مريم البسام: حكومة الاستعجال حبذا لو  وضعتم في حساباتكم أن الأوطان لا تُرسّم بهندسات خارجية

الرئيسية مقالات / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Aug 08 25|12:09PM :نشر بتاريخ

كتبت الصحافية مريم البسام في ايكو وطن: 

حبذا لو أن وزراء حكومة لبنان توجهوا جميعاً مع السيدات حرمهم الى ضفاف بحيرة كومي للمشاركة في “مقررات” حفل زفاف الدكتورة يومي على رجل الأعمال التركي غورهان كيزيلوز، أو تسطّحوا تحت شموس إسبانيا كحال الوزير ياسين جابر.
في عرس اليومي كانت السيدات ستحصّلن حقائب فاخرة، والرجال هدايا ثمينة، والجميع سيتخذ قراراته على ميثاقية إليسا ورشاقة هيفا وصوت الفنان التركي إبراهيم تاتليسيس و”آه كشكم.. آه كشكم”.
أما مشاركتهم في جلسة وزارية لمناقشة الورقة الأميركية الإسرائيلية، فكان يُسمع منها صوت توم برّاك الشنيع، مصحوباً بأوركسترا غربية عربية تعزف على وتر  من نشاز.
مثل هذه المقررات التي تحسم مصير بلد هي مسؤولية وطنية لم يدركها القيّمون علينا، ولم يروا منها إلا ذاك الضغط الآتي من البعيد والقريب تحت ذريعة “استعجلوا، لم يعد لديكم ترف الوقت”.
كانت الحكومة تجتمع لمرتين، ثلاثاء وخميس، فيما إسرائيل تدمر جنوباً وتغتال من الجنوب إلى البقاع. كان يسقط شهداء على مرأى الوزراء، وبينهم الطفل عباس مرعي عوالي ابن الـ 11 عاماً في تولين.
"إذا ما بدك تدين جرائم إسرائيل باستهدافها الشباب الطيبين، طيب الطفل ما بيوحيلك بشي؟"
حكومة الاستعجال، حبذا لو  وضعتم في حساباتكم أن الأوطان لا تُرسّم بهندسات خارجية، وأن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وكل اللبنانيين باتوا أكثر منكم استعجالاً للحل، لكن على طريقة تحفظ مناعة البلد وتزيل عنه أي تهديد من فوق وتحت وبالوسط.
للمرة شبه الأولى أقدّر جبران باسيل عندما قال: “فليحافظوا على الشكل على الأقل، وليقروا ورقة لبنانية لا أميركية ولا سورية ولا إيرانية ولا من أي دولة.. ما هذا العيب”.
أنتم حكومة “الإصلاح والإنقاذ” يُفترض، ولم يحدث أن عرّفتم عن أنفسكم بأنكم حكومة “الصدام”. وأي قرار ستتخذونه يجب أن يُبنى على التفاهم والشراكة، وليس تحت الضغط ورؤيا “عربات جدعون”.
غير ان  من بين الوزراء مَنْ  كان مهرولا ليثبت انه " جدع " وبعضهم الاخر تجره عربة جدعون .
وأغلب الظن أن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كان أقرب إلى التفاهمات لو أُتيح له الاستمرار بالاستراتيجية “ التكْتية” التي اعتمدها عبر مد الجسور مع الطرف المعني بالحل، لكن هناك داخل مجلس الوزراء من يريد تذكيرنا بأنه “أبو  الحسم” وقراراته مُنزلة ولا تقبل الطعن.
هل راعيتم البلد؟ هل بحثتم عن حلول لبنانية - لبنانية تضع السلاح في مُندرجات قوة لبنان؟ هل مسموح للجيش اللبناني أن يمتلك هذا السلاح؟ كيف تسوّل  لكم شهيتكم الوطنية أن تضعوا مؤسسة الجيش، عالية الوطنية، في مواجهة مكوّن لبناني؟
اما هذا المكّون فحكماً هو مسؤول في المقابل عن ضبطه لشارعه وعدم انزلاقه الى الفوضى المرّجوة و" ضب " حركات الاحتجاج على الدراجات النارية  و" ثورة الموتسيكل " والاحتكاك بالمناطق القريبة .
كلها مسؤوليات .. بدّها مسوؤلين، ورجال او نساء دولة، وأصحاب قرار داخلي وصفاء ذهني يأخذ في الحسبان ان الوطن أولا ً،
وهاي أول مرة ايضاً تُصلح فيها صيغة التفاهمات والتحاصص " ما كل عمركن بتعملوها للقسمة والنصيب السياسي " 
لو جلستم على بحيرات “كومي” وشاركتم في زفاف “يومي” ورجعتم باسترخاء العضل، لربما كان طابقكم العلوي أجرى “ريفريش”، وعدتم لنا بحلول من الورقة اللبنانية، لكن “آه كشكم”.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : Facebook