في مانشيت ايكو وطن :فخامة الفراغ عنوان المرحلة بعد مسرحية الامس وانجاز الترسيم يحصده الرئيس عون والفرنسي يثبت وجوده بالملف اللبناني بحركة بلا بركة

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Oct 14 22|16:05PM :نشر بتاريخ

فخامة الفراغ  هو عنوان المرحلة المقبلة هكذا ارادها بعض نواب الامة  في مسرحية الامس والتي كان نجومها نواب البهو الذين لم يدخلوا القاعة

اما مؤشرات الفراغ فهي كثيرة  فالورقة البيضاء تعني الفراغ والتسميات الرمزية تعني الفراغ وتعطيل النصاب يعني الفراغ و اللاخيار لفريق معين على اسم معين  يعني الفراغ  وانتظار كلمة السر يعني الفراغ  وكأن البلد بالف خير  والشعب شبعان والوضع مش فلتان والامان سيد الزمان  وكان يا مكان في  بلد اسمه لبنان و مع مشهدية الترسيم بعد الانجاز الكبير الذي قطفه الرئيس عون وهو يكثر من الملايح عند المغادرة  (على عكس الوصول  الى سدة الرئاسة) او من دون مشهدية الترسيم اسئلة عديدة  تقض مضاجع اللبنانيين : الثروات النفطية من سيتقاسمها ؟ الشعب ام السلطة ؟ من سيرأس الصندوق الوطني السيادي ؟ وهل ستصرف العادات على الخسائر من جراء الفساد ؟ وعفا الله عما مضى ؟ ام ستبقى للاجيال المقبلة ؟ 

اذا كما كان متوقعاً، طارت جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية أمس بسبب فقدان النصاب، وحددت الجلسة المقبلة لمسرحية جديدة في العشرين من الجاري ولفتت اليوم زيارات مكوكية للوزيرة الفرنسية كاترين كولونا للرؤساء الثلاثة... فيبدو ان فرنسا تحجز دورا لها  فاعلا وجديدا في الملف اللبناني وحتى ولو كان هذا  الدور شكليا والحركة بلا بركة  فيبقى اثبات الوجود بيت القصيد 

البداية كانت من السراي  فقد جدد رئيس حكومة تصريف الاعمال  نجيب ميقاتي"شكره للدولة الفرنسية على وقوفها الدائم الى جانب لبنان ودعمها له على الصعد كافة، وعلى العلاقة الخاصة  بين فرنسا والشعب اللبناني، والتي يعبّر عنها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون  في كل المحافل الدولية" بعد  لقائه وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، في السراي الحكومي اليوم ،في حضور  السفيرة الفرنسية  لدى لبنان آن غريو  ووفد من الوزارة ضم المديرة المساعدة لمكتب الوزيرة سيلين بلاس، ورئيسة دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا  أن غيغان. كما شارك في اللقاء مستشارا الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر.
كما طلب ميقاتي من الوزيرة الفرنسية مؤازرة بلادها للبنان في حل ازمة النازحين السوريين على أرضه واعادتهم الى بلادهم. كذلك تم  البحث في العلاقات بين البلدين.
بدورها شددت وزيرة خارجية فرنسا على وجوب اتمام الاستحقاقات الدستورية اللبنانية في موعدها، وعلى وجوب استكمال الاصلاحات الضرورية للانتقال الى التوقيع النهائي لاتفاق لبنان مع صندوق النقد الدولي.وقالت" إن المجتمع الدولي ككل يتطلع الى اتمام عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لعدم  حصول اي فراغ قد يضعف الموقف اللبناني في ادارة عمليات التفاوض لحل ازماته ومعالجة الملفات الضرورية".

اما المحطة الثانية فكانت في عين التينة  حيث استقبل رئيس مجلس النواب  نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية  الوزيرة  كولونا والوفد المرافق، في حضور السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو.
 
 وشكر بري في خلال اللقاء لفرنسا الدور "الذي لعبته وتلعبه لمساعدة لبنان على تجاوز ازماته لا سيما منذ زيارة رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون الأولى للبنان والدور الذي لعبته أيضا خاصة بما يتعلق بترسيم الحدود البحرية اللبنانية الجنوبية وتلبية شركة "توتال" لمطالب لبنان في البدء بأعمال الحفر والتنقيب في أسرع وقت ممكن.
 وأفاد المكتب الاعلامي في الرئاسة الثانية، ان "الزيارة كانت مناسبة أيضا للبحث في أمور تتعلق بالانتخابات الرئاسية والوضع الحكومي والواقع الاقتصادي وما قام ويقوم به المجلس النيابي من إنجاز للقوانين والتشريعات التي تندرج في سياق القيام بالاصلاحات المطلوبة إصلاحيا ومن قبل صندوق النقد الدولي".

والمحطة الثالثة  كانت في بعبدا  فقد ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون  الوزيرة  كولونا خلال استقباله لها في قصر بعبدا، في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بو حبيب، ان "موافقة لبنان على الصيغة النهائية التي اعدها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، ستشكل مدخلاً اساسياً لمواجهة الازمة الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان، وستساهم في النهوض الاقتصادي اللبناني من جديد والانطلاق في ورشة إعادة الاعمار".
وشكر عون فرنسا على "دورها في تحقيق هذا الترسيم"، معوّلاً على "دور مهم يمكن ان تقوم به في المساعدة على وضعه موضع التنفيذ"، محمّلاً الوزيرة كولونا تحياته الى نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون "الصديق الشخصي لي وللبنان والذي وقف دائماً الى جانبنا ودعم قضايانا".
وأشار عون الى انه يسعى "منذ فترة غير قصيرة لتحقيق التغيير الذي يرتد ايجاباً على لبنان، والقيام ببعض الإصلاحات على الصعيد السياسي"، لافتاً الى "انجاز بعض الأمور ومنها التدقيق المحاسبي المالي، وتلبية بعض شروط صندوق النقد الدولي التي تعتبر أساسية للتوصل الى اتفاق معه، ومنها إقرار الموازنة، ورفع السرية المصرفية، على امل ان يصار الى إقرار إعادة هيكلة المصارف وقانون "الكابيتال كونترول" في وقت قريب".
واكد "العمل من اجل انجاز الاستحقاق الرئاسي، فضلاً عن سعيه الى تشكيل حكومة جديدة لا سيما وان الوقت لا يعمل لمصلحة لبنان، في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها، وانه من المهم جداً التوافق على رئيس جديد للجمهورية يتولى مهامه ويضمن استمرار عمل مؤسسات الدولة واستكمال عملية مكافحة الفساد".
الى ذلك، طلب عون من الوزيرة كولونا، "مساعدة فرنسا في موضوع إعادة النازحين السوريين الى بلادهم بعدما بات عددهم يفوق المليوني شخص في لبنان، والذين يعيشون في ظروف صعبة ايضاً بسبب عدم قدرة لبنان على تأمين الاحتياجات اللازمة لهم، وقد ظهرت اخيراً إصابات "الكوليرا" في عدد من مخيمات ايوائهم، إضافة الى المشاكل الاقتصادية والمعيشية والأمنية التي يسببها هذا العدد الضخم من النازحين".
وشدد على "أهمية عودتهم الى بلادهم، خصوصاً وان العودة آمنة في ظل الاستقرار الذي تنعم به معظم المناطق السورية"، مجدداً "رفض لبنان القاطع لدمج النازحين في لبنان"، معتبراً ان "اللبنانيين جميعاً يقفون ضد هذه الخطوة لما تحمل من سلبيات للشعبين السوري واللبناني على حد سواء".

بدورها، شكرت الوزيرة كولونا الرئيس عون على استقبالها والوفد المرافق، مشيرة الى انه "شرف كبير ان أزور لبنان والرئيس عون"، مشيدة بهذا "البلد الذي هو في صلب الدول الفرنكوفونية وتمكن خلال عقدين من الزمن من ان يتخطى كل الصعوبات والتحديات التي واجهته".
وأوضحت ان "الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون طلب مني نقل تهانيه لانتهاء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وتمنياته الازدهار للبنان وشعبه، والتشديد على الصداقة التي تربط البلدين والشعبين"، مشيرة الى ان الرئيس ماكرون "يسعى لدى كل الدول الصديقة لمساعدة لبنان".
ولفتت الى انه "بعد انتهاء مفاوضات الترسيم، باتت زيارتي للبنان تدور في أجواء اكثر إيجابية، وبعد موافقة لبنان ستبدأ شركة "توتال" عملها في الكشف والتأكد من نوعية النفط الموجود، وان الأمور ستسير على الطريق الصحيح".
واذ اكدت كولونا تمسك بلادها بصداقتها مع لبنان، خصوصاً في الأوقات الصعبة، تمنت ان "يتمكن اللبنانيون من تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وإقرار الإصلاحات الضرورية للنهوض الاقتصادي".
واشادت بمواقف الرئيس عون "خلال مسيرته الطويلة"، معتبرة ان "اجراء الإصلاحات اللازمة واحترام المواعيد الدستورية سيكون بمثابة رسالة إيجابية للدول التي تعاني بدورها من أزمات باتت معروفة، كي تبدأ في المبادرة للمساعدة"، مشددة على "دور مجلس النواب في إقرار القوانين الإصلاحية اللازمة".
وقبل مغادرتها قصر بعبدا، دوّنت الوزيرة كولونا في السجل الذهبي العبارة التالية: "اتيت الى بيروت وانا مليئة بالامل والثقة بلبنان المستقبل، في ظل هذه الأوقات المصيرية، حاملة رسالة صداقة من فرنسا. لطالما كنا الى جانب الشعب اللبناني وسنواكبه في المشاريع الذي ينوي تنفيذها 

 وعلى خط الانجاز الكبير والتاريخي للترسيم  فقد  حصد رئيس  الجمهورية   ميشال عون المحصول الشعبي  اذ  اعلن في كلمة وجهها الى اللبنانيين موقف لبنان بالموافقة على اعتماد الصيغة النهائية التي اعدها الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية الجنوبية،اموس هوكشتاين،  وان "هذه الاتفاقية غير المباشرة تتجاوب مع المطالب اللبنانية وتحفظ حقوقنا كاملة".
 واستعرض عون المراحل التي قطعها مسار ملف الترسيم منذ العام 2010 وحتى اليوم، مع كل العقبات والصعوبات المحلية والخارجية التي واجهته، والعراقيل التي وضعت في وجهه لاسباب سياسية، مشيراً الى انه بالتزامن، كان على لبنان أن يفعّل عملية ترسيم حدوده البحرية لا سيما الجنوبية منها، وتصحيح أخطاء وقعت في الترسيم مع قبرص.
 وشدد على أن من حق لبنان أن يعتبر أن ما تحقق بالأمس هو إنجاز تاريخي لأننا تمكنا من استعادة مساحة 860 كيلومتراً مربعاً كانت موضع نزاع ولم يتنازل لبنان عن أي كيلومتر واحد لإسرائيل، وقال: "كما استحصلنا على كامل حقل قانا من دون أي تعويض يدفع من قبلنا على الرغم من عدم وجود كامل الحقل في مياهنا".

واكد على انه في هذا الاتفاق، لم تُمس حدودنا البرية ولم يعترف لبنان بخط الطفافات الذي استحدثته إسرائيل عام 2000، ولم يقم أي تطبيع مع إسرائيل ولم تعقد أي محادثات أو اتفاقيات مباشرة معها، معتبرا أن ما وصلنا إليه بالأمس في ملف الترسيم البحري ولاحقاً التنقيب ثم الاستخراج، لم يكن وليد الساعة، بل هو ثمرة مسيرة طويلة بدأت عام 2010، برأيه، عندما أعدت وزارة الطاقة والمياه التي كان يتولاها الوزير جبران باسيل مشروع قانون الموارد البترولية في المياه البحرية اللبنانية. 
 وأوضح عون ان "الخطوة التالية "يجب أن تكون التوجه الى عقد محادثات مع سوريا لحل المنطقة المتنازع عليها معها وهي تزيد عن 900 كيلومتر مربع، وذلك عن طريق التباحث الأخوي. كذلك تنبغي مراجعة الحدود المرسومة مع قبرص وتقرير ما يتوجب القيام به مستقبلا".

 من جهته  وفي خطوة مماثلة  لحصاد  الانجاز كشف رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل  في حديث لوكالة رويترز  أنه "لعب دوراً وراء الكواليس في المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة الاميركية لترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الاسرائيلي من خلال التواصل مع حزب الله وقال انه "وبرغم العقوبات شارك شخصيا في مفاوضات بوساطة أميركية لترسيم الحدود البحرية. واضاف: "من الطبيعي أن يكون لي دور الجميع يعلم هذا ، إنه واجبي ".
وتابع باسيل ، "أستطيع أن اربط سياسياً بالأحزاب في الداخل والخارج .. ومن الواضح أننا نجحنا".
وبحسب "رويترز"، رفض باسيل تحديد نوع الدور الذي لعبه ، لكنه قال: "كنت على اتصال مباشر ومستمر بالعديد من الأشخاص من حزب الله ، وآخرين غير حزب الله" ، واصفًا دور الحزب  "بالإيجابي".
أضاف، "هذا لا علاقة له بالعقوبات التي سترفع لانها غير عادلة".
وفي هذا الاطار ، اشار باسيل الى أنه "يجري عملية استئناف في الولايات المتحدة من خلال التواصل مع وزارة الخزانة والمطالبة بتفاصيل حول الملف وذلك وفقاً لقانون حرية المعلومات".

وكان ملف ترسيم الحدود  نجم الجلسة بالامس اذ أعلن النائب ملحم خلف باسم “النواب التغييريين” توجيه كتاب إلى الرئيس نبيه برّي “ينصّ على أنّ اتفاقية الهدنة نصّت على أنّ حدود لبنان هي الحدود الدولية استناداً إلى إحداثيات آذار عام 1949 لكّننا علمنا من الإعلام أن الحدود البحرية رُسّمت بوساطة أميركية” وقال “بما أنه لا يجوز التخلي عن أراضي البلاد وعلماً أنّ الاتفاقات التي تتعلق بمالية الدولة لا يملك رئيس الجمهورية حقّ إبرامها إلا بعد موافقة المجلس النيابي لذلك يجب إطلاعنا على نصّ الاتفاق ونطلب دعوة المجلس النيابي لعقد جلسة طارئة بما يتعلّق بموضوع ترسيم الحدود”.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan