الديار: بعد جلسة الحكومة... واشنطن تترقب نتائج زيارة الجنرال كوبر
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 07 25|08:39AM :نشر بتاريخ
شهد المشهد اللبناني نهاية هذا الأسبوع تطورًا سياسيًا بارزًا كشف هشاشة النظام الداخلي من جهة، وأهمية التمسك بالحوار والتوافق من جهة أخرى. فما كان يُفترض أن يشكل خطوة عملية في سياق تعزيز دور الدولة، تحوّل إلى دليل إضافي على تعقيدات الواقع اللبناني وتوازناته الدقيقة، بين حكومة تسعى لإيجاد المخارج، وجيش يعمل ضمن إمكاناته المحدودة، وقوى سياسية تحرص على التمسك بالثوابت الوطنية.
ففي مشهد لافت، انسحب الوزراء الشيعة الخمسة – ممثلو حزب الله وحركة أمل – من جلسة مجلس الوزراء بالتزامن مع بدء قائد الجيش عرض خطته المتعلقة بحصرية السلاح. هذا الانسحاب لم يكن عفويًا، بل خطوة مدروسة هدفها التأكيد على أن أي قرار مصيري لا يمكن أن يمرّ من دون مشاركة المكونات الأساسية، انسجامًا مع مبدأ «الشراكة» الوطنية.
مع ذلك، واصل الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام مناقشة الخطة، فيما أوضح وزير الإعلام أن الحكومة «رحّبت» بالطرح، مع الإشارة إلى أن التنفيذ يحتاج إلى إمكانات وإلى ظروف سياسية ومالية غير متوافرة بالكامل بعد. وهنا برزت الرسالة الأهم: أن الحوار لا يزال السبيل الوحيد لإيجاد مقاربة وطنية متكاملة.
فيتو الميثاقية
يؤكد محللون سياسيون أن الانسحاب لم يكن مجرد خلاف سياسي عابر، بل إعادة تذكير بمبدأ الميثاقية الذي يشكل ضمانة التوازن الوطني. فالشرعية في لبنان لا تُستمد من الأرقام وحدها بل من التوافق بين الطوائف، وهو ما أشار إليه مسؤولون في حزب الله الذين شددوا على أن الجلسة فرصة للعودة إلى التعقل وتفادي أي خطوات متسرعة قد تجر البلاد إلى المجهول.
تفاصيل خطة الجيش
مصادر أمنية مطلعة أوضحت لـ«الديار» أن الخطة التي طرحها الجيش، رغم طابعها السري، تقوم على مراحل متدرجة تراعي الواقع اللبناني:
مرحلة الاحتواء: تعزيز السيطرة على الحدود ومنع أي تهريب سلاح جديد، بالتوازي مع التركيز على مواجهة الأخطار الخارجية، وهو مطلب أساسي لحزب الله طالما شدد على أولوية مواجهة العدو الإسرائيلي.
مرحلة التنسيق المشترك: التعامل مع الترسانة العسكرية عبر ترتيبات تحفظ الاستقرار العام، وتضمن بقاء عناصر القوة الوطنية بيد اللبنانيين، في انتظار إقرار الاستراتيجية الدفاعية التي يطالب بها الجميع.
مرحلة الدمج التدريجي: إدماج المقاتلين في الجيش أو في الحياة الاقتصادية عبر برامج دعم وتدريب، بما يحفظ كرامتهم وتضحياتهم.
المصادر أشارت إلى أن نجاح هذه المراحل يتطلب توافقًا سياسيًا داخليًا، دعمًا ماليًا خارجيًا بمليارات الدولارات، وبيئة إقليمية مستقرة.
ضغوط اقتصادية وسياسية
الولايات المتحدة وفرنسا ربطتا أي مساعدات مالية إضافية للبنان بتقدم ملموس في ملف حصرية السلاح. غير أن التجارب السابقة أظهرت أن هذه الوعود كثيرًا ما تبقى حبراً على ورق، فيما يواصل لبنان الاعتماد على احتياطات المصرف المركزي لتأمين الحاجات الأساسية.
الموقف الأميركي والزيارة المرتقبة
تترقب الأوساط زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس برفقة قائد القيادة المركزية الأدميرال براد كوبر، الذي وصل إلى بيروت بعد زيارة لإسرائيل. اللقاءات المرتقبة ستتمحور حول قدرات الجيش اللبناني وحاجاته، في ظل تأكيد لبناني رسمي على أولوية الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي المحتلة، وتنفيذ كامل لوقف الأعمال العدائية.
الرئيس جوزيف عون شدد خلال لقائه كوبر في بعبدا على ضرورة ممارسة واشنطن دورها للضغط على إسرائيل، مؤكدًا في الوقت نفسه على تمسك لبنان بدعم الجيش.
الموقف الفرنسي
الخارجية الفرنسية رحبت بتبني الحكومة لخطة الجيش، ودعت جميع الأطراف إلى دعم التنفيذ السلمي، مؤكدة استعدادها لعقد مؤتمرات دعم للجيش ولإعادة الإعمار. كما جدّدت دعوتها إسرائيل للانسحاب الكامل من الجنوب.
الموازنة والملفات الأخرى
على الصعيد المالي، رفعت وزارة المال مشروع موازنة 2026 . وفي السياق نفسه، التقى الرئيس نبيه بري وفد ديوان المحاسبة، فيما قام وزير الأشغال فايز رسامني بجولة في الشمال وأعلن أن الأعمال في مطار القليعات ستنطلق مطلع 2026.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا