ثانوية الحدادين تحصد لقب "أفضل مدرسة" عربيًا وسط غياب رسمي لافت

الرئيسية ثقافة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 27 25|16:43PM :نشر بتاريخ

ايكووطن-طرابلس-روعة الرفاعي
تُوِّجت ثانوية الحدادين الرسمية للبنات في طرابلس بجائزة "أفضل مدرسة" على مستوى الوطن العربي، في إنجاز غير مسبوق،  ضمن مسابقة "تحدي القراءة العربي" التي أُقيمت في دبي، حيث نالت تكريمًا لافتًا يُعبّر عن حجم العمل والتميّز الذي قدّمته، وجرى توثيق الحدث بتوقيع رمزي على جواز سفر مديرة الثانوية السيّدة هبة عبس.

لكن، وعلى الرغم من هذا الإنجاز الكبير الذي رفع اسم لبنان واسم طرابلس عاليًا، فإنّ الصدمة كانت في غياب أي مبادرة تكريمية رسمية داخل الوطن، لا من وزارة التربية، ولا من الجهات السياسية أو التربوية في المدينة. بل مرّ الحدث بصمت، وكأنه لا يعني أحدًا، رغم كونه الأول من نوعه منذ انطلاق المسابقة عام 2015.

فهل يُعقل أن يُحتفى بثانوية رسمية لبنانية في الخارج، بينما تُهمّش في بلدها؟ وهل يليق أن تمر لحظة مشرقة كهذه دون حتى كلمة تهنئة أو استقبال رمزي من الذين يرفعون شعار دعم التعليم الرسمي والاعتزاز بطرابلس كعاصمة للعلم والعلماء؟

فرح يكن لموقع "إيكو وطن": ثانوية الحدادين قدّمت مشروعًا متكاملاً واستحقت لقب "أفضل مدرسة" في تحدي القراءة العربي

أوضحت فرح يكن، المشرفة على مشروع "تحدي القراءة العربي" في ثانوية الحدادين الرسمية للبنات، في حديث لموقع "إيكو وطن"، تفاصيل الإنجاز الكبير الذي حققته المدرسة بحصولها على جائزة أفضل مدرسة على مستوى الوطن العربي، ضمن النسخة الأحدث من المسابقة.

وقالت يكن:  "ضمن مسابقة تحدي القراءة العربي، هناك جوائز عدّة، أبرزها جائزة بطل التحدي التي تمنح للطالب الذي يقرأ خمسين كتاباً أو أكثر ويتأهل لتمثيل بلده على المسرح في دبي. إلى جانب هذه الجائزة، هناك جوائز مكمّلة منها جائزة "أفضل مدرسة" أو "المدرسة المتميزة"، التي تُمنح للمؤسسة التعليمية التي تُظهر تميزًا في تفعيل المسابقة داخل المدرسة، من خلال خطة مدروسة تهدف إلى تعزيز المقروء وتحفيز الطلاب على المطالعة".

وأضافت:  "ثانوية الحدادين شاركت عبر ملف رقمي متكامل عكست فيه ما أنجزته على مدى عام كامل، من خلال خطة واضحة المعالم تشمل قراءة الطالبات لخمسين كتاباً، وتنظيم أنشطة داخلية وخارجية لتعزيز ثقافة القراءة، وتنمية الفكر النقدي والتواصل المجتمعي. وقد سُلّم هذا الملف لوزارة التربية، التي بدورها رفعته إلى لجنة التحكيم في دبي".

وأشارت إلى أن المدرسة راعت معايير المسابقة الأساسية وتفوّقت فيها، وهي:

* *تفعيل العملية الإدارية* بما يخدم مشروع التحدي.
* *تحسين أداء المدرسة ورفع مستوى الطالبات*.
* *تسخير الموارد البشرية والمادية* دعماً للمسابقة.
* *استمرارية المشروع حتى بعد المراحل الرسمية* من خلال مبادرات مستدامة.

وختمت يكن بالقول:  "هذا الإنجاز هو ثمرة عمل جماعي، والطالبات كنّ في صلب المشروع من خلال التزامهن بالقراءة والمشاركة الفاعلة، لكن التميّز الذي تم تقييمه هو على مستوى أداء المدرسة ككل وهذا ما جعلنا نستحق هذا اللقب العربي بجدارة".


هبة عبس: فوز الحدادين هو فخر للبنان... ولكن أين التقدير؟

عبّرت مديرة ثانوية الحدادين الرسمية للبنات، السيدة هبة عبس عن فخرها الكبير بالإنجاز الذي حققته المدرسة، بعد فوزها بلقب "أفضل مدرسة" على مستوى الوطن العربي* في مسابقة "تحدي القراءة العربي".

وقالت عبس في تصريح لها:  
"هذا الفوز ليس فخرًا للحدادين فقط، بل فخر لكل لبنان فكيف لا أكون سعيدة كمديرة لهذه المؤسسة التي حققت هذا الإنجاز في عهدي؟ سعادتي لا توصف، وفخري كبير بفريق العمل، وبشكل خاص بالمشرفتين الأستاذة فرح يكن والأستاذة سلام شطح، وبالطالبات اللواتي بذلن جهدًا كبيرًا للوصول إلى هذه النتيجة. تعبنا كثيرًا، وبحمد الله رفعنا اسم لبنان عاليًا*".

وحول طبيعة المشروع الفائز، أوضحت عبس أن العمل كان مميزًا لأنه تطرّق إلى تحديات العصر. وقالت:  
في زمن أصبح فيه الكتاب مهددًا بالمُلهيات الرقمية والأجهزة الذكية وتطبيقات التواصل، سعينا إلى تطويع هذه الأدوات لصالح القراءة. استخدمنا الوسائل التكنولوجية كحافز للمطالعة، عبر المكتبات الإلكترونية، الكتب المصوّرة والمسموعة، والتطبيقات التي تفتح عوالم جديدة أمام الطالب. أردنا موازنة ذكية بين الورقي والرقمي، وهذا ما حققناه".

لكن في المقابل، لم تُخفِ عبس عتبها الكبير على غياب التقدير الرسمي والشعبي لهذا الإنجاز، وقالت:  
"تواصلت معنا وزيرة التربية وكذلك السيدة اللبنانية الأولى وطلبت تفاصيل عن المشروع، وهذا شيء نقدّره. لكن لدى عودتي إلى لبنان، وصلت إلى مطار بيروت حاملة التروفيه والعلم اللبناني، وتوقعت استقبالاً يليق بما تحقق، فلم يحدث شيء من ذلك. للأسف، نرى صالات الشرف تُفتح لأمور أقل بكثير.  
وعندما عدت إلى طرابلس، لم أجد حتى يافطة واحدة، واتصلت ببلدية المدينة فأجابوا: "ماذا نكتب عليها!". حتى وسائل الإعلام لم تُلقِ الضوء الكافي على الحدث، وكأن ما حصل هو أمر عادي، بينما هو إنجاز غير مسبوق للبنان منذ إطلاق المبادرة عام 2015".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan