هل على الموظف أن يستقيل إذا كان يواجه خلافات مع مديره؟

الرئيسية اقتصاد / Ecco Watan

الكاتب : المحرر الاقتصادي
Sep 10 25|17:17PM :نشر بتاريخ

قد لا يكون المرء على وفاق مع رئيسه في العمل، أو قد لا ينجز عمله بشكل صحيح. وقد يشعر بأنه يتم تجاهله أو توجيه الانتقادات له بشكل مستمر. ومن الممكن أيضا أن يشعر الموظف بعدم الرضا بسبب الطريقة التي يتعامل بها مديره معه لعدة أسباب.

ويتسبب هذا الشعور بالاستياء في دفع الكثيرين للبحث عن وظائف أخرى. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ذلك هو ثاني أكبر سبب لإقدام الأفراد على ترك عملهم، حيث يأتي البحث عن راتب أفضل في المقام الأول، بحسب ما كشفت عنه دراسة أجراها معهد "تيلي ريسرش" لأبحاث السوق، بتكليف من مؤسسة "إرنست آند يونغ".

وتوصلت الدراسة، التي شملت 1555 موظفا في ألمانيا عام 2023، إلى أن 29 بالمئة ممن غيروا وظائفهم ذكروا أسلوب القيادة الخاص برئيسهم في العمل كأحد الأسباب.

والسؤال المهم هو: هل يتعين على المرء حقا أن يستقيل إذا كان يواجه مشاكل مع رئيسه في العمل؟
ويقول بيرند سلاجيس، وهو مستشار توظيف مقيم في كولونيا، إن الأمر يتوقف على الوضع، مضيفا أن "محاولة تعليم رئيس العمل أن يصير مديرا جيدا لمدة خمسة أعوام، أو الاضطرار إلى تحمل شخصية نرجسية يوما بعد يوم، هو أمر غير صحي... ولكن أن يتخذ المرء قرارا بصورة فورية بأن رئيسه في العمل سخيف، عند أبسط خلاف بينهما، واتخاذ قرار بالاستقالة، ليس هو الحل أيضا بطبيعة الحال".

ففي نهاية الأمر قد يواجه المرء خلافات في مكان العمل ومع رؤسائه في أي وظيفة. والسؤال إذن يكون: هل يمكن حل تلك الخلافات؟

ويقول سلاجيس: "أرى في جلساتي الاستشارية كمّا من الموظفين المحبطين الذين يستسلمون بسرعة كبيرة"، مضيفا أن الأهم من ذلك كله هو أن الموظفين الأصغر سنا والأشخاص الذين يبدأون مشوارهم المهني هم من يفتقرون إلى الاستعداد لحل الخلافات والتحدث مع الإدارة من أجل التوصل إلى حل سويا.

ضرورة البحث عن سبب عدم الرضا
لذلك، يتعين على المرء قبل تقديم استقالته أن يسأل نفسه هذا السؤال: "لماذا أنا شديد الاستياء؟". قد يكون السبب هو سلوك رئيسه في العمل، ولكن الأمر قد يكون متعلقا بالوظيفة نفسها. أو ربما بشيء آخر تماما، بحسب ما تقوله مستشارة التوظيف راجنهيلد شتروس في هامبورغ، حيث توضح: "ربما يكون رئيسه في العمل مجرد حجة لرغبته في الاستقالة، لأنه للوهلة الأولى يبدو أنه من الأسهل البحث عن الأسباب في العوامل الخارجية."

وفي حال وجد المرء مرارا أن الوظائف أو العلاقات لا تتطور كما كان يأمل، أو إن كان يشعر سريعا بخيبة الأمل وتقطع العلاقات في العمل أو مع المعارف بشكل عام، فتقول شتروس، وهي أخصائية نفسية مدربة، إن "القناعات الداخلية العميقة بشأن الآخرين، أو عالم العمل، أو الحياة بشكل عام، قد تكون هي السبب أيضا".

ولا يمكن للمرء أن يقوم بمعالجة هذه القناعات بمجرد العثور على وظيفة أخرى ورئيس عمل جديد.

الرسائل الواضحة مهمة
ومع ذلك، فحتى إذا كان المرء متأكدا من أنه غير قادر على التأقلم مع رئيسه الحالي في العمل ومع بيئة عمله، فإن عليه أن يسأل نفسه سؤالا آخر، وهو: "ما الذي يجعل الوضع مستحيلا بالنسبة لي لدرجة أن الاستقالة تبدو الحل الوحيد؟".

تقول شتروس: "هل هي طبيعة التواصل وعلاقات العمل؟ أم أن الأمر يتعلق بقدر أكبر بالمهام، أو بثقافة الشركة، أو بمتطلبات الوظيفة؟".

يمكن للمرء أن يناقش كل هذا مع رئيسه في العمل. وفي أثناء الحديث، يجب ألا يقتصر تعبير المرء عن استيائه الشخصي، كما أن الأمر لا يتعلق بإلقاء اللوم على أحد.

وقبل كل شيء، يجب أن يكون لدى المرء فكرة واضحة عما يريد إيصاله، بحسب ما يقوله سلاجيس، فعليه أن يسأله نفسه: "بصفتي موظفا، ما هو المهم بالنسبة لي شخصيا عند العمل مع رئيسي في العمل؟ ما الذي أحتاج إليه لكي أقوم بعمل جيد؟".

ويوضح سلاجيس أنه من المهم أيضا أن يقوم المرء بوصف الأمور التي تجري بشكل خاطئ بوضوح - وما الذي يجب تغييره في المستقبل.

وبناء على الوضع، يمكنه أن يقول: "لقد شعرت مؤخرا برغبة في المساهمة بأفكار، ولكنها لا تحظَى بأي اهتمام. من المهم بالنسبة لي أن تتم معالجة هذه الأمور التي ألاحظها في مجال عملي، وكذلك إيجاد حلول لها. هل ترغب في رؤية ذلك؟ وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكنك دعمي؟".

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : سكاي نيوز عربية