خاص ايكو وطن: الدولة مهتمة بمعرض رشيد كرامي الدولي والشعراني لموقعنا: متفائلون جداً

الرئيسية مقالات / Ecco Watan

الكاتب : روعة الرفاعي
Aug 31 25|11:04AM :نشر بتاريخ

بعد سنوات من الإهمال والجمود، يلوح الأمل مجددًا في أفق معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، أحد أبرز الصروح المعمارية والثقافية في لبنان والمنطقة. فمع تعيين مجلس إدارة جديد يضم كفاءات واعدة، تتجه الأنظار إلى إمكانية إعادة الحياة لهذا المعلم الذي لطالما اعتُبر رمزًا للتواصل الاقتصادي والثقافي بين الشمال والعالم. تأتي هذه الخطوة في سياق توجه رسمي لإعادة تفعيل المرافق الحيوية في المدينة، وفي وقت تحتاج فيه طرابلس إلى مبادرات فعلية تنتشلها من حالة التهميش، وتضعها مجددًا على خارطة التنمية والاستثمار.

الدكتور هاني الشعراني: متفائلون بمرحلة جديدة لمعرض رشيد كرامي الدولي ونمتلك خطة طموحة للإنقاذ والتطوير

أكد رئيس مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي الدكتور هاني الشعراني أن تعيين مجلس إدارة جديد بعد خمسين عامًا من الإهمال، يمثّل بارقة أمل لمرحلة إنقاذ حقيقية لهذا المعلم الحيوي في طرابلس. وقال في تصريح لموقع "ايكو وطن":  "نحن متفائلون جداً، فالمجلس الجديد يضم أصحاب كفاءات عالية، وقبولنا لهذه المسؤولية ينبع من أحلام وطموحات نريد تحقيقها للنهوض بالمعرض. لدينا الطاقة، والهمة، والإيجابية اللازمة لإحداث التغيير المنشود".

وأضاف الشعراني:  
"أولوياتنا واضحة. الملف الأول يتمثل بترميم المعرض، والثاني يرتبط بتفعيل أصوله غير المستثمرة، وعلى رأسها فندق طرابلس الذي تحتاجه المدينة بشدة، إلى جانب منشآت أخرى يمكن تحويلها إلى أصول منتجة وفاعلة. أما الهدف الثالث، فهو إعادة تنشيط الواقع الاقتصادي والثقافي والفني والرياضي من خلال استثمار هذه المساحة الحيوية، وتحويلها إلى منصة تنعكس إيجاباً على المدينة والشمال ولبنان ككل"
وفي ما يخص الدعم الرسمي، نوّه الشعراني بزيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى المعرض، معتبرًا إياها "إشارة إيجابية كبيرة"، وقال:  "الرئيس سلام أكد لنا دعمه وطلب منّا إعداد الملفات المطلوبة، كما أن وزير الوصاية، وزير الاقتصاد، يتابع ويهتم بالملف بشكل يومي. أما نواب طرابلس، فهم إلى جانبنا ويعملون بجهد لدعم هذه الخطوة".
وختم بالقول:"لدينا مسؤولية كبيرة، والإعلام شريك أساسي في إنجاح مهمتنا من خلال تسليط الضوء على التقدم وتحفيز الدعم العام والرسمي، وكلنا أمل بأن المرحلة المقبلة ستحمل الخير لطرابلس".


الدكتورة جمانة الشهال تدمري: معرض رشيد كرامي تحفة معمارية عالمية ونسعى لإعادة الحياة إليه بشراكة شاملة

من جهتها، أكدت عضو مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي ورئيسة جمعية "تراث طرابلس – لبنان"، الدكتورة جمانة الشهال تدمري، أن العمل الجدي انطلق منذ اللحظة الأولى لتسلّم مجلس الإدارة الجديد مهامه. وقالت:  "باشرنا فورًا بعقد اجتماعات ومشاورات لوضع رؤية واضحة ومتكاملة لإعادة إحياء المعرض، وتركّز أولويتنا على ترميم المباني المصنّفة على لائحة التراث العالمي من قبل الأونيسكو، والتي أصبحت في حالة خطر حقيقي".

وأضافت:  "نحن نعمل بالتوازي على عرض مشاريع تشغيلية، بالشراكة مع القطاعين العام والخاص، لإعادة تفعيل هذه المنشآت بطريقة فعّالة. ولا بد من التذكير أن المعرض يتمتع ببنية مزدوجة، اقتصادية وثقافية، وفق رؤية المعمار العالمي أوسكار نيماير الذي جمع بين التنمية الاقتصادية والهوية الثقافية، ونحن ملتزمون بهذا النهج".

وتابعت تدمري:  "المعرض ليس فقط مرفقًا معماريًا بل هو تحفة فنية نادرة في حوض البحر المتوسط، وثروة وطنية تستحق أن تُستثمر بشكل صحيح. من هنا، ندعو المجتمع المدني ليكون شريكًا ومبادرًا في إطلاق النشاطات داخله، ونحن كمجلس إدارة مستعدون لتقديم كل الدعم اللازم كي لا يبقى المعرض مهجورًا، بل يتحول إلى مركز دائم للحراك الثقافي والاقتصادي والاجتماعي".

وفي ما يتعلق بالواقع السياسي، أشارت تدمري إلى أن "العهد الجديد أطلق إشارات إيجابية"، موضحة أن "رئيس الحكومة نواف سلام شارك شخصيًا في أول اجتماع للمجلس وزار المعرض، في خطوة داعمة ومعنوية كبيرة، كما أن وزير الاقتصاد عامر البساط، وهو وزير الوصاية، أبدى كامل التعاون والتشجيع".

وختمت بالقول:  "نأمل أن يعود المعرض منصة للمعارض الدولية كما كان، وسنبذل أقصى جهودنا لتحقيق ذلك. كما ندعو الجميع، أفرادًا ومؤسسات، لزيارة المعرض والمشاركة في أنشطته وتقديم المبادرات. وأؤكد على أهمية دور الإعلام في مواكبة هذا التحول وإيصال الصورة الحقيقية لهذه المنشأة الرائدة".


الدكتور علي الصمد: لا نريد من المعرض إحداث النهضة بمفرده بل فتح باب الحوكمة والنهوض الشامل

أوضح مدير عام وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد أن دور معرض رشيد كرامي الدولي لا يقتصر على النهوض الاقتصادي لطرابلس، بل يشكل خطوة أولى في سياق السياسات الجديدة التي تعتمدها الحكومة في المدينة.

وقال في حديثه:"ليس المطلوب من المعرض وحده أن يُحدث نهضة اقتصادية شاملة، بل أن يكون بداية لسلسلة خطوات تستهدف إعادة تشكيل الهيئات والمؤسسات الرسمية المرتبطة بالدولة في طرابلس، بالتوازي مع إيجاد إطار جديد للحوكمة الفعّالة".
وأضاف الصمد:  "المشكلة الأساسية التي نعاني منها تكمن في غياب الحوكمة الرشيدة داخل مؤسسات الدولة، ومنها معرض رشيد كرامي، وهذه خطوة أولى تعكس نية الحكومة لإعادة الحياة إلى هذه المرافق الحيوية".
وأشار إلى أهمية المبادرات المحلية والقطاع الخاص، قائلاً:  "لبنان قائم أساسًا على فلسفة المبادرات الفردية والشراكات مع القطاع الخاص، ودورنا كدولة هو في توفير المناخ الملائم والإطار القانوني السليم لجذب هذه المبادرات واستثمارها في النهوض الاقتصادي والمالي في طرابلس".

وختم بالقول:  "ندعو الجميع، من جهات خاصة ومجتمع مدني، إلى ملاقاة هذا الجهد الرسمي بخطوات عملية ومشاريع حيوية، كي نعيد لطرابلس موقعها الطبيعي في قلب الحياة الاقتصادية والثقافية اللبنانية".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan