن سورية قد تحتاج إلى دراسة بدائل عن دولة بالغة المركزية. وحسب صحيفة «واشنطن بوست» أوضح برّاك: «المطلوب صيغة ليست فدرالية، بل شيء أقل من ذلك، بما يسمح للجميع بالحفاظ على وحدتهم وثقافتهم ولغتهم، وبعيدًا عن أي تهديد إسلامي». وأضاف: «أعتقد أن الجميع يقولون إننا في حاجة إلى إيجاد طريقة لنكون أكثر عقلانيّة».
برّاك الذي ينتظره لبنان ومعه الرد الإسرائيلي المرتقب على الورقة الأميركية، التي أقرتها الحكومة اللبنانية وهي تقول للبنانيين إنها اتفاق لبناني إسرائيلي مكمل للاتفاق السابق، تبين أن لا جواب إسرائيلي عليها، رغم كل ما تعرّض له لبنان من اهتزاز بسببها، والتسريبات الإسرائيلية تتحدّث بوضوح عن شيء واحد وهو أن تل أبيب تريد أن تبقى القرى الحدودية مدمرة ومهجورة.
يُبلغ المبعوث الأميركي توم برّاك المسؤولين اللبنانيّين غداً الثلاثاء بالردّ الإسرائيلي المفصّل وسيرافقه وفدٌ أميركيٌ رفيع يضمُّ شخصياتٍ عسكرية والسيناتور البارز ليندسي غراهام المعروف بقربه الشديد من الرئيس الأميركيّ، ووفق المعلومات سيتناول برّاك وأعضاءَ الوفد المرافق الغداء إلى مائدة رئيسِ الحكومة نواف سلام الثلاثاء.
وطالب برّاك، «إسرائيل» بخفض وتيرة ضرباتها على لبنان، في إطار مساعٍ لاحتواء التصعيد وتعزيز الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار. وكان قد وصل إلى «إسرائيل»، أمس، وعقد لقاءً مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لبحث مطلب إدارة الرئيس دونالد ترامب بكبح الهجمات الإسرائيليّة على لبنان، إضافةً إلى المفاوضات مع سورية، بحسب القناة 12 الإسرائيليّة.
وخلال اللقاءات، نقل برّاك رسالة واضحة من إدارة الرئيس دونالد ترامب بضرورة ضبط العمليات العسكريّة في لبنان، وفتح المجال أمام الجهود السّياسيّة والأمنيّة الجارية. وأشار إلى أنّ بلاده ترى أنّ على «إسرائيل» أن تبادر بخطوات متوازية مع ما اتخذته الحكومة اللبنانيّة من قرار يقضي بنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام الحالي، وهي الخطوة الّتي وصفها في زيارته إلى بيروت في 18 آب بأنّها «المرحلة الأولى» على طريق تنفيذ التزامات اتفاق وقف إطلاق النار. وفي ما يتعلّق بسورية، أوضح برّاك أنّ زيارته تأتي ضمن خطة أميركيّة أوسع تهدف إلى وضع ترتيبات أمنيّة جديدة بين «إسرائيل» ولبنان من جهة، وبين «إسرائيل» وسورية من جهة أخرى، تمهيدًا لبحث إمكانية الانتقال نحو مسار تطبيع سياسيّ وأمنيّ في المستقبل.
وأشارت القناة الـ12 الإسرائيليّة إلى أنّ برّاك التقى أيضًا وزير الشؤون الاستراتيجيّة رون ديرمر، الذي كان قد اجتمع مؤخرًا مع وزير الخارجيّة السّوريّ أسعد الشيباني، كما اجتمع برّاك بوزير الخارجيّة جدعون ساعر، ووزير الأمن يسرائيل كاتس، في إطار زيارته الرسميّة. ونقلت القناة عن مصادر إسرائيليّة وأميركيّة أنّ إدارة ترامب «تدفع باتجاه ترتيبات أمنيّة جديدة بين «إسرائيل» ولبنان، وبين «إسرائيل» وسورية، كمرحلةٍ أولى على طريق تطبيع العلاقات في المستقبل»، وفقًا للتقرير.
وبالتوازي، تحاول الإدارة الأميركيّة خفض منسوب الاحتكاك على الجبهة الشماليّة عبر مطالبة تلّ أبيب بتقليص «العمليات غير الضروريّة» في لبنان لإعطاء المسار السّياسيّ في بيروت فرصة للنجاح؛ وهنا تبرز جولة برّاك ولقاءاته مع نتنياهو كجزءٍ من تنسيق خطوات متزامنة بين الطرفين.
في المقابل، يواصل جيش العدو الإسرائيليّ اعتداءاته اليوميّة على الأراضي اللّبنانيّة، إذ أُفيد بتعرّض سيارة مدنية لإطلاق نار بعدما وصلت من بلدة حولا إلى مقربة من مفرق العباد باتجاه مركبا، جرّاء رشقة رشاشة أطلقها الجنود الإسرائيليّون من الموقع المستحدّث المحاذي للطريق، في ظلّ أعمال التحصين المستمرة التي يشهدها الموقع منذ ثلاثة أسابيع.
إلى ذلك لبنان على موعد الخميس المقبل مع الزيارة المرتقبة للوفد السوري إلى بيروت لبحث ترسيم الحدود وملف الموقوفين، ما يعكس دخول البعد السوري رسمياً على طاولة الملفات اللبنانية الساخنة. وكان عقد اجتماع أمني لبناني سوري برعاية سعودية من الأمير خالد بن سلمان وحضور الأمير يزيد بن فرحان. وفاجأ رئيس جهاز الاستخبارات السوري حسن السلامة، مدير المخابرات العميد طوني قهوجي بالقول «نريد أن نتعلم منك ما يمكن القيام به على طول الحدود للتعاون معاً على إنجازه».
على خط آخر، تتواصل الخلافات داخل مجلس الأمن حول قرار التمديد لقوات اليونيفيل، إذ لم تعد المسألة محصورة بالصياغة التقنية، بل باتت مرتبطة بالمسار السياسي والرسائل التي سيحملها برّاك إلى الحكومة اللبنانية، وفق مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة.
ورجّحت مصادر أوروبية أن يرحل التصويت حتى اليوم الأخير من الدورة في 29 آب، لإفساح المجال أمام مزيد من المداولات والضغوط السياسية. وفي المقابل، أكّد مصدر رفيع في الخارجية الأميركية أنّه «حتى الساعة لم يحدَّد أي موعد رسمي للتصويت على التمديد».
وسياسياً، استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في دارته في قريطم الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط، والنائب وائل أبو فاعور، حيث أعربوا عن دعمهم للقرارات الحكومية الأخيرة وتمّ البحث في الأوضاع الراهنة.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا