المطران سويف: كلّ متر من الأرض يساوي تاريخاً وجغرافيا وذهباً وثروات الدنيا

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Nov 03 25|14:53PM :نشر بتاريخ

أقامت حركة الأرض اللبنانية عشاءها السنوي برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي  ممثلا براعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، في مطعم بيت الشيخة – المرداشية - زغرتا.

بطرس 

بعد النشيد الوطني ونشيد حركة الأرض، تحدثت الاعلامية باسكال بطرس وقالت:"حركة الأرض اللبنانية ليست مجرد شعار وعنوان...هي صوت الناس الذين لا يزالون يؤمنون أن الأرض ليست بسلعة، وأن الهوية لا يجب أن تتغير أو تشترى. حركة الأرض هي صرخة ضمير وواجب، رسالتها الحفاظ على هوية الأرض، وحماية التوازن الديموغرافي، والدفاع عن لبنان الذي نحبه كما ورثناه من آبائنا، ونريد أن نحافظ عليه لأبنائنا. من هنا، من زغرتا الزاوية، لاحظت الحركة خطرا يكبر شيئا فشيئا: خطر التغير الديموغرافي، خصوصا على الساحل، في ظل غياب تام للدولة، وتجاوزات لا يمكن أن نسكت عنها: أراض زراعية تتحول الى سكنية من دون أية ضوابط، بيوعات تمتد من مجدليا لعلما، إرده، رشعين، عشاش، بسبعل، وصولا الى إهدن. والسماسرة... يتبادلونها كأن الأرض قطعة تجارة وليست هوية وطن".

أضافت: "من هنا، كان قرار الحركة بتنظم عشائها السنوي هنا في زغرتا الزاوية، تحت رعاية البطريرك الماروني. لأن ما هو مطلوب اليوم  هو أن نخلق حال وعي، ونمد أيدينا معا للتعاون والتصدي. ولكي نطلق معا حالة من الوعي والمسؤولية، ونجدد العهد على التعاون والتصدي دفاعا عن الأرض والهوية والكرامة".

ختمت: "الليلة هي أكثر من لقاء، هي انطلاقة جديدة لحركة لا تتعب من قول الحقيقة، وما تساوم على الأرض".

 الدويهي

ثم القت الأستاذة الجامعية الدكتورة ليال أنطوان زخيا الدويهي كلمة قالت فيها:"نلتقي هذا المساء في زمن نختبر  فيه جدوى المؤسسات وصدق الأدوار، في زمن لم تعد فيه الشعارات تكفي، ولا العواطف وحدها تبقي الإنسان في أرضه، بل باتت فعالية المؤسسات، والرؤية، والتنظيم هي الضمانة الحقيقية للثبات والانتماء وتأمين مقومات البقاء".

تابعت:"حين نتحدث عن البلديات في لبنان، فنحن لا نتحدث عن إدارة محلية محدودة، بل عن فكرة الدولة والقانون،عن الدولة التي تبدأ من المنزل، الحي، الساحة، ومن العلاقة اليومية بين المواطن والمؤسسات. البلدية هي التجسيد العملي لمبدأ اللامركزية الإدارية والانماء،لكنها أيضا التعبير الأصدق عن الهوية والانتماء،لأنها تحفظ ذاكرة المكان، وتاريخه، وتبني جسور الثقة بين المواطن والدولة."

أضافت :"في الأصل، أنشئت البلديات لتكون سلطة محلية مسؤولة،تتعاون مع المجتمع المحلي في تنظيم مجالات البيئة والخدمات والاقتصاد المحلي،لكنها اليوم، في كثير من الأحيان، تعاني من ازدواجية قاتلة:قوانين تمنحها الصلاحيات، وواقع يحاصرها بالعجز؛ موارد محدودة، ومهام متراكمة،وإرادة خجولة تقابلها مسؤوليات جسيمة. وهنا لا بد من وقفة صدق مع الذات: كم من مجلس بلدي تراجع أمام الاستحقاقات الموجبة متذرعا ب"عدم الصلاحيات"؟ وكم من مسؤول اختبأ خلف غياب التمويل ليتفادى اتخاذ القرار؟وما هو أخطر، أن بعض المجالس لا تبادر حتى إلى إعداد مشاريع أو رفعها إلى مجلس الإنماء والإعمار،بل لغياب المبادرة والتخطيط، لا لغياب التمويل فقط.وكأن التمويل ينتظر كمنحة عشوائية، لا كنتيجة لعمل مدروس ومطالبات واضحة"، لافتة الى ان "غياب المبادرة والتخطيط هو ما يفقد البلديات دورها،ويجعلها رهينة الانتظار بدل أن تكون فاعلة في التنمية."

وأكدت انه "آن الأوان أن نعيد إحياء دور السلطة المحلية،بوصفها ركنا من أركان الحوكمة الإدارية، أي: الإدارة الرشيدة التي تقوم على الشفافية، والمساءلة، والمشاركة، والتخطيط المستدام،لا كمجرد أداة تنفيذية أو وسيط بين المواطن والإدارة.فالبلدية، حين تعمل بنهج مؤسساتي، تصبح مختبرا للمواطنة، وحين تتقاعس، تتحول إلى مرآة لخلل أعمق في فكرة الدولة نفسها."

وشددت على ان "البلديات اليوم أمام فرصة تاريخية لإعادة لعب دورها،لا عبر توسيع رقعة النفوذ،بل عبر توسيع رقعة الخدمة العامة والمسؤولية المشتركة.فهي مدعوة إلى التعاون مع مجلس الإنماء والإعمار ضمن رؤية علمية متكاملة،تربط التخطيط المحلي بالسياسة الوطنية،وتتيح للبلديات أن تكون شريكا فعالا في المشاريع الإنمائية والبنى التحتية والطاقة البديلة،وفي إدارة الموارد والبيئة والنفايات والمياه والزراعة،بما يحقق الإنماء المتوازن الذي نص عليه الدستور،لا كحق إداري فحسب، بل كعدالة إنسانية واقتصادية أيضا. وهنا يأتي دور الوعي العلمي والتقني في الإدارة المحلية،فالعالم تغير، والبلدية التي لا تحدث أدواتها،ولا تفعل بياناتها، ولا تفتح قنوات التعاون مع الجامعات والشركاء، تتحول إلى جسم إداري فاقد للنبض".

وقالت:"إن البلديات القادرة على إعداد خطط استراتيجية شفافة، هي التي تفتح المجال أمام الشركاء وتستعيد ثقة المواطن، لأنها تتحدث بلغة الأرقام والنتائج لا بلغة الوعود. فما نحتاج إليه اليوم ليس بلديات تدار بالمزاج،بل بلديات تدار بالمعرفة، تعتمد على التخطيط لا الارتجال،وعلى المشاركة لا الاحتكار. إن العلاقة بين المواطن والبلدية يجب أن تقوم على تواصل تفاعلي متبادل —Two-Way Communication— حيث يتفاعل الطرفان مع بعضهما البعض، ويبنى القرار على المشاركة والمساءلة، لا على التلقين والإملاء. فالمواطنة ليست حالة انتماء صامتة، بل تفاعل دائم بين الحق والواجب. ولذلك، فإن إعادة الثقة بين المواطن ومؤسساته تبدأ من البلدة، من حيث يلمس الإنسان يوميا أثر القانون والتنظيم، وحين يرى أن بلديته تخطط وتحاسب نفسها قبل أن تحاسب،يستعيد ثقته بأن مفهوم الدولة ليس بعيدا،بل حاضر في كل حجر، وطريق، وحديقة، وقرار منصف".

وشددت على أن "الحفاظ على الهوية لا يكون بالتقوقع،بل بإدارة الانتماء بعقل منفتح وقلب ثابت.فالأرض ليست تملكا، بل مسؤولية،والهوية ليست شعارا، بل مشروع استمرارية.وحين نحمي الأرض عبر التنظيم من خلال القانون،ونحمي الناس عبر العدالة، نكون قد جمعنا بين التنمية والكرامة في معادلة واحدة."

ختمت:"لا بد من كلمة شكر وتقدير إلى حركة الأرض اللبنانية،التي تسعى بلا كلل إلى ترسيخ ثقافة الوعي والانتماء،ولرئيسها الشيخ طلال الدويهي،الذي ما فتئ يؤكد أن الأرض لا تحفظ بالخوف، بل بالتنظيم والوعي،كما أوجه تحية تقديرية إلى سيادة المطران يوسف سويف،راعي أبرشية طرابلس المارونية، وممثل غبطة البطريرك بيننا هذا المساء،الذي بحضوره ودعمه يؤكد اهتمام الكنيسة بكل ما يحمي الإنسان والهوية، ويبارك كل جهد صادق يعمل في خدمة الأرض والمجتمع.فلنعد للبلديات معناها الأول:أن تكون مؤسسات إنسانية قبل أن تكون إدارية،سلطة خادمة لا متسلطة، مركز تفاعل لا صراع،ومدرسة للمواطنة الحقيقية حيث يبنى الوطن من القاعدة إلى القمة.زغرتا الزاوية، كما عهدناها، ولتبقى منارة في الوعي والالتزام والانتماء الوطني، حيث تتقاطع الأرض مع الإنسان، ويولد من التنظيم مستقبل يشبهنا - مستقبل نعيش فيه على هذه الأرض لا كضيوف،بل كأمناء على إرثها، وهويتها، وكرامتها. "

نكد

وكانت كلمة لرئيس بلدية كفردلاقوس الدكتور جيلبير نكد قال فيها: "يسعدني أن أكون بينكم هذا المساء في لقاء يحمل في اسمه نبض الهوية ووجدان الانتماء: "الأرض". كلمة تختصر في حروفها كل ما نحب ونخاف عليه، كل ما ورثناه من آبائنا وما نرجوه لأبنائنا. نقف هنا، باسم البلديات، لا كإدارات رسمية فحسب، بل كأبناء لهذه الأرض، نحمل همها، ونعيش تحدياتها، ونؤمن بأنها ليست مجرد مساحة جغرافية، بل كيان حي، يختزن تاريخنا، ويمتد عميقا في وجداننا. لطالما كانت الأرض مرادفا للكرامة،  ولا يفرط بها، لأنها ليست ملكا فرديا، بل إرثا جماعيا، وأمانة في أعناقنا جميعا." 

اضاف :"ندرك تماما حجم الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يرزح تحتها أهلنا، ونعلم أن الحاجة قد تدفع البعض إلى خيارات صعبة. لكننا، كبلديات، نؤمن أن بيع الأرض ليس مخرجا، بل بداية لخسارة لا تعوض. إن مسؤوليتنا اليوم تتجاوز الإدارة اليومية، لتصبح مسؤولية وجودية. فكل متر يباع، هو صفحة تطوى من تاريخنا، وكل شجرة تقتلع، هي جرح في ذاكرة المكان.و الحفاظ على الأرض لم يعد ترفا، بل واجب وطني وأخلاقي."

تابع: "الأرض ليست ترابا نطأه، بل نبض يسكن فينا.هي الذاكرة التي لا تشيخ، والبيت الذي لا ينهدم مهما تبدلت الأزمنة والوجوه. هي الحكاية التي تبدأ بالميلاد ولا تنتهي إلا بالوفاء. الدفاع عن الأرض لا يكون بالسلاح وحده،بل بالموقف، وبالكلمة، وبالوعي من خلال "حركة الأرض" التي ولدت عام 2013،لتطلق نداء وطنيا صادقا في وجه التغيير الديموغرافي، إن الأرض ليست سلعة تباع، بل هوية تصان وذاكرة تحفظ. آمنت بأن لبنان لا يبنى إلا على ركائز العيش المشترك. وأن ثبات المسيحي في أرضه لا يكون ضد أحد،بل مع الجميع،لأن الأرض لا تعرف طائفة، بل تعرف أبناءها الذين يحبونها ويزرعون فيها الخير."

وقال:"ومن هنا، أوجه تحية تقدير إلى صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي،راعي هذا اللقاء، وصوت الضمير الوطني في زمن يندر فيه الصدق والثبات،على مواقفه التي تعيد إلى الكلمة معناها،وإلى لبنان رسالته: لبنان التنوع والحرية والعدالة.كما أحيي من القلب كل فرد في حركة الأرض، قيادة وأعضاء،على إصرارهم أن يذكرونا بأن الهوية لا تحمى بالشعارات،بل بالفعل،بل  أمانة ومسؤولية أمام الله  والأجيال القادمة".

ختم:"حين نحافظ على أرضنا، نحن لا نحافظ على حجر و التراب،بل نحافظ على معنى الوطن.فالأرض هي التي تجمع المختلفين حين تفرقهم المصالح، وتوحدهم حين تشظيهم السياسة.وفي زمن تتبدل فيه القيم وتضيع البوصلة،تبقى الأرض الثابت الأخير في وطن متعب،تحية وفاء لحركة الأرض،ولرئيسها الشيخ طلال الدويهي،ولكل من آمن أن البقاء في الأرض فعل إيمان لا خيار،وأن لبنان لا يصان إلا بالمحبة،ولا يبنى إلا حين يتصافح أبناؤه فوق ترابه لا فوق مصالحهم.فالأرض ليست ما نحيا فوقه، بل ما يحيا فينا." 

عيروت

بدوره،  قال عيروت:"التراب الذي خلقنا منه، لن نتخلى عنه...هذه الأرض هويتنا، تاريخنا الذي كتب بالدم والشهادة، كل متر فيها يحكي حكاية ويحمل إرث أجيال وأجيال.هذه الأرض أعطتنا الحياة، ومن واجبنا أن نحميها، ونرفض أن تكون ممرا أو مقرا.أرض لبنان صغيرة، والأجنبي يتسلل إليها، ومن هذا التسلل يبدأ الخطر، لا على طائفة دون أخرى، بل على جميع الطوائف، على هويتنا، على الصيغة اللبنانية، وعلى المواطن الذي يخسر أرضه، وهي جزء من كيانه المادي والروحي.الأرض التي حماها الشهيد ليست سلعة يشتريها مستثمر أجنبي ويبيعها مواطن بلا ضمير.عندما نقرأ القانون رقم 296 الصادر في 3 نيسان 2001، نلاحظ الفارق الكبير بينه وبين المرسوم الاشتراعي رقم 11614 الصادر سنة 1969. ونكتشف أن تعديلات قانون 2001 تضمنت تسهيلات واسعة، منها:أن الأجنبي يستطيع أن يتملك حتى 3000 متر مربع من دون ترخيص مسبق.وأن الأجنبي يستطيع أن يتملك ما نسبته 3% من مساحة المحافظة.وأن الأجنبي يستطيع أن يتملك 10% من مساحة بيروت.وأن الشركات المعتبرة أجنبية لا سقف محددا للمساحة التي يمكن أن تتملكها بالترخيص، وقد منحها القانون مهلة خمس سنوات لتنفيذ المشروع، وإلا تسترد الدولة الأرض".

تابع:"لكن المرسوم الاشتراعي الصادر سنة 1969 عدل بقانون عام 2001، فأصبحت الدولة تكتفي بفرض غرامة زهيدة بدل الاسترداد. نعم، ألغي حق الاسترداد، وتحولت الأرض من ملك سيادي إلى سلعة، ومنح القانون الأجنبي حق الاحتفاظ بها نهائيا من دون استثمار، إلى أن يحين الوقت المناسب لبيعها. وهذا الأمر يشجع المضاربات العقارية، ويحرم اللبناني المتوسط الدخل حتى من امتلاك أربعة أمتار مربعة ليجعل منها مقامه الأخير."

أضاف:"الثغرات القانونية كثيرة، والإدارة تفتقر إلى التنسيق بين دوائرها، والرقابة غائبة، ولا يوجد ترابط بين الجهات المسؤولة عن تسجيل العقارات، ما خلق بيئة مثالية للتحايل والبيع عبر وكالات غير قابلة للعزل ومن دون تراخيص.الكل يعرف أن البيع بالوكالة، وغياب المسح النهائي لبعض المناطق، يجعل الرقابة شبه معدومة، ويفتح الباب أمام توسع الشراء غير المراقب وغير المحدد المساحة.ومن هذا المنطلق نقول: يجب أن ينص القانون على بطلان الوكالة للأجنبي إذا لم تسجل الأرض خلال شهرين، كما هو الحال في وكالة السيارة، طالما أن الإدارة الرسمية غائبة عن عمليات البيع التي تتم عبر بعض كتاب العدل".

وأوضح أن "الإدارة لا تخطط، رغم الانفلاش الديموغرافي في لبنان، ولا يعنيها تطور نسبة الزيادة السكانية والهجرة والنزوح، ولا هوية المجتمعات المحلية... وإلا لكانت ألغت قانون تملك الأجانب، وخلقت فرص عمل لأبناء الأرض. فالقانون الذي لا يحمي الأرض، لا يحمي الوطن"، وشدد على انه :"واليوم، قبل الغد، يجب تصحيح الأخطاء:ي جب تعديل القانون وتنفيذه بصرامة،يجب إعادة النص على حق استرداد الأرض وإلغاء الغرامة الرمزية،يجب تحديد سقف واضح لكل شخص ولكل شركة،ويجب ربط كل عمليات البيع للأجانب بالترخيص، ولو لمجرد متر واحد".

وقال:"يجب أن يكون لدينا سجل عقاري مركزي يحفظ ويحصي جميع البيوعات الأجنبية. وإذا كانت الدولة تريد تشجيع الاستثمار الأجنبي، فلتفعل ذلك عبر شفافية الأداء وشفافية الخزينة، لا عبر بيع الأرض والذهب."

تابع:"وفي النتيجة، أفضل حل هو إصدار قانون بالإجماع، بمادة واحدة، يلغي جميع القوانين السابقة التي تسمح بتملك الأجانب، سواء بترخيص أو من دونه، قانون يمنع تملك الأجانب، حتى تبقى الأرض للبنانيين، من النهر الكبير إلى الناقورة."

ختم :"صديقي أبو زياد،ليكن هذا اللقاء دعوة للجميع لحمل واجب الرفض لبيع أرض لبنان للأجنبي، خصوصا أن الأرض لم تعد تكفي أهلها."

 ليشع عبود

 ثم ألقت الاعلامية نوال ليشع عبود كلمة الاعلام وقالت: "حركة الأرض اللبنانية هي صوت الناس الغيورة على ترابها، صوت الحق الذي يدافع عن كل شبر مهدد بالبيع، وهي كلمة الحق في وجه الباطل، أمام كل صفقة بيع مشبوهة، وكل محاولة لتغيير وجه لبنان وهويته.لم تسكت، بل ناضلت".

أضافت:"لقد أطلقت صرختها وقرعت ناقوس الخطر من الشمال إلى الجنوب، ومن الجبل إلى الساحل.فحركة الأرض ليست دعوة للحفاظ على الملكية فحسب، بل هي صرخة ضمير كي نبقى متجذرين، متكاتفين، ومتمسكين بانتمائنا".

تابعت:"حركة الأرض ليست تيارا سياسيا، بل هي صرخة وجع ونداء حب، صرخة الناس الذين يشاهدون كيف تباع أراضينا، وكيف تتغير ملامح قرانا، وكيف تهتز هويتنا اللبنانية، وكيف تستمر المؤامرة في بصاليم، وبعبدات، ولاسا، والعاقورة، والمتن الأعلى، والقاع وغيرها، حيث طالت عمليات شراء مشبوهة عقارات حساسة في مناطق استراتيجية".

واكدت ان "لبنان، بكل بساطة، معرض للبيع، وهذه أكبر جريمة ترتكب بحق الوطن وأهله وأرضه وهويته، في ظل صمت مريب من السلطة!لماذا لا تلغى عقود البيع الممسوحة، والوكالات، والتنازلات المخالفة لقانون تملك الأجانب؟لقد كان نضالا طويلا وشجاعا في مواجهة ظاهرة البيوعات المشبوهة، التي ليست مجرد صفقات عقارية، بل مشاريع تهدف إلى تغيير وجه لبنان وتبديل تركيبته بما يخدم مصالح سياسية وطائفية ضيقة.وليس الهدف الصدام، بل الدفاع عن التوازن الطائفي الذي يشكل جوهر لبنان وميزته الفريدة بين دول المنطقة، ورفض الصمت في وجه الظلم".

وختمت :"فلنرفع الصوت من أجل تراب الوطن، من أجل الكرامة، ومن أجل أولادنا.ستبقى حركة الأرض واقفة، لا تنحني إلا لتراب لبنان".

طلال الدويهي

أما رئيس حركة الأرض اللبنانية طلال الدويهي فاستهل كلمته موضحا سبب اللقاء وزمانه ومكانه، ولماذا الدعوة خاصة، فقال:"الهدف من هذا اللقاء هو القول لنواة المجتمع، أي لمجتمع زغرتا الزاوية والجوار، إنكم قادرون على فهم ما نقوله، في وقت لم يعد فيه مجتمع السماسرة في هذا البلد يفهم سوى مصلحته الشخصية".

أضاف:"في زمن حكومات الرئيس رفيق الحريري رحمه الله، تم تمرير مشروع من خلال الموازنة، وصدق عليه في مجلس النواب على طريقة الرئيس بري: صدق، صدق، صدق، حين تم توقيف العمل ب'براءة الذمة' و'حق الشفعة'، ف'فلت الملق'، وتم خرق القاعدة التي كانت متوافقا عليها منذ زمن، والتي تقول إن المسلم يبيع المسلم، والمسيحي يبيع المسيحي".

تابع :"حينها كنت في الرابطة المارونية التي بدأت فيها نضالي، ثم انتقلت إلى تأسيس حركة الأرض لأن جرح الأرض أصبح نزيفا. فأطلقنا الصرخة، وأول من استيقظ وتصدى لهذا الأمر كانت الكنيسة، لكنها لا تملك دبابات ولا عناصر غير منضبطة لوقف ما يجري. اليوم أنا هنا لأقول لكم إن زغرتا الزاوية، إذا لم يعالج التغيير الحاصل على الأرض والذي يؤثر على التوازن الديموغرافي فيها، فالعوض بسلامتكم. نحن نعلم أن الوضع الاقتصادي سيئ، لكن السؤال: لماذا نبيع؟ لأجل أن نصرف المال، بينما أخونا في الوطن لا يشتري؟ علينا أن ندرك أن زغرتا الزاوية في خطر. وأنا أحمل البلديات مسؤولية ما يجري، لأن صلاحياتها كبيرة وسلطتها واسعة، فلديها سلطة أمنية وإدارية، وعليها أن تمنع البيع للغريب. فالمتاجرة باتت مرفوضة، إذ إن هناك سماسرة بلا ضمير لا يأبهون للوطن، وكل ما يهمهم هو مصالحهم الشخصية".

وختم:"نحن في خطر، وأنتم تعرفون الطريق. ما يحصل في بعض بلدات الزاوية يهدد الوجود. هناك 126 وحدة سكنية بيعت في إحدى البلدات، وعلينا التحرك قبل فوات الأوان. كما أذكر أخيرا ببعض الأرقام عن تملك الأجانب، التي كلها تصب في خانة السيطرة، وفي خانة الخطر على الكيان والوجود".

سويف

وكانت كلمة للمطران سويف قال فيها: "باسم صاحب الغبطة والنيافة الذي شرفني وكلفني أن أمثله في هذا العشاء، وفي هذا اللقاء الوجودي الوجداني والوطني الروحي الإنساني، الذي تنظمه حركة الأرض مشكورة، برئاسة وقيادة وعمل وجهد الإنسان الطيب الذي جمعنا الليلة، الشيخ طلال الدويهي.  أحيي حضرة الخورأسقف فرنجية والأب الفاضل وأصحاب السعادة والفعاليات الرسمية والمجتمعية. حقيقة، أنا مع الأستاذ طلال في مشواره، وفي لقاء قديم جدا، وما سمعته الآن يدل على وجع، لأن ما قلته نابع من قلبك ومن وجدانك، ويدل حقيقة على ألم الكثيرين. وهذا الألم وهذا الوجع يرتبطان ارتباطا عضويا برسالة الكنيسة، وأعني مباشرة بوجودنا ككنيسة مارونية، ككنيسة مسيحية، وكطوائف لبنانية وأديان موجودة على هذه الأرض، سواء كنا مسيحيين أم مسلمين معا. لذلك، عندي خمسة عناوين أود أن أوجهها في هذه الأمسية الوطنية، بشكل موجز، انطلاقا من أدبيات الكنيسة واللاهوت والفكر الكنسي الجامع، وخصوصا المجمع البطريركي الماروني".

أضاف:"لقد ذكرنا هذا المجمع بأن الأرض هي للوجود، أي إن وجودنا مرتبط بأرضنا، وبدون الأرض لا نعود موجودين. هنا تكمن أهمية الموضوع وخطورته. لذلك، ما نسمعه بالأرقام اليوم يثير القلق. وأنا أود أن أشكر جميع المداخلات التي سمعناها، وآمل من الأستاذ طلال، ومع أمانة السر لديكم، أن تجمعها، لأن فيها حقا مواقف وطنية، وجودية، وفلسفية. لكن أيضا فيها إحصاءات وقوانين نحن بأمس الحاجة إلى الاطلاع عليها".

وأكد انه "من دون الأرض، أي عندما لا تعود الأرض لبنانية، لا يعود هناك وجود لبناني، لا لمسيحي فقط، بل لمسلم ومسيحي معا. لذلك، قضية الأرض هي قضية إنسانية، وجودية، إيمانية، ودينية. إنها قضية الإنسان.  فالله أوجدنا على هذه الأرض الصغيرة، كما سمعنا في المداخلات، ولكنها أكبر من وطن، كما قال عنها الباباوات. هذه الأرض الصغيرة، التي قال عنها الرب في العهد القديم لموسى: «لا تطأ هذه الأرض، فهي وقف لي. إنها أرض مقدسة، أرض فيها تاريخ، وفيها تفاعل بين الثقافات والأديان. أرض قد اقتتلنا عليها وتناحرنا وتصارعنا، ولكن في الوقت نفسه، عشنا عليها كعائلة واحدة، من خلال المغفرة والمصالحة وبناء السلام وبناء لبنان الجديد". 

اضاف: "النقطة الثانية: هذه الأرض هي للشركة، لكي نتشارك فيها، ونعيش الشركة بعيدا من الأنانيات التي انتحلت علينا. هناك شعوب كثيرة، لا نريد الإطالة في عرضها، لكنها أهملت أرضها وهاجرت منها. وبعد ألفي سنة، عادت لتفتش عن لفيفة أرض. فلننتبه نحن اللبنانيين لما نفعل، لأن كل متر من الأرض يساوي تاريخا وجغرافيا وذهبا وثروات الدنيا. أنا لا أتكلم شعرا، بل واقعا يوميا ووجوديا".

وقال: "النقطة الثالثة: بالنسبة إلينا كمسيحيين، الأرض هي الشهادة. نحن لا نعيش على الأرض ولا نطالب بها حبا بالأرض، بل حبا بالشهادة للمسيح، وللإيمان، ولقيم كلمة الله الروحية والإنسانية. وتاريخنا هو تاريخ مقدس، وقد استحضرنا ذكر البطريرك الطوباوي إسطفان الدويهي، وإن شاء الله يعلن قديسا قريبا، فهو عرف قيمة هذه المسألة. لقد وسع رؤيتنا حين كنا محصورين، فلا يجوز أن نضيع ما بنيناه عبر خمسمئة أو ستمئة سنة، بل أكثر من ألف سنة، بسبب أزمة آنية أو حاجة ضيقة. فلننظر بعيدا، لأن النظرة البعيدة تثبت وجودنا وتعمق شهادتنا الإيمانية والوطنية".

تابع:" النقطة الرابعة: الأرض تعني الكرامة.نعيش عليها لنحافظ على كرامة الإنسان.وقد أشرت، يا أستاذ طلال الطيب، من خلال وجعك، إلى تصرفات موجودة في مجتمعنا اللبناني يجب أن نعترف بها.فإذا لم نعترف بها، نكون شعبا لا يريد أن يتطور ولا أن يتألق.وأنا أظن أن الوقت قد حان، أمام الرب وأمام تاريخنا وأمام شبابنا، لنقول الحقيقة.وهنا الأزمة الكبيرة، فشبابنا يهاجرون هذه الأرض بحثا عن عمل يوفر لهم حياة كريمة.لقد حان الوقت لأن تكون هناك إدارة سليمة، وحوكمة نزيهة، وشفافية في الحكم.فهذا الشعب الصغير، على هذه الأرض الصغيرة، عندما يعيش القيم الإدارية والأخلاقية والضميرية والدينية، يصبح لبنان رقما واحدا اقتصاديا واجتماعيا على مستوى العالم".

ختم:"النقطة الخامسة: الأرض ليست فقط لكرامة الإنسان، بل هي أيضا لكرامة لبنان.وكرامة لبنان في قلوبنا، وعلى رؤوسنا، وفي أيدينا.ولكل إنسان ضحى ويضحي لكي يبقى لبنان سيدا، حرا، أكثر من وطن... وطن الإنسان، ووطن الحرية، ووطن الرسالة والمحبة وبلاد السلام. هذا وقدمت حركة الارض اللبنانية درعا تقديريا  للسيد جوزيف كامل وزوجته جورجينا الدويهي وأولادهما، تقديرا لهم على بناء كنيسة باسم الطوباوي البطريرك مار اسطفان الدويهي ببلدة إرده، وعلى ايمانهم  العميق وعطائهم  الصادق في خدمة  الأرض والكنيسة".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan