البناء: نتنياهو يُخلي الضفة لسموتريتش وغزة لكاتس ولبنان لزامير وسورية للمستوطنين
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Aug 21 25|08:38AM :نشر بتاريخ
مع موقف عربي كلامي يستقوي بنظير أوروبي مشابه عن حل الدولتين، يقول وزير المالية في حكومة بنيامين نتنياهو، نحن نقضي على فرص قيام الدولة الفلسطينية عملياً، فخذوها على الورق، وسموتريتش يعلم أن الثنائي العربي الأوروبي الكلامي يملك أوراقاً لو قام بتفعيلها لصارت كلفة الأفعال التي يتباهى بها سموترتيتش فوق طاقة حكومته على الاحتمال، لأن هذا الثنائي يستطيع تشكيل تحالف عالمي يشمل غالبية دول العالم من دول عدم الانحياز والبريكس والمؤتمر الإسلامي إلى روسيا والصين، وبمستطاع هذا الثنائي عزل «إسرائيل» سياسياً واقتصادياً وتجارياً، بتعليق كل تعاون مع «إسرائيل» تجارياً ودبلوماسياً، وإيقاف كل تسهيلات في المياه والموانئ والأجواء والمطارات حتى تصاب «إسرائيل» بالشلل وتقرّر وقف الاستيطان في الضفة والإبادة في فلسطين وترتضي الجلوس على طاولة البحث بقيام دولة فلسطينية، ومن دون ذلك سوف يبقى سموتريتش وحلفاؤه أصحاب القرار.
مع إعلان مؤتمر حل الدولتين تلقت حكومة نتنياهو من الثنائي العربي الأوروبي هدية ثمينة هي اعتبار سلاح المقاومة فاقداً للشرعية والمطالبة بنزعه، وتحت ظلال هذا الموقف يخوض وزير الحرب في حكومة نتنياهو يسرائيل كاتس الحملة العسكرية ضد غزة، بارتكاب جرائم الإبادة والتدمير والتجويع، وهو يعلم أنّه لولا وجود مقاومة تلقّن جيشه دروس الدم، كما حدث في خان يونس لكان تهجير غزة وقتل أهلها وأطفالها مجرد نزهة، حيث قامت المقاومة بتنفيذ عملية استثنائية تكتم جيش الاحتلال عن نتائجها، لكن السياق الذي تمت فيه، عبر تدمير دبابات واشتباك من مسافة صفر مع قوات المشاة ثم عملية استشهادية استهدفت قوات الإنقاذ وقصف مدفعي أربك قوات محمولة بالمروحيات، ما يعني قتالاً امتدّ لساعات قتل فيه وجرح بنتيجته العشرات من ضباط وجنود الاحتلال، ما أصاب قادة جيش الاحتلال وهم يرون لواء الكفير المتخصص بحرب العصابات يفشل أمام إحدى سرايا المقاومة ويعرفون أن ذلك عينة مما ينتظرهم في عملية التوسع في حرب غزة.
بالتوازي كان المستوطنون يضعون الحجر الأساس لمستوطنتهم الأولى في الأراضي السوريّة، وهو ما لا يمكن أن يحدث مع عبورهم الحدود دون إجراءات يوافق عليها الجيش على مستوى رئاسة الأركان والحكومة على مستوى وزارة الحرب، فيما كان أول اجتماع تطبيعيّ بين الحكومتين الإسرائيلية والسورية يعقد في باريس ويصدر خبر انعقاده للمرة الأولى عن الوكالة الرسمية للأنباء في دمشق.
لبنانياً، تواصلت الحملة الأميركية الإسرائيلية على بقاء قوات اليونيفيل وتمديد مهامها في جنوب لبنان، ما دفع برئيس مجلس النواب نبيه بري إلى إبداء الاستغراب من أن تقوم الدولة التي رعت القرارات الدولية التي تشكلت بموجبها قوات اليونيفيل باستهداف هذه القوات والقرارات معها، بينما كانت غارات عنيفة تشمل مواقع عديدة في جنوب لبنان من الحدود حتى أطراف صيدا، في رسائل ترجمت جواب حكومة بنيامين نتنياهو على ورقة توماس باراك والدعوة لخطوة إسرائيلية مقابل إقرار الحكومة اللبنانية لجدول زمني لنزع سلاح المقاومة، بينما كان رئيس الحكومة نواف سلام يكشف في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط عن خطة الحكومة الدفاعية بالتمني على العرب والأوروبيين المساعدة بالطلب من أميركا الضغط على «إسرائيل»، وما لم تستجب «إسرائيل» اعتبر سلام أن شيئاً غير مسبوق واستثنائي سوف يحدث، وإذا المقصود بيان إدانة لـ»إسرائيل» وعد باراك باستصداره عن مجلس الأمن بينما يبقى الاحتلال ويستمر الاعتداء، ويتحدث وزير الخارجية عندها عن تحقيق النجاح بنزع سلاح غير شرعي، كي تهنأ «إسرائيل» بالاحتلال، ويوافق الجنوبيون على الاكتفاء بالبكاء معه عسى أميركا التي ترعى القتل في غزة أن تلتفت إلى معاناة أهل الأرض الذين لا تسأل عنهم حكومتهم.
وأشار رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أنه رغم الوساطة الأميركية لتنفيذ اتفاق وقف النار نفاجأ بجهود مضادة تستهدف وجود قوات اليونيفيل ومهمتها في لبنان.
وخلال استقباله في عين التينة عضو مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور ماركواين مولين ووفد نيابي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان وتناول اللقاء تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة ودور قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان.
وقد أثار الرئيس بري خلال اللقاء موضوع التمديد لليونيفل المتمركزة في جنوب لبنان منذ العام 1978 بموجب القرار 425 والتي توسّعت ولايتها وزاد عديدها منذ عام 2006 بموجب القرار 1701 والتي لا زالت حتى اللحظة وطوال الأعوام الماضية تصطدم بمواقف العدو الإسرائيلي الرافضة تنفيذ الشرعية الدولية، بل على خلاف ذلك يستمر بشنّ حروبه وغاراته وخروقاته ليس فقط على منطقة جنوب الليطاني حيث ولاية القرار 1701، إنما على كل لبنان. وأكد رئيس المجلس أن وبالرغم من الجهود الدولية المبذولة والوساطة الأميركية على وجه الخصوص لجعل «إسرائيل» تنصاع للشرعية الدولية ولتنفيذ اتفاق وقف النار وتطبيق القرار 1701 المتوافق عليه في تشرين الثاني 2024 نفاجأ بجهود مضادة من الراعي عينه للقرارين 425 والـ 1701 ولاتفاق وقف النار تستهدف وجود قوات الطوارئ ومهمتها، علماً أن الآلية الخماسية التي تحتضن قوات الطوارئ بتركيبتها وجزء أساسيّ من عملها يرأسها جنرال أميركي وينوب عنه جنرال فرنسي، فكيف لساعي تثبيت وقف النار وإنهاء الحرب أن يستهدف جهوده؟
وأشار مسؤول أوروبي لـ«البناء» الى أن «إسرائيل» تمارس الضغوط القصوى على الولايات المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لعدم التجديد لقوات اليونيفيل في لبنان، لأنها تعتبر أن هذه القوات لم تقم بمهامها على أكمل وجه ولم تمنع حزب الله من بناء قوته ومنظومته العسكرية وبنيته التحتية في جنوب الليطاني منذ العام 2006 حتى الآن وبالتالي فشلت بتطبيق القرار 1701، لا بل استطاع حزب الله في ظل وجود اليونيفيل بناء قدراته العسكرية في جنوب الليطاتي وتهديد أمن إسرائيل». وشدد المسؤول على أن الدول الأوروبية تسعى على الصعيد الدبلوماسي في الأمم المتحدة إلى التجديد لليونيفيل لمدة عام مع تعزيز صلاحياتها لمواكبة المتغيرات والواقع الجديد في الجنوب بعد الحرب الأخيرة، موضحاً أن تقييم قيادة اليونيفيل تؤكد حاجة لبنان والجنوب خصوصاً والوضع الأمني على الحدود إلى القوات الدولية إلى جانب المهام الأمنية والاجتماعية والإنسانية التي تنفذها.
وشدّدت مصادر مطلعة في اليونيفيل لـ»البناء» على أن قوات اليونيفيل تقوم بواجباتها المكلفة بها وفق القرار 1701 في جنوب الليطاني بالتنسيق مع الجيش في غالب الأحيان وهي مكلفة بالتحقق من تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 من كلا الطرفين اللبناني والإسرائيلي لكن لا تملك صلاحيات وقدرات على إلزام الجيش الإسرائيلي وحزب الله على تطبيق القرار، وبالتالي لا يمكن لـ»إسرائيل» اتهام قوات اليونيفيل بالتقصير وتحميلها مسؤولية التوتر القائم على الحدود قبل الحرب الأخيرة وبعدها. كاشفة عن ممارسات إسرائيلية عدوانية تستهدف المدنيين اللبنانيين وتهدد أمنهم ومعيشتهم وتعيق عمل اليونيفيل في بعض المناطق وتمنع انتشار الجيش اللبناني في كامل منطقة جنوب الليطاني. وتشير المصادر الى أن القوات الدولية العاملة في الجنوب مستعدة لتجديد مهامها لاستكمال أعمالها وفق القرارات الدولية.
ووفق معلومات «البناء» فإن «المخطط الإسرائيلي هو الضغط الدبلوماسي والمالي والأمني على قوات اليونيفيل لعدم التجديد لها لأهداف إسرائيلية مبيتة أولاً للضغط على الحكومة اللبنانية وعلى حزب الله وبيئة المقاومة في الجنوب نظراً للأهمية الأمنية والاجتماعية والاقتصادية لوجود اليونيفيل بالنسبة للجنوبيين، وثانياً لأهداف أمنية وعسكرية حيث تريد «إسرائيل» إخلاء جنوب الليطاني من كل شيء (حزب الله والأهالي والجيش اللبناني وحتى اليونيفيل) لكي يخلو لها الجو لإقامة منطقة عازلة ولا تريد أي شاهد أو دليل أو توثيق أممي لخروقاتها واعتداءاتها وتوسعها». وتوقعت المصادر أن ينجح المشروع الفرنسي بإقناع الأميركيين وأغلب الدول المشاركة في القوات الدولية بالتجديد لها لعام واحد.
وأعلنت «اليونيفيل»، أنه «خلال عملية ميدانية مؤخراً في جنوب لبنان، اكتشف جنود حفظ السلام في اليونيفيل، بالتنسيق الوثيق مع الجيش اللبناني، نفقاً يبلغ طوله حوالي 50 متراً وعدداً من الذخائر غير المنفجرة قرب القصير. وفقاً للقرار 1701، تمّ تسليم هذه الموجودات إلى الجيش اللبناني».
في غضون ذلك، أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون السيناتور الأميركي ماكوين مولن، عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي وأعضاء الوفد المرافق خلال استقباله لهم بعد ظهر أمس، في قصر بعبدا، أن الجيش اللبناني بحاجة إلى دعم كي يتمكن من القيام بواجبه الوطني عموماً، والانتشار في الجنوب حتى الحدود المعترف بها دولياً والتي يرفض لبنان رفضاً مطلقاً اقتطاع أي جزء منها لأن السيادة اللبنانية يجب أن تكون كاملة غير منتقصة. ولفت إلى أن الدعم المطلوب للجيش يتركز على المعدات والتجهيزات إضافة إلى الدعم المالي لأن الإمكانات المالية للدولة اللبنانية تراجعت في السنوات الأخيرة بسبب تدهور الوضع الاقتصادي، إلا أن هذا التراجع لم يمنع الجيش من القيام بمهامه على مختلف الأراضي اللبنانية لا سيما حماية الحدود ومكافحة التهريب ومواجهة الإرهاب وبسط سلطة الدولة، والسعي قائم لزيادة عديد الجيش في المنطقة الجنوبية ليصل إلى عشرة آلاف. وشدّد الرئيس عون على تمسك لبنان بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأماكن التي لا تزال تحتلها ليتمكن الجيش من استكمال انتشاره. وعرض للوفد ما قامت به الحكومة من إصلاحات اقتصادية ومالية.
ورداً على سؤال حول الورقة التي قدّمها الموفد الأميركي السفير طوماس باراك والملاحظات التي وضعها الجانب اللبناني، شدّد الرئيس عون على ضرورة العمل لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس المحتلة ووقف العمليات العسكرية وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين ومساهمة الدول المانحة في إعادة الإعمار ليصار إلى إنجاز الورقة بشكل كامل.
وينتظر لبنان الرد الإسرائيلي على الورقة الأميركية عبر موافقة «تل أبيب» على خطوة مقابل الخطوات اللبنانيّة، وذلك عبر المبعوث الأميركي توم باراك المتوقع أن يعود إلى لبنان خلال الأسبوع المقبل. ووفق معلومات «البناء» فإن باراك زار «إسرائيل» وأجرى مباحثات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و»إسرائيل» والورقة الأميركية كما طلب المسؤولون اللبنانيون، ثم غادر إلى فرنسا، فيما المبعوثة الأميركية السابقة مورغن اورتاغوس ستتولى اجراء مباحثات مع «إسرائيل» لإقناعها بتقديم خطوة مقابل الخطوات اللبنانية، على أن تعود بالتنسيق مع باراك إلى لبنان بأجوبة من «إسرائيل» خلال أسبوع. كما أشارت معلومات «البناء» إلى أن وفداً قطرياً سيزور لبنان خلال الأسبوع المقبل لوضع خطط أولية لمشاريع خليجية كبرى في لبنان، كما أن الأمير يزيد بن فرحان سيزور لبنان بعد مغادرة الوفد القطري.
لكن يبدو أن الرد الإسرائيلي الذي ينتظره لبنان عبر زيارة باراك المقبلة، قد وصل مبكراً من «تل أبيب»، بنار الغارات الإسرائلية التي أشعلت ليل الجنوب، ما يعني وفق مصادر سياسية لـ»البناء» أن «إسرائيل» ليس جاهزة لتقديم أي خطوة مقابلة على صعيد الانسحاب من التلال الخمس ووقف الاعتداءات، وبالتالي الوجود العسكري الإسرائيلي في الجنوب لا يرتبط بنزع سلاح حزب الله بل بمشروع دولة إسرائيل الكبرى التي تحدّث عنها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التي تضم لبنان وسورية والأردن وجزءاً من مصر والسعودية.
وكان العدو الإسرائيلي واصل اعتداءاته على لبنان، حيث استهدف الطيران المسير مفرق الميادين في أطراف منطقة الحوش – البازورية بمنطقة صور بصاروخين، وقد تحرّكت إسعافات كشافة الرسالة الإسلامية إلى المكان.
وأفادت قناة «المنار» بأن صاروخ أرض – أرض ثالثاً أطلقه الجيش الإسرائيلي من سهل الحولة شمال «إسرائيل» استهدف منطقة «الراس» في بلدة دير الزهراني.
أفادت معلومات بأن الطيران المسيّر الإسرائيلي استهدف مفرق الميادين في أطراف منطقة الحوش – البازورية بمنطقة صور بصاروخين، وقد تحرّكت إسعافات كشافة الرسالة الإسلامية الى المكان. كما أفيد بأن طائرة درون إسرائيليّة استهدفت إحدى الجرافات التي تعمل لصالح مجلس الجنوب في أعمال إزالة الركام في الحي الشرقي – الحارة القديمة في مدينة ميس الجبل، من دون وقوع إصابات بشريّة.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن غارة العدو الإسرائيلي على بلدة الحوش قضاء صور أدّت في حصيلة نهائية إلى إصابة سبعة أشخاص بجروح.
وأفاد مراسل «المنار، «عن سقوط محلقة إسرائيليّة وتحطّمها بعد استهدافها لحفارة في الحي الشرقي قرب الجامع الكبير في بلدة ميس الجبل».
على صعيد آخر، أعلنت قيادة الجيش، أنّه «ضمن إطار الرصد والملاحقة الأمنية للتنظيمات الإرهابية، نفّذت مديرية المخابرات عملية أمنيّة عند مدخل مدينة صيدا، وأوقفت الفلسطينيين (ن.ع.) و(ا.ح.) و(م.خ.) لانتمائهم إلى تنظيمات إرهابيّة ومشاركتهم في عديد من الأعمال الإرهابية داخل مخيم عين الحلوة. كما أنّهم مطلوبون لاتجارهم بالأسلحة الحربية وتهريبها من سورية إلى داخل الأراضي اللبنانية، وإطلاقهم النار».
وكشف البطريرك بشارة الراعي، عن أن البابا لاوون الرابع عشر سيزور لبنان قريباً. وقال الراعي خلال مقابلة تلفزيونية أنّ لم يتم بعد تحديد موعد الزيارة، إلا أنّها قريبة وقد تكون قبل كانون الأول.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا