فياض: السلطة اختارت الرضوخ لمسار الفرض من الخارج

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Aug 17 25|16:44PM :نشر بتاريخ

رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض أن "المرحلة التي يمر بها لبنان، هي مرحلة حرجة وخطيرة ومعقّدة، وينظر إليها اللبنانيون بكثير من القلق، وأن السبب في ذلك، هو حجم الاستهدافات التي يتعرض لها لبنان بإدارة أميركية-إسرائيلية، وبالتعاون الوثيق مع قوى أخرى، تبذل كل إمكاناتها وقدراتها وضغوطاتها في الإتجاه نفسه الذي يعمل عليه الأميركيون والإسرائيليون"، معتبراً أن "ما زاد الطين بلة، والمشهد تعقيداً، هو سياسات السلطة اللبنانية وقراراتها في موضوع حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة، وبخلفية إستهداف المقاومة وسلاحها، أي بما يخدم أيضاً الإتجاه الذي يريده الأميركي والإسرائيلي".

وقال خلال احتفال تأبيني لمحمد مدلج في مجمع الإمام المجتبى في السان تيريز:  "السلطة اللبنانية وقعت في خطأ جسيم، وأوقعت معها البلد في حالة خطيرة وأكثر تعقيداً، وتنطوي على إحتمالات أكثر سلبية، عندما تراجعت عن أولوية الإنسحاب الإسرائيلي ووقف الأعمال العدائية، علماً أن هذا الشرط هو حقها القانوني بحسب القرار ١٧٠١ وتفاهم وقف إطلاق النار، وهذا المطلب أو الشرط، إنما يشكل الضمانة الأساسية والجوهرية عملياً، في ظل غياب الضمانات الأخرى، وفي ظل إنهيار مصداقية كل الضمانات والوعود التي تضمنها التفاهم أو التي أطلقتها الدول الضامنة".

وأعرب عن اعتقاده أن "قرارات الحكومة كشفت لبنان، وجعلته يقف في العراء، ونسفت الأساس الذي تستند إليه قوة الموقف التفاوضي اللبناني الرسمي، وبمعزلٍ عن أي خلاف سياسي، فإن إستراتيجية التفاوض للسلطة اللبنانية باتت فارغة وهزيلة، وقدمت أداءً غبياً، عندما رمت أوراقها بالمجان ومن دون أي مقابل، سوى الوعود الفارغة والرهانات البائسة، وبالمحصلة، أراحت قرارات الحكومة اللبنانية الإسرائيلي، ووسعت هامش ذرائعه في تصعيد الأعمال العدائية والإغتيالات اليومية وتعليق إنسحابه من الأراضي اللبنانية المحتلة على شروط غير قابلة للتطبيق، ما يعني تأييد إحتلاله بقرارات لبنانية وإلى أمدٍ غير معلوم، وكل هذا يحصل، في وقت يصعِّد فيه الإسرائيلي من إعتداءاته، وتغيب في مواقفه وسلوكه أية مؤشرات عن إستعداده للإلتزام بالإنسحاب أو وقف الأعمال العدائية راهناً أو مستقبلاً، بل أكثر من ذلك، إن مسؤوليه باتوا يتحدثون عن المناطق التي دخلوها في جنوب سوريا وجنوب لبنان، كأحزمة أمنية غير مستعدين للإنسحاب منها في المدى القريب، كما أن حديث نتنياهو عن إسرائيل الكبرى يضع لبنان، مثل باقي دول المنطقة، في مواجهة تحديات شديدة الخطورة، وتخلط المعطيات رأساً على عقب".

ولفت إلى أن "العدو الإسرائيلي يعلن صراحة أنه يريد أن يجعل من لبنان وفلسطين وسوريا ومناطق أخرى، مسرحاً دائماً لعملياته الأمنية، الآن ومستقبلاً، تحت عنوان إزالة تهديد محتمل، وهي ذريعة فضفاضة تتجاوز أية حدود أو ضوابط، وتحوِّل حياة البشر في هذه المجتمعات إلى جحيم لا يطاق، وبالتالي، ليس أمام اللبنانيين سوى التمسك بأولوية الإنسحاب الإسرائيلي وإيقاف الأعمال العدائية، وعدم التفريط بحق الدفاع عن النفس".

وشدد على أن "حزب الله حرص منذ تفاهم وقف إطلاق النار على أن يقدِّم أداء مرناً وإيجابياً آخذاً في الإعتبار، خصوصية الوضع اللبناني وضروراته، وأن يفتح الطريق أمام السلطة اللبنانية لمسار المعالجة، ولكن يبدو أن هذه السلطة، إختارت الرضوخ لمسار الفرض والإملاء من الخارج والإستسلام للشروط الإسرائيلية، وهذا مسار مكلف وخطير على المستويات كافة".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan