إحياء ذكرى المولد النبوي في قلعة بعلبك برعاية المفتي الرفاعي
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Sep 06 25|15:22PM :نشر بتاريخ
أقامت الجمعيات الخيرية الإسلامية ولجان المساجد في محافظة بعلبك الهرمل، احتفالا في الباحة الخارجية لقلعة بعلبك الأثرية، لمناسبة المولد النبوي الشريف، برعاية مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، وحضور مفتي زحلة والبقاع الدكتور الشيخ علي الغزاوي، النائبين ينال صلح وملحم الحجيري، النائب السابق كامل الرفاعي، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلا برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، المفتش الديني في المحافظة الدكتور الشيخ عامر الغز، رئيس اتحاد بلديات بعلبك حسين علي رعد، رئيس بلدية بعلبك المحامي أحمد زهير الطفيلي ونائبه عبد الرحيم شلحة، رئيس المنطقة التربوية في محافظة بعلبك الهرمل حسين عبد الساتر، رئيس مصلحة الزراعة الدكتور عباس الديراني، قيادات أمنية وفاعليات سياسية ودينية وثقافية وبلدية واختيارية واجتماعية.
الغزاوي
واعتبر المفتي الغزاوي أن العنوان الذي يجمع كان وما زال وسيبقى هو عنوان النبوة، من خلال من ختم الله به الرسالات، والذي فرح بمقدمه كل أهل الأرض والسماء. "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم، بالمؤمنين رؤوف رحيم، فإن تولوا فقل حسبنا الله ونعم الوكيل، لا إله إلا الله، عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم. بهاتين الآيتين ختمت سورة التوبة وسورة التوبة من آخر ما نزل ثم نقرأ من فرح بالمجيء لنعيش معهم تلك الفرحة. جاء في القرآن الكريم في مطلع سورة الجمعة ما يحكي الفرح بالمجيء. في سورة التوبة لقد جاءكم رسول من أنفسكم وفي بداية سورة الجمعة يسبح لله ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم، هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم. أرأيتم من فرح بالنبوة وبنورها وكيف كان تسبيح السموات والأرض فرحا لأن النبي قد بعث؟!".
وتابع: "كما حدثنا عليه الصلاة والسلام أن الله بعثه على فترة من الرسل، وانقطاع من الوحي، ودنو من الساعة، وقرب من الأجل، هو دعوة أبيه ابراهيم وبشارة أخيه عيسى ورؤيا أمه، فكانت دعوة إبراهيم: ربنا ابعث فيهم رسولا منهم، وكانت بشارة عيسى مبشرا برسول يأتي من بعدي إسمه أحمد ليس بفظ ولا غليظ، وليس بخادم في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ورؤيا أمه حيث رأت عند ولادته نورا أضاء ما بين المشرق والمغرب. من ذلك النور ومن تلك اللحظات استبشرت الأرض والسماء خيرا. ان كلمة التوحيد عمت الأرض وان الحجارة التي صنعها الإنسان وسجد لها، إذا بهذا النبي يرفع رأس الساجد للمخلوق ليرفعه حتى يسجد للخالق، فكانت تلك الحجارة شاهدة، ما كانت لتعبد من دون الله، وإذا بالحجر يسلم كما البشر وإذا بالحجر كما الشجر يرتاح لمبعث النبي ويبكي لفقدان النبي، وإذا كان هذا شأن الجماد فمن حقنا أن نفرح بالنبي شريعة ولنفرح فيه حاكما".
وأضاف: "في قلعة بعلبك، اعتاد صاحب السماحة مفتي بعلبك الهرمل ومع الجمعية التي تجمع هذه الوجوه، اعتدنا أن نشهد في هذه الساحة فرحة كأنها تتكلم باسم الوطن لبنان ليفرح لبنان بمبعث النبي، وليكون ذلك مشهودا في قلعة من قلاع لبنان. في هذه الساحة إذ نستذكر من كان في الحب مطيعا حتى يكون للبنان ذلك الحب، وحتى يكون لهذا الجمع الذي اجتمع فيه لبنان بكل أطيافه ليشهد الفرحة بالنبي. أليس النبي هو الذي بعث حتى يكون للإنسانية ذلك المعنى، وحتى يكون الإنسان مخلوقا يعبد خالقا ولا يعبد هوى ولا يعبد مخلوقا!".
وأردف: "من هنا أيها الإخوة والأحبة، ونحن في هذه المدينة، مدينة الشمس، نتساءل أما آن الأوان لنظهر شمس النبوة من خلال سلوكنا ونحن الأجدر أن نتمسك بذلك السلوك الذي اشتاقت الأرض أن تشرق عليها شمس الشريعة من خلال من ينتمي عليها، وإذا كنا خيوط تلك الشمس لتطل على العالم حتى يقرأ النبي من جديد، وحتى يكون النبي في حياتنا، فلا نجد العنت والمشقة في حياتنا ونبحث عن المخارج لما نحن فيه".
وأشار إلى أن "ثلة من الأمة تحت النيران يعذبون في أرض فلسطين الحبيبة، وأمة بكاملها تعيش سجنا كبيرا ما بين حاكم ومحكوم، وكأننا نعيش سجنا. أما آن الأوان لتشرق شمس النبوة كما أشرقت في يومها حتى عاشت هذه الأمة سيادة لا لتسود غيرها فحسب، بل لتنقذ البشرية من خلال نورها. آن الأوان لأمتي أن تجعل شمس النبوة في حياتنا حتى يحضر النبي فيها، فإذا كان النبي حاضرا في أسرنا، وحاضرا في مؤسساتنا، وحاضرا في مجتمعاتنا، تأكدوا أن النور عندها لن يغيب، ولن يبقى في حياة الأمة ظلمة، ولا يبقى في حياة الأمة ظلام. لذلك فلتنهض الأمة في يوم مولد النبي لتولد في حياتها حياة، ولتولد في حياتها عظمة".
وختم الغزاوي: "كما أن ولادة البشرية لرسول الله تجمع وجوها، فإن شريعة النبي الذي بعث فيها هي التي ينبغي أن تجمع الأمة وتستنهضها، لأن الأمة بحاجة إليها. ولذلك تحية لك صاحب السماحة ولكل من حضر من حولك لنقرأ النبي سيرة، ولنعيش مع النبي مسيرة، لنقرأ النبي إماما ولنعيش مع النبي اقتداء. أسأل الله أن يجعل وطننا لبنان دولة وشعبا. كما يتحلق بعضنا حول النبي ليجد السعادة، آن الأوان لنتحلق حول الوطن لنجد من خلال الوطن والسعادة".
الرفاعي
وبدوره استهل المفتي الرفاعي كلمته بحديث مسند للنبي، حيث قال نقلا عن ابن حجر: "ذكر السهيلي أن العباس قال: لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال فقال: ما لقيت بعدكم راحة، إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين، قال وذلك أن النبي ولد يوم الاثنين، وكانت ثويبة بشرت (أبا لهب) بمولده فأعتقها. وأشار إلى النقرة التي تحت إبهامه وفي ذلك إشارة إلى حقارة ما سقي من الماء. إذا كان هذا كافرا جاء ذمه
وتبت يداه في الجحيم مخلدا
أتي أنه في يوم الاثنين دائما
يخفف عنه للسرور باحمدا
فما الظن بالعبد الذى قضى عمره بأحمد مسرورا ومات موحدا.
لا احد أحب اليه العذر من الله. أرسل الرسل، وأنزل الكتب، وأقام الحجة بما بسط من الآيات، نبي مكلم ومعلم ونبي خاتم "لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل".
ولفت إلى أن هناك "وحي عام ووحي خاص، نفسك تشهد بالوجود والجلال والكمال والعظمة، شهادتها لله أعظم من شهادتها لنفسها، فبديهة العقل تتصور خالقاً بلا خلق، ولا يمكن أن تتصور مخلوقاً بلا خالق (سنريهم آياتنا) وهي عام العقلاء بني آدم، مؤمنهم وكافرهم، يتجلى سماء وارضاً وخلقاً ونواميس وجود وقوانين رياضية وفيزيائية، ونواميس لغة وتصاريف وجود، ربنا أجود ما يكون في موارد الهدى خالق عظيم قدير، فوا عجبا كيف يُعصى الإله، وكيف يجخد الجاحد، وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد".
وقال: "في الإعادة هو الأول ساعة تنشق الأرض ويخلق الخلق، هو الأول لما خلق الله هذا النور وهذه الروحانية المحمدية صار هناك خالق ومخلوق، وما خلق آدم الا بالمدد الروحاني للنبي، فأشار بخلقه يوم الإثنين إلى هذه الأولية إني لنبي وآدم منجدل في طينته، وآدم يخاطب النبي يا ولدي في صورتي، ووالدي في معناي، إنه سر التجلي الأعظم، أحمد البداية والإشارة، ومحمد النهاية والهداية، محمود حمود السيرة والسريرة، مصطفى الرعاية والعناية".
وفي الموقف السياسي أكد الرفاعي أننا "نريد موقفا يبني ولا يهدم، يجمع ولا يفرّق، يحيى ولا يُميت، يؤمن بالتجديد في الأصول، والتيسير في الفروع، بين ثوابت الشرع ومتغيرات العصر، مرونة في الوسائل والآليات، وثبات في الأهداف والغايات".
وأشار إلى أن "بلدنا قائم على التنوع والتعدد وقبول الآخر، السلم الاهلي لنا عنوان، وخطاب الكراهيه والتحريض والالغاء ليس له مكان بيننا. بتعاوننا وتكاملنا وتضامنناوتساندنا ينهض بلدنا ويتقدم، وعندما تحضر الخلافات نتراجع ونتقهقر".
وأضاف: "يا غزة لن تسقطي أبدا، لأن معرفة الواقع مصحوبة دائما بفرادة سنن التدافع، قدر غزة، ومهمتها، وشرفها أن تكون هذا الجندي الذي وقع عليه الاختيار، ومن أراد المجد، فليمشِ معه، وليكن عمقه وظهره وداعمه، فإنه بهذا يتعبَّد اللّهَ لنفسه ولا يتفضّل على غزة! ومن تولى واستغنى فالله عنه أغنى! مضت القافلة وما عاد بالإمكان عرقلة مسيرها بإذن الله، وليس لها من وجهة إلا باحات المسجد الأقصى، وإن غداً لناظره قريب".
وأردف: "بالأمس يا رسول الله بعدما حوصرت في شِعب أبي طالب، وبعدما مات السندان، وبعد الصدود من أهل الطائف، وقعت لك هذه الحوادث حتى نستلهم منها، وقفت كما وقف أهل غزة اليوم، ورفعت يديك إلى السماء كما رفعوا أيديهم إلى السماء، وقلت وقالوا: اللهم إنَّا نشكو اليك قلة حيلتنا وهواننا على الناس، إلى من تكلنا وأنت ربنا؟! إلى عدو يتجهمنا أم قريب ملَّكته أمرنا، إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي. وبعد سنوات قليلة دخلت يا سيدي يا رسول الله مكة فاتحا، وحطمت الأصنام، وقلت: "قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" وسألتهم ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم. غدا رجال غزة وأطفالها سينادي عليهم الحجر والشجر، يا مسلم يا عبد الله، ورائي يهودي تعال فاقتله. ويسألونك متى هو؟ قل عساه أن يكون قريبا، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا بإذن الله".
وختم المفتي الرفاعي: "أردنا الاحتفال في هذه القلعة، لنقول لسنا ضد الحياة، إنما نحن ضد الحرام، ونحن مع كل فن بنَّاء ومتبنٍ لقضيتنا، وضد كل فن يخاطب الغرائز، ولا يتوجه إلى القضايا الكبرى. بعلبك تجمعنا، والقلعة تجمعنا، ومحمد يجمعنا، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".
وتخلل الحفل تواشيح ومدائح نبوية، وكلمة تعريف للشيخ محمد جمال الشل، استلهمت السيرة النبوية الشريفة، وشددت على "نصرة ودعم ومؤازرة ومساعدة أهل غزة".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا