بطريرك اللاتين في قداس من إهدن: الخوف مسيطر على عقولنا وعلى قراراتنا اليومية
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Aug 10 25|14:54PM :نشر بتاريخ
ترأس بطريرك اللاتين فؤاد طوال قداس الأحد في كنيسة مار جرجس – إهدن، بمشاركة المونسنيور اسطفان فرنجية ، وخدم القداس المرنّم باسكال اسكندر، في حضور حشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "شكرا على هذه المناسبة الحلوة نجتمع معكم نلتقي مع بعضنا البعض، نصلي لبعضنا البعض. قرأنا في إنجيل القديس لوقا كلمات جميلة معزية عندما يقول السيد المسيح لكل واحد منا ولنا جميعا: لا تخف أيها القطيع الصغير، لا تخف، حسبنا لدى أبيكم أن ينعم عليكم بالملكوت. بالفعل نحن قطيع صغير مقارنة بالشعوب التي تحيط بنا. قطيع صغير وعددنا يزداد قلة بسبب الهجرة وبسبب الظروف الصعبة التي نواجهها. عدد قليل الأمناء لله، الأمناء للكنيسة، الأمناء للعائلة والصداقة، حتما دوما عددهم قليل. حتى في الدول الغربية التي تسمي نفسها دولاً مسيحيّة، القطيع الصغير هو القطيع الأمين لله والكنيسة والعائلة والصداقة. أهمية المواطن والمواطنين الأمينين لا تقوم على كثرة أو قلّة عددهم بل على النوعية والسلوك وإصالة المعدن والإنسان. نحن هنا قوتنا ليست بالعدد، قوتنا بالنوعية والسلوك والإيمان والأمانة لله والعائلة والكنيسة".
وتابع: "ما سمعناه من يسوع بكلمة "لا تخف أيها القطيع الصغير" يبعث في كل واحد منا الأمل في زمن الضياع والخوف حاليا، الأمل بزمن أفضل، بوقت أفضل، وسياسة أفضل. لا تخف. الخوف كان وما زال خبزنا اليومي، الخوف كان وما زال علامة زماننا وعصرنا. اليوم الخوف مسيطر على عقولنا وعلى قراراتنا اليومية. الحكومة تخاف من المواطنين، والمواطنون يخافون من الحكومة ومن المحاكمة وإلى آخره. الأخبار اليومية تزيد من وطأة الخوف عند المواطنين، الحروب الدائرة في أوروبا وغزة، وجو الحرب والخوف والضغط في لبنان هنا في فلسطين والأردن يزيد المواطن المسيحي خوفا من حاضر صعب ومستقبل مجهول".
أضاف: "الإنسان خائف من أزمات المناخ الذي فلت من أيدينا وما ينتج عنها من كوارث طبيعية كالحرائق العديدة أو ذوبان الجليد أو اختلاف الطقس أو الحرارة كما وضعنا هذه الأيام. الإنسان خائف من نوبات وأمراض جديدة معدية، ومن النتائج المتأخرة لمرض الكورونا، خائف من الحاضر الصعب، خائف من المستقبل المجهول، خائف على مصيره وعلى مصير أبنائه. خائف من غلاء الأسعار والمعيشة. نعم، من منا لا يخاف؟ نكبر في الخوف، نسير ونفرح وفي داخلنا جرس خوف يقرع".
وقال: "في ظل هذه المخاوف على أنواعها نفتش عن سند، عن دعم، عن قوة تحمينا، عن ملجأ حماية نختبئ فيه. فهل هذا الملجأ موجود وفي متناول اليد؟ نعم، هناك ملجأ حصين للمجموع ككل، ولكل عائلة، ولكل فرد، ولكل أم وأب، عندنا ملجأ حصين يمكننا الاحتماء به ألا وهو حضور الله في حياتنا. الله هو القائل: لا تخف أيها القطيع الصغير. وحضور من يضعهم أمامنا في طريقنا من كهنة وقديسين ومن الناس الطيبين. وهنا في لبنان عندنا أفضل ملجأ: سيدة حريصا، سيدة لبنان، سيدة زغرتا. يكفينا أن ننشد "يا أم الله يا حنونة" كي نشعر بالحماية والقوة لنتابع الطريق، لنتابع المسيرة مهما كانت الظروف صعبة ومهما كبر الصليب على عاتقنا".
وتابع: "لقد قلت أكثر من مرة إن كنيستنا، كنيسة الشرق الأوسط، كنيسة لبنان، كنيسة القدس، كنيسة الأردن، هي كنيسة الجلجلة، هي كنيسة الآلام. والقيامة والقبر الفارغ لا يبعدان عن الجلجلة، وأملنا قريب وأملنا قوي أنه قريباً ستأتي القيامة ويرجع السلام وترجع الطمأنينة ويرجع حب الأخوة ونعيش بالسلام كما طلب منا السيد المسيح: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والمثقلين وأنا أريحكم". كلنا متعبون وكلنا مثقلون بالهموم. لا تخف أيها القطيع الصغير، تتكرر كلمة "لا تخف" في الكتاب المقدس حوالى 360 مرة، أي تقريبا كل يوم لدينا وصية لا تخف. وهذا يعني أن الله يقف إلى جانب حياتنا، يقف إلى جانبنا كلما ثقل الصليب علينا، وإن كان الله يحبنا من جهة، وإن كنا نحن متحدين معه وتحت ستر حماية العذراء سيدة لبنان، فإذا كان الله معنا ونحن معه فلا خوف علينا".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا