ناصر استقبل مجلس بلدية بنت جبيل الجديد: الهدف الأساسي من العمل الإنمائي والبلدي هو النهوض بالمجتمع
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Aug 10 25|01:13AM :نشر بتاريخ
استقبل مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر رئيس وأعضاء مجلس بلدية مدينة بنت جبيل الذي فاز بالتزكية في الانتخابات البلدية للعام 2025، بحضور مدير مديرية العمل البلدي في المنطقة علي الزين إلى جانب عدد من الفعاليات والشخصيات المواكبة لعمل البلدية وجهود حزب الله من أجل خدمة أهالي المدينة والقرى المحيطة.
وخلال اللقاء الذي تخللته مأدبة غداء على شرف الحاضرين، هنّأ ناصر المجالس البلدية المنتخبة حديثاً أو تلك التي نالت ثقة أهلها وفازت بالتزكية على امتداد المنطقة، ومنهم المجلس البلدي في مدينة بنت جبيل والذي نال التزكية لأول مرة في تاريخ المدينة، كما توجّه بالشكر إلى مَن أنهوا مهامّهم في المجالس السابقة، تلك التي واكبت مرحلة فيها ظروفًا صعبة وحساسة على المستويين الإنمائي والبلدي. وأشاد بالجهود الكبيرة التي بذلها جميع المساهمين في إنجاز الاستحقاق الانتخابي هذا العام، بدءًا من لجنة الإشراف المركزية، وأعضاء مجلس النواب، والعاملين في العمل البلدي، مرورًا بمسؤولي القطاعات والشُّعب، والمشرفين على القرى، وصولًا إلى العائلات والفعاليات والمخاتير الذين كان لهم دورٌ أساسيٌّ رغم الحرب والأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تحيط بالمنطقة.
وتناول ناصر مجموعة من القضايا المستجدة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، فقال أن لبنان يمر اليوم بتغييرات وتحولات كبيرة يجب أن نكون واعين ومواكبين لها، خاصة أننا لا نزال في خضم الحرب، فبنت جبيل قدمت التضحيات والشهداء، وكانت في مقدمة مراحل التصدي للعدو وما زالت، وحتى ان الشباب الذين جُرحوا واستشهدوا من بنت جبيل أعدادهم كبيرة، ونجد اليوم أن هناك شباناً آخرين يزداد إقبالهم وحضورهم واستعدادهم، ونحن اليوم نشجعهم ونحفزهم إذ لا يمكننا أن نكون إلا جزءًا من مشروع المقاومة، سواء المقاومة السياسية أو العسكرية المسلحة.
وأضاف ناصر: نحن جميعًا مقتنعون بأن هذه المرحلة ستتغير، سواء كان هذا الواقع قريبًا أو بعيدًا، فليس لدينا مشكلة، ونحن في ذكرى استشهاد الإمام الحسن عليه السلام، الذي عاش في مرحلة أشبه ما تكون بمرحلتنا، فقد كان في مرحلة قوة، ثم بعدها مرحلة خذلان، ثم مرحلة صبر وتحمل، ولاحظنا أن الإمام الحسن عليه السلام وصل في مرحلة الصبر والتحمل، أن دعا الله أن يكون تكليفه الشهادة، لأن الشهادة كانت بالنسبة له أهون بكثير من المرحلة التي عاشها من خذلان وخيانة واتهامات، نتيجة المرحلة التي مر بها وكانت تتطلب صبرًا فائقاً، ونحن اليوم في مرحلة شبيهة، ولكن لسنا مكتوفي الأيدي إذا تعرضنا لضربات، بل لدينا دراستنا لهذه المرحلة.
وأشار ناصر أننا ورغم تعرضنا لضربات خلال العدوان الصهيوني على لبنان ومنها شهادة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والقادة والمجاهدين، إلا أننا حاربنا لستة وستين يومًا ومنعنا العدو من التقدم أكثر من ثلاثة إلى أربعِ كيلومترات شمالي الخط الأزرق حتى أنه عجز عن الدخول إلى بعض القرى في تلك المنطقة، لافتاً إلى أن العدو الذي حشد هذه الفرق كلها لم يكن هدفه فقط الدخول إلى هذه المنطقة، خاصة وأنه يعمل وفق عقيدة عسكرية يُطلَق عليها "الموفّقية في الحرب"، ولكن تصدي المقاومة منعه من التقدم أكثر.
وقال ناصر: في العام 1982 كان القرار الإسرائيلي هو الاجتياح حتى الليطاني، ولكن وصل طموحهم إلى بيروت لأنهم لم يجدوا من يردعهم أو من يقاتلهم، واليوم كان من الممكن أن يفعلوا ما فعلوه آنذاك إلا أنهم لم يستطيعوا لأننا في ظروف مختلفة وواقع مختلف.
واعتبر ناصر أن العدو الإسرائيلي استفاد من هذه المرحلة ليس فقط في لبنان بل في سوريا وإيران والعراق وفي غزة التي ما يزال يقارع فيها ولم يحصل على شيء إلى الآن، وإذا أردنا الوصول إلى خلاصة، فمعركة طوفان الأقصى في تشرين الأول عام 2023، والأهداف التي وضعها العدو الإسرائيلي في اليوم الثاني والثالث، من تغيير وجه الشرق الأوسط وسحق حركة حماس وغيرها، إلى الآن لم تتحقق، ولم يستطيعوا حتى تغيير الواقع السياسي في غزة، ولا تحرير الأسرى والمخطوفين أو احتلال شمال غزة، وهذا أمر ليس بسيطا، فالحرب ستقارب العامين على بدايتها، وهذا الجيش الذي اعتاد على الحروب القصيرة، مضى على حربه سنتان، وهو يكابر الآن ويدفع كل هذه الأثمان مقابل أن يحقق الأهداف التي وضعها، لأنه يعتبر أن أي تراجع يعد انكسارًا نهائيًا له.
ولفت ناصر إلى أن إحدى الأدوات التي يستخدمها العدو الآن هي التأثير على الوضع الداخلي، وأن المرسوم للبنان هو نفسه المرسوم للمنطقة ويتلخص بالتطبيع مع الكيان الصهيوني و جعل البلد في تبعية كاملة للأمريكي، ومنع أي علاقات مع الجمهورية الإسلامية في إيران ونزع سلاح حزب الله، وأن هناك في لبنان من يسوق لهذا المشروع، إضافة إلى دول عربية تسوق له بشكل رئيسي أيضاً.
وقال ناصر: يعتبر العدو أنه يستطيع تحقيق هذا المشروع بعد ما حدث في سوريا، كما ويعتبر أن هناك فرصة سريعة يجب استغلالها من أن أجل ذلك، ولذلك لاحظنا في الفترة الأخيرة تسارعًا في المطالب خوفًا من ضياع الفرصة، فإيران قد تستطيع فعل متغير كبير على مستوى المنطقة، والواقع السوري غير مستقر مطلقا، لذلك يحاول استغلال هذه الفرصة في أسرع وقت قبل أن يحصل أي متغير وتذهب هذه الفرصة.
وتابع ناصر: هناك ضغوط أمريكية تمارس على لبنان ولكن المستفيد الوحيد هو العدو الإسرائيلي الذي يعبر عن المصالح الأميركية في المنطقة، لأن العدو الإسرائيلي في السنوات الأخيرة لم تعد لديه القدرة على حماية المصالح الأميركية والغربية في المنطقة، وقد أصبح الأمريكي هو من يحمي الإسرائيلي إذا تعرض للخطر، هم يريدون قوة تحمي نفسها وتحمي مصالحهم، لا أن تبقى أميركا تقدم الحماية لإسرائيل دوما.
وأردف ناصر: إضافة إلى الضغط الأمريكي هناك ضغوط تمارس من بعض الأنظمة العربية على رئيسي الجمهورية والحكومة وعبر وسائل إعلامية أيضاً لتحقيق هذه المطالب، ومعها حضور ومكاسب سياسية في لبنان، خاصة وأنها تعتبر أن حزب الله يشكل عائقاً في طريقها، فتتقاطع مع الأهداف الإسرائيلية والأمريكية في عدائها تجاهنا، مشددا على حزب الله يتعامل مع قرار الحكومة بنزع سلاح المقازمة على انه قرار غير ميثاقي، ولا قيمة أو أثر له، وغير قابل للتطبيق.
وتناول ناصر مجموعة من الأمور المتعلقة بالعمل البلدي، فأشار إلى أن الاستحقاق البلدي أُنجز بصورة مميزة جداً بفضل وعي المجتمع وحساسيّته تجاه التفاهمات، موضحًا أنّ عملنا شمل 109 بلديات أُنجزت من بينها 72 بلدية بالتزكية، منوّهًا بأنّ من بين هذه البلديات أربعًا أو خمسًا من البلديات الكبيرة التي تضم 18 إلى 21 عضوًا بلديًا، ما يعكس وعي الأهالي وتفهمهم لخيارات المقاومة، على الرغم من صعوبة المرحلة وتداعيات الظروف الراهنة.
وشدد على أن المرحلة المقبلة قاسية وصعبة وتتطلب من الجميع شجاعة وصبرًا وتحملًا كبيرًا للمسؤوليات، مؤكدًا أنّ من تصدى للعمل البلدي دخل بشجاعة وإرادة قوية لخدمة المجتمع. وأوضح أن المراحل الصعبة تحتاج إلى «رجال»، موضحًا أن ذلك يشمل كل مَن يمتلك ميزة تحمّل المسؤوليات وخدمة الناس، معتبرًا ذلك من أرقى الأعمال الإيمانية التي تقرّب إلى الله تعالى.
ولفت ناصر إلى أن خدمة الناس عبادة عظيمة، مستشهدًا بقول السيد محمد باقر الصدر: «لو افترضنا أننا حذفنا كلمة في سبيل الله ووضعنا بدلاً منها في سبيل الناس، لا يختلف المعنى»، مؤكدًا أن سبيل الله وسبيل الناس واحد، وأنّ السعي لخدمة الآخرين هو سعي إلى رضا الله تعالى.
وأكد ناصر على أهمية النيّة والإخلاص في خدمة المجتمع، مذكرًا بقول الإمام الكاظم: «إنّ لله عبادًا في الأرض يسعون في حوائج الناس، وهم الآمنون يوم القيامة»، موضحًا أن مجرد السعي لخدمة الناس يضمن الأجر والأمن من أهوال ذلك اليوم، حتى وإن لم يُوفَّق الشخص إلى إتمام حاجتهم، لأن النية والسعي بحدّ ذاتهما عبادة خالصة وأمانٌ عند الله.
كما أكد ناصر أنّ المسؤولين في المجالس البلدية يحملون أمانة صعبة في ظل الظروف قاسية وشح الموارد، لافتًا إلى أن من يتحمّل هذه المسؤوليات هم أصحاب الشجاعة والإرادة الفولاذية القادرون على قلب هذا الواقع. وقال ناصر: «الله لا يعطي أصعب المعارك إلا لأقوى جنوده»، مشددًا على أن الهدف الأساسي من العمل الإنمائي والبلدي هو النهوض بالمجتمع، خصوصًا أن احتياجات الناس اختلفت وأصبحت الأولويات مختلفة بسبب حجم الدمار الذي لحق ببعض القرى.
وأوضح ناصر أن القرى التي دُمّرت بنيتها التحتية تحتاج إلى خطط مختلفة وأولويات جديدة، خصوصًا أن المشكلة بدأت من العمق في بعض القرى الحدودية والمتضررة من العدوان. وأشار إلى أن التخطيط هو النقطة الأولى التي ينطلق منها العمل الإنمائي، موضحًا أن المعادلة الصعبة تكمن في كيفية تلبية احتياجات كبيرة بموارد محدودة، وهنا يظهر دور الإنسان النوعي القادر على الابتكار والاتكال على الله للخروج من التقليد وتقديم حلول غير تقليدية.
وتابع ناصر قائلًا إن تجارب تاريخية لشعوب دُمّرت ثم نهضت بجهود فردية وطرق مبتكرة، داعيًا إلى السير على النهج ذاته. وشدّد على أن الإنماء يشمل إعادة إعمار البنية التحتية والخدمات من ماء وكهرباء وطرق وإزالة النفايات، إضافة إلى إعادة الدورة الزراعية التي تشكل جزءًا من هوية القرى. وأكد أن مسؤولية البلديات لا تقف عند ذلك فقط، بل تشمل النسيج المجتمعي والحفاظ على العادات والتقاليد، إذ إنّ استمرار التهجير يهدد هوية المجتمع.
وأوضح ناصر أن الجانب الاجتماعي يشكل أولوية، إذ يجب إعادة الناس إلى قراهم ومنازلهم بما يعزز من ترابط العلاقات والتفاعل بين الأهالي، إلى جانب التدخّل على صعيد الفكر والثقافة والسلوكيات لتهيئة بيئة اجتماعية سليمة.
أما على مستوى التربية والتعليم، فقد أشار إلى أن البلديات معنية بدعم قطاع التعليم، لا سيما أن المستوى التعليمي المرتفع يُعدّ سلاحًا أساسيًا يحمي الأرض والعرض ويحافظ على الفكر والعقيدة. وأضاف أن تعزيز الثقافة الدينية والوطنية أمرٌ أساسي، داعيًا إلى إنشاء مرافق ثقافية ومكتبات وتنظيم فعاليات دينية ووطنية لتوفير بيئة تربوية سليمة من خلال تنقية المحيط من السلوكيات الضارة وتوجيه المجتمع نحو القيم الإيجابية.
وشدّد ناصر على أهمية دعم الشباب والشابات من خلال تدريبهم على المهن والحرف لخلق فرص عمل تحدّ من البطالة وتمنع انتشار المشكلات الاجتماعية.
وأكد أنّ من مهام المجلس البلدي صناعة مجتمع مستقيم عبر التشبيك والعلاقات الجيدة مع المخاتير والفعاليات وأصحاب الشأن والخبرات داخليًا وخارجيًا، إضافة إلى الاستفادة من الدعم الدولي والمحلي، مؤكدًا أن حزب الله يدعم قدر المستطاع.
وشدد ناصر على أهمية تطبيق القانون بصرامة، مؤكداً على أنّ ذلك جزء أساسي من عمل البلديات من حيث احترام المعايير والاعتمادات المالية التي تقرّها الدولة ومتابعتها بدقة وشفافية. وأضاف أن الرقابة والتقييم من خلال أجهزة رسمية تساعد على بناء الثقة لدى الأهالي، فالالتزام بالشفافية ودراسة المشاريع بدقة ومراعاة الأولويات يجذب الدعم من الأطراف كافة ويضمن النهوض بالبلدات وتحقيق أهدافها التنموية.
كما أكد على أهمية الاستفادة من مختلف الموارد المتاحة، بدءاً من العلاقة مع قوات اليونيفيل وتقديم المشاريع السليمة وفق الآليات المعتمدة، مروراً بالتنسيق مع إدارات الدولة وأجهزتها ذات الاختصاص، ووصولاً إلى الاستفادة من مشاريع السفارات والمنظمات الدولية، على أن يكون ذلك ضمن أُطُر مخطّطة سلفاً وبضوابط وإذن خطي مسبق. وشدّد على أن هذه المرحلة تتطلّب تعاوناً كاملاً ووعياً بالواقع ودراسة دقيقة للاحتياجات، إلى جانب الاستفادة من قدرات المجتمع المحلي وتعزيز المرونة والتفاهم والعدل والإحسان في التعامل مع الأهالي.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا