البناء: القناة 12 تنشر تقريراً لجيش الاحتلال عن فشل الحرب على غزة ويدعو للصفقة

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Sep 02 25|08:21AM :نشر بتاريخ

بينما شيّع اليمن شهداءه وأكد عبر صاروخ بالستي أصاب ناقلة نفط إسرائيلية عزمه على الرد، كان كيان الاحتلال ينشغل بما نشرته القناة 12 العبرية من تقارير سرية مسرّبة من جيش الاحتلال حول فشل الحرب على غزة المسمّاة بعربات جدعون في تحقيق أهدافها، ووفقًاً للتقرير، قام الجيش الإسرائيلي بمناورات متكررة في المناطق نفسها بوتيرة بطيئة، وأعطى الأولوية لتجنب الخسائر على نجاح المهمة. كما أشار التقرير إلى الاستنزاف، وإجهاد القوى البشرية، وتآكل المعدات، وسوء الاستعداد لحرب العصابات كأسباب رئيسية للفشل. وتؤكد الوثيقة، التي نشرتها القناة 12 جزئيًا، بشدة أن العملية لم تنجح في تحقيق أيٍّ من هدفيها المتمثلين في إسقاط حماس أو تحرير الرهائن. وقد تمّ توزيع الوثيقة الأسبوع الماضي من قِبل مركز المعلومات العملياتية التابع للقوات البرية في الجيش الإسرائيلي، وقد اطلعت عليها بالفعل عدة ألوية، وفقًا للقناة. وأفاد التقرير أن الضباط الذين اطلعوا على الوثيقة أعربوا عن قلقهم من أنها تُنذر بالسوء للهجوم الوشيك الذي يخطّط له الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة، وشككوا في أن الجيش قد استخلص الدروس اللازمة قبل الهجوم الجديد، الذي أُطلق عليه اسم «عربات جدعون 2»، حيث بدت الدعوة لقبول صفقة تنهي الحرب وتعيد الأسرى كمخرج لائق أبرز استنتاجات التقرير.

في واشنطن، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حديث لصحيفة «Daily Caller»، إن الحرب المستمرة في غزة تضر بـ»إسرائيل»، وأردف: «قد يحققون انتصارات على أرض المعركة، لكنهم لا يحققون انتصارًا في عالم العلاقات العامة، وهذا يضر بهم». مؤكداً بأن جماعات الضغط الإسرائيلية تفقد نفوذها في الكونغرس الأميركي. وتعليقًا على السياسة الأميركية، لفت ترامب إلى أن «إسرائيل» كانت تتحكم بالكامل بالكونغرس سابقًا، لكن نفوذها تراجع الآن. وأوضح أن الجمهوريين الشباب وحركة MAGA / أميركا أولاً أصبحوا أكثر تشككًا في دعم الولايات المتحدة لـ«إسرائيل»، ويأتي كلام ترامب متوافقاً مع تقرير صادر عن «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب، هذا الأسبوع، يحذّر من تراجع التأييد لـ«إسرائيل» بشكل كبير في صفوف ناخبي الحزب الديمقراطي، وفي أوساط في الحزب الجمهوري، ومن أن مكانة «إسرائيل» في الولايات المتحدة تواجه أزمة غير مسبوقة، وهذا يبرز بالأساس في أوساط الشبان في كلا الحزبين. ولفت التقرير إلى أن التراجع في تأييد «إسرائيل» لم يكن بسبب الحرب على غزة فقط، وإنّما بسبب خطة حكومة نتنياهو لإضعاف جهاز القضاء أيضاً، «على إثر الشعور بفجوات آخذة بالاتساع في القيم المشتركة، وخاصة المسّ بالديمقراطية والقلق على حقوق الإنسان والتقديرات أن الحكومة الإسرائيلية (حكومة نتنياهو) تخلّت عن مبدأ الحفاظ على إجماع الحزبين وأنها تتجه بالأساس إلى علاقة مع الجمهوريين». وأضاف التقرير أنه أسهم في ذلك اتهام نتنياهو بأن قرار الاستمرار في الحرب على غزة من أجل الحفاظ على ائتلافه الحكومي؛ ومعارضة خطة «إسرائيل» طرد السكان الغزيين وضمّ القطاع؛ خرق «إسرائيل» القانون الدولي بعد ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من خلال منع دخول مساعدات إنسانية إلى القطاع واستهداف السكان المدنيين؛ وتساهل «إسرائيل» تجاه الإرهابيين اليهود الذين يهاجمون الفلسطينيين في الضفة الغربية.

في لبنان، تقول مصادر سياسية متابعة للملف الحكومي إن الاتصالات على خط بعبدا عين التينة لم تتوقف وشهدت أجواء إيجابية بعد كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري ودعوته لاعتبار عدم الاستجابة الإسرائيلية لورقة المبعوث الأميركي توماس برّاك فرصة لاستعادة مناخ الحوار الداخلي وإحداث احتراق يوقف مناخ التصعيد، من دون وجود رؤية واضحة بعد لكيفية تحقيق ذلك خصوصاً في ظل موقف ممانع للغة الحوار ومتمسك بالمضي في قرارات 5 و7 آب للحكومة رغم كل ما جرى، عند رئيس الحكومة نواف سلام، وقالت المصادر إن الجلسة التي جمعت رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام لم تخلص إلى أي اتفاق بصدد جلسة الجمعة المقبلة للحكومة المخصّصة للاستماع إلى خطة الجيش اللبناني لتنفيذ قرار الحكومة بحصر السلاح.

وفيما بقي خطاب رئيس مجلس النواب نبيه بري طاغياً على المشهد الداخلي، تتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء المرتقبة الجمعة المقبل المخصصة لطرح خطة الجيش اللبناني لحصريّة السلاح بيد الدولة، وسط مروحة اتصالات ومشاورات يقودها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع مثلث عين التينة – السراي الحكومي – حارة حريك في محاولة لإيجاد مخرجٍ لجلسة الجمعة، وفق ما أشارت مصادر مطلعة لـ«البناء» والتي كشفت أن بعد مواقف الرئيس بري عقد أكثر من لقاء بين مستشار رئيس الجمهورية العميد ديدي رحال والرئيس بري، ولقاءات أخرى مع النائب محمد رعد، ويجري عن حلٍ يقضي بوضع خطة للجيش لحصر السلاح لكن من دون مهل زمنية لتطبيقها قبل الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب ووقف الخروقات وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. ولفتت المصادر إلى أن خطة الجيش ستكون على مراحل تبدأ المرحلة الأولى من منطقة جنوب الليطاني وتنتقل إلى شمال الليطاني وتقسم إلى مراحل أيضاً الجنوب والبقاع الغربي والبقاع الشمالي والأوسط إلى الحدود السورية والضاحية الجنوبية وبيروت، لكن تنفيذ الخطة يبدأ بجنوب الليطاني وشرط الانتقال إلى شمال الليطاني هو الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب ووقف الخروقات.

غير أن معلومات «البناء» كشفت عن ضغوطٍ تتعرض لها مراجع كبرى للدفع باتجاه إقرار خطة الجيش مع تحديد موعد التنفيذ فوراً ومهلة زمنيّة لإنهائها. لكن مصادر «الثنائي» تشير لـ«البناء» الى أن وزراء حزب الله سيقاطعون الجلسة إذا لم يُصَر الى تصويب خطيئة الحكومة بالقرارين الشهيرين وتغيير طريقة التعامل في ملف السلاح، على أن يحضر وزراء حركة أمل لكي لا تحصل مقاطعة شيعية كاملة للجلسة، أما بحال استمرت الحكومة على خطيئتها فإن الوزراء الذين سيمثلون حركة أمل سينسحبون من الجلسة قبل التصويت على الخطة إذا لحظت التنفيذ واقترنت بمهلة زمنية لذلك.

وفيما لم يسجل المشهد الداخلي أي موقف أميركي جديد بعد جولة الوفد الأميركي إلى لبنان والأجواء السلبية التي رافقتها ورفض «إسرائيل» لأي خطوات مقابلة للخطوات اللبنانية، أفادت معلومات قناة «الجديد»، عن أن «نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس عائدة إلى بيروت في الأيام القليلة المقبلة».

وأبلغ السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو الرئيس عون أنّ الموفد الرئاسي الفرنسي، الوزير السابق جان إيف لودريان، سيزور لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة بتكليف من الرئيس إيمانويل ماكرون، لمتابعة التطورات والتحضير لمؤتمرين: الأول لإعادة إعمار لبنان، والثاني لدعم الجيش اللبناني.

وإذ نقلت أوساط مطلعة لـ«البناء» امتعاض رئيس الجمهورية مما آلت اليه الأمور وخيبة أمله من نتائج الزيارة الأميركية الأخيرة والمواقف الأميركية المفاجئة، والتصعيد الإسرائيلي السياسي والعسكري، لفتت الأوساط إلى أن الرئيس عون يحاول إعادة تصحيح الواقع عبر تعزيز الحوار مع الثنائي والخروج من المأزق التي وضعت الحكومة نفسها فيه، إذ خابت التوقعات من زيارة الوفد الأميركي، ما يعني أن الحكومة أصبحت بحلٍّ من أمرها وهناك تباين في وجهات النظر داخل الفريق الوزاري للرئيس نواف سلام، وخلاف بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الذي تراجع عن تصريحاته لصحيفة الشرق الأوسط الخميس الماضي الذي حمّل فيها إسرائيل مسؤولية أجهاض الحل برفضها معادلة خطوة مقابل خطوة، وإشارته الى أن الأميركيين لم يأتوا بشيء جديد.

وفي سياق ذلك، عرض رئيس الجمهورية مع سلام خلال اجتماع عقد في قصر بعبدا أمس، الأوضاع العامة في البلاد والتطورات الأخيرة. وأطلع الرئيس سلام رئيس الجمهورية على نتائج زيارته إلى جمهورية مصر العربية والمباحثات التي أجراها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والمسؤولين المصريين الذين التقاهم. وتطرق الرئيسان عون وسلام إلى موضوع التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) وأجواء جلسة مجلس الوزراء المقررة يوم الجمعة المقبل.

وعلت «البناء» أن الأجواء لم تكن إيجابية بين عون وسلام، إذ ظهر في مقاربة الطرفين خلاف حول مخرج جلسة الجمعة، إذ يضغط رئيس الجمهورية باتجاه حل يُرضي الثنائي ويؤمن حضور الوزراء الشيعة الخمسة، وأن تخلو خطة الجيش من مهلة زمنية حتى يأتي الوسيط الأميركي بضمانات لخطوات إسرائيلية تنفيذية، يُصرّ سلام على وضع مهلة زمنية وربط تنفيذها بما سيحمله المبعوثون الأميركيون من خطوات إيجابية إسرائيلية في أي زيارة مقبلة إلى لبنان.

وفي موازاة مساعي رئيس الجمهورية، يضطلع الرئيس بري وفق معلومات «البناء» بدور توفيقي بين عون وسلام وحزب الله، يتماهى مع اقتراح رئيس الجمهورية، وذلك لاستشعار رئيس المجلس مشاريع خطيرة يجري إغراق الساحة الداخلية بها لأهداف إقليمية تتعلق بالمشروع الإسرائيلي للمنطقة، وتنطلق مبادرة بري من مواقفه في خطاب 31 آب والسقف الذي وضعه والخطوط الحمر الوطنية التي رسمها، وهي الحوار أولاً، وعدم الاستفراد بطائفة مؤسسة للبنان، وحماية الوحدة الوطنية وعدم زجّ الجيش اللبناني بآتون الصراعات الداخلية، ومواجهة مخططات الحرب الأهلية وتسليج وتقوية الجيش اللبناني واستراتيجية دفاعية إلى جانب انسحاب إسرائيل كاملاً من الجنوب ووقف الأعمال العدائية.

واستقبل الرئيس بري في عين التينة نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤوناً تشريعيّة وعمل لجنة التحقيق البرلمانية. وبعد اللقاء قال بوصعب: لكي تسير الأمور بطريقة أفضل، يجب أن نكون آخذين بعين الاعتبار، أن الخطر الإسرائيلي ما زال قائماً وفي الوقت عينه الوحدة الداخليّة أساسية، وتطبيق كامل لدستور الطائف هو المخرج وأيّ موضوع يحتاج إلى حوار جانبي أو حوار مباشر، حوار غير مباشر، ولكن بالحوار يجب أن نذهب إلى تطبيق كامل لدستور الطائف، وكما تعرفون دستور الطائف يعالج الكثير من الأمور، يعالج موضوع حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانيّة، ويقول إنه يجب أن يكون هناك حوار واستراتيجية دفاع وطني أو استراتيجية أمنية، كما ورد في خطاب القسم، الطائف يتحدث عن قانون انتخابات عصريّ، إلغاء الطائفية السياسية، اللامركزية الإدارية، أعتقد حان الوقت لكي نعرف كلبنانيين أن هذه الأمور التي نؤجلها منذ سنوات، يجب أن نعطيها فرصة، وقد يكون التطبيق الكامل لدستور الطائف هو الحل الأفضل اليوم. وتابع بو صعب: في الوقت نفسه تكلمنا عن التحديات الموجودة أمام الحكومة اليوم، لمست أن الرئيس برّي منفتح ومرن، ولكن في الوقت نفسه هو حريص على لبنان وكرامة لبنان وعلى طريقة معالجة الأمور والأزمات، وأن التحدّي لا يوصل الى نتيجة، وهذا أيضاً سمعته من الرئيس بري بالتفاهم والهدوء نصل إلى النتيجة التي فيها مصلحة لبنان بالدرجة الأولى.

إلى ذلك، اعتبر نائب رئيس المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، في رسالة في الذكرى الـ47 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه أن «العودة إلى نهج الإمام الصدر، نهج الوحدة الوطنيّة ورفض الفتنة، تبقى السبيل الوحيد لحماية لبنان. فالإمام الذي حذّر من الحرب الأهليّة ودعا دائماً إلى الوحدة، ينادينا اليوم مجدداً للالتفاف حول الوطن وعدم التفريط به لمصالح ضيّقة، ورفض الاستجابة للمطالب الأميركية ـ الصهيونية بنزع سلاح المقاومة».

ودعا الخطيب إلى الانسجام مع مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الداعية إلى الحوار الهادئ والتوافقي، باعتبارها المدخل الصحيح لحماية لبنان واللبنانيين، بعيداً عن الحسابات الطائفيّة، حفاظاً على وحدة الوطن ودفعاً للشر عنه.

وقال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين «انشغلوا بقضية نزع السلاح، وحضر وفد الكونغرس الأميركي ومبعثو الإدارة الأميركية من أجل ‏نزع السلاح، فلمَ هذا الإصرار طالما أنكم تقولون إن المقاومة قد هُزمت ولم يبقَ أحد من قيادتها ودمّرتم قدرتها؟ وما سرّ ‏قلقكم مما تبقى من سلاحها؟ الجواب واضح وبسيط، وهو أن العدوّ لا يشعر بالأمان ميدانيًا ما دام هناك احتمال لوجود قدرة ‏يمكن أن تحملها إرادة حقيقية وتقاتله، قدرة بمجرد وجودها لن يجرؤ على اجتياح لبنان وهو بحاجة للقضاء عليها ليقوم ذلك، ‏والدليل ما حصل في سورية، فبعد سقوط النظام السابق دمّر العدوّ القدرات العسكرية السورية وأنهى قدرتها على مواجهته ثمّ ‏اجتاح أراضيها». ‏

وتابع النائب عز الدين: «العدوّ لا يطمئن إلا بالقضاء على عنصر القوّة، لذلك يسعون اليوم إلى القضاء على سلاحنا، ولكننا ‏نقول بشكل واضح إننا لن نسلّم السلاح، لأن تسليم السلاح يعني الخطوة التالية المتمثلة باحتلال لبنان».‏

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء