كرامي من جامعة سيدني: الاستثمار في التعليم أجدى لمستقبل لبنان
الرئيسية تربية / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 07 25|18:04PM :نشر بتاريخ
أكدت وزيرة التربية والتعليم العالي في لبنان الدكتورة ريما كرامي أنّ "التعليم يشكل الركيزة الأساسية لنهضة لبنان ووحدته الوطنية"، مشددة على "أهمية دعم التعليم الرسمي وتبادل الخبرات بين لبنان وأستراليا، وتعزيز الشراكات الأكاديمية التي تربط الاغتراب اللبناني بالوطن الأم".
كما نوهت بـ "دور المؤسسة اللبنانية الأسترالية برئاسة البروفيسورة فاديا غصين في تمكين الطلاب وإتاحة الفرص أمامهم"، معتبرة أن "الاستثمار في التعليم هو الاستثمار الأجدى لمستقبل لبنان".
كلام الوزيرة كرامي جاء في كلمة ألقتها خلال الاحتفال السنوي الذي أقامته المؤسسة اللبنانية – الأسترالية (Australian Lebanese Foundation) في جامعة سيدني، في حضور حشد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والأكاديمية والاجتماعية اللبنانية والأسترالية.
قدّم الحفل الإعلامي أندرو كوري، وتخللته فقرات موسيقية قدّمتها الفنانة منال نعمة ومجموعة من الموسيقيين الموهوبين، إضافة إلى توزيع جوائز التميّز والمنح الدراسية على الطلبة المتفوّقين.
غصين
ورحبت البروفيسورة غصين بالحضور، معربة عن سعادتها بـ "لقاء الأصدقاء والزملاء الذين يجمعهم حبّ العلم والمعرفة". وأشارت إلى غياب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضل خوري بسبب ظرف عائلي طارئ، متمنية له ولعائلته السلامة. كما رحبت بالوزيرة كرامي وبالنائب ميشال معوّض، معربة عن تقديرها لمشاركتهما ودعمهما لمسيرة التعليم.
وتناولت موضوع الذكاء الاصطناعي وتأثيره المتزايد على التعليم والمجتمع، مشيرة إلى أن "المخاوف من التطورات التكنولوجية ليست جديدة، إذ عرف التاريخ ثورات مماثلة منذ القرن السابع عشر". وقالت: "ان التقدّم العلمي لا بد أن يثير الحماس والخوف في آنٍ واحد، لكنه يبقى فرصة لتجديد الإبداع الإنساني".
وتوجهت إلى الطلاب المتفوقين الذين نالوا منح "المؤسسة اللبنانية الأسترالية " (ALF)، داعية إياهم إلى احتضان أدوات الذكاء الاصطناعي واستثمارها في تطوير العلم والصناعة وخدمة الإنسانية.
وعبّرت عن شكرها لجامعة سيدني، ولا سيما للبروفيسورة جوان رايت على دعمها المتواصل لبرامج المؤسسة، مؤكدةً أن "التعاون الأكاديمي بين الجامعة والمؤسسة اللبنانية الأسترالية يشكّل رافعة حقيقية لمستقبل التعليم والبحث العلمي".
معوض
ثم ألقى النائب معوّض كلمةً تناول فيها أهمية التعليم في الحفاظ على هوية لبنان وازدهاره، مشيراً إلى أن "لبنان كان منذ قرونٍ منارة للثقافة والدين والسياسة وصوتا رائدا في النهضة العربية، والتعليم أنشأ مجتمعًا مدنيًا حرًّا وطبقة وسطى صلبة قاومت الحروب والانهيارات على مدى أكثر من قرن". وتحدث عن الأزمة التربوية الراهنة، معتبراً أن "الطبقة الوسطى، قلب لبنان النابض، آخذة في الزوال، والانهيار الاقتصادي والمالي دفع بعشرات آلاف العائلات إلى الفقر وحرَم المعلمين والباحثين من العيش الكريم داخل وطنهم".
وأضاف: "إذا خسرنا معركة التعليم، نخسر روح لبنان نفسها". وأشاد بـ"الدور الريادي الذي تؤديه المؤسسة اللبنانية – الأسترالية وبالتعاون القائم بين جامعة سيدني والجامعات اللبنانية"، شاكراً الجالية اللبنانية في أستراليا على دعمها المستمر للتعليم.
بعلبكي
كما ألقى نائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور عماد بعلبكي كلمة باسم رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، شدّد فيها على دور الجامعات في ترسيخ التماسك الاجتماعي وصناعة الفرص، مشيراً إلى أنّ "التعليم لا يُقاس فقط بمعدلات التوظيف بل بقدرته على بناء جسور بين المجتمعات".
وتطرق إلى مبادرات الجامعة الحديثة، ومنها إطلاق كلية الحوسبة وعلوم البيانات، والتوسّع في حرم AUB Mediterraneo في قبرص، ودعم برامج التعليم عبر الإنترنت بالتعاون مع الجالية اللبنانية في أستراليا.
كرامي
واختُتم الحفل بكلمة حيت فيها الوزيرة كرامي الجالية اللبنانية في أستراليا، وأشادت بإنجازات أبنائها التي تعكس روح لبنان المنتشرة عبر القارات، مؤكدة أن "الاغتراب ليس استثناءً في الهوية اللبنانية بل جزء أساسي من نسيجها الثقافي".
وتحدثت عن رؤية التربية 2030 في لبنان التي تهدف إلى تحويل الأزمات إلى فرص، وترتكز على سبعة محاور أبرزها: جودة التعليم، سلامة الطلاب، التحول الرقمي، القيادة التشاركية، الشراكة مع الأهالي والمجتمع، البحث العلمي، والمساواة في فرص التعليم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
وأكدت كرامي أن التعليم يجب أن يكون "نموذجًا حيًّا للتعايش والمواطنة العالمية"، وأن المدارس ينبغي أن تكون "مجتمعات رعاية وإنسانية يتعلم فيها الطلاب ليس فقط كيف يبرمجون، بل كيف يتواصلون ويعيشون بتعاطف".
وخاطبت أبناء الجالية قائلة: "إن نجاحاتهم في أستراليا تشكل دليلاً على أن التعليم اللبناني يثمر أينما وُجد"، داعية رجال الأعمال والمهنيين اللبنانيين إلى "دعم تطوير التعليم في لبنان ومشاركته في إعادة ابتكار نموذج تربوي حديث".
وهنّأت الوزيرة الطلاب الفائزين بمنح المؤسسة اللبنانية الأسترالية للدراسة في جامعة سيدني، متمنية لهم التوفيق، وقالت: "ربما سيقول طفل في عكار يدرس على ضوء الشمعة، أو معلم في زحلة يقود نادٍ للروبوتات، يوماً ما: شخص في سيدني آمن بي".
وأضافت: "أنا أغادر سيدني مقتنعة بأن لبنان يعيش في قلوب كثيرة حول العالم، وأننا معًا قادرون على صياغة نموذج تربوي يعكس من نحن: شعب العلم والشجاعة والأمل، نموذجًا قد ينظر إليه العالم يومًا كمصدر إلهام".
وختمت بشكر جامعة سيدني ونائبة رئيسها والقيّمين على المؤسسة اللبنانية الأسترالية على دعمهم للتعليم والتبادل الأكاديمي بين لبنان وأستراليا، مؤكدة أن "لبنان، رغم أزماته، ما زال يجسد جوهر التعليم القائم على الأمل والتنوّع والإنسانية".
في ختام الحفل تمّ تكريم عدد من الرياضيين المتميّزين. كما وزعت منح المؤسسة اللبنانية – الأسترالية لعام 2025 على الطلاب المتفوّقين.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا