خاص ايكو وطن: عيد خميس البيض في ابل السقي يكرّس علاقة التآخي بين المسيحيين والدروز في يوم خميس الاسرار

الرئيسية ثقافة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
May 02 24|21:41PM :نشر بتاريخ

ايكو وطن- الجنوب- ادوار العشي 

"هم يصومون، ونحن نأكل البيضة قبل إخواننا المسيحيين"، بهذه العبارة إختصر كمال عيد "خميس البيض" لدى المعروفيين الدروز في بلدة إبل السقي، القرية النموذجية قرب مرجعيون، وهي إحدى هذه القرى التي تنعم بالعيش الواحد بين المسيحيين والدروز، وربما الوحيدة بين القرى الدرزية الجنوبية المختلطة، التي لا تزال تحرص على هذا الرباط "الأخوي"، دلالة على العيش الواحد بين عائلاتها على اختلاف مشاربها.

ولا يكتمل عيد الفصح عند المسيحيين من دون "مفاقسة" البيض، وهي من أهم رموز عيد الفصح؛ فالبيض يرمز إلى الإنبعاث والتجدد، بقيامة السيد المسيح الظافرة قاهراً قوة الموت، وهذا التقليد تتناقله الأجيال منذ سنوات كثيرة، وأصبح علامة مميزة من مراسم عيد الفصح، حتى عند غير المسيحيين.

وتحتفل إبل السقي، جرياً على عادتها في كل عام، بعيد "خميس البيض" أو بالأحرى عيد "خميس البيضة" كما هو شائع  في القرى الدرزية الجنوبية المختلطة، وهو موروثٌ  شعبي درجت عليه العادات والتقاليد، وحافظ عليه الأبناء الذين توارثوه عن الأجداد، جيلاً بعد جيل، تضامناً وانسجاماً مع إخوانهم المسيحيين في يوم خميس الأسرار المقدس،  من أسبوع الآلام  لدى الطوائف المسيحية الأرثوذكسية التي تتبع التقويم الشرقي، قبل يومين من الفصح المبارك.

يلفت كمال، إلى أنّ عادة "مفاقسة البيض" متوارثة من جيلٍ إلى جيل، واليوم خميس الأسرار عند المسيحيين الشرقيين، كما أنه خميس التجدُّد. وكون البلدة مختلطة من المسيحيين والدروز، فهذا العيد يكرّس علاقة  الألفة والمودة والتآخي فيما بينهم، لأننا نؤمن بمسيح الحق، ونحن نعيش عائلة واحدة في هذه البلدة".

ويحتفل بـ"خميس البيض" في حارة الدروز، من خلال إحضار البيض الملون، وتتم "المفاقسة" ويربح من يبقى لديه بيضة، أو أحد رأسي البيضة سليماً.

وبينما خفت ظاهرة "المفاقسة" في العديد من القرى الدرزية يوم "خميس البيض"، يلتم في إبل السقي شمل العائلة من كل حدب وصوب في كل عام، وتشهد ساحتها منذ الصباح، تجمعات كبيرة لبدء مباراة المفاقسة.
ويتنافس الصغار على التفاقس بالبيض المسلوق الملوّن، ويحتدم التحدي، وتظهر الشــطارة في اختيار البيضة القوية لتكسر البيضة الضعيفة.
وهناك اعتقاد راسخ،  بأن كل من "يفاقس" بالبيض ويربح، عليه ان يأكل منه كي لا يصيبه مكروه!.

ويفــترق ممارسو التقليد المشترك، عند كيفية أكل البيضة، حيث يتناولها المسيحيون يوم أحد عيد الفصح المبارك، أو أحد القيامة، فــيما يأكلها أبناء الطائفة الدرزية يـوم الخميس، خميس الأسرار الذي يسبق الفصح، من دون خلفية دينية... المهم من يربح "المفاقسة".
تعددت آراء المواطنين حول هذا التقليد، لكنّ الجميع أكدوا أنه موروث قديم من جيلٍ إلى جيل، ينبغي المحافظة عليه، بل اعتبروه أجمل الأعياد على الإطلاق في إبل السقي، فيه يتم جمع شمل العائلة للمشاركة في هذه المناسبة الجامعة.

الشيخ منذر قال: "هذا العيد هو من التراث القديم، ورثناه عن أجدادنا، ونأتي إلى الحارة للمفاقسة بالبيض، ويوم الأحد نشارك إخواننا المسيحيين بالمفاقسة في أحد الفصح المجيد، ونفتخر به كونه عيد المحبة"، داعياً للإستمرار في إحياء هذا التراث.

لمياء إعتبرت، أنّ هذا العيد يجمع شمل العائلة، ونتشارك وإخواننا المسيحيين أعيادهم دونما تمييز"، ووصفت العيد، بأنه "عيد جميل يفرح به الجميع كباراً وصغارا، ويتشاركون في "مفاقسة" بالبيض؛ أضافت: "هو عيد الألفة والمحبة".

وقالت ربى: "هذا العيد يتجدّد كلّ عام في ساحة البلدة بمشاركة الجميع، وهو يرمز إلى فصح السيد المسيح، لكن نحن نأكل البيض قبل إخواننا المسيحيين".

ولوحظ مشاركة عناصر من "اليونيفيل"، أحد الضبّاط قال رداً على سؤال: "نحتفل في أحد الفصح، ويجري تلوين البيض بألوان مختلفة، لكن لا تكون هناك مفاقسة، فقط يعمل الأطفال على جمع البيض حول الشجر، وسط جوّ من البهجة والسرور".

 

 

 

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan