الرفاعي: تضامن وصمود المجتمع المدني سلاح مواجهة العدوان

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Oct 17 25|14:15PM :نشر بتاريخ

اعتبر مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، في خطبة الجمعة، أن "دروس التاريخ تتكرر أمامنا في لحظات المحن: أقليةٌ تواجه جيوشًا، وقلوبٌ تثق بوعدٍ أكبر من كل احتمال؛ فحين يُجتمع الأعداء تبدو الأرض ضيقة، لكنّ الإيمان يوسّعها ويمنح الناس صبرًا على ابتلاءٍ يُكتب عليه الفرج".

أضاف:  "في المشهد الذي شهد حفر الخندق كان القائد حاملًا التراب مع أصحابه؛ هذه صورةٌ عن قيادةٍ تشارك ولا تكتفي بالأوامر، وعن مجتمعٍ يطبّق العمل مع القول، فالمعركة الحقيقية تبدأ حين يتساوى الجميع في الجهد والمسؤولية".

وأشار إلى أن"ما حفره الصحابة هو مرآةٌ لما تفعله أنفاق المقاومة في غزة اليوم: بُنى خفيةٌ تحوّلت إلى قدرةٍ تفاجئ المعتدي، وتُعلّم أجيالًا أنّ الإعداد والصبر والبناء السري قد يُغيّر موازين القوة حين يحين وقت الحسم".

تابع: "تحالفات الأعداء عبر العصور تذكّرنا أن السياسة ليست أخلاقًا دوماً، وأنّ المصالح تُقرب ما تباعده العقائد؛ لذلك يلزمنا وعيٌ سياسيٌّ متين يميّز بين المصلحة والضلالة ويصون وحدة أمتنا ومجتمعاتنا ضدّ فخاخ التقسيم".

ورأى أن "العدو لا يهدِفُ فقط إلى ضربِ مواقع عسكريةٍ، بل يستهدفُ المصانعَ والمعاملَ والمنشآتِ المدنيةَ لشلِّ الاقتصادِ وقطعِ مصادرِ الرزق، وسلسلةُ الاعتداءاتِ لم تبدأ في مصيلح وتنتهي في الجنوب، إنما ستمتدُّ وهدفها منعُ إعادة الإعمارِ وإبقاءُ الناسِ في حالةِ ضعفٍ؛ لذلك لا بدّ من صمودٍ مدنيٍّ منظم، توثيقاً للجراح، ودعماً مستمرّاً للمتضرّرين يحفظ كرامتهم ويصون مستقبلَ الأجيال".

ولفت إلى أن"ضربات العدو على لبنان ليست مجرد أرقام وإحصاءات؛ إنها تزرع الخوف في البيوت وتُعطّل المدارس والمشافي وتجرح اقتصادات الناس، ولذا فإنّ الردّ الحقيقي يبدأ بتعزيز التضامن الوطني وإسناد المتضرّرين وإظهار أن كل محاولة لزرع الفرقة ستصطدم بعزيمةٍ شعبيةٍ لا تكسرها الصواريخ".

وقال: "الحصار والجوع يختبران ضمائر الشعوب، وفي خضمّ الألم تظهر أبهى معاني الإيثار والتضامن؛ منازلٌ تتقاسم قوتها، ومتطوّعون يؤسسون شبكاتٍ تخفف الألم، وهذا البناء الاجتماعي هو الذي يصمد حين تنكسر الآلات وسياسات الإقصاء".

وأعلن أن "صناديق المساجد الأسبوع القادم ستكون مخصّصةً لدعم غزة؛ فلتكن مساهمتكم جسراً يعبر به الإخوة إلى حياةٍ كريمةٍ، وإلى إعادة بناءٍ لا تنتظر المعجزات بل نصنعها معهم".

وختم الرفاعي: "القدس هي البوصلة والوعي هو السلاح؛ لا يكفي أن نحزن على المصاب بل يجب أن نؤسّس لثقافةٍ سياسيةٍ ومدنيةٍ تخرّج أجيالًا تعمل في المؤسسات، تحمينا من الانقسام، وتحوّل مشاعر التألم إلى قوةٍ منظمةٍ قادرةٍ على تغيير واقعٍ جائر".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan